■ إسطنبول- الأناضول: رأى خبيران أن الزيادة الأخيرة في صادرات النفط الإيرانية، تنبع من رغبة الولايات المتحدة في تفادي ارتفاع أسعار النفط، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل.
وحسب بيانات أوبك، زاد إنتاج إيران النفطي إلى قرابة 2.9 مليون برميل يوميا، الأمر الذي ارتفعت معه صادراتها من النفط الخام، دون أن تقدم المنظمة البترولية الدولية، أية أرقام بشأن الصادرات.
بينما لا تقدم طهران أية بيانات رسمية لأرقام صادراتها منذ عام 2018، عقب إعادة فرض العقوبات الأمريكية، وهو ما ظهر في اختفاء أرقام صادراتها عن موقع المبادرة المشتركة للبيانات النفطية «جودي»، منذ أغسطس/آب 2018 حتى الوقت الراهن.
وصرح رئيس مؤسسة التخطيط والموازنة الإيرانية، داود منظور، في 13 أغسطس/ آب الماضي، بأن صادرات بلاده اليومية من النفط تجاوزت مليونا و400 ألف برميل.
ويتوافق هذا الرقم مع بيانات صدرت في يونيو/حزيران الماضي عن شركة كبلر، وهي شركة مزودة لبيانات تدفق شحنات النفط.
وذكرت الشركة حينها، أن صادرات النفط الخام الإيرانية تجاوزت 1.5 مليون برميل يوميا في مايو/أيار وهو أعلى مستوى شهري منذ 2018. ووفقا لبيانات وزارة النفط الإيرانية، كانت طهران تصدر يوميا 2.8 مليون برميل من النفط الخام، من أصل 3.8 ملايين برميل كانت تنتجها في إبريل/ نيسان 2018، أي قبل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وتملك إيران، مخزونات ضخمة للنفط على شواطئ الصين، سواء عبر ناقلات أو عبر آبار تخزين، كانت قد نقلتها من خلال أساطيل الظل، غير الخاضعة لمراقبة الجهات الدولية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال الخبير في علاقات إيران الدولية، دالغا خاتين أوغلو، إن «زيادة صادرات النفط الإيرانية نابع من الضوء الأخضر الأمريكي».
وأضاف خاتين أوغلو: «بعض الدوائر في الولايات المتحدة ترغب في تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، لتحقيق تحسن اقتصادي قبيل الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024».
ولفت إلى أن خفض طهران لأسعار النفط، عامل آخر لزيادة مبيعاتها في الأسواق العالمية.. «العقوبات الأمريكية دفعت إيران لبيع نفطها في السوق الصينية بأسعار رخيصة».
بدوره، قال عضو هيئة التدريس بجامعة يلدريم بيازيد في أنقرة، كنان أصلانلي إن زيادة صادرات إيران من النفط الخام في الأشهر الأخيرة، مرتبط بالظروف المواتية في سوق النفط العالمية وتغيّر التوازنات الجيوسياسية الإقليمية.
وأضاف أصلانلي: «هناك محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، شملت إحياء الاتفاق النووي، وإعادة بعض أصول إيران المجمدة في دول مثل كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى تبادل السجناء».
وأردف «قد تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها، أكثر حذرا ومرونة في فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية.. الولايات المتحدة لا ترغب في أن ترتفع أسعار النفط العالمية قبل الانتخابات الرئاسية في 2024». ولفت إلى أن «فرض سقف على أسعار النفط الروسية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، وقرار السعودية بخفض إنتاج النفط، أدى إلى زيادة الطلب على النفط الإيراني لتحقيق استقرار الأسعار في سوق النفط العالمية».
مبرزا كذلك أن «الواردات النفطية للصين، التي تعد وجهة مهمة للصادرات الإيرانية، زادت بنسبة 12 بالمئة في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى يوليو/ تموز 2023، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بسبب الانتعاش الاقتصادي بعد جائحة كورونا».
وأوضح أن زيادة الطلب وارتفاع الأسعار، يجعل من النفط الإيراني الرخيص أكثر جاذبية، بالنسبة للمصافي المستقلة في مقاطعة شاندونغ الصينية، مشيرا إلى أن إيران تصدر النفط إلى الصين عبر دول ثالثة. وشدد الأكاديمي التركي على أن إيران تبيع النفط بأسعار رخيصة منذ سنوات بسبب العقوبات الأمريكية. ويبرز أ،ه «اعتبارا من مارس/ آذار 2022، بدأت روسيا أيضا في تطبيق تخفيض على أسعار النفط بسبب العقوبات الغربية، ما أدى لاندلاع حرب أسعار بينهما في أسواق النفط في الصين والهند ودول آسيوية أخرى».
وتابع: «مصادر مختلفة صرحت بأن إيران تبيع نفطها بأقل من 10 دولارات للبرميل مقارنة بنفط برنت في أسواق النفط العالمية والإقليمية».
تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين إيرانيين أكدوا على أن الصادرات النفطية للبلاد شهدت زيادة في الفترة الأخيرة.