ارتباك في المشهد واختلاط في الأوراق ذاك الذي حصل في الملف السوري بعد عرض موسكو المفاجىء الخاص بالسلاح الكيمياوي وتلقفه السريع من قبل دمشق وحيرة واشنطن ومن معها من مناصري الضربة العسكرية للنظام.
هذا التطور المثير أفرز ردود فعل متناقضين. الأول: شعور ما بتنفس الصعداء لدى النظام السوري ومواليه بأن شبح الضربة ابتعد قليلا وإن لم يختف بالكامل. شعور سرعان ما تحول إلى نوع من الاحتفاء الخجول بما وصفوه بصلابة الحليف الروسي ودهائه وحكمة القيادة السورية وتخبط إدارة أوباما في إدارة أزمة بدت وكأنها أكبر من قدرتها على المناورة. الثاني: شعور ما بالخيبة والخذلان من قبل معارضي النظام، ومن يواليهم، الذين ظنوا أن العقاب العسكري للنظام كفيل بزعزعته مما يفتح آفاقا أفضل للتقدم ميدانيا على حساب قواته.
الشعوران على وجاهة ما يبدوان عليهما لأول وهلة لا يخلوان من قدر كبير من الزيف ونفاق مع درجة لا يستهان بها من خداع النفس. بالنسبة للأولين، حماستهم للنظام مهما قام به من جرائم تجعلهم لا يرون الخشبة في عينيه ويرون القشة في أعين خصومه. هؤلاء، ليس فقط بلعوا مهانة تهافت دمشق على وضع أسلحتها الكيمياوية تحت الرقابة الدولية تمهيدا لتدميرها لاحقا ، بل راحوا يزينون هذه الخطوة باعتبارها دليلا كبيرا على قدرة الأسد على المناورة وحشر أعدائه في الزاوية. من يطلع على ما يكتبه متيمو النظام هذين اليومين يذهل من درجة لي عنق الحقائق ليصبح الخنوع انتصارا والوضع المزري الذي عليه سوريا حاليا براعة من القيادة في الاستفادة من الحليفين الروسي والإيراني حتى لكأنك تظن أن دمشق هي من استنكفت عن ضرب واشنطن عسكريا. ما زال بعض هؤلاء يستحضرون مفردات الحرب الباردة في تحليل الوضع الراهن ويتحدثون بخيلاء عن وقوف موسكو مع الأسد إلى هذه الدرجة. لم يقل أي منهم، ولو من باب السذاجة، كيف لنظام ممانع مقاوم هو قلب العروبة النابض أن ترتعد فرائصه من تهديد بضربه فيتنازل كل هذا التنازل الاستراتيجي في وقت يقول فيه هو نفسه أن أوباما محرج ومحشور ورأيه العام وكذلك العالم ضده . لم يقل أي منهم كذلك كيف يتنازل نظام مقاوم لأعدائه بهذا الشكل ويتكبر عن التنازل لشعبه في قضايا أبسط بكثير؟!
أما بالنسبة للمعارضة، فقد توهموا أن الخلاص من نظام أوغل في دماء شعبه ونجح في تدمير البلد كما لم يدمرها أحد يمكن أن يأتي على يد واشنطن. نسي هؤلاء أو تناسوا أن الإدارة الأمريكية لم تتحرك غيرة أو نخوة للتصدي لما يلحق بالسوريين من قتل وأذى وتشريد بل فقط لأن وجود ترسانة كيمياوية لدى جار حليفتها إسرائيل أمر مخيف بل هو مفزع إن سقط يوما في يد جماعات متطرفة مغامرة لا يدري أحد كيف يمكن أن تتصرف فيه. الأمر ليس سرا، الأمريكيون لم يتوعدوا أو يهددوا إلا مكرهين بسبب تجاوز ‘الخط الأحمر’ الذي حدده أوباما، فإذا كان بإمكانهم أن يحققوا هدف السيطرة على مخازن السلاح الكيمياوي السوري قبل تدميرها فلماذا يجازفون بعمل عسكري ليس أكيدا أن الكونغرس سيقره فضلا عن أن الرأي العام الأمريكي في غالبيته ليس متحمسا له؟! لقد بلغ النظام السوري من الوحشية ما جعل البعض قادرا على أن يغفر أن يتم ضربه من قبل الأمريكيين شماتة فيه على ما اقترفه حتى وإن لم يكن في هذا العمل العسكري ما يمكن أن يغير الأمور بشكل جوهري على الأرض طالما أن الضربة محدودة زمانا ومكانا.
بين الطرف الاول والثاني تستمر معاناة السوريين الذين كان يمكن إنقاذهم من عجلة الموت بمجرد فرض منطقة حظر جوي، أو توفير ملاذات آمنة، أو أي تفاهم أمريكي روسي صلب وجدي لإنهاء شلال الدم، مثلما تفاهما على موضوع الأسلحة الكيمياوية السورية كما اتضح مؤخرا. صحيح أن هناك موعد ‘جينيف 2’ المفتوح ولكن الحقيقة المرة هي أن لا جدية لوقف مأساة السوريين سواء لدى موسكو أو واشنطن فكلتاهما لديها حساباتها الخاصة ولا يهم أي منهما ما يلحق بالسوريين الأبرياء من ويلات. هؤلاء ليس لهم فعلا سوى الله.
ان اتهديدات الامريكيه لضرب سوريا واستعراض بقواتها في البحر الابيض المتوسط والخليج وانتضار الكنجرس الامريكي لتصويت على للموافقه بالتدخل العسكر ي وخارج قرار مجلس الامن الدولي ماهو الا دليل على القطرسه الامريكيه لخدمه الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط بعد اجتياح العراق في ابريل 2003م وادخال العراق في صاع طائفي ناهيك عن تدمير قدرات العراق الاقتصاديه والصناعيه وتدمير قوته العسكريه وضرب البنيه التحتيه وماعانه الشعب العراقي من قتل وتهجير فامريكا والاستعمار الانجلو امريكي لن ولم ياتو باديمقراطي بل اتو بالقتيل وتدمير ونهب الثروه العربيه والقضاء على العقل العربي وضرب المراكز العلميه والثقافيه وتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الكبير فاسوريا بقيت حجر عثره امام كل هذه المخططات التي بنيت على اساسها الصهيونيه العالميه
سلمت يداك على هذا المقال الرائع