ضبط صواريخ غراد متجهة من السويس الى القاهرة.. وتحذير من تحول الإسلاميين إلى العنف

حجم الخط
0

القاهرة – ‘القدس العربي’أشارت الصحف المصرية الصادرة أمس الى سقوط سبعة قتلى ومئات الجرحى في المواجهات التي دارت في منطقة رمسيس بالقاهرة بين الإخوان المسلمين وأعوانهم من جانب، وبين الشرطة والأهالي من جانب آخر، وإلى الاشتباكات العنيفة بين الإخوان والأهالي في الجيزة، أي ان المعارك دارت بعيدا عن تمركز الجماعة وأنصارها، في رابعة العدوية ونهضة مصر، وبالتالي خنق المرور في القاهرة من غربها إلى شرقها وما يتفرع عنها من الأرض، وكذلك بالسيطرة على كوبرى أكتوبر في نفس الموقع، وبلغت بهم الجرأة، لبناء حائط فوق الكوبري، مثلما حاولوه في شارع صلاح سالم وطريق النصر، وعندما حضرت الشرطة لإزالة الحواجز وفتح الطرق صرخوا وهم يحملون لافتات بالانكليزية وصور مرسي.
وأعلن عن التشكيل الوزاري، واستمر قطاع كبير من الشعب يهتم ببرامج التليفزيون والمسلسلات، والاستعدادات للاحتفال بذكرى العاشر من رمضان، وهو اليوم الذي عبر فيه الجيش المصري قناة السويس في السادس من اكتوبر سنة 1973، وكان عدد كبير من ضباطه وجنوده صائمين، وتم الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة وكانت نسبة النجاح سبعة وسبعين وستة من عشرة في المائة.
وإلى بعض مما عندنا:

اشتباكات في الجيزة وجسر اكتوبر وسيناء

ونبدأ باشتباكات الأهالي مع مناصري الاخوان خارج رابعة العدوية ونهضة مصر وبالتحديد حوالي جسر اكتوبر لأن هذه المنطقة وما يتفرع عنها، سواء من شوارع الجمهورية ومنطقة الفجالة وكلوت بك، تجارية وبها أعداد كبيرة من المحلات والباعة الجائلين وحركة سيارات الميكروباص، وأسرع عدد منهم للاختباء داخل مسجد الفتح وإغلاقه عليهم، واستمروا هكذا طوال اليوم، إلى أن قام الأهالي بإخراجهم منه باحترام شديد دون إلحاق أي أذى بهم، وفي رمسيس اعتدوا على المحلات التجارية والأهالي الذين اشتبكوا معهم، وأخرجوا ضابط جيش من سيارته وقتلوه، وقالوا انه دهس بالسيارة متظاهرين، والله أعلم، وامتدت الاشتباكات إلى عدد من المدن، وحدث تطور آخر، وهو أن أهالي مناطق رابعة العدوية وتلك القريبة منها مثل العباسية، وجسر السويس، والمرج ومصر الجديدة أي في شرق القاهرة، هددوا بالزحف على رابعة لإخراجهم منها بالقوة، كما هدد أهالي مناطق الجيزة بفعل نفس الشيء مع المتجمهرين في تمثال نهضة مصر، واستمرت العمليات الإرهابية في سيناء ضد الجيش والشرطة، وضبطت قوات الجيش أحد عشر صاروخ غراد، كانت قادمة من السويس إلى القاهرة، وهذا معناه انها سوف تستخدم لضرب قواعد عسكرية في القاهرة، كما بدأت التحقيقات في عمليات استيراد ملابس للصاعقة والجيش، ووضع رتب عسكرية عليها وادخالهم وحدات عسكرية، وقيادتها والاتجاه بها الى مقر وزارة الدفاع واحتلالها، والنزول بالمدرعات والدبابات للشوارع لفرض الأمر الواقع، وهو ما حذرنا منه منذ شهور.
وكانت الصحف قد نشرت صورة لصفوت وهو في رابعة وداخل فانلته ما يشبه المدفع الرشاش، وظهر فجأة وزير الأوقاف السابق والاستاذ بجامعة الأزهر، الدكتور الشيخ طلعت عفيفي وخطب في المرابطين بتمثال نهضة مصر، وقال ان ما حدث تطبيق لقول الله، ولو دفع الناس بعضهم لبعض وأخذ يشيد بمرسي، والمهم انه عندما كان في منصبه صرح أكثر من مرة بأنه ليس من الإخوان، والآن انكشف وهو في نفس الوقت نائب رئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة، ورئيسها الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي، والذي كان في مقاله كل ثلاثاء بجريدة ‘عقيدتي’ الدينية يقوم بانزال آيات القرآن الكريم على الأحداث الجارية للدعاية للإخوان، الشيخ المختار حدثنا يوم الثلاثاء عن كليات الحقوق.

‘الوفد’ تسخر من مطالب
امريكا الافراج عن مرسي

والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه وتكاد تنحصر كلها في الأوضاع الراهنة، وبدأها من يوم الاثنين في ‘الوفد’ زميلنا مصطفى عبيد بالسخرية من أمريكا ومرسي قائلاً: ‘أمريكا تطالب بالإفراج عن الرئيس المعزول وابنها البار وتابعها الملتزم وجلها الوفي الطائع إلى الأبد، الراضي بما قسم له مكتب الإرشاد الآن وبكل ثقة انكشف المستور ورفع الستار عن السريين تحت الأوراق، والاستقواء بالعم سام ضرورة والضرورات تبيح المحظورات، لا يمكن للولايات المتحدة التي تستحل قتل خصومها في حجرة نومهم ليلاً دون محاكمة أن تتحدث عن حقوق السجين مرسي، ليس من حقها أن تأمر فتطاع تطالب فيلبى طلبها تقول كلمتها فيصمت القانون، تدوس على إرادة الشعب المصري تحت أي مبرر وبأي زعم، تبدل الحال وتغير الرجال، ومن يقودون اليوم غير الأمس، لا مبارك ولا طنطاوي ولا مرسي وانهم فتية آمنوا بالوطن وزادهم الشعب حباً ووطنية، مرسي متهم تجب محاكمته ولا يجوز الإفراج عنه إلا بحكم القضاء المصري مثله مثل سلفه الذي سجن لأنه لم يوقف قتل المتظاهرين، وما تطلبه أمريكا لا يزيدنا إلا يقينا أننا نسير على الدرب الصحيح ما أخطأ الشعب المصري رميته سقط العملاء السريون’.

ليس من حق احد أن يدعي
إسقاط مرسي وعزله

ونتحول إلى ‘المصريون’ وزميلنا بـ’الجمهورية’ بسيوني الحلواني وهو من التيار الديني، ومهاجمته للإخوان قائلاً: ‘لا فضل لأحد في خلع الرئيس المعزول ‘محمد مرسي’ وتخليص المصريين من فشله سوى جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة صاحبة الفضل الأول والأكبر على الشعب المصري في تخليصه من هذا الكابوس المزعج وهي وحدها ممثلة في مرشدها والعديد من قياداتها المستفزين والهائجين وتستحق أن نوجه لها خالص الشكر والتقدير ولقياداتها ندين بالجميل فهم بأخطائهم وتجاوزاتهم المتكررة الذين دفعوا الشعب إلى الخروج للميادين والشوارع ليقول للمعزول ‘ارحل’ فالوطن المنهك بالمشكلات والأزمات لا يتحمل أكثر من سنة من الفشل والأزمات الطاحنة.
لذلك ليس من حق أية جبهة أو حركة أو حزب أن يدعي الفضل في إسقاط محمد مرسي وعزله وليس من حق أي فصيل سياسي أن يعتقد أنه صاحب فضل على المصريين في تخليصهم من مرسي، وليس من حق أحد أن يتحدث باسم هذا الشعب ويتحكم من جديد في رقابه ويفرض وصايته عليه هذه الحقيقة يجب أن يعيها الجميع، حزب النور، وحركة تمرد، وجبهة الإنقاذ وائتلاف جبهة 30 يونية، فلا وصاية لأي من هؤلاء جميعاً على الشعب المصري الذي رفض وصاية جماعة الإخوان المسلمين وتخلص منها في ثورة شعبية تاريخية أذهلت العالم وبالتأكيد لن يقبل هذا الشعب الأبي وصاية جديدة من أحد’وبعد أن قال بسيوني ذلك، كان طبيعياً أن يقول في نفس اليوم زميلنا بالأخبار علاء عبدالوهاب عن الإخوان.

‘الأخبار’: عن أي سلمية يتحدثون؟!

وبعد أن قال بسيوني ذلك، كان طبيعياً أن يقول في نفس اليوم زميلنا بـ’الأخبار’ علاء عبدالوهاب عن الإخوان : ‘حتى من يملك عيناً واحدة ونصف عقل يدرك بسهولة شديدة أن إدعاء الإخوان ومماحاكاتهم اللفظية في تنويعات لا تقنع طفلاً بأن السلمية سبيلهم بينما الواقع يفضح حقيقة ما يضمرون وعلى الأرض دماء تسيل وقتل باسم الشريعة وتعذيب وتمثيل بالجثث، سلمية عن أي سلمية يتحدثون؟ يكفي رداً على هذا الادعاء استدعاء مشهد البلتاجي يربط بين ايقاف إراقة دماء جنود مصر في سيناء وعودة مرسي للعرش!
فتاوى التكفير وعمليات القنص وإلقاء الأطفال الابرياء من أعلى البنايات، هل هي الإمارات الدالة على مفهوم السلمية وتطبيقاته الأصيلة لدى الجماعة’. صحيح عن أي سلمية يتكلمون؟

‘الاهرام’ تدعو لمصالحة وطنية

والغريب في الأمر، أن أصحابنا في حزب النور السلفي يهربون من التوقف أمام هذه الجرائم، وأراد الناطق باسمهم صاحبنا نادر بكار الاتجاه وجهة أخرى بأن صاح في ‘أهرام’ الاثنين مطالبا الوزارة الجديدة: ‘انتهاج سياسة المصارحة للكشف عن حجم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها الحكومة بأرقام دقيقة والتيقظ لمحاولات جرنا إلى معارك وهمية تتشتت فيها الجهود وتثبط الهمم، ومواجهة الاحتجاجات الفئوية إن ظهرت وذلك أمر متوقع، بحزم أمضى من ذي قبل وتحويل دفة الاهتمام إلى توظيف طاقة ملايين الشباب العاطل واستيعابها في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كل هذه مؤشرات أولية على الاستفادة من أخطاء الماضي أو سقوط في براثنها وملف المصالحة الوطنية تحد آخر يستلزم تعاملاً بحزم مع طوفان الكراهية الذي يكاد يغرق الوطن عن بكرة أبيه، وتعامل بحكمة يحتوي شباب التيار الإسلامي ويعيد دمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية.
المصالحة تتطلب خارطة طريق هي الأخرى أبرز ملامحها إيقاف الملاحقات الأمنية غير المبررة والإفراج عن كل من لم توجه ضده تهم محددة وميثاق إعلامي يجابه ثقافة الكراهية والتحريض ودعوات الإقصاء وحتى لا تتكرر الأخطاء أيضاً فإن الحزم مطلوب منذ البداية لرسم الفارق الدقيق بين تفهمنا لما تمثله مصر من ثقل إقليمي وعالمي يجعل دولاً كثيرة، تمد يد العون لإقالة عثرتنا بما يعود بالنفع، والاستقرار وبين أن تصير مصر دون ان ندري ميدانا يتبارى عليه لاعبوا الخليج. أو ساحة لاقتسام النفوذ بين واشنطن ومنافسيها، ولا أدري أفات وقت التنبيه أم ما زال متاحاً لنصيحة الحكومة المقبلة تبني فلسفة الحكومة الرشيقة لإدارة الجهاز الحكومي البيروقراطي شديد الترهل’.

