القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل أن يسدل العام 2021 ستائره ويمضي بأحزانه التي فاقت أفراحه، وبينما رسائل الود تتهادى من أبوظبي ومدن خليجية أخرى على تل أبيب، إذ بحزب العمال البريطاني يدعو لعقاب إسرائيل على جرائمها في فلسطين المحتلة، ويدعو للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، لكن المعضلة أن المروجين للحلم الصهيوني بإسرائيل الكبرى في المنطقة، في تزايد وأصبحوا يمثلون حجر عثرة في وجه القضية وشعبها، بل كل حالم بتحرير الأقصى، وما حوله من بلدات من دنس أبشع سلطة احتلال عرفها التاريخ. وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية كان الهم الفلسطيني حاضرا في وجدان الكثيرين، بل راهن بعض كتاب صحف السبت والأحد والاثنين 25 و26 و27 ديسمبر/كانون الأول على أن المستقبل سيقاتل إلى جانب الشعب المجاهد.
ومن أبرز التصريحات الرئاسية التي أطلقها الرئيس السيسي أثناء، تفقد مجمع بنبان للطاقة الشمسية في محافظة أسوان، وافتتاح عدد من المشروعات في محافظات الصعيد قوله: “كل مشروع بنعمله هو سد عالي على الأقل، وعاوزين الناس تشوفه عشان معنوياتها ترتفع، وثقتها في نفسها تزيد، وتعرف أن الدولة قادرة تعمل أكتر من كدا”.
ومن تصريحات نواب البرلمان قال الإعلامي مصطفى بكري، إن الهدف من منح الضبطية القضائية لأعضاء النقابات الفنية هو ضبط المخالفات وليس تكميم الأفواه، لافتا إلى أن منح تراخيص الغناء لا علاقة له بالمصنفات الفنية أو الشرطة. وأضاف أن المادة (77) من الدستور تكفل استقلال النقابات، وتحدد مواردها وطريقة قيد أعضائها ومحاسبة أعضائها حال الخروج عن السلوك المهني والأخلاقي. وأشار إلى أن الضبطية القضائية تكفل لعضو النقابة تحرير محضر للجهات المعنية حال الغناء بدون تصريح، في إطار قانون النقابة، معقبا: «الأمر ليس مصادرة للإبداع، ولا بد من التفرقة بين الإبداع والابتذال». وقال النائب معتز محمود، رئيس لجنة الصناعة في مجلس النواب، إن اللجنة لن ولم تسمح بغلق أي مصنع، كما أوضح أن التشريعات التي تنظم الصناعة بحاجة إلى تغيير. وأضاف خلال اجتماع لجنة الصناعة، أن التشريعات المتعلقة بالصناعة تعود لخمسينيات القرن الماضي، ومن أبرز الأسباب التي تعيق حركة الصناعة، حتى الآن يتم إجراء تعديل على هذه القوانين وليس تشريعا جديدا، والوقت الحالي وقت الصناعة المصرية، ولا بد من تكاتف كل الجهود لتحقيق إيرادات من القطاع الصناعي 100 مليار دولار.
ومن أخبار الحوادث: قالت روشان البغدادي زميلة الموظف المنتحر في إحدى الشركات العاملة في مجال الاتصالات «كول سنتر» في التجمع الخامس، إن زميلها ألقى بنفسه من الدور الثالث. وأشارت إلى أن الموظف المنتحر كان يعاني من الديون، معقبة: “مبقاش في رحمة، وتعامل الناس مع الموظفين كأنهم خرفان في زريبة”.. ومن حوادث الجيزة: تحقق النيابة العامة في انتحار عامل شنقا أمام أطفاله في بولاق الدكرور باستخدام سلك كهرباء، بسبب مروره بأزمة نفسية، بعد طرده من العمل، ووجود خلافات بينه وبين زوجته..
لا تنساها
دعا سليمان جودة في “المصري اليوم” ألّا يغيب هذا المعنى عن عقل صانع القرار، وأن يوجه بشكل صريح ومُعلن بأن إنشاء العاصمة الإدارية، ثم نقل وزارات ومصالح إليها، ليس معناه إهمال قاهرة المعز، ولا معناه غض البصر عن مظاهر إهمال كثيرة تملأ شوارعها وميادينها. أذكر أن منظمة الصحة العالمية أذاعت تقريرا لها، في مايو/أيار 2018، قالت فيه شيئين اثنين عن القاهرة: الأول إنها تأتي ضمن المدن التسع الأعلى تلوثا في العالم، والشيء الثاني، إنها من حيث حجم التلوث فيها، تقع في المرتبة الثانية بعد مدينة دلهي الهندية، وبمعدل تلوث يصل إلى 14 ضعف المسموح به عالميا. هذا كلام منشور في تقرير صادر عن المنظمة، وقد نشرته صحافتنا في وقته، بل توسعت في نشره، لعله يلفت انتباه الذين عليهم أن يقاوموا تلوث العاصمة، ويخففوا من حجمه على الأقل، لأن فيه تهديدا مباشرا على صحة المقيمين فيها، وكذلك الذين يترددون عليها. وأذكر أنني ناقشت القضية مع الدكتور خالد فهمي وزير البيئة السابق، في جلسة نقاش مُوسَّعة، كان هو قد دعا إليها وقت صدور التقرير، وكان قد وعد بالحد مما أشارت إليه المنظمة العالمية في تقريرها، لولا أنه غادر منصبه بعدها بأسابيع. الأمر بالنسبة للقاهرة في أشد الحاجة إلى توجيه رئاسي يقول إن عاصمة البلاد يجب أن تحظى باهتمام العاصمة الإدارية نفسه، إن لم يكن اهتماما أكثر، وإن ملفها على مكتب الرئيس، إلى جوار ملف العاصمة الإدارية، وإن الاهتمام بالثانية له ما يبرره، لكنه لن يكون سببا في السكوت عن أي إهمال يقع في حق الأولى. أعرف أن لجنة كان يترأسها المهندس إبراهيم محلب كانت قد قطعت شوطا في الاهتمام بالقاهرة الخديوية، التي تمثلها منطقة وسط البلد، وأعرف أن المهندس شريف إسماعيل قد تولاها بعد المهندس محلب، ومن بعدهما جاء الدكتور مدبولي.
رمالنا السوداء
بقدر ما أسعد سكينة فؤاد موافقة مجلس الشيوخ على قانون يلزم بالحقوق الدستورية والأخلاقية للمسنين قدر ما استوقف الكاتبة في “الأهرام” ما يقرره القانون من مصادر تمويل المشروع وصندوق رعايتهم، الذي استند إلى فرض رسوم جديدة على بعض الخدمات، بالإضافة إلى ما كتبت فيه مرات عديدة من عدم ترشيد إدارة مصادر تمويل تسعف الدخل القومي وتمنع إضافة أعباء جديدة على دخول، لم تعد قادرة على سد ضرورات الحياة، بل ربما يتيح تحسين دخول كثير منهم، ومن أقرب الأمثلة التي تحضرني وكتبت فيها كثيرا عن كيف تدار مليارات أموال الأوقاف والمنهوب منها وما يذهب بعيدا عن الضرورات، وتأكيد التذكرة بما نقلته من قبل من مصادر موثوق فيها، ما تؤكده دعوة الرئيس مرارا لترشيد إدارة أموال الأوقاف وأرباحها السنوية، التي أكد وزير الأوقاف تضاعف أرقامها سنويا، والتي نشر أن وزارة الأوقاف سجلت أموال وأملاك الأوقاف في 92 مجلدا هذا منذ سنوات، فماذا أصبحت الآن، وبدلا من مد الأيدي في جيوب لم يعد فيها ما يكفيها لماذا لا تكون أموال الأوقاف من أهم مصادر تمويل رعاية المسنين أيضا. متى يرشد إدارة واستثمار ثرواتنا الطبيعية، وفي مقدمتها رمالنا السوداء ورمالنا البيضاء في سيناء والكثير من هذه الثروات المهدرة، التي فصلها في مقال مهم الزميل أحمد إبراهيم المستشار الإعلامى لوزير الزراعة عن تصدير المواد الخام التي تزخر بها مصر، ويستغلها أصحاب مصالح خاصة ويصدرونها بأسعار زهيدة ثم نعيد استيرادها سلعا مصنعة بالعملة الصعبة.
رغيف منسي
تابعت سكينة فؤاد في “الأهرام” تسليط الضوء على البلاء الذي حل بالمواطنين: لن أذهب بعيدا عما يعانيه المواطن والتساؤل عن الأسباب وراء فرض قانوني الضريبة على القيمة المضافة والتمغة، بينما بعض المسؤولين يتغاضون عن مشروعات تخفف الأعباء على ميزانية الدولة وما تحتاجه من عملة صعبة، وأيضا تخفيف ما يتحمله المواطن من أعباء معيشية، وهو ما كتبته عن إنتاج رغيف آمن من خليط بنسب محددة ومراحل مدروسة لمحاصيلنا الوطنية من القمح والشعير عالي القيمة الغذائية طيب المذاق، توصلت إليه الباحثة سمية خضر وأكدته الدكتورة هويدا أبو العلا الحاصلة على الدكتوراه في زراعة الشعير، التي أطلقت عليها الحبة المباركة وفوائدها المدهشة للإنسان والأرض والحيوان.. ولا أعرف مدى صحة ما وصلني عما يحدث في شركتي مطاحن جنوب القاهرة والجيزة وهل تم عدم تنفيذ خلط القمح بالشعير، وإنها من خمس سنوات كانت تتكون من 11 مطحنا أصبحت الآن 4 فقط، مما نتج عنه خسائر فادحة لتوقف هذا العدد من المطاحن، وما صلة حدوث هذا إن كان قد حدث في جماعات حماية استيراد القمح الذين يخشون منافسة المنتج الوطني من الشعير، وأيضا مصالح أصحاب المطاحن الخاصة؟ أرجو أن أن تبحث الدولة في كشف ما يقف في طريق تنفيذ هذا المشروع القومي لإنتاج آمن وعالي القيمة الغذائية، ويوفر لمصر الكثير مما تدفعه من عملتها الصعبة لاستيراد القمح، ويحميها نتائج وعواصف الأزمات الاقتصادية والزراعية، وتهديدات الجوع والفقر التي فعلها الوباء في العالم. وفي تصريح لوزير التموين نشرته جريدة “الأهالي” 15/12/2021 أنه يفكر في آلية أخرى للخبز، دون أن يشير من قريب أو بعيد لإنتاج رغيف آمن من خلط القمح والشعير، رغم تأكيده في رده على تساؤلاتي، أن تجربة إنتاج هذا الرغيف أجرتها وزارة التموين بنجاح في معاهد رسمية لإنتاج هذا الرغيف كمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية.
كبدة الساحر
رصد الدكتور محمود خليل في “الوطن” التطور غير الطبيعي لبائع كبدة كان يكسب قوت يومه بالكاد، تحول فجأة إلى رجل يلعب بالفلوس لعبا بعد أن قرر السير في طريق الدجل والدجالين. هل الدجل مربح إلى هذا الحد؟ التجارب تقول إنه كذلك، وإذ تقول ما تقول فإنها تؤكد أن حجم الطلب على الدجل داخل مجتمعنا المصري يفوق الطلب على ما عداه، وليس ما نعيشه على هذا المستوى وليد اللحظة، بل يمتد بجذوره إلى ماضينا البعيد. كان من المتوقع أن يؤدي تمدد التعليم والعلم بدءا من عصر محمد علي، إلى أن يفرد العقل جناحه على أساليب تفكير المصريين، فيحد من سيطرة الدجالين عليهم، لكن ذلك لم يحصل، بل على العكس تماما وجد من بين أرفع الأفراد تعليما من يخضع لسلطة دجال أو عراف أو ساحر أو مهرج، وتساوى بعض المتعلمين مع الأقل تعليما في الهرولة إلى سوق الإسفاف العقلي. بمنتهى السهولة تمكن «دجال فيصل» الذي أُلقي القبض عليه مؤخرا من غزو عدد من السيدات وإقناعهن بأن هناك جنيا يعتدى عليهن، وأنهن محاسبات على ذلك، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذه المعصية هو أن يسلمن له أنفسهن، ليعارك الجن الساكن في الأرحام.. هكذا روت إحدى ضحايا الدجال كما نشر موقع «الوطن».
مال سهل
الدجال الذي اهتم بأمره الدكتور محمود خليل، كان أيضا – كما سجلت الضحية – يرتاد بيوت بعض الأغنياء ليقدم لهم خدماته، وكان يحصل منهم على مقابل سخي، نقله نقلة حضارية من بائع كبدة إلى شخص أدرج اسمه في قوائم المؤثرين. ليس ذلك فقط، بل قالت الضحية كذلك، إن الدجال كان يأخذ «فلوس» من ضحايا آخرين ليساعدهم في البحث عن الآثار.. وما أدراك ما الآثار.. وما أكثر ما يحضر الدجالون في العديد من قضايا السطو على الآثار. ففي ألعاب المال تتفوق قيم الوهم والدجل على ما عداها، وتصبح قاسما مشتركا بين الباحثين عنه بالطرق السهلة المريحة. هذه الضحية ومن وقع وقعتها لديهن قسط من التعليم، قل أو كثر، لكنه لم ينقذ أيهن من الاقتناع بالكلام الساذج، الذي صبه الدجال في آذانهن، ولم يجد معهن نفعا، وكأن مؤسساته «أريد لها» أن تتحول إلى مؤسسات لصناعة الجهل. ضع ما شئت من خطوط تحت عبارة «أريد لها»، فهي لا تنطبق فقط على مؤسسة التعليم، بل على غيره من مؤسسات التوعية، التي أريد لها أن تقوم بعكس أدوارها، فالإعلام الذي يفترض فيه التوعية أحيانا ما ينزلق إلى نشر الدجل والترويج لأفكاره وطرقه في التعاطي مع الحياة، من أجل الترافيك. والجمهور أصبح طلبه على الدجل يفوق ما عداه، فماذا ننتظر من جمهور تساهم في صناعة وعيه جهات لا تؤمن بأن ما يوجد داخل رأس البنى آدم عقل.. بل أشياء أخرى؟ إنها تريد له أن يظل على ما هو عليه، لأن ذلك أكسب لها وأربح.
ضبطية الفنانين
لا حديث في أوساط الحقوقيين يعلو على حق منح الضبطية القضائية للفنانين وهي القضية التي اهتم بها علاء رضوان في موقع “برلماني”، المتخصص في الشأن التشريعي والقانوني: المعركة الجديدة التي دارت رحاها بالأمس، داخل مجلس النواب بشأن “الضبطية القضائية”، ولكن هذه المرة لم تكن المعركة على أرض وزارة العدل وحسب، بل امتدت لتصل إلى أروقة مجلس النواب، وهو ما شهدته، الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، جدلا واسعا حول المادة التي تخول لوزير العدل بالاتفاق مع النقيب، سلطة إصدار قرار بتحديد من لهم صفة الضبطية القضائية، حال مخالفة أحكام القانون، بمشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 35 لسنة 1978 في شأن إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية. بعد طول مناقشات وسجالات رفض مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 35 لسنة 1978 في شأن إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، من حيث المبدأ، بعد استنكار نيابي للمادة التي تخول لوزير العدل بالاتفاق مع النقيب سلطة إصدار قرار بتحديد من لهم صفة الضبطية القضائية، حال مخالفة أحكام القانون، ويشار في هذا الصدد، إلى نقطة قانونية مهمة، حيث أقرت المادة (122) من الدستور في فقرتها الرابعة، أن كل مشروع قانون أو اقتراح بقانون رفضه المجلس، لا يجوز تقديمه ثانية في دور الانعقاد نفسه.
مرحبا بالمستثمرين
حرص الرئيس السيسي، كما أوضح أكرم القصاص في “اليوم السابع”، على تأكيد توجه الدولة لمساعدة المستثمرين، ومن يريد أن يعمل، والهدف هو التنمية والتشغيل، وخلق فرص عمل، وتحدث عن مضاعفة المجمعات الصناعية واستكمالها وتوصيل المرافق إليها ليتسلمها المواطن كاملة. وقال الرئيس بوضوح: «اللي ينجح أكتر نساعده أكتر.. واللي مينجحش نساعده أيضا»، وخلال كلماته ومداخلاته، قبل يوم من افتتاح مشروع توشكى، قال الرئيس: «لما نروح توشكى وهنفتتح، نرد غيبة ناس مش موجودة ليه منجحش من 20 سنة وليه نجح دلوقتي، الهدف محاولة عمل نموذج قابل للنجاح في ظل التطور الذي شهده العالم كله وليست مصر فقط». وذكر الرئيس ما حدث، على مدى أكثر من 20 عاما، وقصة المشروع الذي بدأ مع حكومة الدكتور كمال الجنزوري، وكيف تعثر وتوقف حتى توفرت الإرادة. مشروع توشكى تمت استعادته مثل الكثير من المشروعات والشركات، التي تعرضت لنسيان أو إهمال، وتمت استعادة دور الدولة وبدأ المشروع كبيرا وحديثا، 500 ألف فدان، وأكبر مشروع لزراعة النخيل مع صناعات مرتبطة بالمشروع للتمور والخشب والجريد، فضلا عن إنتاج فسائل النخيل من سلالات فاخرة، مع زراعات مرتبطة وإنتاج عالي الجودة. الرئيس السيسي أكد أن الدولة المصرية تسعى لتوفير المنتجات الزراعية، ودعم الزراعة بشكل كبير، وتعمل في 3 مشاريع ضخمة «الدلتا وسيناء وتوشكى»، وهو ما يبدو نوعا من تحدي المستحيل، كما وصفه الرئيس في كلمته، مستعرضا الخريطة الخاصة بالزراعة، ضمن مراحل تنفيذ المشروع لعامي 2020-2021، حيث أن المخطط زراعة 200 ألف فدان، وقال: «كل لما بنقدر ندخل أراضي زراعية بيخلي عندي فرصة للإنتاج، في 150 ألف فدان مش هيكونوا موجودين السنة الجاية، يوفروا قمح نصف مليون طن».
خذوا حذركم
اهتم عماد الدين حسين في “الشروق” بالنقاش الذي شهده مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، بشأن الإجراءات التي تتخذها الحكومة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ. تحدث أكثر من 27 نائبا، في مقدمتهم النائب وليد التمامي، الذي تقدم بالمقترح وكان الهاجس الأكبر للغالبية ما قاله رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشهر الماضي في افتتاح مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية «كوب 26»، الذي عقد في غلاسكو، وقال فيه إن استمرار ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 4 درجات عما هي عليه الآن سوف يقود إلى غرق بعض المدن الكبرى في العالم ومنها الإسكندرية وميامي وشنغهاي. جميع من تحدثوا في هذا اليوم انشغل وقلق بهذا التصريح الذي أطلقه جونسون، رغم أن نائبا آخر استغرب، وقال لهم إن العالم المصري الكبير فاروق الباز سبق أن قال منذ سنوات إن زيادة درجات الحرارة سوف يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر من 30 سنتيمترا إلى متر، وإذا حدث ذلك فسوف يؤدي لغرق العديد من المدن ومنها الإسكندرية، فهل نحن نتأثر فقط حينما يأتي الكلام من «الخواجات» وليس من علمائنا المصريين، حتى لو كانوا عاشوا ودرسوا في الخارج؟ خلال مناقشات مجلس الشيوخ تحدث أكثر من نائب عن المخاطر التي قد تنجم عن ظاهرة التغير المناخي، ومنها مثلا زيادة درجة ملوحة الأرض، وبالتالي التأثير في خصوبتها، ثم إن هذه التغيرات ستؤدي إلى ضرر كبير في المحاصيل الزراعية، سيدفع ثمنه الفلاحون وبالتالي الاقتصاد القومي.
لسنا وحدنا
وأشار عماد الدين حسين، إلى أن غالبية بلدان العالم، تعاني ظاهرة التغيرات المناخية هي عالمية بامتياز، ولا يمكن لأي دولة كائنة ما كانت أن تنغلق وتنعزل على نفسها. هي تستطيع إغلاق حدودها البرية، لكن هل يمكنها إغلاق أجوائها وبحارها أمام انتشار الانبعاثات الضارة؟ ماذا ستفعل مصر لمواجهة كل ذلك؟ الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة حضرت جلسة مجلس الشيوخ، وتحدثت لمدة 45 دقيقة بعد مداخلات النواب، وقالت إن مصر من أقل دول العالم التي تخرج منها انبعاثات ضارة. وهناك 30 مشروعا قوميا للتصدي للتغيرات المناخية، وتمت إعادة تشكيل المجلس القومي للتغيرات المناخية برئاسة رئيس الوزراء، وإنه ينفذ العديد من الإجراءات في جميع المجالات، ومنها تبني سياسات مالية داخلية محفزة وداعمة للمنشآت الصديقة للبيئة، وتغليظ العقوبات ضد الممارسات البيئية الخاطئة، وضخ الاستثمارات في مجالات التخفيف والتكيف وأبحاث للتوقع والتنبؤ. وفي ما يتعلق بالإسكندرية فهناك مشروع حماية الشواطئ ويشمل تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في منطقة الساحل الشمالي، ودلتا النيل بقيمة 31.3 مليون دولار، وإنشاء السدود. إن الحديث عن غرق الإسكندرية غير مؤكد وهناك أكثر من سيناريو علمي في هذا المجال، ونحن نتخذ الإجراءات المختلفة لمنع حدوث ذلك. الوزيرة قالت أيضا إن هناك مشروعات لاستنبات محاصيل جديدة تتحمل درجة الحرارة والملوحة، وخريطة تفاعلية لمخاطر تغير المناخ حتى عام 2100، والتخفيف من الانبعاثات وتعزيز مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبيوجاز.
كثير يستحقونه
ناجى الشهابي سعى في “المشهد” للإجابة على السؤال المهم: لماذا كان الدعم على السلع الأساسية للمواطنين؟ لماذا كان الدعم الحكومي على السلع والاحتياجات الأساسية لحياة المواطن المصري؟ والإجابة بوضوح عزاها الكاتب لعدم قدرة الحكومات – طوال العقود الستة الماضية – على تضييق الفوارق الكبيرة بين الأجور والأسعار، رغم المحاولات المخلصة للحكومات المصرية المتعاقبة السيطرة على الأسواق وكسر الاحتكار وفرض أسعار لا تشكل عبئا على الأسرة المصرية، وإن كانت تلك المحاولات اختفت تماما في السنوات الست الأخيرة، التي استسلمت حكوماتها للرأسمالية المتوحشة، التي تحتكر السوق وتفرض فيه أسعارها ولا ترضى إلا بتحقيق أرباح تفوق 100%، بل مارست الحكومة نفسها هذه الممارسات باحتكارها مرفق مياه الشرب ومرفق الصرف الصحي وشركات الكهرباء والمنافذ التي أقامتها على الطرق الجديدة وخدمات المرور ورخص السيارات ورخص القيادة وتجديدها وخدمات استخراج شهادات الميلاد، والرقم القومي وجواز السفر، وفرضت فيها الأسعار التي قررتها وهي أسعار فوق قدرة المواطنين الذين لا يملكون إلا الخضوع لها، نتيجة احتكار الحكومة تقديمها. كل هذه الممارسات مع سياسة الجباية الحكومية أدت إلى اختفاء الطبقة المتوسطة، وهي لمن لا يعلم رمانة الميزان في أي مجتمع، تحافظ على توازنه واستقراره.
الأجور أولا
بصراحة ووضوح كما قال ناجي الشهاوي في “المشهد” ليس هناك معنى للحديث عن دعم تقدمه الحكومة من أموال دافعي الضرائب، طالما لم تستطع الحكومة معالجة الأسباب التي كانت وراء هذا الدعم المحدود جدا، ولم ترفع الأجور إلى مقاييسها ومعدلاتها العالمية، وتكسر الاحتكار وتسيطر على الأسواق، وكان يجب أن تكون الأولوية لدى الحكومة تضييق الفجوة الكبيرة بين الأجور والأسعار، قبل أي حديث عن إلغاء الدعم أو ترشيده، ولكنها فشلت بل تضاعف فشلها في الآونة الأخيرة نتيجة إيمانها بالرأسمالية المتوحشة، التي تركت لها السوق تنفرد به، متصورة أنها بذلك تطبق نظرية السوق الحر، وتعمدت نسيان أن نظرية السوق وقيام السوق بتصحيح نفسه وحرية التجارة تكون في مجتمعات الوفرة، التي تتحقق فيها حرية المنافسة، وأنها لا تصلح في بلادنا التي يحتكر السوق فيها نفر من المصريين ويفرضون الأسعار التي يقررونها، والحكومة واقفة تتفرج على تلك الممارسات الضارة، التي جعلت الأسر المصرية تعيش في معاناة حقيقية ويزيد من حجم المعاناة فشل وزير التعليم في تطويره وغياب دور المدرسة، وانتشار الدروس الخصوصية، وكذلك ارتفاع تكلفة العلاج بعد أن تدهورت أحوال المستشفيات العامة، وترك الحكومة المريض فريسة لجشع المستشفيات الخاصة وارتفاع كشف الأطباء. ارفعوا الدعم ولكن بعد أن ترفعوا الأجور إلى معدلاتها العالمية.. ارفعوا الدعم ولكن بعد أن تكسروا الاحتكار وتسيطروا على الأسواق والأسعار. ارفعوا الدعم ولكن بعد أن تهتموا بالصناعة والزراعة وتوفروا فرص العمل للشباب الطامح في بناء أسرة جديدة.. ارفعوا الدعم ولكن بعد تطوير حقيقي وليس وهميا للمدرسة المصرية تكون فيها كثافة الفصول مثل معدلاتها العالمية.. ارفعوا الدعم ولكن بعد توفير العلاج المناسب لكل مريض.. ارفعوا الدعم ولكن بعد أن تكون لدينا حياة نيابية حرة وصحيحة. ما يقال عن الدعم الآن أكذوبة كبرى، بعدما اقتربت السلع التموينية من أسعارها في محلات البقالة والسوبرماركت.
وداع محترم
ما أعلنته السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، عن إطلاق أول وثيقة تأمين للمصريين في الخارج، تتعلق بـ «شحن الجثامين» وتعويض الأسر التي فقدت أبناءها، خبر أشاد به حمدي رزق في “المصري اليوم”: مهم حفظ الكرامة الإنسانية لأبنائنا في الخارج، إذا حُمَّ قَضَاء الله وَقَدرُهُ، فَإِذا جاء أَجَلهم، فلا يتركون في عراء الغربة دون غطاء تأميني وطني محترم. وزيرة الهجرة، «في صالون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، وجهت الشكر لوزير الداخلية، ورئيس الرقابة المالية، ورئيس الاتحاد المصري للتأمين، لتعاونهم في تنفيذ واستصدار هذا الطلب التأميني الملح، الذي بُحّت بشأنه الأصوات في الخارج، وصادفت من يصيخ السمع ويتعهد بالتنفيذ الأمين وبهمة وحماس (ليس أكثر حماسا من النبيلة نبيلة وزيرة الهجرة للمصريين في الخارج، ليس من مفهوم وظيفي، بل لقناعة تامة بدورها ووزارتها في رعاية أبنائنا في الغربة). أزمة وفاة المصريين في الخارج، كما تقول الوزيرة، تمس قلوبنا جميعا، فضلا عن الأعباء المالية المترتبة عليها، ما يقصم الظهور المحنية من أثر الفاجعة، فضلا عما يصيب الأسر من ضياع وتشتت، ما يسمى خراب البيوت المستورة. الوثيقة تؤمن رحيلا محترما، وتعالج آثار ما بعد الفاجعة، الموت يأتي بغتة، وليس كل الأسر مستعدة للمصاب الأليم، وكم من مآس سمعتها، وشاهدناها تصيب بعض أبنائنا في الخارج، أحيانا يتسولون ثمن تذكرة الشحن في المراكز الإسلامية، وعلى ظهر النعش المسجى أمامهم. وكم من حكايات محزنة تروى بمرارة وحزن، مرت بنا ونحن يلفنا العجز عن الغوث، ولولا التعليمات المستدامة من وزير الخارجية المحترم سامح شكري لسفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج بالمتابعة والتيسير في مثل هذه الحالات الطارئة لكانت القصص أشد إيلاما. الوثيقة التأمينية اختيارية، وتمول إلكترونيا بقدر مالي مقدر ومعلوم، جار تثمينه من خلال الرقابة المالية والاتحاد المصري للتأمين في شكل صيغة تمويلية لا تشكل أعباء ثقيلة على إخوتنا في الخارج. الوزيرة لديها تفاصيل أكثر وستعلنها في حينه، والأفكار الطيبة كثيرة، والرغبة متوفرة، وحماس الوزيرة وفق إرادة سياسية متحققة، كلها تؤشر إلى إنجاز واجب وطني تجاه أولادنا في الخارج.
من دواعي سرورنا
يصر البعض كما يقول عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” على أن يحول قضايا التضامن التي تشهدها ملاعب الكرة في العالم كله إلى معارك صغيرة لا علاقة لها برسالتها الإنسانية والأخلاقية، هذا ما جرى مع بعض لاعبي النادي الأهلي عقب فوزهم بكأس السوبر الافريقية، حين هاجمهم البعض بسبب رفع علم فلسطين، معلنين تضامنهم مع القضية الفلسطينية. فى كل بلاد الدنيا المشاهير والنجوم في الصحافة والفن والأدب والرياضة يتضامنون مع شعوب مضطهدة، أو يعلنون رفضهم للعنصرية والتمييز، كما جرى في العديد من ملاعب كرة القدم، وفي العديد من المهرجانات السينمائية والأنشطة الثقافية. تضامن مشاهير العالم، الإنساني والأخلاقي، مع ما يرونه قضية عادلة أمر متكرر، فلماذا نتعامل مع القضايا الطبيعية وكأنها انتقاص من وطنيتنا، أو أن رفع علم فلسطين يخصم من علم مصر، في حين أن التضامن مع أي شعب واقع تحت الاحتلال جزء من الوطنية المصرية، لأن الأخيرة هي الأصل وتتأكد بالتضامن مع أي شعب مضطهد، فما بالنا بشعب عربي شقيق. لا أحد «يفعص» في تفاصيل التفاصيل ولا النوايا أمام فعل تضامني يجب أن يمر بشكل طبيعي، فهناك من قال إن رفع العلم تأثرا «بالأجواء القطرية» ومجاملة لها، في حين أن مصر هي الأصل في دعم القضية الفلسطينية، وهناك من ذهب أبعد وقال إنها رد على لاعبي الجزائر الذين اعتادوا رفع علم فلسطين، فرفع لاعبو الأهلي العلم حتى لا تترك الساحة للجزائر، وكأن جماهير الأهلي لم تهتف مرات كثيرة لصالح الشعب الفلسطيني، وأن تضامن لاعبي الجزائر مع فلسطين هو موقف محترم مثل نظرائهم المصريين، وأي لاعب آخر يتضامن مع شعب مضطهد.
موقف نبيل
التضامن مع القضية الأكثر عدالة وشرفا في تاريخنا العربي والإسلامي لا يعني كما أوضح عمرو الشوبكي، أنك مطالب بأن تحرر فلسطين بدلا من شعبها، إنما تقول إن هناك شعبا واقعا تحت ظلم واحتلال، وإيمانك بالعدل يجعلك ترفع علمه وتتضامن معه، فهذا بالقطع موقف مشرف يجب أن يكون محل فخر واعتزاز. اعتاد بعضنا للأسف أن يحول قضايا الفطرة الإنسانية السليمة إلى نزاع وخناقة، فهناك من اعتبر أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم تعنى التخلي عن عقيدته الدينية، وكأن رسائل المحبة والتضامن واحترام الآخرين تعني تخليك عن قناعاتك الدينية، وهناك من يقول لك حين ترفض عنصرية الغرب «انظر ما يفعله العرب هناك»، ويبدأ في سرد أحاديث بائسة وعنصرية بحق بني جلدته، وإذا رفضت إرهاب المتطرفين العرب في الغرب، انهال عليك سيل من الأحاديث عن تاريخ الغرب الاستعماري وعما فعلوه في بلادنا ويبرر الإرهاب. علينا ألا نُحمِّل قضايا التضامن الإنساني والقومي والأخلاقي أكثر مما تحتمل، لأنها جزء من الفطرة الإنسانية السليمة، والتضامن مع أي شعب مضطهد واقع تحت الاحتلال موقف إنساني نبيل يفخر به كل صاحب فطرة سلمية، وكل وطني مصري أصيل.
لا ترضى
من المعارك الرياضية هجوم قاده عصام كامل في “فيتو”: أنا مثل غالبية المصريين أهلاوي وأفرح للأهلي باعتباره صاحب البهجة وصاحب الإرادة وصاحب الانتصارات في زمن عزت فيه الانتصارات.. ومثل كل الأهلاوية أشاهدُ مباريات الأهلي وقد شاهدت مباراته الأخيرة التي توج فيها بالثامنة ولأن كل أهلاوي هو متيم بالكابتن محمود الخطيب، وكأنه مرادف لمعنى الأهلي منذ ظهر على الساحة، وحتى تاريخه، مهما قيل ويقال وسيقال. أستطيع القول إنني لم أكن سعيدا بأداء الأهلي في السوبر، ولا قبل مباراة السوبر.. الأهلى فيه حاجة غلط.. الأهلي أصبح عنده شعرة ساعة تروح وساعة تيجى. لعب أول شوط كما لو أنه “منوم مغناطيسيا” وعاد في الشوط الثاني وقد انفكت عقده وبدا أن اللاعبين قد أخذوا “حبة شجاعة”، ومع ذلك لم يعد كما عرفناه أهلي الثورة والفورة والنشاط والهمة واللعبة الحلوة. الأهلي يفتقد منذ فترة “الذكورة الهجومية”، تشعر وأنت تتابعه أنه خلا من جينات الذكورة في الأداء. رتم بطيء دون سبب، تحضير أبطأ من فرق الدرجة الثالثة، قراءة لمجريات المباريات متأخرة ومتخلفة، إضافة إلى أن في الأهلي لاعبين لا يحملون جينات الأهلي.. أقول ذلك لأننا مقدمون على مسابقة عالمية نمثل فيها مصر ولا يصح أن يمثل مصر من هم ليسوا “شبهنا” والمتابع لمجريات الكرة العالمية لا بد أن يخشى على صورة الأهلي إذا ظل هكذا. الأهلي بحاجة إلى خصوبة في الهجوم ومناعة قوية في الدفاع والكيان.