ضمادة أذن الرئيس… وقمر المغرب الإسرائيلي وتندر الجزائريين على السياحة

حجم الخط
0

تحفل كبرى وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي العابرة للقارات والجنسيات بتحليل الرصاصة الطائشة التي لامست وجه الرئيس «ترامب»، وخلّفت ضمادة بارزة على أذنه، صارت معلما دوليا ومادة للتندر والتفكه.
بين نظريات مؤامرة أخدت تزهر، وخوف على مستقبل الكرة الأرضية من وصول «منظر الفوضوية الرأسمالية 2.0» (هجوم الكابيتول الذي حدث أواخر عهدة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عد مثالا عن أناركية يمينية جديدة) سدة الحكم من جديد، تمكنت أولويات أخرى من جعل مواقع التواصل الاجتماعي المغاربية تغرد بعيدا عما يثير انتباه «العالمين».

باص أم طائرة؟

أخبار الطائرات على كثرتها والشركات المسيرة لها تبقى مادة جيدة للنوادر، قد تكون الجلبة التي تسببت في هبوط طائرة «رايان اير» اضطراريا في مطار مراكش في المغرب، في طريقها نحو لندن، بعد ست وثلاثين دقيقة من إقلاعها من مدينة أغادير أحدثها.
تصدر الحدث أخبار وسائل إعلام عالمية، وأثار جدلا بين مستخدمي النقل الجوي ومهنييه، بل راحت وسائل إعلام تنشر تقارير وروبورتاجات تؤكد على «خصوصية» الزبائن الإنكليز في النقل الجوي، وتسببهم الدائم في هكذا مشكلات، والتي تكلف شركات الطيران أموالا ضخمة نتيجة الخسائر «العينية»، والتأخير، والتعويضات التي يتعين عليها دفعها لأكثر من جهة.
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة المغربية مع الحادثة كان مختلفا عن باقي الجنسيات. في الوقت الذي شدد فيه البعض من زبائن شركات الطيران المتعودين على جشع منخفضة السعر منها كـ«رايان إير»، والتي بحسبهم تدفع الزبائن للاستهلاك، توقف أكثر الرواد فكاهة عند تشبيه طائرات الشركة بالباصات التي تضمن النقل البري، بسبب أزمات المقاعد والجلوس العشوائي (وهو ما تسبب في الحادثة، أدى لدخول القبطان على خط حلبة الملاكمة).

القمر الاصطناعي

ملاكمة سيواصلها البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن في سياق آخر. إذ لم يكد يعلن عن مشروع اقتناء المملكة المغربية لقمر اصطناعي للتجسس من إسرائيل، حتى اشتعل جدال (الرقم ألف بعد المليون خلال الأسبوع) مع رواد الـ«سوشيال ميديا» جزائريين.
وكثرت التساؤلات، لماذا اشترى المغرب قمرا اصطناعيا من إسرائيل؟
ولمصلحة من قرر الشقيق دفع مليار دولار في هذا التوقيت؟
وإسرائيل تزود المغرب بقمر اصطناعي استخباراتي يتجسس على المنطقة!
بينما يبرر آخرون أن من حق أي دولة أن تقرر سياستها الخارجية، وأنها تمت الموافقة عليها في نهاية العام الماضي، وتم توقيعها مؤخرًا.
ويفسر آخر أنه من المتوقع أن يتم تسليم القمر الاصطناعي خلال خمس سنوات ليحل محل الأقمار الحالية، التي يستخدمها المغرب.
ويبرر ناشطون أن الهدف هو تعزيز قدرات المغرب في الدفاع الجوي والبري والبحري.
وبين «صد ورد» من سوق المعلقين يسود افتراضان لم يقابلهما أي مواقف أو إعلانات رسمية من البلدين. (شكرا للسماء).

روبوت بعقد وظيفة عامة

تصدر الأخبار العالمية خبر «انتحار روبوت» في كوريا الجنوبية، الأمر قض مضاجع أعلى سلطات البلاد. بدا أن «الرجل الآلي» الذي وظف كمساعد داخل بلدية من بلديات العاصمة «سيول» لم يتحمل ضغط العمل الذي غدا يثقل كاهله، ما اضطره إلى الانتحار، من أعلى السلالم.. (ميتة سريعة وبسيطة).
بدا الأمر وقد ألهم بعض الجهات الرسمية في الجزائر، التي أطلقت بمناسبة عيد الاستقلال الوطني برنامجا سكنيا يحظى بانتشار وقبول شعبيين، بسبب الأسعار المعقولة التي يقترحها. هذه النسخة الثالثة من البرنامج، جاءت بعد عشر سنوات من آخر نسخة، ولكن في ظروف «تكنولوجية» أكثر تطورا.
سرعان ما تحول التسجيل في البرنامج (الذي يتم رقميا) إلى ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي (ولا يزال) والسبب: الموقع كما التطبيق يفتحان بتوقيت الوظائف من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء ثم يغلقان. لا تبرير رسمياً منطقيا للأمر، أما الأغرب فالموقع كما التطبيق يستعصيان على الفتح ما جعل تجارة «الإدارة الإلكترونية البديلة» تنتعش، وأحيا «مقاهي الإنترنت» التي قدر الجزائريون أنها اختفت. بل تقاسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات عن إعلانات للتسجيل بمبالغ كبيرة جدا، مقارنة بأمر التسجيل البسيط، والذي بإمكان أي شخص القيام به، في ضوء انتشار الأجهزة الذكية والربط بالإنترنت.
لم يكن السخط أكثر ما سيطر على الـ«سوشيال ميديا» الجزائرية، بل بلغ التهكم والتنكيت مستويات عليا، حد إطلاق أغان حول الموضوع، وأصبح سؤال «هل فتح الموقع؟» أكثر الأسئلة طرحا على مختلف الفضاءات، رغم الأرقام المتصاعدة للتسجيلات، التي تعلن عنها الجهات الرسمية يوميا (تخطت المليون تسجيل). طلبات غريبة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على شاكلة «ضرورة مغادرة الموقع الإلكتروني بعد التسجيل»، أو «تنازل النساء والعزاب عن التسجيل لفائدة العوائل»، وغيرها من المقترحات التي لا يمكن أن تعشش سوى في الفضاء الافتراضي.
الضجة الأفقية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي غطت على أخبار كثيرة، أهمها إعلان ترشح رئيس البلاد لولاية رئاسية ثانية، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، بل وموسم الاصطياف.

أين ذهب المصطافون؟

يتصدر «تريند» منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول، يتساءل فيه رواد مواقع التواصل حول غياب حركية سياحية في مناطق عرفت تقليديا كوجهات لسياحة «جماهيرية».
تندر البعض على خلو مدن الجنوب الفرنسي مثلا من سياح، كذلك في الجزائر. إذ بدت الفرصة وقد تسنت أخيرا لأوائل من أنهوا التسجيل في البرنامج السكني الجديد، «للارتقاء» في سلم الأولويات.
هكذا انتشرت فيديوهات وصور لشواطئ، ومطاعم، وأماكن ترفيه «خالية» تعود الجزائريون على الازدحام عليها في هذه الفترة من السنة، خصوصا بعد التحول نحو السياحة الداخلية، إثر أزمة وباء «كوفيد 19» التي تسببت في إغلاق الحدود، مع تونس التي ظلت لسنوات وجهة مميزة.
«المصطافون والسياح هنا»، «توقفوا عن بث السلبية» كانت تلك أكثر العبارات التي شغلت الرأي العام الافتراضي التونسي، رغم محاولات البعض تأكيد ضعف الحركية السياحية في البلاد. إذ تراوح التفاعل بين مؤكد للأمر، ومعارض، معتمدين على مؤشرات أولية أعلن عنها فاعلو القطاع السياحي الشهر الفائت، الذين أكدوا بداية أفضل لموسم الاصطياف مقارنة بالسنوات الماضية.
موقف أكدته الصور الآتية من ليبيا عبر معبر «رأس الجدير» الحدودي على الأقل، حيث ازدحمت قوافل «حجاج» المصايف التونسية، صور قد تدعو التونسيين لشيء من التفاؤل وتنسيهم أزمتي الكهرباء والماء اللتين خيمتا على يومياتهم وصنعت أولوياتهم خلال الأسابيع الماضية، على الرغم من الأحقاد التي تنعكس عبر الفضاءات الافتراضية ضد أصحاب المركبات السياحية والفندقية التي تندر فيها بحسبهم مثل هذه الأزمات.

 كاتبة من الجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية