بيروت ـ «القدس العربي»: عن منشورات ضفاف، صدر حديثاً في بيروت المجلّد السادس من الأعمال الشعريّة الكاملة للشاعر العراقي أديب كمال الدين، وهو يحتوي على خمس من مجاميعه الشعريّة: «حرف من شمس»، «شخصيات حروفيّة»، «فتنة الحرف»، «قال لي حرفي»، «وكان له حرف».
وهكذا يكون أديب كمال الدين قد أصدر 24 مجموعة شعريّة باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، منذ صدور مجموعته الأولى: «تفاصيل» 1976، معتمداً الحرفَ ملاذاً روحياً وفنياً. نذكر منها «نون»، «النقطة»، «شجرة الحروف»، «الحرف والغراب»، «مواقف الألف»، «رقصة الحرف الأخيرة»، «في مرآة الحرف».
من أجواء المجلد السادس نقرأ:
سقطتْ ورقةٌ من الشّجرة،
تلكَ كانتْ حياتي.
هبطَ الطّائرُ والتقطَ بمنقاره تلكَ الورقة
وعادَ ثانيةً إلى أعلى الشّجرة.
كانت الشّجرةُ عاليةً جدّاً
وملساءَ السّاقِ حدّ اللعنة.
الطّائرُ لا يفتحُ فمَه لأحيا أو لأموت،
الطّائرُ لا يكفُّ عن رَفْرَفةِ جناحيه،
الطّائرُ لا يأبهُ لي أبداً
وأنا أبكي أو أضحكُ أو أصرخ: حياتي حياتي! * * *
أنا شاعرٌ محظوظ
لأنّي لا أتوقّفُ عن الكتابةِ أبداً.
والسّببُ بسيطٌ جدّاً
فقد مسحتُ بيديّ المُرتبكتين
دموعَ كلكامش المتدفّقةَ ليلَ نهار
وهو يبكي،
مرّةً على أنكيدو الذي اغتالهُ الموت،
ومرّةً ثانيةً وثالثة
على عُشبةِ الخلودِ التي سرقتها الأفعى
من قلبه ذاتَ حياة.