صاندي تايمز: تراجع معنويات الأوكرانيين وتزايد خسائرهم تستدعي تحركا من الغرب ومساعدتهم

إبراهيم درويش
حجم الخط
8

لندن- “القدس العربي”: قال الجنرال سير ريتشارد بارونز، قائد القوات المشتركة البريطانية ما بين 2013- 2016 إن المعنويات تتراجع مع تزايد خسائر القوات الأوكرانية، مشيرا إلى حوالي 100 جندي أوكراني يقتلون يوميا في منطقة دونباس بشكل يجعل من الضروري إرسال أسلحة متقدمة لمواجهة المدفعية الروسية هناك.

وقال إن العالم تسمر واندهش منذ شن روسيا “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا بشباط/ فبراير حيث تفوقت قوات قليلة العتاد ولكنها مصممة على القوة العسكرية الحديثة والجرارة.

إلا أن الوضع تغير الآن حيث تكافح القوات الأوكرانية لوقف تقدم القوات الغازية وتتكبد هي الأخرى خسائر فادحة. ويقول إن الأخبار منطقة دونباس في شرقي أوكرانيا قاتمة، ويخسر الجيش الأوكراني ما بين 60 – 100 جندي في اليوم وجرح حوالي 3.500 جندي في الأسبوع، حسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما يعني أن العدد الإجمالي لخسائر القوات الأوكرانية التي لم تصل في نيسان/ إبريل الى 3.000 بات أعلى.

وأضاف بارونز أن النصر السهل الذي حققته أوكرانيا في العاصمة كييف وخاركيف ربما سيصبح من الماضي، حيث أصبح خمس الأراضي الأوكرانية تحت سيطرة الروس والجماعات الموالية لهم.

وربما استطاع الرئيس فلاديمير بوتين تحقيق انتصار تكتيكي وإن كان فارغا لأكبر حماقة في السياسة الخارجية يرتكبها. وقبل الحرب كانت قدرة القوات الأوكرانية في دونباس هي 30.000 جندي أما اليوم فقط أصبح معظمهم من المتطوعين بمن فيهم مدرسين وسائقي سيارات، ممن ليست لديهم الخبرة العسكرية وتطوعوا للدفاع عن بيوتهم ومدنهم وليس للقتال في خنادق المعركة.

وهناك تقارير عن تراجع كبير في معنوياتهم، ذلك أن القادة الروس يركزون القصف المدفعي والجوي على مواقع الأوكرانيين. فالقنابل المدفعية التي يبلغ حجمها 152 ميليمترا وتزن 114 طنا تنشر الشظايا على مسافة 3.000 قدم في الثانية وقد تكون قاتلة على مسافة 50 ياردا وأحيانا على مسافة 150 ياردا.

وأي هدف ضربته القذائف الروسية لم يتحرك من هذه التجربة، فلو قامت ستة مدافع بالضرب مرة واحدة فهي قادرة على تغطية مساحة بحجم ملعب كرة قدم وبأثر مدمر على كل واحد ولا يمكن للجسد الإنساني تحمل الشظايا الحديدية. ولا يمكن أن يوفر بيت أو سيارة غير مصفحة الحماية. ويعتبر حس العزلة وعدم اليقين مدمرا حتى للشجعان. ويحفر الجنود الخنادق بأكبر عمق يستطيعون الوصول إليه. ولكنها ليست كافية للحماية، فهناك حاجة لملجأ من الإسمنت أو خندق بعمق 20 قدما محصن بطريقة كافية للحماية. كما أن القصف العشوائي المستمر يجعل من التحرك مخاطرة كبيرة. ولهذا فمحاولة إجلاء الجرحى من ساحة المعركة أو الحصول على تعزيزات وإمدادات يظل خطيرا. ويمكن للجنود المجربين القيام بهذه المهام وبرباطة جأش، وليس المتطوعين الذين غادروا الحياة المدنية قبل أسابيع، وعليهم التعلم بسرعة، تماما مثل “جيش كيتشنر” في عام 1915 عندما وجد المتطوعون فيه أنفسهم تحت النيران في الجبهة الغربية.

ويقول بارونز إن هناك عدة ديناميات في ميدان المعركة، فالأوكرانيون وبشكل تدريجي يتخلون عن الأراضي والموتى على أمل تأكل القوة الروسية وشراء وقت مهم حتى تصل الإمدادات الغربية من الأسلحة الثقيلة والذخائر كي يكونوا قادرين على مواجهة المدفعية الروسية.

