ايران الدولة الفارسية منذ عهد الساسانيين حتى العصر الحديث تتلمس طريقها لمجتمع يجمع ثلاث حضارات لشرق ووسط وغرب اسيا من خلال حضور دولي مرتبط بالملف النووي وعربيا بالفتنة المذهبية، واجمالا بالثورة الاسلامية وسقوط الشاه الايراني الامريكي.
حضور بلاد الآريين المشهد الدولي ودفعها نحو مخارج الشيطان يجعلها بحسب التوصيف الدولي مسؤولة عن كل مشاكل العالم بما فيها المستقبلية قصد منعها من امتلاك ادوات القوة الناعمة في ظل حروب الطاقة ووضعها الجيو استراتيجي. صحيح ان هناك شطحات تمارسها ايران في الدين منذ العهد الصفوي حتى سقوط بغداد في قضايا جوهرية تبدو عميقة تشمل دورها لبنانيا وعراقيا ودعم لجماعات مختلفة، وانتقد ذلك لان هناك غلاة الشيعة، كما السنة الذين انتجوا الزرقاوي والحمراوي.
لكن المؤدلجين خليجيا لا يذكرون عنها سوى انها بلاد الشيعة الروافض المجوس وصنوف من الاوصاف المشمئزة التي تعمق الخلافات المذهبية لدى جمهور فارسي وعربي عريض غير متعمق بالمسائل الدينية في ظل الفسيفساء الكيميائية.
كل دولة عربية او غربية توظف ما يناسب نهجها السياسي وتوجهاتها الدينية. الى وقت قريب كانت ايران الشاه دولة ديمقراطية متحضرة لها علاقات متميزة مع دول الخليج وامريكا واروبا وروسيا، ولم تكــــن شيــــعية ولم يكن شاهاتها يسبون الصحابة كانت فقط للجنس والمتعة ورباط علاقة مشبوهة مع النوادي المالية الكبرى، ولا يذكر حكام العرب ذلك ولا يذكرون.
ان ايران اخذت طريقا دينيا من خلال ثورتها الاسلامية، وخشية دول الخليج امتدادتها الى الكويت وشرق السعودية واليمن في الحزام الشيعي الجعفري الزيدي الخليجي ودفعت الراحل صدام حسين الى مواجهتها، ثم انقلبت عليه بعدما دفعوا اموالا طائلة خلال تلك الحرب الرابح فيها تل ابيب وتسلمت طهران العراق مجانا، ولا يذكرون كذلك ان ايران هي فقط في السياسة العالمية دولة تمول الارهاب وتطمح الى النادي النووي وحليفة حزب الله ولم تسم السعودية او العرب عالما واحدا انتجته جامعاتها في الطب والفلسفة والرياضيات او الدين حتى شيوخ الحديث جلهم من بلاد فارس لإمام النسائي.. الإمام ابن ماجة. الإمام أبو داود.. الإمام البيهقي.. الإمام الدارمي.. الإمام مسلم.. الإمام الدارقطني.. الإمام النووي.. الإمام البخاري. الإمام الترمذي.. لحتى الشيخ الالباني جاء من ألبانيا، وهذا ليس عيبا، لكن يؤكد ان الدين رسالة عالمية وليست عربية مثل اشهارات الشامبوان يتحكم فيها ماليا من يملك قبيلة نفطية ولا يذكرون ان ايران مؤخرا اشرفت على انتخابات شفافة فاز فيها رجل اصلاحي معارض وخرج احمدي نجاد على دراجته من الرئاسة، فيما دول عربية لا تعرف من الصندوق سوى ان كان صندوقا للعروس او للقبر كما صارت قوة عسكرية فيما نشتري نحن العرب الخردوات من الاسلحة والسيارات والناطحات واللاعبين من امريكا حتى غشاء العذرية اشتروه من الصين مغشوشا!
الغريب انه فتح مساحات النقاش يقال لك ان لحوم العلماء مسمومة ولا ادري هل يقصدون بالعلماء امثال الامير عبد القادر، وابن باديس، والشعرواي والغزالي؟ ام هؤلاء القادمون من الفضائيات بدل المساجد والراحلون الى زيوريخ ولندن فيما ينادون ببلدانهم بالقتل الطريف ان ‘لحوم العلماء المسمومة’ اطلقها ابن عساكر مدافعا عن الشيخ ابي الحسن الاشعري لما واجهته حملة سلفية بعدما قالوا وقتذاك ان المذهب المالكي السني المنتشر بالجزائر وعموم المغرب العربي منتسبوه ليسوا ‘سنة’ وانما فقط ‘اهل قبلة’
بخ …بخ …بخ.
صارت القبلات والقٌبلات كثيرة ويجب على ايران كما العرب لجم سفهاءهم ودعاة القتل هنا او هناك وعلى فضلاء العالم العربي ان لا ينزعوا ‘عقل’ التفكير.. ويلبسوا ‘عقال’ رعاة البعير ما دام ليس من مصلحة امريكا ان نتقارب بل نتحارب.
قال صديقي جلال عامر الكل يمشي وراء أمريكا.. وأمريكا لا تمشي وراء أحد إلا في جنازته. ومن سخرية الاقدار ان اصل تسمية ‘تل ابيب’ هو طتل الربيع..’وها قد جاء الربيع وزهور الاقحوان وطيور الاطلسي بين بلاد انتجت صواريخ عابرة واخرى انتجت سلسلة ‘طاش ماطاش’!
لحسن حرمة الجزائر
صدقت يا أخي ان من الغرابة ان تجد حجج الغلاة الحاقدين على الثورة الاسلامية في ايران منذ انبلاج فجرها يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم و يأبى الله الاّ ان يتم نوره ويتآمر الغرب لاسكات كل صوت مقاوم ينادي بالعزة لفلسطين حاربو ثورة الخميني في كل الجبهات عسكرية و ثقافيا و اعلاميا و و تأبى ايران و كل الأحرارفي العالم الاّ الثبات على المبادئ و الثوابت الم تكن الأحزاب الاسلامية في تركيا باقي الدول الاسلامية الاّ صدى للثورة الاسلامية .اليوم الثورة الاسلامية في ايران في أقوى حقبها. و مابقيت الثورة الاسلامية صاعدة ستبقى الأحزاب الاسلامية سنيها و شيعيها تغزوا القلوب و العقول لأن لها دليل و اقعي و عملي على عمق المرجعية الاسلامية في التأسيس للمشروع المجتمعي و السياسي الرشيد .أخيرا اهتدى الغرب الى مصطلح الديمقراطية على النسخة الايرانية أو الديمقراطية المؤطرة و المنصفون من الذين لم تخترقهم أموال الصهاينة و أباطرة الشر يؤكدون على أنها ديمقراطية رشيدة لأن الديمقراطية في الغرب بلا أخلاق و تسير من مجانين المال .
إلغاء إنجازات الحضارة الإسلامية العربية ونسب هذه الإنجازات لأثنيات عرقية غير عربية هو بنفس سخافة إلغاء الحضارة الأمريكية ونسبها الى دول الأصل. كون النابغة في الحضارة الإسلامية فارسي او بربري او أندلسي الأصل هو أمر طبيعي فهذا التنوع العرقي في كل الإمبراطوريات التي تشمل مساحات جغرافية شاسعة. فالحضارة الإغريقية لم يكن كل علماؤها يونانين العرق ولا الرومانية ولا الأمريكية. فيكفيكم يامعشر العرب الكارهين للذات تفريغ للحضارة العربية. لولا البيئة التي أوجدتها الحضارة العربية من عدالة ودعم للعلوم والآداب والمعرفة لما تمكن العلماء من فارس الإسلامية ولا أسبانيا الإسلامية ولا المغرب الإسلامي من تقديم أفضل ماعندهم. كفى يا إعلام عربي غض البصر عن هذا التقزيم الذي قد نتفهمه لو قام به أعداؤنا لكن عندما نلغي أنفسنا بأنفسنا تحت غطاء نقد الذات فهذا أمر خطير و مشين.
وإن من بعد النظر،ودقة التحليل،والصدق النابع من سلامة الطوية لسحرا.جوزيت.
أحسنت ياأخ معن .. تعليق بليغ ورد مقنع لأبو حرمه !
تحليل دقيق وعميق جدا استاذي الكبير سبحان الله امام الشعبوية الاعلامية لم انتبه صحيح الى ان جل علماء الحديت من بلاد فاس واسيا
شكرا جزيلا
الى الأخ معن نقول له أن ما من أحد يقزم العرب و خاصة نحن العرب و لكن عندما تجد هؤلاء الحاقدين على ايران فنحن العرب الأولى أن ننتصر للفرس المسلمين باعتبارهم ساهموا بدرجة كبيرة في الحضارة الاسلامية و نؤكد لهم أنه لافرق بين أعجمي و عربي الاّ بالتقوى و الحط من قيمة الفرس أو المصريين أو البربر سيجعلهم يتعلقون بقوميتهم على حساب الاسلام الذي يوحدنا فيجب أن تعلن أن الخميني في مقالاته العديدة كان يصارع في غلاة الفرس الذين يريدون احياء ثقافة الفرس قبل الاسلام فنحن عندما نقول أن صلاح الدين الأيوبي الذي حرّ ر القدس أصله كردي وطارق ابن زياد أصله بربري نريد ننتصر الى الاسلام و ليس الى الاثنية و عندما كن آبائنا يشاهدون محمد علي كلاي لم يكن همهم مناصرة الجنس الأمريكي أو الافريقي و انما الاسلام ووووو.
ربما الاخ معن لم بفهم المقصد
تصحيح ,مقتبس, الإمام النووي هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، نسبة إلى نَوَى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية تصحيح ومقتبس.