صانداي تايمز: لاعب الدمى بوتين سيد الشرق الأوسط ولا يمكن لأردوغان تجاهله

حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”:

يرى محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) جيرمي بوين أن “لاعب الدمى بوتين” بات في مقعد القيادة بالشرق الأوسط بعد خروج أمريكا منه. لكنه حذر في الوقت نفسه من أن يرتد عليه، مع أن هذا السيناريو لم يحدث بعد.

وقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان مرتاحا عندما تناول الذرة والكستناء المشوية في إسطنبول يوم الجمعة أثناء لقائه مع الصحافيين. وطلب من ضيوفه استخدام أصابعهم بدلا من الشوكة وهو يشرح موقفه من وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، ووصفه باستخفاف أنه “تعليق”.

وأضاف أنه لو لم يخرج المقاتلون التابعون لقوات حماية الشعب الكردية من الحدود مع تركيا في شمال- شرق سوريا فإنه سيأمر قواته بالعودة للعمليات العسكرية. ومع نهاية المدة المحددة وهي 120 ساعة فإنه سيكون في طريقه للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وقد يكون لقاء حاسما أكثر من ذلك الذي عقده يوم الخميس مع مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي. وبعد خمس ساعات تم الاتفاق على وقف إطلاق النار اعتبره الرئيس دونالد ترامب دليلا على “عبقريته الإستراتيجية”، مع أن بوتين سيكون له التأثير الأكبر على مسار الأزمة؛ فالروس يتحدثون مع كل طرف في الأزمة وهو وضع لم تستطع أي دولة تحقيقه.

وفي الوقت الذي ينسحب فيه الأمريكيون من الشرق الأوسط يحل الروس محلهم، وهم وإن لم يستطيعوا موازاة القوة العسكرية الأمريكية، إلا أنهم استخدموا ما لديهم من قوة بطريقة حاسمة. فالكارثة التي دمرت سوريا منذ عام 2011 لم تكن حربا أهلية فقط. فعلى مدى سنوات القتل فيها دخلت في اللعبة عدة دول أجنبية وبطرق مختلفة – غارات وإمدادات سلاح ونشر قوات، بشكل بدت سوريا وكأنها حرب عالمية مصغرة.

بوتين “لا يملك لمسة سحرية” في الشرق الأوسط، لكنه تحرك في الفضاء الخالي عندما ترددت الدول الأخرى باتخاذ عمل حاسم في سوريا

ولكن روسيا بوتين هي التي تركت الأثر الأعظم، فإلى جانب إيران منحت النظام السوري القوة التي يريدها. وقدمت لرئيس النظام بشار الأسد الحماية في مجلس الأمن الدولي وهي مشاركة بعمق في الأزمة الحالية. وعندما تعرض الأكراد للخيانة من حلفائهم الأمريكيين دخل الروس وأشرفوا على صفقة بين الأكراد والنظام يعود فيها جيش النظام إلى المناطق الكردية التي انسحب منها عام 2012 لمواجهة الانتفاضة في مناطق أخرى من سوريا.

ويرافق الجيش الروسي قوات النظام وهي تنتشر قرب الحدود التركية، ولهذا ليس لدى أردوغان أي خيار سوى التعامل مع بوتين.

ويشير الكاتب إلى أن الروس بدأوا بنقل آليات ثقيلة إلى شمال – شرق سوريا بعد خروج الأمريكيين مما يدلل أنهم لن يغادروها في أي وقت قريب.

ولروسيا تاريخ طويل في سوريا، فقد تدخلت في الحرب عام 2015 وباعت النظام سلاحها ودربت معظم قواته، مع أن هناك خطرا يراقب التدخل الروسي الجديد، هذه هي أول حرب خارجية منذ غزو السوفييت لأفغانستان.

وتوقع الرئيس باراك أوباما أن يعيد التاريخ نفسه. فقد نظر إلى المأزق السوري بعين قلقة وقرر الابتعاد عنه قائلا: “أي محاولة من روسيا وإيران لدعم الأسد ومحاولة إخضاع السكان ستجرهم إلى المستنقع ولن تنجح”. وكان أوباما مخطئا، فهو الذي ركز على مواجهة تنظيم الدولة، فيما فتح الروس والإيرانيون الباب أمام عودة الأسد وانتصاره على المعارضة.

وبهذه الطريقة جعل بوتين نفسه أهم قائد أجنبي مؤثر في الشرق الأوسط. فعلاقته قوية مع الإسرائيليين ويعمل مع عدوتها إيران أيضا. وزار أعداءها في الخليج، السعودية والإمارات.

ويضيف بوين أن الحانات التي أعيد فتحها في الحارة المسيحية من دمشق ليست مزدحمة بالجنود الروس الذين يقضون عطلتهم من الحرب، و”لكن الروس كانوا في كل جبهة قتال زرتها منذ عام 2015″ و”شاهدت جنودا روساً يجلسون تحت الشمس يحرسون الدبابات حول إدلب وجنودا ضخام الجثة لا يتكلمون في زيهم القتالي حول الغوطة الشرقية وهي تسقط”، و”شاهدت أثر الغارات الروسية التي ساعدت النظام على تسوية منطقة المعارضة في حلب الشرقية بالتراب، وبعد انتصارهم لم يكن هناك بناية سلمت من قصفهم وسدت جبال من الأنقاض الشوارع”.

ويخلص الكاتب للقول إن بوتين “لا يملك لمسة سحرية” في الشرق الأوسط، لكنه تحرك في الفضاء الخالي عندما ترددت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا باتخاذ عمل حاسم في سوريا، وفي الوقت الذي فكرت فيه حول التحرك الأسلم اتخذ بوتين قراره.

ومن هنا كان بوتين قادرا على تحقيق نتائج لعدم وجود من ينافسه، ولم تكن هناك قوى عظمى مستعدة لتحديه. وربما عاد الشرق الأوسط وعضه ولم يحدث هذا بعد. وستحصل روسيا في المستقبل على عقود الإعمار ويهم بوتين أن تكون بلاده قوة لا أحد في الشرق الأوسط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد السوري:

    الروس لم يحتلوا سورية ويدعمون المجرم العلوي في إبادة المسلمين لأن( حانات) وخمارات ( المسيحيين اغلقت ابوابها بسبب الحرب بل تدخلت لحماية النظام العلوي الأقلوي اللذي قال عنه العنصري ساركوزي انه يحمي المسيحيين وزوجته موديرن اَي يعادي كل ماهو مسلم هذا يعني ان الروس لم يبيدوا العرب المسلمين السنة لأجل خاطر العلويين والدروز والأكراد بل من اجل مسيحيي المشرق فهل ينجح الصليبي بوتين في سورية بينما فشل الإتحاد السوفياتي والحلف الصليبي في اخضاع مجاهدي أفغانستان ؟ سننتظر ونرى

  2. يقول Passerby:

    بوتين بدأ بلعب الدمى داخل روسيا، الا يسمى البرلمان الروسي مجلس الدومى؟ ولكن الدمى قد تنقلب على صانعها أو مشغلها يوما.

إشترك في قائمتنا البريدية