ويرى الكاتب أن هناك رابطة مباشرة بين استعداد الجنود الأوكرانيين لمواجهة الآلة العسكرية الروسية واستعداد الدولة الغربية لتزويدهم بالأسلحة الكافية لتغيير وضع غير متكافئ وتقديم تضحيات مهمة. ومثل كل الحروب، فنهايتها هي نتاج عدد من العوامل المجموعة، العزيمة والحظ الذي يظل قائما حتى تكسر فيه عزيمة العدو. ولو تعاملنا مع استعداد الأوكرانيين كأمر واقع، فقد تنتهي هذه الحرب عندما يستسلم الروس أو الغرب. ولكن هل لدى الأوكرانيين القدرات مع الدعم الغربي لطرد الروس إلى الحدود التي جاءوا منها؟ فالانتصار في الحروب لا يحصل إلا من خلال فعل هجومي فعال. وعادة ما يكون الانسحاب الماهر جائزة أفضل من العمل سوى الانتظار والتصبب عرقا والموت. والوضع اليوم يعطينا صورة عما يجب فعله لكي نساعد الأوكرانيين عسكريا لاستعادة بلدهم. وما يهم اليوم هي مدافع بعيدة المدى.

وكان قرار بريطانيا والولايات المتحدة تزويد الأوكرانين براجمات صواريخ بمدى 50 ميلا مهما. وعبرت عدة دول في الناتو عن الشعور بالرضا من المساهمة في تسليح وتدريب الأوكرانيين منذ عام 2014 بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم. وساعدت على بناء جيش قادر ونشط وتكتيكي أكثر من الجيش الروسي الذي يتمسك بالأساليب السوفييتية العتيقة واجتاز الحدود في 24 شباط/ فبراير.

ولو قام الأوكرانيون بهجوم فإنهم سيحصلون على مزايا ضد الروس الذين يعتقدون أنهم قادرون على الصمود أمام المهاجمين، ومع المدافع طويلة المدى، وافتراض أن قواتهم ضعف الأوكرانية ثلاث مرات ومستعدة للدفاع. ولو لم يتم القيام بالهجوم بطريقة جيدة، فعندها ستكون حركة الجيش الأوكراني ومدفعيته في خطر سقوط المزيد من الضحايا، وهو ما يعني حركة نشطة لتقديم المساعدات اللوجستية المستمرة والخدمات الطبية.

وعلى القادة الأوكرانيين الذين يريدون طرد الروس من أراضيهم فهم أن هذه المعركة لا تقتصر على الحرب البرية والجوية بل وكسر الحصار الروسي على شواطئ البحر الأسود، وهو إن لم يكن مهما لمسار الحرب اليوم، فسيكون لملايين الناس في العالم الذين يعتمدون على القمح الأوكراني. والوصول إلى البحر أمر وجودي لأوكرانيا كي يتعافى اقتصادها وتزدهر في المستقبل. ويعني هذا أيضا إعادة بناء البحرية الأوكرانية. ولن يتحقق هذا من خلال المعدات التي تتفوق ما يمكن للروس نشره، فأوكرانيا بحاجة لأعداد كبيرة من الجنود. وهذا العنصران كافيان للانتصار في الحرب بقيادة قوية وتدريب ومساعدات لوجستية وصيانة ودعم طبي يسمح بالمواصلة.

وعليه فالمدافع والذخيرة التي ترسل الآن يجب أن تكون مقدمة لإعادة تنظيم وبناء. فالجيش الأوكراني ليس بحاجة فقط إلى تدريب القيادة ولكن مساعدة في أنظمة القيادة والتحكم والمخابرات والرقابة والاستطلاع والدفاع الجوي والقوة الجوية الهجومية والعربات المصفحة. ولن يقوم الغرب بالقتال نيابة عن الأوكرانيين لكن بدفع ثمن استمرار عزلة روسية وتآكل اقتصادها وصناعتها وسمعتها الدولية.

