طابع بريدي يتضمن “خريطة كردستان الكبرى” يتسبب في أزمة بين تركيا وحكومة شمال العراق

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول – “القدس العربي”: أثار طابع بريدي تداولته حكومة إقليم شمال العراق بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس إلى الإقليم على هامش زيارته إلى العراق في الأيام الماضية غضب تركيا التي شنت هجوماً حاداً على حكومة الإقليم مطالبة بسرعة “تصحيح الخطأ”، قبيل نفي حكومة الإقليم تبنيها أو طباعتها الطابع البريدي.

وكانت حكومة إقليم شمال العراق، أصدرت العديد من الطوابع البريدية بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان إليها، ومن بينها طابع يظهر خريطة إقليم كردستان متضمنا بعض الولايات التركية، وهي ما تعرف بـ”خريطة كردستان الكبرى” والتي ضمنت أجزاء مختلفة من المربع الحدود لدول العراق وسوريا وإيران وتركيا.

وأثارت هذه الخطوة غضب الشارع التركي، وتصدرت الواقعة عناوين الصحف والمواقع التركية التي اعتبرت ما جرى “فضيحة كبيرة” و”تجاوز كبير من حكومة إقليم شمال العراق”.
والأربعاء، طالبت وزارة الخارجية التركية، حكومة لإقليم، بـ”تصحيح فوري” للطابع البريدي، وقالت الوزارة في بيان: “يحاول بعض مسؤولي إقليم كردستان بشمال العراق المارقين عبر هذه الزيارة (زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس إلى الإقليم) الكشف عن أحلامهم الأولية بشأن وحدة أراضي الدول المجاورة للعراق”.

وجاء في البيان: “سلطات حكومة الإقليم تتذكر جيدا خيبة الآمال في مثل هذه الطموحات الخبيثة”، مضيفةً: “ننتظر من سلطات حكومة إقليم كردستان بشمال العراق تقديم التفسير اللازم والتصحيح الفوري للخطأ الجسيم في أسرع وقت ممكن”.

ولم تمضي ساعات، حتى أصدر المتحدث باسم حكومة إقليم شمال العراق جوتيار عادل توضيحاً للحادثة، وأوضح في مؤتمر صحافي في أربيل أن عدداً من الفنانين قدم لوزارة النقل والمواصلات نماذج لطوابع تذكارية لزيارة البابا فرنسيس إلى الإقليم، مشيراً إلى أن “تلك الطوابع ليست سوى مقترحات ولم يتم اعتمادها”.

وقال عادل: “حكومة إقليم كردستان تتعامل مع ملف كهذا في إطار الدستور والسيادة العراقية فضلاً عن احترام مبدأ حسن الجوار”، مشدداً على أن النماذج كانت مجرد تصاميم مقترحة من فنانين لوزارة النقل والمواصلات وأن حكومة الإقليم لم توافق عليها بعد. وهو ما اعتبرته الصحافة التركية تراجعاً أمام الموقف التركي.

من جهته، اعتبر عمر جليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم أنه “لا يوجد أي قيمة لهذا النوع من الخرائط البائسة أمام قوة الجمهورية التركية، الجميع يعلم إرادتنا وعزيمتنا أمام كافة المشاريع والخرائط التي تجاوزت حدودها واستهدفت وحدة تراب الجمهورية التركية”، مطلقاً تصريحات وتهديدات حادة ضد “كل من يفكر في استهداف وحدة خريطة وتراب تركيا”.

ميرال أكشينار زعيمة حزب الجيد التركي عبرت عن غضبها من هذه الخطوة، لكنها هاجمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي لما اعتبرته “صمتهم” عن التحرك لوقف “مهزلة الطابع البريدي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية