صاندي تايمز: من بول البقر إلى الكاز والنعناع… علاجات غريبة لفيروس كورونا في آسيا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا عن النصائح البديلة في آسيا لمعالجة كوفيد-19 وكلها تبدو غريبة وتتراوح من شرب بول البقر  والكاز إلى شراب النعناع.

وفي التقرير الذي أعده مراسل الشؤون الآسيوية في الصحيفة، فيليب شيرويل، قال إن تسابق العلماء لتطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا يعتبر من أكبر السباقات في التاريخ المعاصر، لكن المعلم الهندوسي سوامي شكراباني لديه الحل لمنع انتشار الفيروس، وهو “شرب بول البقر”.

شكراباني زعيم منظمة هندوسية قومية، ودعوته للبحث عن ترياق للمرض، هي صدى لدعوات أخرى أطلقتها رموز بارزة في الحزب الحاكم لرئيس الوزراء ناريندا مودي.

ففي أنحاء آسيا، قام مسؤولون بارزون باقتراح عقارات تتراوح من الدواء غير التقليدي إلى الغريب. وتختلف من ارتداء عقود مصنوعة من شجر الكينا في إندونيسيا، إلى استخدام الكاز كمطهر في الفلبين. ولم يكن الرئيس دونالد ترامب الشخص الوحيد الذي أثار فزع المستشارين العلميين عندما اقترح حقن المرضى بالمواد المطهرة.

وظهرت حالات في الهند في يوم واحد أكثر من أي دولة في العالم، حيث وصل عدد الحالات إلى 3.4 مليون، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وليس غريبا ظهور عدد من التلفيقات والعلاجات المثيرة للجدل.

ومع انتشار الفيروس، حاول شكراباني البحث عن ترياق يمكن من خلاله علاج المرض، وهو تناول “غاوموترا” أو بول البقر المقدس لدى الهندوس. وعندما نظم “حفلة غاوموترا” غنى المشاركون فيها ترانيم دينية وأشعلوا النار وشربوا ما في الكأس من بول.

ونصح شكراباني بشرب نصف كوب من بول البقر بعد مزجه بالماء. وقال: “لو كان جهاز المناعة قوي لديك فلن يؤثر فيروس كورونا عليك وسيأتي ويذهب”. وهو من دعاة استخدام “بانتشغافيا” وهي مزيج مكون من خمس مكونات بقرية: البول، الروث والحليب والزبدة المصفاة واللبن الرائب. ويرى أن “كل جزء من البقرة مفيد”. وقال إن على “منظمة الصحة العالمية بدء تجارب على بول البقر وبرازه وسيحصلون على عدة أسئلة حول الكثير من الأمراض.

لكن شيلندرا ساكسينا، الباحثة في علم الأوبئة في جمعية الفيروسات الهندية، قالت إنه لا يوجد دليل على أن بول البقر كمضاد  للفيروسات.

وتساءل الكاتب عن الطريقة التي يعمل فيه شرب بول البقر. وأجاب أنه من الصعوبة بمكان تقييم أثره رغم حديث شكراباني عن استخدامه الواسع في علاج الأمراض، حيث قال: “80% من القرويين يتناولونه وهناك بعض السياسيين”.

ومع أن شكراباني لم يصب بالفيروس، إلا أن وزير الثروة المائية أرجون رام ميغاوال دخل العزل بعد إصابته بالمرض مع دعوته على التلفاز إلى تناول نوع شعبي من بوبادوم (خبز رقيق معروف بالهند) مع مواد أخرى مثل الكركم والفلفل الأسود وذلك من أجل تقوية جهاز المناعة.

وقام شوخبير سينغ جاو جاونابريا، رجل الأعمال بوضع شريط فيديو حظي بمشاهدات واسعة على منصات التواصل تحدث فيه عن نصائح لمقاومة الفيروس. وظهر وهو عار ويجلس على الطين، حيث كان ينفخ في محارة.

وقال: “لو كانت رئتك وكبدك ضعيفان وأصبت بفيروس كورونا فأنت في وضع خطير”. و”كل شخص يعرف أن النفخ في المحارة يساعد على تقوية الرئة وتنظيف المناخ، ولأننا تعودنا على العمل والعيش داخل الأبواب، فإنني من خلال هذا الفيديو أشجع الناس على العودة إلى الطبيعة”.

وقام بابا رمديف، الملياردير ومعلم اليوغا، الذي يدير إمبراطورية للأعشاب الطبية بتقديم بديل در عليه الربح. وروّج حبوبا مصنعة من الأعشاب، تحتوي على “جذور الخلود” التي تم أخذها من الطب التقليدي وهو أيورفيدا (علم الحياة).

ورغم رفض الجمعية الطبية الهندية بعض ملامح هذا العقار باعتبارها “دجلاً” إلا أن مودي روّج له كجزء من أجندته القومية الهندوسية.  وقام مودي بإنشاء حقيبة وزارية لهذه الطريقة في العلاج مع اليوغا. و

أعطى مسؤولو الوزارة استثناء لعقار رمديف وبيعه لأنه يساعد على تقوية المناعة. واتهم زملاءه شركات الأدوية الغربية بأنها تحاول منع استخدام الطب الهندي التقليدي لأغراض ربحية. ولم يمنع الجدل حول هذا العقار المشترين الذي اشتروا العلبة الواحدة بـ5 جنيهات.

وقال رمديف: “هناك طلب شديد ولكننا استطعنا توفير 100 ألف علبة”.

ونفس الأمر بدا في أندونيسيا التي تجاوز فيها عدد الوفيات 7 آلاف شخص، هو الأعلى في جنوب- شرق آسيا. وقدّم وزير الزراعة سايرو ياسين ليمبو  “اختراع” وزارته، وهو “عقد مضاد للفيروس” مصنوع  من شجر الكينا.

وقال إن الأبحاث المخبرية أظهرت أن العقد المستخرجة مواده من الكينا يستطيع قتل 42% من فيروس كورنا حالة ارتداه المصاب 15 دقيقة. ثم تدخل المسؤولون وقالوا إن المنتج هو لأغراض العلاج العطري وليس مضادا للفيروس.

إلا أن وزير الصحة تيروان أغوس بورتانتو ، قال إن ارتداء العقد سيعطي أندونيسيا الثقة وبالتالي الحصانة. وفي شباط/ فبراير، عندما تم تأكيد أول حالة إصابة في البلاد، قال بورتانتو إنه تم التحكم به من خلال قوة الصلاة.

إلا أن المسؤولين فسروا عدم انتشار الفيروس بشكل كبير في أكبر بلد إسلامي، لأنه لم تجر عمليات فحص واسعة. وفي الوقت نفسه لم تمنع الحكومة بيع الوطاويط في بعض أسواق الحيوانات البرية، رغم أن المرض نشأ منها.

وفي ماليزيا، قدّم وزير الصحة نصيحته حول طريقة مواجهة المرض، وهي شرب المياه الساخنة التي ستغسل الفيروس وتدفعه نحو المعدة حيث ستقضي عليه أحماض الهضم. وكان حديثه مسار سخرية على منصات التواصل الاجتماعي، وتم الحديث عن قلة معرفته بالفيروس وطريقة عمل الجسم.

وفي “كنيسة كوميونتي ريفر غريس” في كوريا الجنوبية، قرر القادة رش المياه المالحة في أفواه المصلين لمنع انتشار كوفيد-19. ولم توقف المياه المالحة انتشاره، بل أصيب 46 من المصلين بكوفيد-19، خاصة أن الجميع شرب من زجاجة الماء المالح بدون تعقيمها.

وفي الفلبين، يعرف الرئيس رودريغو دوترتي بـ”ترامب آسيا” حيث انضم إلى النقاش حول تطهير الجسم من الفيروس. واقترح غمس الأقنعة في الكاز والبنزين حالة لم تتوفر المطهرات.

وفي نفس اليوم حذرت جمعية الصيادلة الفلبينية من ارتداء القناع المغموس بالكاز. وفي الفلبين أيضا، هناك عصارة من شجرة عنب تعرف محليا “على أمل الحياة” تم تقديمها على أنها مضاد حيوي لو تم استخدامها كقطرة عين. ولكن الأطباء حذروا من استخدام الدواء الذي عادة ما يستخدم لعلاج الجرب.

وفي كل أنحاء آسيا تدوالت المجتمعات الصينية أدوية عشبية لمواجهة الفيروس. وتسهم المؤسسات الإعلامية في الترويج لهذه العلاجات التي تحتوي على النعناع وعرق السوس وزهرة العسل.

وكما هو حال مودي الذي روج لطريقة “أيورفيدا”، كان الرئيس الصيني شي جين بينغ واضحا في دعمه للطب التقليدي الذي وصفه بأنه “كنز لحضارتنا”. واعتبر أن الدواء طريقة للترويج للقومية الصينية والمصالح التجارية التي تجني سنويا 337 مليار جنيه، وأرسل خلال الوباء إمدادات طبية إلى أوروبا وأفريقيا.

وقال يو يانهونغ، نائب رئيس إدارة الطبي التقليدي في الصين: “نحن مستعدون للمشاركة في التجربة الصينية والحل الصيني لكوفيد-19 وإطلاع الدول على العلاج الصيني وفهمه واستخدامه”.

ويقول الباحثون العلميون إنه لا توجد أدلة عن نجاعة الطب التقليدي لمواجهة فيروس كورونا. وانتقد يو جيانغ دونغ، الذي عمل في مواجهة المرض في إقليم هوبي، ترويج الحكومة لأدوية شعبية لا تفيد. وعوقب على انتقاده بإسكاته وحذف حسابه على التواصل الاجتماعي. وقالت الجهة التي توظفه: “قام بتعليق ساخر وغير مناسب” و”فشل في منع المتابعين له من انتقاد سياسة البلاد ضد الفيروس ومهاجمة الطب التقليدي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية