جنود الاحتلال ناشطون في حرب الإبادة على غزة والاحتجاج على (الفظاعات) التي يقترفونها يتجلى في التظاهرات الشعبية في الكثير من أقطار العالم، حيث يرفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية.. لكن صمت المجتمع الدولي على فظاعات جنود الاحتلال هو صمت يصم الآذان. ويبدو أن إسرائيل تتوهم لبنان لقمة سائغة آتية.. لأن لبنان يبدو هذه الأيام كذلك.. كان يدعى سويسرا الشرق وأضحى غير قادر على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومجلس للنواب وغير ذلك… وهذا مؤلم لمن يحب ذلك الوطن الغالي الذي يعرف معاناة فلسطين وينحاز إلى أبناء غزة طبعاً.
تزعم إسرائيل أنها تدافع عن نفسها، ولكن هل يعني الدفاع عن النفس (!) إبادة أبناء غزة، بل وفلسطين كلها؟
قبل حوالي أسبوعين أعلنت شركة الطيران الفرنسية (ايرفرانس) أنها قامت بإلغاء رحلاتها إلى بيروت لثلاثة أيام قابلة للتمديد.
وفي ذلك الوقت طلبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من رعاياها مغادرة لبنان.
أقلقني هذا الخبر لأنه ببساطة يعني أن جنود الاحتلال قد يقومون بمهاجمة جنوب لبنان! وتذكرت الأذى الذي سيصيب الأبرياء بالتأكيد (في حال مهاجمة جنود الاحتلال للبنان)، فأنا لم أنسَ بعد ولن ينسى أحد ما فعله جنود الاحتلال بمدينة غزة التي هدمتها فوق رؤوس أهلها وذهب من الضحايا أكثر من عشرات الآلاف منهم وتعامل جنود الاحتلال بهمجية مع أبنائها ومستشفياتها ومدارسها وأطفالها وقامت بتجويعهم وحرمانهم من العلاج والدواء وقد أغرقتنا في الحزن صور الأطفال بأطرافهم المقطوعة يركض بهم أهلهم هرباً.. فهل سنرى شيئاً كهذا في جنوب لبنان؟ مع جنود الاحتلال كل شيء ممكن ومتوقع. ألهذا طلبت بعض الدول الكبيرة من رعاياها مغادرة لبنان؟ وكان خبراً مقلقاً!
كان ياما كان لبنان!
توقفت طويلاً أمام الصورة التي نشرها الأستاذ عبد معروف في تحقيقه عن «شارع الحمرا» في بيروت أيام زمان حين وصلت إليها من دمشق مدينتي الأم لمتابعة دراستي في جامعتها الأمريكية لنيل الماجستير. ولم يكن ذلك متاحاً في دمشق يومئذ. والصورة القديمة تمثل بائع الجرائد في الحمرا وأظن أنني كنت أراه أمام مقهى (الهورس شو) شبه الأدبي، فقد كنت أشتري صحفي ومجلاتي من عنده حين وصلت من دمشق.. والصحف اليومية جزء من حياة الكثير وأنا منهم!
ثمة صور قديمة توقظ ذاكرتنا، وقد تؤلمها لأنها لم تعد موجودة من زمان.
وأتذكر ما قاله الشاعر الشعبي عمر الزعني: «يا ضيعانك يا بيروت/ الجهال حاكمين/ والأنذال عايمين/ والأوادم عما تموت/ يا ضيعانك يا بيروت!».
الموناليزا والأظافر في المتاحف!
