على الشاطىء السوري للمتوسط تحتشد الاساطيل المدججة بالصواريخ والطائرات الاكثر تطورا في صناعة الدمار والقتل، بينما في اعماق سورية ما زال هناك رجل لا يريد ان يفهم ما كان يجب ان يفهمه منذ زمن، فقد كان في ما آل له العراق وصدام حسين التكريتي عبرة لا لبس فيها، فثمة فارق شاسع بين رجولة الفراش وبين رجولة صواريخ الكروز الامريكية. كان عليه ان يحدق مليا، فبين اطلاق الاوامر وضرب المحظور وتجاوز كل الخطوط الحمراء وبين اشجع القرارات قرار واحد لا لبس فيه يتنحى عن منصبه ويرحل بدلا من الاستماع الى ثلة من ثعالب ما زالت تشوي دجاجا مسروقا في اوكار دمشق. كان لا بد من تعلم درس القذافي، وكيف هدد وتوعد وكيف مضى في العناد الى ان اختبأ في المجاري فكان له نصيب وافر مما نعت الناس به، فما بات مجهولا لاحد كيف كانت الرجولة وكيف قتل وكيف كان يتوسل! اليوم وقبل تغيرات اللحظة الاخيرة ما زال من يقول بصدق وامانة للرجل تنحى لقد انتهت اللعبة القذرة ويؤكد انه مازال بعض من مقاعد شاغرة على طائرة يمكن لها ان تقلع الان وليس غدا الى محطة امنة في مكان لا يختلف عليه اثنان. لم نعد نحتمل ان نرى غازات سامة تخنق اطفالنا وشيوخنا. نعم لم نعد نحتمل مناظر جرف الاحياء والاموات في ساحة اعتصام سلمي، لم نعد نحتمل.. نعم لكن سنقف في وجه جرافات العار وسنقف احياء وامواتا في وجه النووي والكيمياوي الارض لنا فأما في بطنها او في جوفها. امين الكلح