صالون: هل تتدخل روسيا وإسرائيل والسعودية في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2020؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن   ـ “القدس العربي”:

نشر موقع “صالون” مقالا لجيفرسون مورلي، المراسل في موقع “ديب ستيت” تحت عنوان “توقع ثلاثة أنظمة ديكتاتورية- إسرائيل وروسيا والسعودية العمل على إعادة انتخاب ترامب عام 2020”. وقال مورلي إن فكرته هذه تقوم بناء على قرار الحكومة الإسرائيلية منع النائبتين الديمقراطيتين إلهان عمر ورشيدة طليب زيارة إسرائيل وفلسطين.

 وكان القرار الإسرائيلي مدعاة لالتفاف المرشحين المتنافسين للحصول على دعم الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2020 حول النائبتين، في وقت هاجمت فيه إسرائيل داعمي النائبتين في أمريكا.

ويرى مورلي إن بنيامين نتنياهو في دعمه الصارخ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياسته القائمة على الإنقسام العنصري لم يقدم الدعم فقط للرئيس في انتخابات عام 2020 بل وأسهم في توحيد الحزب الديمقراطي المنقسم دائما حول رسالة معادية لإسرائيل وعلى مدى الطيف السياسي القريب من يسار الوسط. ويرى الكاتب أن التدخل الإسرائيلي الواضح في الحملات الرئاسية لعام 2020 يختلف عن المدخل الهادئ الذي استخدمه الرئيس فلاديمير بوتين وعملائه في الحملة التي قادت ترامب عام 2016 إلى البيت الأبيض، وهو النهج الذي خصص له المحقق الخاص روبرت موللر قسطا وافرا في تحقيقه بالتدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية. وفي حالة نتنياهو فنحن أمام برمجية خبيثة يدعمها ترامب نفسه.