ويربط الكاتب بين المقاتل الأوكراني على خط القتال والعائلة البريطانية التي تواجه فاتورة عالية للكهرباء، فهما في جهد واحد لإنهاء هذه الحرب وبأسرع وقت. وسيكون الثمن أقل من ترك أوكرانيا لعدوان عسكري على هامش أوروبا، فالتجاهل لن يثير طموحات روسيا التوسعية وسينشر في كل أنحاء العالم المتشرذم اعتقاد أن الغرب لا يدافع عن قيمه. وكان يوم الإنزال في نورماندي في حزيران/ يونيو 1944 نتاج تحضير ثلاثة أعوام، لكن مساعدة أوكرانيا الانتصار بناء على شروطها وبدعم من الغرب سيكون أسهل وأسرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عربي:

    حيرتونا.. هل تنتصر اوكرانيا ام تنهزم؟

  2. يقول أمجد:

    دمرت روسيا السلام في أوروبا بإطلاق العنان للحرب على دولة ديمقراطية عدد سكانها 44 مليون نسمة، كان التبرير لذلك أن أوكرانيا المعاصرة ذات الميول الغربية تشكل تهديدا دائما وأن روسيا لا تستطيع أن تشعر بالأمان. يا للخيبة وصل النفاق لهذا الحد في القارة الأوربية الجميلة. الغباء والغدر متأصل في شعوب العالم. نعيش في عالم المنافقين ووسائل الاتصال المتطور ومع كل هذا ما يزال الغريزة العدوانية في قلوبنا

  3. يقول امجد:

    عليكم الاستسلام يا نازيين الهدف واحد ابادتكم عن بكرة ابيكم ايها النازحين، ،، مع بوتين دائما

  4. يقول د.منصور الزعبي:

    نعم مساعدتهم للقتال حتى اخر اوكرايني بقصد غاية غبية و سخيفة و هي أضعاف روسيا ، اذا لم تنجحوا مع إيران فكيف ستندمون مع روسيا و هي القوة النووية الأولى في العالم و مساحتها تمثل مساحة سدس العالم و تملك من العقول و الثروات و الموارد أضعاف مضاعفة عما تملكه ايران

    1. يقول مجتهد:

      أنت تتكلم وكأن اوكرانيا هي التي شنت الحرب على روسيا ، على الحساب دكتور وبتفهم؟! أما أن ، من شبه المؤكد، شهادة محصلها شراءً من روسيا !

    2. يقول د.منصور الزعبي:

      الى المجتهد اتعب على نفسك و اجتهد، الفشية و ازوف النازية قامت بتقلب دموي في عام ٢٠١٤ على الحكومة الصديقة لروسيا وةبدات حربا ضد الدونباس لمدة ثمان سنوات راح ضحيتها حوالي عشرة آلاف روسي من أبناء الدونباس و أهله الارض (الدنباس) ان اجتهدت بعص الشيء في التاريخ فستعلم ان طوال عمرها كانت ارض روسية هذا اولا و ثانيا استغرب هذا التنمر و الخروج عن أطر الأدب العام و الشخصية في ردك

  5. يقول مراقب سودانى:

    يفبركون التقارير لطمأنة الأوكرانيين وسوقهَم إلى حتفهم. وسائل الإعلام تكذب ويكذبها الواقع الميداني. كل يوم يمر تفقد أوكرانيا أرضا ورجالا وعندما تنتهى المعركة سيكتشف الشعب الأوكراني الخديعة الكبرى وجرهم إلى الحرب لخدمة أجندة أميركا. وأن الرئيس زلنسكي كان يخدعهم ََََََََوهو يعلم ذلك.

  6. يقول جبارعبد الزهرة العبودي من العراق:

    لقد تحقق الهدف الذي تريده امريكا ودول اوربا الغربية وهو خسارة اوكرانيا للحرب امام روسيا لدفعها وهي مرغمة على تنفيذ اجندة سياساتهم الخارجية المعادية للشعوب والتي تحقق اهدافهم وتطلعاتهم قي هذا البلد المهزوم عسكريا امام جيش قوي لا قبل لقواته المسلحة على الصمود في وجه الجيش الروسي القوي ومجاراته في جبهات القتال ومنع تقدمه في ساحات ميادين الحرب تمهيدا لشن هجوم مقابل لقد كان بامكان امريكا ودول اوربا الغربية دخول الحرب الى جانب اوكرانيا بجيوشها واسلحتها القادرة على صد الهجوم الروسي ومن ثم اجبار القوات الروسية على التراجع غير ان هذا لم يحصل ولن يحصل وان تقديم الاسلحة ذات القدرة التدميرية المحدودة والضعيفة لاوكرانيا من قبل اوربا وامريكا قد افتضح امره في انحسار معنويات الجيش الاوكراني والتي ستؤدي حتما الى تراجعه عسكريا امام الجيش الروسي وفي النهاية الاستسلام غير المشروط لروسيا الذي دعا اوكرانيا اليه الرئيس بوتين في الايام الاولى لغزوه لاوكرانيا

إشترك في قائمتنا البريدية