بيروت- “القدس العربي”: منذ مشاركة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في قداس سيدة التلّة في دير القمر، الأحد الماضي، لم تهدأ التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد انتشار صورة الهدية التذكارية التي قدّمها إليه راعي أبرشية دير القمر المارونية المطران مارون العمّار، وكاهن الرعية الأب جوزف بو عون، ورئيس البلدية ملحم مستو، وهي تمثّل سيدة التلة تحمل طفلها الإلهي بيدها اليسرى وتحضن رئيس الجمهورية بيدها اليمنى.
وعلى الفور، أثارت الصورة جدلاً وتعليقات بين الناشطين على مواقع التواصل، وانقسمت الآراء بين متحفّظ على وضع صور سياسيين إلى جانب صور قديسين، وبين عدم ممانع طالما لا تشكّل هذه الصورة تشويهاً أو إهانة للمقدّسات.
وكتب لوسيان عون منتقداً قدسية الأيقونات والرموز الدينية: “لا يجوز أن تخترقها صور شخصيات فانية وزائلة. فهل ترضى على سبيل المثال بأن تحتضن أيقونة صورة لفنان أحببناه كعلي الديك أم مريم كلينك؟ تخيل صور أيقونات مماثلة يصنعها الإكليروس ويعمل على توزيعها”.
ورأى منير معلوف أنه “إذا سمحت الكنيسة بهذا فالموضوع مبتوت. ولكن من يضمن عدم استغلال الصور المقدسة بعد ذلك لصمد سياسيين من جميع الاتجاهات والمذاهب؟ الأمر خطير ولا يمكن ضبطه ولا أحد أولى من غيره عندئذ. والأفضل إبقاء الأيقونات لله والقديسين فقط”.
وتمنّى فارس الجميّل “عدم تكرار مثل هذه الإشكالات وإبقاء مقدساتنا بمنأى عن أي اعتبار آخر”.
وكتب أحد أعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام: “شتّان بين صورة سيدة التلّة وهي تحضن رئيس الجمهورية وبين تشويه صورة العذراء في مشاريع مشبوهة، المقارنة لا تجوز”.
وفي حديث، أوضح مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو بو كسم أن “لا نصّ في الكنيسة يحدّد المسموح وغير المسموح، والكنيسة تتحرّك عند حصول أي إهانة”.
ولم يرَ الإعلامي بسام أبو زيد “مشكلة في صورة سيدة التلة”، وقال: “أمّنا العذراء تحتضن الجميع، وهي بمثابة أن يلتقط أي شخص صورة له إلى جانب هذه الأيقونة”.
كاهن الرعية استغرب الضجة: الصورة ليست أيقونة مكرّسة بل تذكارية
وكان كاهن رعية دير القمر الأب جوزيف بو عون استغرب “الضجة المفتعلة التي أثيرت حول صورة سيدة التلة العجائبية التي قدمت إلى رئيس الجمهورية. وقال: “إن الصورة، التي تظهر سيدة التلة العجائبية تحتضن يسوع، وفي الزاوية الثانية منها صورة الرئيس عون، هي هدية من أبناء الرعية لمناسبة مشاركة الرئيس عون إياهم القداس الإلهي، وهي عربون محبة ودعاء كي تحمي العذراء رئيس الجمهورية، وسبق أن قدمت صورة مماثلة إلى الرئيس كميل شمعون عندما حضر قداساً في الكنيسة نفسها”.
وأشار إلى أن “الصورة ليست أيقونة مكرّسة، ولا ترفع على المذابح أو تُبخّر، بل هي صورة تذكارية شخصية لرئيس الجمهورية كي تحميه سيدة التلة العجائبية”. ودعا الأب بو عون إلى “عدم استغلال هذه المناسبة لأخذها إلى أهداف أخرى ليست رعية دير القمر معنية بها”.
وكان الرئيس الراحل كميل شمعون وإثر محاولة اغتيال تعرّض لها قد قدّمت له رعية دير القمر في عام 1957 صورة تجمعه بسيدة التلة، وهو كان يردّد دائماً: “سيدة التلة تحميني، وإذا كانت سيدة التلة بخير، فإن لبنان بخير”.
وقد رغبت الرعية في أن تعيد التاريخ ذاته مع الرئيس ميشال عون فقدمت إليه هذه الصورة.
هذ معناه،إذا وضع أحدهم صورة للسيد حسن مع الرءيس يمكن أن تتسبب بحرب أهلية.نحن شعب حقا مسكين
على الرئيس اللبناني أن يكون رئيسا لكل اللبنانيين بكل طوائفهم وأطيافهم، وللأسف هذه الصورة تدل على أن الأمر كذلك.. بإمكان الكنيسة أن تنتظر حتى تنتهي ولاية الرئيس وبعدها سيعود إنساننا عاديا إلى طائفته وبعد مماته يمكن كوننته وتسميته بالقديس ميشال عون أو سان ميشال….
لاأمل في مجتمع ولاحداثة يمكن أن يشهدها هذا المجتمع الذي تقوده مؤسسة دينية ذات نفوذ ايديولوجي واقتصادي حولت الطقوس الدينية إلى طقوس شابتها الأنماط الوثنية التي تقوم بعدها المؤسسة الدينية بالتبرير لإقناع اتباعها واستمرار هيمنتها على عقل المجتمع وسلوكه.