يتسلل البرد إلى جسدي. بعد انتهائي من قراءة الكتاب. أغوص تحت اللحاف. ما زال البرد يضرب جسدي النحيل. يبدأ النعاس هو أيضآ بالهجوم نحوي. أصرخ على زوجتي بصوتا مرتفع: أفعلي أي شيء لتبعدي عني البرد. تتقدم نحوي زوجتي مسرعة وتبتسم لي وتقول : أي شيء؟ فأرد عليها وجسدي يرتجف كالسمكة التي يتم استخراجها من الماء: نعم أي شيء. أحرك جسدي الممدد على السرير إلى الجهة الأخرى وأستسلم للنوم. أستيقظ من نومي. أبعد اللحاف عن جسدي وأوجه أنظاري وأرى الموقد وهو يملأ غرفتي بالدفء. ما أجمل الدفء. و لكن كيف استطاعت زوجتي من إشعال نار الموقد بهذه السرعة وأنا لم أجلب الحطب من الخارج؟ أقفز من علي سريري وأتوجه نحو زوجتي وأقول لها: لقد استيقظت الآن وأريد أن أعرف كيف استطاعتي من إشعال نار الموقد بهذه السرعة وأنا لم أجلب الحطب من الخارج؟ ترتسم ابتسامة كبيرة على وجهها وقالت: لا تهتم المهم أنك نمت وأخذت قسطا من الراحة. تبدأ نار الغضب بالاشتعال في داخلي وأقول لها بهدوء: اخبريني الحقيقة؟ فترد وهي غير مبالية: أنت قالت لي ان أفعل أي شيء لكي أبعد البرد عنك لكي تتمكن من النوم ولقد راءيتك قد انتهيت من قراءة كتاب فحرقته مع جريدة قديمة في الموقد وذهبت لخارج البيت وجلبت الحطب. شعرت بالغضب والحزن بداخلي ولكن بسبب ما فعلته أنا فأنا طلبت منها أن تفعل أي وهي رأت الكتاب إمامها وقد انتهيت من قراءته فأحرقته في الموقد مع الجريدة قديمة. حسين علي غالب