لندن ‘القدس العربي’ يدرس علماء متخصصون وأطباء انتاج أعضاء بشرية، بما فيها القلب الصناعي، بواسطة طابعات (3D) التي بدأت تنتشر مؤخراً في المدارس والمنازل والجامعات، ليحدثوا بذلك طفرة غير مسبوقة في عالم الطب والتكنولوجيا في آن واحد.
وتمكن علماء مؤخراً من تطوير ما أطلقوا عليه اسم (bio-assembly robot) وهو ما يمكن تسميته بالعربية ‘رجل آلي حيوي’ تمهيداً لانتاج مزيد من الأعضاء البشرية الصناعية، الا أن الجديد هو أن يتم انتاجها بواسطة طابعات الـ(3D) التي يستخدمها الأطفال أحياناً في الطباعة، أو تستخدم في مدارس الأطفال لطباعة ما يرغب المعلمون بتدريسه لأطفالهم.
ويتوقع العلماء أن يتمكنوا من التوصل الى هذه الصناعة خلال السنوات العشر المقبلة، بحسب ما أوردت جريدة ‘التايمز’ البريطانية في تقرير مطول لها.
وبحسب العلماء فان الأطفال الذين يولدون وفي قلوبهم عاهة خلقية، أو ثقب في القلب، سيتم معالجتهم من خلال أجزاء مطبوعة بواسطة (3D Printer)، على أن الجزء المطبوع سيعتمد على الخلايا الموجودة سلفاً في القلب، في عملية تشبه الاستنساخ.
وقال ستيوارت ويليامز من جامعة لويس فيل في ولاية كنتاكي الأمريكية، إن فريق البحث يعتقد بأن التكنولوجيا المستخدمة في طابعات (3D) هي نفسها التي يتم استخدامها حالياً وينجاح في انتاج أنف صناعي، وأجزاء صناعية من الوجه، ويمكن أن تقود الى انتاج أعضاء بشرية في المستقبل، بما فيها علاج للتشوهات الخلقية التي قد تصيب القلب.
ويعترف الدكتور ويليامز أن الحدود الزمنية الموضوعة للمشروع طموحة جداً، إلا أنه يقول ‘إن عشر سنوات تعتبر مدة طويلة. وعندما قال فرانكلين كينيدي سوف نصل الى القمر ونعود به مجدداً الى الارض خلال عقد من الزمان لم يصدق أحد، لكن هذا ما حدث بالفعل’.
وتأتي هذه المعلومات على الرغم من أن تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد موجودة في العالم منذ سنوات وليست جديدة، كما أن تكلفتها انخفضت بصورة كبيرة مؤخراً، الا أن آمال العلماء تتزايد في أن تحدث هذه التكنولوجيا تغييراً ثورياً في العديد من مناحي حياتنا.
من ناحيته يتوقع الأستاذ في جامعة لندن مارك مايودنيك، أن يتمكن الناس في المستقبل من ممارسة الرياضة، ولعب التنس، حتى بلوغهم سن المئة، وذلك باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد التي ستمكن العلماء من تطوير الأعضاء وحشو الجسد بأعضاء مطورة مثل الكلى والعظام والكبد.
ويتوقع الدكتور ويليامز أن يتمكن ‘الروبوت الحيوي’ من إنتاج قلب بشري بتكلفة منخفضة نسبياً لا تزيد عن 100 ألف دولار، وذلك في حال نجحت التجارب والدراسات التي يقوم فريق متخصص باجرائها.
ويقوم ‘الروبوت الحيوي’ بعملية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكنه بدلاً من الحبر المستخدم في الطباعة يتم تزويده بخلايا من الشخص المطلوب انتاج أجزاء لقلبه، حيث يتم التعامل مع خمسة عناصر مميزة مختلفة يقوم ‘الروبوت الحيوي’ بتجميعها من أجل انتاج ‘قلب صناعي’ في نهاية المطاف.
وفي حال نجحت التجارب في هذا المجال فان العالم مقبل على ثورة طبية وتكنولوجية أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة، فضلاً عن أن عمليات العلاج المعقدة والخطرة سوف تنخفض تكاليفها بصورة قياسية خلال السنوات المقبلة لتصبح في متناول أيدي شرائح واسعة جداً من البشر.
وعلم الانسان ما لم يعلم
العلم نور
وديننا يحثنا على العلم
لكن حكامنا أبو الا تجهيلنا حتى نظل نصفق لهم