صعوبة دخول الأسواق الناشئة الجديدة والخروج منها يجنبها اسوأ آثار الاضطرابات ويجعلها اكثر ملاءمة لمستثمري الأجل الطويل
25 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
لندن – رويترز: تجذب أسواق الأسهم الناشئة الجديدة – التي يصعب دخولها ويصعب أيضا الخروج منها – من بلغاريا إلى باكستان مستثمرين للأجل الطويل وهو ما ساعد على تجنيبها أسوأ آثار العواصف التي تجتاح الأسواق. وبينما تعاني تلك الأسواق الأقل تطورا من ضعف السيولة، فإن ذلك يمكن أن يصبح ميزة عندما يندفع المستثمرون المذعورون للخروج من أسواق أخرى. وخسرت الأسواق الناشئة الأكثر سيولة 15 في المئة من قيمتها منذ 22 ايار/مايو عندما عزز بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تكهنات بأنه سيقلص برنامجه لشراء السندات وهو ما سيقلل جاذبية الأصول مرتفعة العائد. وزاد الضغط بفعل القلق بشأن الاقتصاد الصيني. وبالمقارنة مع ذلك تراجعت الأسواق الناشئة الجديدة ثلاثة في المئة فقط منذ 22 ايار محققة أداء أفضل حتى من مؤشر ستاندرد آند بورز500 رغم هبوط الأسهم النيجيرية 6 في المئة في اسبوع واحد هذا الشهر عندما اعتبرت التقييمات للأسهم مبالغا فيها. ومن بين العوامل الجاذبة لمديري الصناديق كون تلك الاسواق تستفيد من النمو الذي تدعمه الموارد الطبيعية ووفرة العمالة مع وجود قوة إنفاق متزايدة. ورغم أنها أسهم ربما لا يسهل تداولها فإن المستثمرين يدركون هذا ويقبلون المخاطرة واضعين أعينهم على مكاسب في الأجل البعيد. وقال فيليب بول مدير الاستراتيجية العالمية لدى اتش.اس.بي.سي لادارة الأصول ‘لا تميل الأسواق للتحرك. يدرك المستثمرون أن هذا في الغالب رهان طويل الأجل.’ وفي حين ان أسهم الأسواق الناشئة انخفضت 16 في المئة هذا العام، فقد ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة الجديدة أكثر من عشرة بالمئة رغم أن أداءها أقل من العام الماضي. وشهدت صناديق الأسهم الناشئة الجديدة تدفقات جيدة بلغت نحو ثلاثة مليارات دولار هذا العام، وفقا لشركة إي.بي.إف.آر التي تتابع أنشطة الصناديق ومقرها بوسطن تعادل نحو نصف اجمالي تدفقات الصناديق على الاسواق الناشئة والناشئة الجديدة. ومن بين مميزات الاسواق الناشئة الجديدة أنها عادة ما تكون أقل ارتباطا بالاسواق العالمية وأيضا ببعضها وهو ما يجعلها جذابة لمن يرغبون في تنويع محافظهم. وبينما تراجعت بعض الأسواق الكبيرة في الاسابيع القليلة الماضية فقد ارتفعت بعض الأسواق الناشئة الجديدة. وارتفعت اسواق دبي وأبوظبي وقطر بعدما رفعت إم.إس.سي.آي للمؤشرات هذا الشهر الامارات وقطر إلى مؤشرها الرئيسي للاسواق الناشئة. ومن بين الأسواق الناشئة الجديدة التي حققت أداء جيدا هذا العام السعودية والعراق. ويبلغ تعرض شركة تمبلتون – التي تدير أصولا بقمية أربعة مليارات دولار في الاسواق الناشئة الجديدة – 12 في المئة في السعودية في صندوقها للأسواق الناشئة الجديدة. وقال كارلوس فون هاردنبرج مدير صندوق الأسهم الناشئة الجديدة لدى تمبلتون ‘إذا كان لديك أفق استثمار طويل الأجل يبلغ عشر سنوات أو أكثر فلا يمكنك تجاهل’ الأسواق الناشئة الجديدة. ويقول من يحبذون الأسواق الناشئة الجديدة إنها تستفيد أيضا من التداول الاقليمي مثل الأسواق الناشئة. وقال سفين ريشتر مدير صندوق الأسواق الناشئة الجديدة لدى رينيسانس أسيت مانجرز ‘التداول بين الاسواق الناشئة الجديدة والاسواق الناشئة أكبر منه قبل بضع سنوات. وهي ليست مثقلة بديون كبيرة. وعملاتها حرة.’ غير أنه نظرا لزيادة جاذبية الدين الأمريكي مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ربما يكون المستثمرون أقل رغبة في خوض معركة السيولة لدخول الأسواق الناشئة الجديدة. وقال جيف شين مدير أسهم الأسواق الناشئة لدى بلاك روك أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم متحدثا في مؤتمر صحافي في الآونة الأخيرة إن الصندوق واجه صعوبة في استثمار 200 ألف دولار في يوم واحد في عدد من الأسواق الناشئة الجديدة بسبب مشكلات في سيولة الأسهم. غير أنه في الوقت الذي يواجه فيه البعض صعوبة في دخول تلك الأسواق هناك آخرون يعانون عند الخروج. وقال انغوس هالكيت مدير صندوق الأسواق الناشئة لدى ستون هاربر ‘عندما تدخل السوق حالة من الارتباك يتجه الناس لبيع كل ما يمكنهم بيعه. عندما تحدث موجة بيع أصول لتقليل المخاطر .. عادة ما يكون أداء هذه الأصول (في الأسواق الناشئة الجديدة) أفضل لأن تداولها ضعيف جدا.’