يكاد المرء يشعر أن هذا المتحف هزلي ولا يستحق إلا السخرية! في نيويورك (متحف) يعرض الأظافر الأطول في العالم! سأذهب إلى متاحف فنية تعرض إبداعات الفنانين، أما متحف الأظافر فلا يصلح للكتابة عنه إلا في «غينيس بوك» للأرقام القياسية. ففي المعرض أظافر هي الأطول في العالم (متران تقريباً لكل ظفر وقد أشفقت على أصحابها، إذ كيف يأكلون ويستحمون. صاحب الرقم القياسي في طول الأظافر تساعده حفيدته في تدبير أموره ولكنه بعدما دخل موسوعة غينيس وصار عمره 82 سنة تخلى عن أظافر يد واحدة، ترى هل يستحق دخول اسمه في غينيس بوك لأجل حياة يائسة كهذه؟
الدمى المعاقة!
الدمى الموجودة في حوانيت بيع الألعاب والتي نهديها للبنات الصغيرات هي دوماً لوجوه جميلة.
الآن أدخلت صناعة الدمى جديداً رائعاً في نظري ومفيداً. ها هي الدمية العصرية بينها دمى فقدت البصر ويضمن بالاستعانة بعصا للمشي كما يفعل أي ضرير أو ضريرة.
دمى أخرى (تجديدية) أحببتها، وهي دمى سوداء البشرة والشعر بحيث تغرس في نفس الطفل/ الطفلة أن الوجه الأسود هو كالأبيض، وأن الدمية السوداء جميلة أيضاً، وأن (باربي) ليس من الضروري أن تكون زرقاء العينين شقراء بيضاء البشرة. وأعتقد أن تعويد الطفلة على أن ترى امرأة ذات عاهة يجب ألا ينتقص من حبها لدميتها، كما سوداء البشرة والشعر.. وتجديد الدمى كان ضرورة في عصرنا. أطفالنا ليسوا رهائن!
رجل فرنسي عمره 52 سنة تشاجر مع زوجته كما يحدث أحياناً وتركت البيت. طفلان انجبتهما بقيا في البيت مع الوالد، وكالعادة ضاق صدره منهما فرمى بالأول من النافذة وعمره سنتان (والنافذة في الدور الخامس)، وبكى الثاني وعمره 5 سنوات، فرمى به من النافذة ثم رمى بنفسه بعد ذلك من النافذة! وقتل الزوج حين فعل ذلك، أما الولدان فقد أصيبا بجراح لا تهدد حياتهما!
لو لم أقرأ الخبر في مجلة فرنسية راقية هي «فرانس ديمانش» لما صدقته!.. فأولادنا ليسوا رهائن نتخلص منهم في حال الخلاف الزوجي ونرمي بهم من النوافذ كالجرذان! وأظن أن الأسرة العربية أكثر أماناً للأطفال وتحميهم من لعب دور الرهائن في الشجارات الزوجية. فهنالك الجدة أو العمة أو الخالة التي تأتي إلى البيت لاحتضان الأطفال حين يقرر الزوج القفز من النافذة. ولعله لن يفعل ذلك يومئذ. ولم نسمع بعد بزوج عربي رمى بنفسه من نافذة بيته لشجار مع زوجته!
ثوب أم غطاء شتوي لسرير؟
في محاولة نجمات الغناء الغربيات لارتداء ثياب مبتكرة مختلفة جاءت النجمة المغنية ريهانا إلى إحدى الحفلات التي يتوافر فيها المصورون وهي ترتدي ثوباً/ معطفاً كما أنها شبه عارية تحته، والثوب أصفر وجميل حقاً ومطرز باستثناء أنه كمعطف شتوي وزنه 25 كيلوغراماً وهي بالتالي لا تستطيع المشي وحدها وهي ترتديه لأنها غير قادرة على حمل وزنه. وسخرت منها بعض المجلات قائلة إن معطفها يشبه البيض المقلي. وساعدها على المشي وهي ترتديه عدة رجال!…
ترى لماذا تجعل بعض النجمات من أنفسهن موضوعاً للسخرية إكراماً للشهرة؟ شاهدت صورها في مجلة «كلوسر» الفرنسية وأشفقت عليها وعلى كل (نجمة) تحاول أن تبدو مختلفة بثوب استثنائي، فتصير موضوعاً للسخرية!