ويضيف مورلي أن منابر التواصل الإجتماعي عادة ما تقسم الحزب الديمقراطي إلى معسكرين معاديين لبعضهما البعض في مسألة التدخل الأجنبي في حملات عام 2020. ممثلو الوسط والمتحدثون باسمهم في القنوات التلفازية ممن يتعاملون مع التدخل الروسي كتهديد رئيسي. فيما يشجب تيار اليسار الجهود السرية المكثفة التي تقوم بها روسيا لمساعدة ترامب ويشتكون من أن التدخل الإسرائيلي والسعودي أوسع مما كشف عنه. ويحاول المتنافسون في هذه الحرب إقناع الآخرين بأن منافسيهم هم في الحقيقة عملاء لروسيا مع ان الفرق بينهم هو في طبيعة الخطاب. وما هو واضح هو أن روسيا وإسرائيل والسعودية، وكلها أنظمة ديكتاتورية ستحاول الحفاظ على ترامب الديكتاتوري في السلطة. وستقوم هذه الدول وأجهزتها الأمنية بـ “التدخل” في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، أي أنها ستقوم بأعمال سرية لتأمين انتخاب ترامب من جديد.  ويقول الكاتب أن الحديث عن تآمر نتنياهو ضد الديمقراطية الأمريكية ليس عداء للسامية. فليس “زيفا” القول إن بوتين وعملائه مثل يفغيني برغوجين سيعرقالون النقاد ويساعدون ترامب. وليست “نظرية مؤامرة” القول إن السعوديين يديرون عملية سرية في واشنطن. ومن الصواب القول إن هذه القوى المؤيدة لترامب ستقوم  بكل الحيل القذرة نيابة عن رجلها في البيت الأبيض. ومع أن هذه الدول تشترك في فكرة دعم ترامب إلا أن مصالحها تتباين في عدد من المجالات. فروسيا مثلا لا تهتم كثيرا بالحملة الأمريكية ضد إيران والتي تدعمها إسرائيل والسعودية. فعندما قال ترامب إن الإيرانيين أطلقوا طائرة أمريكية في الأجواء الدولية دعمت روسيا إيران. وفي الوقت الذي يقدم الإعلام الروسي الدعم للمتنافسة على ترشيحات الرئاسة للحزب الديمقراطي تولسي غابارد تقوم إسرائيل والسعودية بشيطتنها.  إلا أن المحور المؤيد لترامب لديه من العناصر المشتركة بشكل يدفع الحزب الديمقراطي ينتبه ولا يظل أسيرا للتفاصيل. فبوتين ومستشار ترامب السابق ستيفن بانون يدعمان اليمين في أوروبا وكذا نتنياهو. ومثلما أنشأت إسرائيل صناعة تجسسس فعل الروس نفس الشيء وأنشأوا وحدتي قرصنة إلكترونية لشن حروب، وكلاهما يتحرك بناء على دوافع الأمن القومي ضد منافسي ترامب. فقد أرسلت المخابرات الروسية عميلان لاغتيال العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا. فيما تورط السعوديون في مقتل الصحافي الناقد للنظام جمال خاشقجي. ويقول مورلي إن منع النائبتين ومحاولة تبييض صفحة قتلة خاشقجي يكشف عن نية القوى الأجنبية لعرقلة الديمقراطية الأمريكية. ويعلق أن انتقاد إسرائيل لم يكن يدعو إلى احترام المنتقد إلا انها اليوم تتعرض للنقد، سواء من أتباع أوباما- كلينتون إلى أقصى اليسار في الحزب الديمقراطي. فمنع ترامب ونتنياهو نائبة أمريكية من زيارة جدتها البالغ عمرها 90 عاما هو شيء يمكن للديمقراطيين الإتفاق عليه. صحيح أن اللوبي الإسرائيلي لا يزال قويا داخل الحزب الديمقراطي وهناك الكثير من نواب الكونغرس الديمقراطيين ممن يشكون في حركة المقاطعة ضد إسرائيل، إلا أن استبعاد كل من عمر وطليب زاد من النبرة الناقدة لإسرائيل داخل الحزب. وأضعف قرار المنع من يحاولون الدفاع عن إسرائيل وأنها ليست دولة عنصرية. فالنائبتان الوحيدتان اللتان منعتا من السفر إلى إسرائيل/فلسطين هما من الأقليات العرقية. فكيف يمكن لـ 41 نائبا ديمقراطيا زاروا إسرائيل تفسير هذا؟ ووجدوا أنفسهم أمام سؤال: هل سيقفون في وجه العنصرية الإسرائيلية؟ ويجد الحزب نفسه مساقا باتجاه اللغة البسيطة التي يتحدث بها سناتور فيرمونت اليهودي بيرني ساندرز  “معارضة سياسات نتنياهو ليس في الحقيقة عداء لليهود”. ووصف صديقا إسرائيل كوري بوكر وكريستين غيليبراند قرار المنع بأنه “خطير”، فيما أكد بوكر على مخاطر خطاب ترامب العنصري. وقال النائب جون ديليني إن نتنياهو لم يحترم الكونغرس عندما تعاون مع جهود ترامب لتحويل إسرائيل لموضوع إنقسامي داخل الحزب الديمقراطي. وقال الأدميرال جوي سيستاك أن على إسرائيل ألا تحدد السياسة الأمريكية. وتصريحات كهذه لو قيلت في الماضي لجعلت المرشح أو النائب الديمقراطي عرضة لاتهامات معاداة السامية، ولكنها اليوم تبدو خفيفة. وقال السياسي الديمقراطي جوليان كاسترو إن منع عمر وطليب مثير للرعب و”سبة للولايات المتحدة” بحسب المتنافسة كاميلا هاريس. وقال  حاكم واشنطن الديمقراطي الحالي جي إنزلي إن المنع هو “إسلاموفوبيا بقرار دولة”.

ورغم كل الشجب من الديمقراطيين إلا أن أحدا منهم لم يتفوه بكلمة “ابارتايد”، إلا أن الحزب الديمقراطي بعد المنع بات معاد لإسرائيل أكثر مما كان عليه قبل اسبوع، كما أن التهديد الثلاثي على انتخابات عام 2020، روسيا والسعودية وإسرائيل بات واضحا للعيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية