صورة تذكارية مع 274 جثمانا و4 رهائن!

حجم الخط
0

ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صورة مع الأسرى الأربعة الذين تم تخليصهم من موقعين مختلفين في مخيم النصيرات وسط غزة أول أمس الأول السبت.
حشد جيش الاحتلال قدرات عسكرية واستخبارية كبيرة لتنفيذ «عملية سرية للغاية» شاركت فيها عناصر من الشاباك (جهاز الاستخبارات الداخلي) وقوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، والفرقة 98 الخاصة، وأشرف عليها رئيس الأركان ومسؤولو الشاباك وسلاح الجو وشارك فيها مئات العناصر، وحسب هذا الجيش فإن «مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على القوات المهاجمة مما أسفر عن مقتل عنصر من الوحدة الشرطية الخاصة».
كشف الأمريكيون، أيضا، عن مساهمتهم الخطيرة في تلك العملية فصرح مسؤول أمريكي كبير لقناة «سي إن إن» الإخبارية، عن مشاركة فريق الدعم الأمريكي الموجود منذ 10 تشرين أول/أكتوبر الماضي في القدس في قضية تخليص الأسرى الإسرائيليين، فيما ذكرت وسائل إعلام أخرى، مثل «نيويورك تايمز» حصول إسرائيل على دعم بريطاني أيضا، وقدّم الأمريكيون والبريطانيون بذلك معلومات حصلوا عليها في أعمال تجسس بطائرات مسيّرة، وبمقاطعة مكالمات، وبدعم لوجستي (وتم نفي استخدام الجسر البحري الأمريكي في عملية تخليص الرهائن، وكذلك وجود مساهمة عسكرية داخل غزة).
قدّم الإعلام الإسرائيلي تفاصيل لم يذكرها الجيش فذكرت صحيفة أن السيارة التي استخدمت لسحب الشبان الثلاثة تعرضت لخلل وتوقفت في قلب الموقع حيث وقع «اشتباك مسلح عنيف جدا» كما ذكرت أن القوات المهاجمة استخدمت سيارة مساعدات.
ما لم يذكره الجيش الإسرائيلي، طبعا، أنه ارتكب مجزرة مروّعة كبرى تضاف لسلسلة فظائعه الرهيبة في غزة حيث أودى الهجوم بحيوات 274 فلسطينيا بينهم 65 طفلا و57 امرأة، وأصاب 698 شخصا، قاصفا في طريقه 89 منزلا ومبنى سكنيا مأهولا بالسكان… وأن الهجوم الإسرائيلي أدى لمقتل أسرى آخرين.
ضمن هذا السياق فإن الصورة التي ظهر فيها نتنياهو ضاحكا مع الرهائن الأربعة، تتجاهل تماما ضحايا هذه العملية من أطفال ونساء ورجال قاربوا الألف بين شهيد وجريح، والأسوأ من ذلك، أن المعنى الحقيقي في الصورة، ليس الاحتفاء بتخليص الأسرى، بل بهذا الانتقام الهائل من الفلسطينيين. تخليص الأسرى الإسرائيليين (الذين بدوا كلهم في حالة صحية جيدة) يتم بتصفير القيمة الإنسانية للفلسطينيين، وبإظهار أقسى أشكال العمل على إبادتهم.
تستعيد إسرائيل، وبدون أي خجل، فكرة «الحل النهائي» الذي ابتكره نازيو ألمانيا للخلاص من اليهود، وتطبّقه على الفلسطينيين. وجود إسرائيل، في صورة نتنياهو الضاحكة، هو فناء الفلسطينيين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية