بالتزامن مع معرض عمان الدّولي للكتاب، صدرت في بيروت طبعة جديدة من رواية «زمن الخيول البيضاء» للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله عن الدار العربية للعلوم، ليصل مجموع طبعات الرواية حتى الآن 25 طبعة عربية، إلى جانب طبعاتها بلغات أخرى، هي الإنجليزية (طبعتان) ثم الفارسية، والإسبانية التي تصدر قريبا، وكذلك التركية.
وتعد رواية «زمن الخيول البيضاء» واحدة من أكثر الروايات العربية توزيعا منذ صدورها، وقدم حولها عدد كبير من الأبحاث والرسائل الأكاديمية، وهي تشكل واحدة من روايات مشروع «الملهاة الفلسطينية» الذي يتكون من 12 رواية تغطي أكثر من 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث.
كما تزامن مع صدور الطبعة الجديدة من الرواية صدور الطبعة الخامسة عشرة من رواية «أعراس آمنه» والطبعة الثالثة من «ثلاثية الأجراس» إضافة إلى طبعتها المصرية الخاصة.
الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي قالت عن الرواية: إنهـا بحق الرواية التي كانت النكبة الفلسطينية تنتظرهـا ولم تحـظ بهـا من قبل. تـأريخ دقيق غاية في الحساسية والتصوير المبدع للوضـع الفلسطيني منذ زمن العثمانيين إلى سنة 1948. كبيرة الأهميـة لأنهـا تكشف بـوضوح أسبـاب النكبــة وملابساتها وظروفها الطاغية التي قادت شعبنا إلى عـذاب مقيم. كما أنها تصل غاية التشويق الروائي المثير، بحيث أن القارئ لا يـود تركها أبدا، إنها العمل الروائي المبدع الأهم الذي سـوف يفسّر عبر الفـن الرفيع مـأساة شعبنـا وأسبـاب نكبتـه. كم سألني الكثير من الأجانب «متى يظهر العمل الفلسطيني الذي يقدم لنا الإلياذة الفلسطينية؟» وها هي الآن بين يدينا.
في حين قال عنها الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح: لعل أول سؤال وجدتُني أردده بعد أن وصلت إلى آخر سطر في هذه الرواية هو: من قال إن عصر الملاحم قد انتهى؟ ها هي ذي واحدة من الملاحم المعاصرة تثبت أن فن الملاحم العظيم مستمر ولم يتوقف عن الظهور. ولا يكاد القارئ يترك الرواية جانباً حتى يعود إليها بلهفة متمنياً أن تطول، ليطول بذلك استمتاعه.
أما لجنة تحكيم جائزة الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009 فوصفتها «رواية أجيال ملحمية الأبعاد بكل المقاييس، تنحدر من تلك السلالة العريقة التي يؤرَّخ لها في العربية بثلاثية نجيب محفوظ. من خلال تتبع ابراهيم نصر الله تاريخ قرية فلسطينية واحدة وتركيزه على ثلاثة أجيال من أسرة واحدة، إنه يجسد مأساة شعب كامل عبر عصور الحكم العثماني والانتداب البريطاني وصولاً إلى النكبة»…