القاهرة- “القدس العربي”:
أثار إعلان سلطات دولة زامبيا، التحفظَ على طائرة قادمة من مصر، تحمل 5.6 ملايين دولار نقداً، و602 عملة ذهبية، و5 بنادق مع 126 رصاصة، جدلا واسعا في مصر بشأن تهريب الأموال في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وكانت سلطات زامبيا أعلنت أنها تحفظت في مطار كينيث كواندا بالعاصمة لوساكا، على طائرة خاصة قادمة من مصر.
وأوقفت السلطات 10 أشخاص، بينهم مواطن زامبي، و6 مصريين وهولندي وإسباني، ومواطن من لاتفيا، على ذمة التحقيق.
لحظة مصادرة سلطات زامبيا لملايين الدولارات على متن طائرة قادمة مصر pic.twitter.com/cMXAfX2C14
— شبكة رصد (@RassdNewsN) August 16, 2023
المدير العام لهيئة مكافحة المخدرات في زامبيا، ناسون باندا، قال للصحافيين: “تم حجز طائرتين، الأولى من طراز بومبارديه Global Express T7-WW وهي الطائرة التي تحمل المواد المصادرة الخطرة، وكانت قادمة من القاهرة، وهبطت الإثنين حوالي الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي في مطار كينيث كواندا الدولي في لوساكا”.
وأضاف: “أجرينا، بالاشتراك مع زملاء من مختلف وكالات إنفاذ القانون، عملية أسفرت عن مصادرة 5.6 ملايين دولار، وخمسة مسدسات، و126 طلقة، و602 قطعة نقدية ذهبية تزن 127.2 كيلوغراما، ومعدات لوزن الذهب”.
وأوضح: “ضُبطت الطائرة، وطائرة أخرى تابعة لشركة طيران محلية من طراز King Air B190. وجرى تسليم الأموال إلى بنك زامبيا في انتظار نتيجة التحقيق”.
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من القاهرة عن الواقعة وكيفية خروج الطائرة والأموال.
على متنها ملايين الدولارات وعددًا من الأسلحة.. #زامبيا تحتجز طائرة خاصة قادمة من #مصر وتضبط 6 مصريين pic.twitter.com/9qSnsaEZ7I
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 15, 2023
وكشف خبير في مجال الطيران فضّل عدم ذكر اسمه لـ”القدس العربي”، أن الطائرة أقلعت من العاصمة الأردنية عمّان، مساء السبت 12 أغسطس/ آب الجاري، لتهبط في القاهرة، وتعاود الطيران في صباح اليوم التالي.
وتتبع الطائرة لشركة “Flying Group Middle East”، ومقرها مدينة دبي في الإمارات، وهو مكتب تابع لشركة flying group لخدمات تأجير الطائرات.
أجرت الطائرة نحو 361 رحلة ذهابا وإيابا، بينها 125 رحلة بدأت أو انتهت في القاهرة.
خالد داود، المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم 12 حزبا معارضا، كتب على صفحته في فيسبوك: “في الوقت الذي لم يعد أمام الحكومة سوى بيع ملابسنا بالدولار لسداد الديون وشراء مازوت لتشغيل محطات الكهرباء تهرّب الأموال إلى الخارج”.
وأضاف: “لا بد من تحقيق عاجل في كيفية خروج كل هذه الأموال على متن طائرة خاصة غادرت من القاهرة”. وتساءل: “مَن يملك الطائرة وكيف خرجت في الوقت الذي يعدّ الحد الأقصى لخروج المواطن بالدولارات هو عشرة آلاف دولار فقط”.
وأكد داود أن التحقيق الحقيقي في مصر وليس في زامبيا، مشددا على ضرورة إعادة المواطنين المصريين الستة الذين ألقي القبض عليهم في زامبيا للمحاكمة في مصر.
وتشهد مصر أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى انخفاض قيمة العملة المحلية، وموجات متتالية من ارتفاع الأسعار، وارتفاع حجم الديون الخارجية إلى مستوى غير مسبوق، في وقت يمثل نقص العملة الأجنبية، أزمةً تواجه الحكومة في سداد أقساط الديون.