‘الأهرام’: مشكلة حزب النور
رغبته أن يرث تركة الإخوان

المهم انه في نفس عدد ‘الأهرام’ كان زميلنا إبراهيم الدسوقي في حالة غضب ضد حزب النور. فقال عن انتهازيته السياسية: ‘ولعل أقطاب النور يفطنون إلى أن انقلابهم على الإخوان بفضحهم خططهم لأخونة الدولة حدث بسبب تراجع الجماعة عن وعودها بأن تتقاسم معه المواقع القيادية المؤثرة في حركة المجتمع وتوجهاته فاختلافهما كان على الحصص والعطايا وليس المصالح العليا للبلاد، لأن الحزب ظل يؤيد خدعة مشروع النهضة الوهمي حتى الرمق الأخير، ورفض رفضاً تاماً خلع مرسي من الرئاسة ويكاد يصعب العثور على تصريح يعتد به من النور يدعو لرحيل مرسي من السلطة، وكذلك فيما قدمه من مبادرات للخروج من الأزمة الحادة السابقة على طوفان الثلاثين من يونيو الجارف، فضلا عن أنه لم ينتقد دعوات التحريض الإخوانية على سفك الدماء والاقتتال الداخلي قبل ثورة 30 يونيو وبعدها، وجزء من مشكلة وأزمة النور حالياً رغبته في أن يرث تركة الإخوان سياسياً واجتماعياً ظناً بأنه الأولى والأحق بها وأنه يستحق بجدارة الجلوس في المقعد الأمامي ويرتكن الى ان قاعدته الشعبية أوسع وأعرض من قاعدة أبناء وأحفاد حسن البنا يترافق مع ذلك إحساسه بهلع يصل لحد المرض من تهميش الإسلاميين تمهيداً لإقصائهم، هكذا يفكرون، وربما معاناتهم مرة أخرى الملاحقات الأمنية كما كان حالهم في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك، وهم يتغافلون عن أن التيار الإسلامي من المكونات الأساسية في التركيبة والشخصية المصرية ومن المستحيل تنحيته جانباً أو تحجيمه نظراً لتأثيره على قطاعات كبيرة من المصريين’.

‘الوطن’: على خصوم الحركة الإسلامية
ألا يضعوها أمام طريق مسدود

طبعاً، طبعاً، ثم نصل إلى صديقنا والكاتب وعضــو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وأفضل وأنقـــى عناصرها وأكثرهم استقامة فيم وقفه، الدكتور ناجح إبراهيم وقوله في نفس اليوم – الاثنين – في ‘الوطن’:
1- على خصوم الحركة الإسلامية ألا يضعوها أمام طريق مسدود، بحيث لا يكون أمامها سوى الخيارات السيئة والسلبية للجميع، وعليهم أن يفتحوا أمامها السبل الايجابية التي تحفظ كبرياءها وكرامتها، وتضعها في المكانة السياسية اللائقة، بها وبتاريخها وكفاحها وألا تغمطها حقها وألا تظهر الشماتة فيها أو تحول ايجابياتها الى سلبيات في غمرة الشعور بانتصارها عليهم، وليحذر الجميع إقصاء الحركة الإسلامة لأن ذلك كله يتنافى مع كل قواعد الإسلام والديمقراطية والمواطنة ويضر الوطن كله بلا استثناء ضرراً بالغاً.
2- وليحذر الجميع تعميم الأحكام أو المسؤولية ‘ألا تذر وازرة وزر أخرى’.
3- اعتقد ان الذين يطلقون النار على الجيش والشرطة في سيناء ليسوا من الإخوان، بل أكاد أزعم انهم كانوا يكفرون الإخوان ود. مرسي، ولكن أعمالهم الآن ستحسب على الإخوان وستضرهم.
4- وعليهم أن يستدركوا الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه د. مرسي وقادة الإخوان من قبل بربط أنفسهم بدعاة متشددين أو بجماعات تحمل أفكاراً تكفيرية أو جهادية فما كان ينبغي للرئيس أن يربط نفسه والدولة المصرية كلها بأصحاب الخطاب المتشدد أو التكفيري.
5- على الحركة الإسلامية أن تدرك ان القضايا العادلة يحولها العنف الى قضايا خاسرة لا يتعاطف الناس معها، ولنا تاريخ طويل في ضياع قضايانا بالعادلة بالحماسة الزائدة أو التصرفات الطائشة أو المغامرة بالعنف.
أما الوسائل السلمية المتدرجة والمحسوبة التي لا يترك زمامها للخطباء والمهيجين، ولكن يقودها الحكماء الذين لا يستفز عقولهم ضياع منصب ولا يستخف عقولهم زوال سلطان ويحسون اختيار أقل المفسدين إن لم يكن هناك سبيل لدرئهما معاً.
6- لا أريد للإخوان والحركة الإسلامية الطيبة أن تدفع فاتورة بعض التفجيرات التي يمكن ان يقوم بها التكفيريون هنا وهناك، لأن الفاتورة حينها ستكون باهظة وظالمة أيضاً’.

فكرة الإقصاء لم يطالب
بها أحد من المعارضين

وناجح هنا يتجنب تصريحات عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة، الدموية وقوله، أرى رؤوساً أينعت وقد حان وقت قطافها، وعمله لحساب الإخوان ومعه طارق الزمر، الذي خطب في إمارة رابعة العدوية صارخاً ومطالباً بسحق المعارضن، وغيرهم وغيرهم، وكأن الآخرين سيصيبهم الرعب من هذه التهديدات أو الأعمال، وأنا أفهم أسباب تجنبه هذه الإشارة الصريحة، وممارسة النقد الذاتي على بعض من قيادات جماعته.
والحقيقة أن فكرة الإقصاء لم يطالب بها أحد من المعارضين، قادة أو أحزاباً، وأخشي أن يكون مفهوم عدم الإقصاء هو منع أي ملاحقة قانونية لأي مسؤول استغل نفوذه أو سرق أو خالـــف القـــوانين أو قتــــل، واعتدى، أو تجسس لحساب دولة أخرى، فهذه الملاحقات القانونية هي عدل السماء والأرض، أما الإقصاء وهو حرمان فرد أو جماعة من حقها السياسي العلني في إطار الدستور والقانون فهو مرفوض ولم يطالب به أحد كما قلنا.

مصالحة وطنية حقيقية
لا تستثني أحداً

وآخر زبون عندنا في قضية المصالحة سيكون زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’، فتحي محمود – ناصري – وقوله يوم الثلاثاء: ‘لن تتمكن مصر من عبور أزمتها الحالية والانطلاق نحو المستقبل إلا بمصالحة وطنية حقيقية لا تستثني أحداً، وتقوم على أسس محددة تضمن استقرار الأوضاع، والالتزام بالمصالح العليا للبلاد، أن سياسة الإقصاء التي تمسك بها نظام الإخوان خلال السنة التي حكم فيها مصر، كانت سبباً رئيسياً في سقوطه، ولا يجب تكرار هذه السياسة من جانب أي قوى سياسية، لأن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل سياسي وحده أياً ما يكون، والمصالحة الوطنية لا تعني التغاضي عن أي جريمة ارتكبها أي أشخاص أو حزب أو جماعة’.

‘الوفد’: غرائب ما يدور
في رابعة العدوية

وإلى رابعة العدوية، وما يدور فيها لدرجة أن زميلنا في ‘الوفد’ عصام العبيدي شبهها يوم الثلاثاء بإمارة، وقال عنها: ‘ما يتوارد إلينا من اعتصام الإخوان في رابعة العدوية ونهضة مصر هو شيء يحتاج لأطباء نفسيين للوقوف على الحالة لرواد الاعتصام، فهؤلاء تعرضوا لأسوأ عملية غسيل مخ في التاريخ، أخبروني كيف يقف أحد على منصة الاعتصام ويخاطب الجمع الغفير بأنه رأى سيدنا جبريل يصلي بجواره بالميدان، بينما وقف ثان يؤكد انه رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان الرئيس مرسي يصلي خلفه، وعلى كتفيه عدد من الحمامات، وفجأة تنبه الرسول وهو يؤم الصلاة، لوجود مرسي فخاطبه قائلا: ‘تقدم يا مرسي لإمامة الصلاة، ولم تترك المرأة الملعب خاليا لأحلام الرجال، فخرجت واحدة منهن على المنصة لتقول انها مسيحية وجاءت للاعتصام بعد ان استيقظ ضميرها وكشفت للمعتصمين ان بعض القساوسة يتلون قراءات معينة على زجاجات مياه، وهذه المياه من يشرب منها يتحول إلى شيطان رجيم، أي ان معظم معارضي مرسي الذين نزل منهم للشارع اثنان وثلاثون مليون شخص شربوا من هذه المياه المسحورة’.

‘اليوم السابع’: تصريحات
محمد البلتاجي تثير الاستغراب

ومن بين الذين وقفوا على منصة إمارة رابعة كان واحد قال عنه في نفس اليوم زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير التنفيذي لـ’اليوم السابع’ أكرم القصاص وهو يعلق على الإرهاب في سيناء: ‘تصريحات محمد البلتاجي التي اعلنها على منصة رابعة، وقال فيها ان العنف يتوقف حال عودة رجلهم وهي تصريحات تكشف عن العلاقة بين الإرهابي والجماعة ويثير الأسئلة، لماذا تفكر جماعة في السلطة وتحت أيديها كل الأدوات والأجهزة في بناء ميليشيات أو دعم جماعات إرهابية، الإخوان من تنظيم دولي، وهذا التنظيم من يحرك الجماعات ويرسم الخطط، وعلى الجماعة التنفيذ، ولعل هذا هو ما يكشف العلاقة بين تصريحات البلتاجي والعمليات والتنظيم الدولي، وإذا طبقنا نظرية المؤامرة، يمكن ان نربط بين التنظيم الدولي للإخوان وما يجرى في العراق وافغانستان’.

‘الوطن’: معتصمو رابعة
ضحايا أكثر منهم طرفا مذنباً

ومن بين الذين اهتموا بما يحدث في إمارة رابعة زميلنا وصديقنا عماد الدين أديب وتحذيره من الموجودين بقوله عنهم في نفس اليوم – الثلاثاء – في ‘الوطن’: ‘يجب ان نتعامل مع معتصمي رابعة العدوية على انهم ضحايا أكثر منهم طرفا مذنباً، غرست في عقولهم فكرة على مر السنين وتم تكثيفها في الآونة الأخيرة، ويؤمن هؤلاء حسب تصريحاتهم بأن المجتمع الدولي كله يقف مع الاعتصام ومع عودة الدكتور مرسي لمقعد الرئاسة وان قطعتين من الاسطول الأمريكي تقفان قبالة الساحل المصري تمهيدا للتدخل السريع لنجدة الإخوان، هذا العالم الافتراضي الذي صنعه الإخوان لأنفسهم هو أساس الأزمة التي تحياها الجماعة الآن، ودون التعامل الجدي مع هذا المنطق المخالف تماما لحقائق الأمور، فان الأزمة سوف تستفحل والصراع قد ينقلب أكثر دموية، انها حالة نفسية عقلية جماعية يدبرها قادة الجماعة من على منصة رابعة العدوية بهدف استخدام هذه الحشود كورقة ضغط سياسي وابتزاز نفسي ضد الداخل المصري، هل هذه الحالة النفسية قابلة للحوار راغبة في التسوية جادة في الوصول الى حلول حقيقية؟ ان مثل هذا المنطق الذي يسيطر على عقول هؤلاء الضحايا سوف يحول هؤلاء الضحايا الى قنبلة بشرية موقوتة قابلة للانفجار في أقرب وقت’.

‘الأخبار’: البطالة وراء الاعتصامات

لكن كان لزميلنا بـ’الأخبار’ خفيف الظل عبدالقادر محمد علي في المعتصمين في رابعة والنهضة قال عنهم في نفس اليوم – الثلاثاء – في بروازه المتميز – صباح النعناع: ‘لولا البطالة المنتشرة في الصعيد وبعض محافظات الدلتا لم استطاع الإخوان حشد الآلاف من المواطنين البسطاء في إشارة لرابعة وميدان نهضة مصر هؤلاء يعرضون حياتهم لأشد المخاطر بسبب لقمة العيش، تركوا أسرهم وركبوا أتوبيسات الحرية والعدالة الى القاهرة للعمل باليومية لدى البلتاجي وصفوت حجازي، بعضهم فقد حياته في غزوة الحرس الجمهوري، والبعض الآخر قتله الإخوان لإلصاق التهمة بالجيش، وآخرون ينتظرون مصيرهم الذي يحدده قادة جماعة فشلت في الاستيلاء على مصر فاستولت على عقول وإرادة الغلابة’.

مطلوبون للعدالة
في ميدان رابعة العدوية

وفي نفس العدد أراد زميله عاطف زيدان المساهمة بقدر ولو يسير في حكاية إمارة رابعة وأسرارها، فقال: ‘صدرت أوامر من النيابة العامة بضبط وإحضار عدد من قيادات الإخوان، والجماعة الإسلامية لاتهامهم بالتحريض على العنف وقتل المتظاهرين، ولم يجد المطلوبون للتحقيق، ملاذاً آمنا للإفلات من العدالة أفضل من ميدان رابعة العدوية فمعتصمو السمع والطاعة بآلالاف بينهم نساء وأطفال وشيوخ، ناهيك عن مفتولي العضلات من الحراس والبودي جاردز مما يجعل إمكانية القبض عليهم صعبة ان لم تكن مستحيلة، لذا يحرص هؤلاء من أمثال صفوت حجازي على إبقاء ميدان رابعة زاخرا بالمعتصمين، لا للمطالبة بعودة الرئيس المعزول فقط، وإنما للبقاء في مأمن بعيدا عن أيدي رجال الشرطة’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية