واشنطن: يرى الميجور جنرال الأمريكي المتقاعد جون إل. باري، أنه كشخص ينتمي إلى التيار المحافظ طوال حياته يؤمن بالمسؤولية الشخصية، ومحدودية الحكومة، والدفاع الوطني القوي، لا يمكن أن يدعم دونالد ترامب.
ويقول باري الذي قضى 30 عاما في سلاح الجو الأمريكي، والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لمتحف “وينغز أوفر ذا روكيز إير أند سبيس” إن انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية لا تتعلق بالسياسات التقليدية، ولكن تتعلق بفشل ترامب في القيادة.
ويضيف باري في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية قائلا: “لقد قام الرئيس السابق ترامب بتقسيمنا. وتصريحاته تؤجج الاستياء، ولا توفر حلولا. لقد أضعف تحالفاتنا، وأغضب حلف شمال الأطلسي، وتودد إلى الديكتاتوريين، وخان قيم الحرية والديمقراطية التي نعتز بها. وأدى سلوكه المتهور إلى جعل أمريكا أقل أمانا”.
وقال باري إن قادة الحزب الجمهوري استنكروا في بادئ الأمر أعمال العنف في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، لكن الكثيرين منهم تراجعوا عن ذلك فيما بعد. ورغم أن بعض الجمهوريين في الكونغرس ربما نفوا بصورة غير رسمية ” الكذبة الكبرى” بأن الرئيس بايدن غير شرعي، فإن قليلين منهم فقط رفضوا تلك الكذبة. وهذا حقيقي حتى بعد أن رفضت أكثر من 60 محكمة من محاكم الولايات والمحاكم الفيدرالية مزاعم ترامب بأنه تم سرقة الانتخابات. وهذا الافتقار إلى الشجاعة يقوض الديمقراطية الأمريكية.
ويضيف باري: “إذا ما واصلنا تشجيع الأكاذيب واستغلال عمليات التصويت لحل مشكلة غير موجودة أساسا، فإننا نخاطر بتقويض شرعية الانتخابات المستقبلية ودستورنا نفسه”.
وقال باري: “أعتقد أننا في حاجة إلى حزبين قويين، لكن يتم تدمير الحزب الجمهوري بسبب الافتقار إلى النزاهة. فالسعي لتحقيق مكاسب حزبية قصيرة الأجل دون الاهتمام بالتداعيات طويلة الأجل سوف يكون أمرا كارثيا للحزب وللبلاد”.
ويضيف: “لقد حان الوقت لأن تكون هناك قيادة توحدنا، وتستعيد وضعنا عالميا، وتركز على النتائج الحقيقية. ومن أجل مستقبل بلادنا، لا يمكنني دعم قيادة ترامب التي تبعث على الانقسام. ولذلك فإنني أدعم كامالا هاريس لتكون الرئيسة”.
وأوضح باري قائلا: “إن كامالا هاريس تعترف بأهمية دعم مؤسستنا العسكرية والمحاربين القدامى؛ وهو الأمر الذي لم يكن يهتم به ترامب على الدوام. وازدراؤه لأفراد القوات المسلحة وعائلاتهم معروف تماما. من ناحية أخرى، سعت هاريس جاهدة للتأكيد على أن تظل مؤسستنا العسكرية هي الأقوى والأكثر احتراما في العالم”.
وقال باري: “إنني كمحافظ أؤمن بالعائلات القوية، والمجتمعات الحيوية، واقتصاد مزدهر يوفر الفرص للجميع. ولم يحقق ترامب شيئا من ذلك، فقد أدى لانقسام العائلات، وأضعف وضعنا الدولي، وترك العمال الأمريكيين يدبرون أحوالهم بأنفسهم في ظل اقتصاد متقلب بصورة متزايدة. إنني على استعداد لأن أقلب الصفحة وأصوت لصالح قائد سيدافع عن دستورنا، ويحيي قيمنا، ويوحدنا كدولة. وقد لا تكون هاريس الخيار النموذجي بالنسب لشخص محافظ. ولكن الأوقات الحالية ليست نموذحية. فالخطر كبير إذا أتحنا لترامب الفرصة لتولي فترة رئاسية أخرى لتمزيق ديمقراطيتنا”.
واختتم باري تقريره قائلا: “إن هذه الانتخابات لا تتعلق بالولاء للحزب، إنما تتعلق باختيار شخص يقود بنزاهة، وقوي، ولديه التزام تجاه كل الأمريكيين. وكامالا هاريس هي ذلك القائد؟ ومن أجل مستقبل أطفالنا، أحث الجميع على السمو فوق الانقسام، وتمثيل ديمقراطيتنا والإدلاء بالصوت لصالح كامالا هاريس”.
(د ب أ)