لندن- “القدس العربي”:
تقول مراسلة صحيفة “صانداي تايمز” لويز كالاهان في تقرير من مدينة “وان” التركية، إن الشباب والشابات الإيرانيين الطامحين للهروب من العقوبات والتخلي عن الحجاب، عليهم اجتياز الحدود إلى تركيا.
ووصفت حالة فتاة إيرانية جاءت إلى ملهى ليلي متدثرة بمعطفها الدافئ من الجو البارد حيث دخلت النادي وخلعت المعطف وحجابها المزخرف وجرّت صديقها إلى البار لتناول البيرة، وإلى جانبها فتاتان وضعتا رموشا صناعية كانتا تستمعان لموسيقى فارسية وتتناولان البيرة والفودكا، وكلهن إيرانيات يحاولن التمتع لأيام بعيدا عن القيود والعقوبات الخانقة التي فرضتها أمريكا على بلادهن والهرب من مخاوف الحرب مع أمريكا.
وسألهن عامل الحانة عن أفضل مشروب لديهن، فقلن: “في الوقت الحالي كل شيء”. وتقول الصحيفة إن الباحثات عن الحفلات الليلية جئن من مدينة تبريز التي لا تبعد سوى ساعات بالسيارة عن الحدود مع تركيا، وجئن للتسوق وشرب الكحول ونسيان المشاكل التي يعاني منها بلدهن.
فقبل أسابيع قتلت غارة أمريكية أهم جنرال إيراني وهو قاسم سليماني عند خروجه من مطار بغداد، وبعد أيام اعترفت الحكومة الإيرانية أن الحرس الثوري أطلق صاروخا بالخطأ على طائرة أوكرانية أقلعت من مطار الخميني الدولي بطهران وقتل كل ركابها الـ176 راكبا.
وردّ الشباب الإيرانيون بالخروج احتجاجا على كذب الحكومة. وفي أشرطة فيديو وضعت على الإنترنت هتف المتظاهرون “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة. وفي ملهى “فان” الليلي عبّر عدد من الذين جاءوا إليه عن مخاوفهم لأنهم دعموا الاحتجاجات. وتقول فتاة إيرانية انتقلت من تبريز قبل أربعة أعوام إلى تركيا وتعمل في مكتب الاستقبال بفندق: “أراقبهم” و”تحدث بشكل رئيسي في طهران. وهي جيدة مع اعتقادي أن الحكومة ستوقفها سريعا وسيموت أناس آخرون وأنا قلقة”.
ويعتقد أن قوات الأمن الإيرانية قتلت مئات من المتظاهرين بعد الاحتجاجات التي أعقبت ارتفاع أسعار الوقود. وفي محاولة لمنع التظاهرات، قامت الحكومة بحجب الإنترنت.
وبدت التظاهرات في الأسبوع الماضي أقل زخما، وشارك فيها الطلاب وأبناء الطبقة المتوسطة. وكشفت أشرطة فيديو طلابا رفضوا الدوس على علمي أمريكا وإسرائيل رُسما على الأرض. ويستبعد الإيرانيون في “وان” أن تكبر التظاهرات وتتحول إلى حركة. وقالت عاملة الاستقبال: “المشكلة الكبرى بالنسبة لنا هي الاقتصاد” و”لم أستطع العثور على عمل في إيران ومن الصعب الحياة بسبب العقوبات والأسعار غالية ولا يمكن شراء شيء”.
وغير الملاهي الليلية في “وان” فما يجذب الإيرانيون إليها هو توفر الملابس التي تباع بسعر زهيد. وتوفر تركيا للإيرانيين فرصة للتحايل على الأوضاع الاقتصادية خاصة في ظل ارتفاع أسعار كل شيء في إيران.
وفي شارع الجمهورية في “وان” تنتشر الإعلانات بالفارسية التي تعلن عن التنزيلات. وهناك حنين لأيام الشاه الذي أطاحت به ثورة إسلامية عام 1979. وقالت متسوقة إيرانية: “كانت النساء تلبس ملابس كهذه” مشيرة إلى بلوزة شفافة “لا أعتقد أننا نستطيع ارتداء هذا في إيران”.
لا أدري لماذا يتوقع أحد أن يتعاطف الناس ” خصوصا في هذا الزمهرير” مع قضية البلوزة الشفافة في حين أن كل ما تنادي به الشعوب و تحتاج إليه هو الشفافية.
لا أعتقد الحالة ستستمر إلى ما لا نهاية العقوبات تزداد يوما بعد يوم ستة أشهر لا أكثر حكم الملالي سينهار وإيران تخرج من عزلتها والشعب الإيراني سيعود إلى الحياة من جديد الكل داخل إيران وبالأخص الشباب ينتظر التغيير
المطلوب هو الديمقراطية و ليس الانحلال