طالبان: الغرب يعمّق الأزمة الاقتصادية في أفغانستان

حجم الخط
2

كابول: يقول سهيل شاهين، متحدث المكتب السياسي لطالبان في قطر، إن إدارة الحركة يمكنها التغلب على المشاكل الاقتصادية وتهديدات تنظيم الدولة- ولاية خراسان، إلا أن تجميد الغرب لأصول أفغانستان المالية يساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
ويضيف شاهين أن تجميد الغرب لاحتياطيات النقد الأجنبي التابعة للبنك المركزي الأفغاني وخفض مساهمته في الميزانية العامة للبلاد، أدى إلى انهيار اقتصادي في أفغانستان.
ويتابع: “أعترف أن لدينا بعض المشاكل رغم تراجع المشاكل الأمنية مع سيطرة طالبان على البلاد، لكنها ليست مشاكل من شأنها أن تهدد بقاءنا، فقبل عشرين عاما بدأنا المقاومة من الصفر ضد الاحتلال الأمريكي ونجحنا في تحرير بلادنا”.

ويذكر شاهين أن هدف الحركة الأساسي هو التغلب على المشاكل الاقتصادية، ويردف: “لسوء الحظ، تم إفراغ خزائن الدولة والبنوك قبل وصولنا، حكام النظام القديم استولوا على الأموال التي كانت في البنوك رغم أنها ملك للشعب”.
ويتابع: “رغم الضائقة المادية التي كابدناها، تمكنّا من دفع رواتب الموظفين في بعض الوزارات، بما في ذلك رواتب موظفي النظام السابق، لقد تمكنا من توفير المال عبر مواردنا التي نحصل عليها من عائدات الجمارك والضرائب”.
وحول الوعود التي قطعتها بعض الدول بتقديم مساعدات مالية لأفغانستان، يجيب شاهين: “يريدون إدخالنا في عنق زجاجة اقتصادية من أجل ممارسة الضغط علينا، لم تصلنا المساعدات التي سبق وأن تم الإعلان عنها، يجب أن تصل جميع المساعدات بشكل عاجل لأن الشعب الأفغاني في وضع صعب للغاية وهناك أزمة إنسانية تلوح في الأفق”.

الدعاية المناهضة لطالبان تصب في مصلحة “داعش”
ويوضح شاهين أن تنظيم “داعش” هو أحد العناصر التي تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي في أفغانستان، من خلال الهجمات التي يشنها في العاصمة كابول ومدن أخرى.
ويفيد أن قضية “داعش” ليست مشكلة لا تستطيع إدارة طالبان التغلب عليها، بل لديها القوة اللازمة لاجتثاث التنظيم وإفشال مكائده ودسائسه.
ويلفت إلى أن الدعاية المناهضة لحركة طالبان والشعب الأفغاني تصب في مصلحة التنظيم، لذلك، فإن وقف هذه البروباغندا سوف يساعد في تراجع “داعش” وحل المشكلة، وفق تعبيره.

الفتيات يتلقين التعليم الثانوي في بعض المحافظات
وفيما يتعلق بتعليم الفتيات بعد الصف السادس الابتدائي في أفغانستان، يذكّر شاهين بأن طالبان أعلنت صراحة حق البنات في تلقي التعليم والدراسة والعمل وفقًا للشريعة الإسلامية.
ويشير إلى أن طالبان كانت وقبل دخول قواتها إلى كابول في 15 أغسطس/ آب الماضي، تخطط لإتمام عملية نقل السلطة باستخدام وسائل سليمة، لكن تسارع الأحداث فوت تلك الفرصة، لاسيما مع ترك إدارة النظام السابق للعاصمة كابول فجأة، ما اضطرنا لدخول العاصمة وإعادة هيكلة المؤسسات من الصفر.
ويشدد على أن الفتيات في أفغانستان يتمكنّ من الذهاب إلى المدارس، بما في ذلك المدارس الثانوية في بعض المحافظات الأفغانية، مشيرا إلى أن طالبان تعمل على وضع بعض الآليات التي من شأنها تحسين ظروف الطالبات.

العديد من الدول تتعاون مع إدارة طالبان
ويقول شاهين إن العديد من الدول تقيم علاقات مع الحركة وكأنها اعترفت رسميا بإدارة طالبان، وإن مسؤولي الحركة التقوا بسفراء 15 دولة أوروبية، حيث أعلنوا جميعهم استعداد بلادهم للتعاون مع إدارة طالبان.
ويردف أن وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة أمير خان متقي، التقى مؤخرا مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، حيث أعلن الأخير عن رغبة بلاده في تأسيس التعاون مع إدارة طالبان.
ويتابع: “بالمثل، قال الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست، إن بلاده سوف تقيم أواصر التعاون مع إدارة طالبان. في الواقع، تسعى جميع الدول لتتعاون مع طالبان كما لو أنهم يعترفون بها رسميا“.
ويوضح شاهين أن بلاده تريد إقامة علاقات طيبة مع دول العالم، وأن أفغانستان تعتبر من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، داعيا جميع الدول، بما في ذلك تركيا والولايات المتحدة إلى الاستثمار في أفغانستان.
وردا على سؤال حول نهج ومنظور إدارة طالبان تجاه تركيا، يقول شاهين: “شعب تركيا شعب مسلم شقيق، هم إخواننا. نريد علاقات وثيقة للغاية مع تركيا نريد التعاون معها في جميع المجالات”.
ويتابع: “نرغب في أن يزورنا رجال الأعمال الأتراك، وأن يقيموا مشاريعهم الاستثمارية في أفغانستان، دعونا نشهد ربيعا في العلاقات بين أفغانستان وتركيا”.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    فعلا فالغرب لا يحب الخير للإسلام والمسلمين يزعجهم الإسلام جدا لأنه لا يتوافق مع أهوائهم التي تدعو للمثلية والجنس الثالث ووووووو

  2. يقول خالد مصطفى الجزائر:

    والله عجب, طالبان تعاني من هجمات تنظيم الدولة ,نحن لانفهم في قضايا الإرهابوجماعاته, وما نفهمه أن أمريكا إحتلت أفغانستان للقضاء على طالبان على أساس أن طالبان كانت حركة إرهابية ,وهناك من قال أنه لأخذ النفط الأفغاني ,وأن الحركة كانت تضطهد الشعب الأفغاني ,المهم هناك ملفات مهمة تنتظر طالبان ملفات سد حاجات الشعب الأفغاني وعلاقاتها الدولية والقضية الفلسطينية وعدة قضايا إمتحانات صعبة تنتظر طالبان.

إشترك في قائمتنا البريدية