الكتابة كتحرّر ـ استهلال
22 /9/ 2016
لا تكتسب الكتابة معناها إلّا بوصفها عملية تحرر من رِبقة الواقع، ليس بمعنى التنكّر له، بل بالمعنى الفني البحت لعملية الكتابة ذاتها، إذ لحظتها يكون الكاتب شبيهاً بطائر البير كامو، كما يستحضره عن تشوانغ تسو، الفيلسوف الصيني، في «ذهب أزرق»، الكتاب الثاني من ثلاثية يومياته، العمل الهائل، بترجمة نجوى بركات. حيث، ثمّة، يرتفع فوق الريح وكان ما يراه «من علٍ هو قطعان الجياد البرية المنطلقة عدواً».
للخلاص
16/5/2019
البرقُ جذر بمستودع من الشرار.
الأصل
28/3/2014
انني أطفئ حاجتي للكتابة، بالقراءة.
أسبقية القراءة
19/1/2019
القراءة تسبق الكتابة، فمن يريد أن يكتب عليه أن يعرف نظام العلامات التي أقرّها المجتمع قبل أن يسطّر أول كلمة على الورق.
البرتو مانغويل: تاريخ القراءة، ترجمة سامي شمعون
أشباح نيتشة
11/10/2016
هل هو نيتشه مَن أسرّ له: أنه كان يطرد عن وجهه الأشباح كما يطرد الذباب!
رصد الفشل
18/9 /2018
يقول ميلان كونديرا عن رواية فاشلة كتبها ماكس برود، عقب وفاة كافكا مباشرة وطبعها سنة 1926، كانت هذه الرواية ستُنسى قبل أن تُكتب، كما وصفها بـ»الرواية الساذجة والعمل الأدبي التافه والحبكة الروائية الكاريكاتيرية». وهو ما ينطبق على أكثر ما يُطرح للتداول، اليوم، في العالم العربي وما يتعدّى ذلك، باسم الرواية. لكن هذه السذاجة والتفاهة التي يجبُ أن تُنسى قبل أن تُكتب، صارت تُرصَد لها الجوائز، توافقاً مع عولمة الخواء واللاموهبة والتصنيع القسري للأدب والفن.
بؤس العالم: رؤية صينية
27/10/2018
يرى شاعر صيني قديم أنّ هناك ثلاثة أشياء هي الأكثر بؤساً في العالم: «أولها، إفساد خيرة الشباب بتعليم زائف، وثانيها، انحطاط الفنون الجميلة بالابتذال والإعجاب السوقي، وثالثها، الإهدار التام للشاي الرائع من خلال تلاعب معيب»!
محمد المخزنجي ـ مقال «تعذيب الشاي»
الكتب الحقيقية: عظة بروست
23/12/2018
«وعندما أشرف على نهاية حياته، مسجوناً داخل غرفة مبطنة بالفلين لتخفيف بعض معاناته من الربو ومسنوداً بوسائد وهو جالس في فراشه، كتب بروست على نور مصباح خافت «إن الكتب الحقيقية يجب أن لا تولد من ضوء النهار الساطع ومن الدردشة في الحديث، وإنما من الظلمة والسكون».
مانغويل: تاريخ القراءة
في الوقت الذي يتبارى مراهقو ومراهقات زمننا هذا ممن يسوّدون الصفحات، على الثرثرة، وهم في غمرة الآخرين، تحت وابل من أضواء مصطنعة، وضوضاء إعجاب خاوٍ، وقد لفت نظري منذ فترة، واحدة من هذا «القبيل» وهي تنشر صورة لشاشة الكومبيوتر تعرض صفحة مما كتبت (يبدو أنها فرغت منها للتو)، فرحةً بإنجازها وعظيم صنيعها.
جَلَد الحلاج
15/5/2019
في موضعٍ ما، لم أعد أتذكره، قرأتُ، أنه لما صُلب الحلاج وقطعت يده ورجله وأخذه النزف، قام يمسح بيده المقطوعة النازفة على وجهه كي لا تبان صفرته.
منزلة المرأة
17/5/2019
في واحدة من جمهوريات آسيا الوسطى، عادة مدعاة للعجب والسخط، تبيّن مدى انحطاط النظر إلى المرأة، ففيما سلف من بعض هذه المجتمعات المطوّقة بضيق الأفق، لا يُكتفى باضطهاد المرأة في حياتها ومعاملتها بدونية، بل انّ ذلك يمتد حتى لما بعد الموت، فقد قرأت غير مصدق أنها تُدفن في قبرها أعمق من الرجل!
السؤال في كلّ الأحوال
18/5/ 2019
لا يكفّ الإنسان عن طرح السؤال في جميع الأحوال والظروف، ولا يتمكن من كبح سؤاله، وإن داخلياً، حتى وهو في أشد حالاته حرجاً ورعباً، وهو ما كان عليه سؤال لسيدة سورية، يرد ضمن شهادة فاجعة حررتها الكاتبة خولة حسن حديد ونشرتها على صفحتها في الفيسبوك قبل حوالي سنتين. تروي السيدة كيف أنّ الشبيحة (ولم يتطوروا بعد إلى النصرة أو تحرير الشام أو داعش!) اقتحموا عليهم البيت بتهديم سياجه، (وهو ما يذكّر بما كان يحدث في التسعينيات للجزائريين، حيث كان القتلة ينقبون جدران البيوت والدخول على الناس لقتلهم، خاصة في البلدات البعيدة المعزولة)، المهم. تقول السيدة وهي الناجية الوحيدة من المجزرة التي أتت على أهل بيتها جميعاً من زوج وأولاد، ذكوراً وإناثاً، تقول أمروهم قبل أن ينفذوا فيهم القتل، أن يصطفّوا جميعاً، لكن النساء على جهة والرجال على جهة، تقول، وهذا هو السؤال: لم أعرف لماذا فعلوا ذلك وما معناه؟ سؤال ليس، طبعاً، بقصد التماس إجابة ما، لكنه قد يكون الشيء الوحيد الذي تستطيع من خلاله هذه المرأة إسماع صوت الضحية.
ـ ما بين الأقواس هو استدراكات من كاتب السطور.
ما سلف من فراديس
20/5/2019
تعليقاً على خبر نشرته صحيفة سويدية عن توقيف شخص لمحاولته الاعتداء على فتاة، وهي ظاهرة تكاد تتكرر يومياً إلى جانب مظاهر إجرام أخرى متزايدة، في السويد، إذ يندر أن يمرّ يوم واحد، بدون خبر من هذا النوع: اغتصاب أو محاولة اغتصاب، سطو، قتل أو محاولة قتل، تفجير، إطلاق نار في مكان عام، تعمّد الحرائق، إلخ. نص التعليق كان، وهو لقارئ سويدي: «السويد كانت ذات يوم الفردوس على الأرض، الآن أصبحت الجحيم». وأقول: كم من البلدان كانت ذات يوم أشبه بفراديس أرضية، فأصبحت اليوم قطعاً من جحيم؟
أطفال
20/5/2019
في كلمة جميلة وذكية رفعها، كشعار، حزب البيئة، السويدي أو ما يُعرف بـ»الخضر»، ضمن دعاية الحزب لانتخابات البرلمان الأوروبي: «الأطفال ليس لهم حقّ التصويت، لكن أنت تملك هذا الحق». أي ضع الأطفال نصب عينيك! وهو ما يتصادى وكلمة الرئيس الأوكراني المنتخب حديثاً، ذي الخلفية الفنية: انظروا إلى أطفالكم قبل اتخاذ أيّ قرار.
أنا وآل باتشينو
15/6/2019
كلما سويت شعري بيدي أمام مرآة، ترآى لي آل باتشينو، في فيلم «العرّاب»، وهو يؤّدي الحركة ذاتها، ممرراً كفّيه على شعره، بشيء من البطء (حركة تمثيل حقيقية)، ليخفّف من اضطرابه قبل أن يخرج من الحمام ومعه المسدس الذي كان مخبّأً فيه، باتفاق مسبق، المسدس الذي سيُردي به شرطياً فاسداً وأحد رجال المافيا. آل باتشينو نفسه الذي قال، مرةً، إذا كنتُ لا أستلطف أحداً، فلا يمكنني حتى أن أقول له، مرحباً!
الاكتشاف الأعظم: ملاحظةُ الكون
15/6/2019
في عبارة بليغة لأحد أشهر وأهم أنداد فرناندو بيسوا، هو البرتو كاييرو، يقول فيها، لقد عثرت على أعظم الاكتشافات قيمةً، الذي تعتبر كل الاكتشافات الأُخرى بالمقارنة به لعب أطفال أغبياء. لقد لاحظتُ الكون.
فرناندو بيسوا: رسائل ونصوص، ترجمة ـ وائل عشري
وتذوب الجبال
20/6/2019
وعجيب أن تذوب الجبال ولا يذوب قلب هذا الشعب القاسي.
تفسير سفر ميخا ـ القس انطونيوس فكري
بطالة لغوية
8/7/ 2019
حين تكون اللغة مرتخية، في رواية، وقد أسرف فيها الكاتب بالوصف الممل، غير المنتج، حتى بالمعنى الجمالي، إذ لا طائل من وراء ذلك سوى المطّ اللغوي، فإنّ التعريف الأنسب لمثل هذه اللغة، هو التبطل. أنه تبطل لغويّ. ولا تشفع هنا لانتشال اللغة من ابتذالها وإسرافها، أيّ محسّنات أو ترقيعات أخرى.
ديالكتيك
19/8/2019
ـ من كتاب «من تشيلي إلى غواتيمالا ـ صوَر أمريكيّة لاتينية»، وهو كتاب مصوّر مشترك، الصور فيه بكاميرا المصور الهولندي كون ويسنغ، مصحوبةً بنص إدواردو غاليانو: كل الديالكتيك يختصر في مقطع من ثلاثة أسطر كتبه سجين سياسي في الأورغواي، على ورق السجائر وهرّبه من السجن:
تحلّ بالشجاعة، يا رفيق:
إذ طالما العدو موجود
نحن موجودون أيضاً
في هذا الكتاب، المجهول عربياً، (الترجمة هنا عن النسخة السويدية).
نجد أيضاً واستمراراً للنص السابق ذاته:
وكل الحب نُظم في أربعة أسطر، من قبل سجين آخر، من الأورغواي، أيضاً:
أحياناً تُمطر، وأنا أُحبّك.
أحياناً تنازع الشمس لتشرق، وأنا أُحبك.
أحياناً أكون مرمياً في السجن،
غير اني، دائماً، أُحبكِ
٭ كاتب عراقي
إنقاذا لمعنى هذا المقطع الشعري الذي كتبه ذلك السجين السياسي من الأوروغواي) أعيد تقديمه في تعبير سليم:
تحّلَّ بالشجاعة، يارفيقُ
إذْ ما دام العدوُّ موجوداً
فنحن أيضاً موجودون
ـــــــــ
مع تحياتي الصادقة للشاعر العراقي المبدع باسم المرعبي
البير كامو : أديب المستوطنين الأوروبيين في الجزائر
حتى أنه طالب <> الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر لدفاعه عن حرية الجزائريين