برلين ـ “القدس العربي”:
بعد اعتقال والدها بشكل مفاجئ في مطار القاهرة، قالت الطبيبة الألمانية من أصل مصري فجر العدلي لمجلة “شبيغل” الألمانية إن اعتقال السلطات المصرية لوالدها علاء العدلي هو عمل انتقامي لا مبرر له، وناشدت الحكومة الألمانية بالعمل على إطلاق سراح والدها.
وكانت الطبيبة الألمانية قد أثارت ضجة عام 2015 خلال مؤتمر صحافي في مقر المستشارية ببرلين، ناشدت، طالبة الطب المصرية-الألمانية آنذاك، فجر العدلي المستشارة أنغيلا ميركل بالنأي عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقالت العدلي إن (عبد الفتاح السيسي) ديكتاتور ومسؤول عن انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان. وناشدت العدلي المستشارة الألمانية وقتها أنغيلا ميركل بالنأي عن التعاون مع الرئيس المصري السيسي، مؤكدة أنه “لا ينبغي للسيدة ميركل بيع المبادئ الألمانية وقيم الديمقراطية وسيادة القانون بثمن بخس من أجل عقد محتمل لاتفاقية لاجئين مع مصر أو تعزيز للعلاقات الاقتصادية”.
وفي حديث مع “شبيغل” الألمانية بعد اعتقال والدها، قالت الطبيبة مساعدة في فرانكفورت أم ماين في حوار هاتفي. “بعد وصول والدي إلى القاهرة، انقطع الاتصال به فجأة. وبعد ذلك بساعات علمت الأسرة بأن علاء العدلي، والد فجر تم اعتقاله في المطار من قبل قوات الأمن عند دخوله، وبحسب الابنة تم إبلاغ الأسرة رسميًا بعد 48 ساعة: أن علاء العدلي محتجز لدى جهاز الأمن الوطني المصري”.
حول اعتقال والدها تقول العدلي: لا يوجد سوى تفسير واحد، أن الاعتقال هو عمل انتقامي سياسي من جانب النظام، وأنه محاولة للضغط عليها وإسكاتها.
وقالت الطبيبة فجر: نحن نعرف كيف هو القضاء في مصر: “لا شيء مما يحدث لوالدي يُدهش، ولكن عندما تواجه التعسف بنفسك، يظل الأمر مختلفًا تمامًا”. وأضافت أنها كانت قد واجهت محاولة لاعتقالها والتضييق عليها بعد زيارة سابقة لمصر، بيد أنها قامت بتصوير كل شيء وتهديدها بالتصعيد في صالة الوصول قبل أن يتم نقلها إلى غرفة التحقيق.
وحول اعتقال والدها تقول العدلي: لا يوجد سوى تفسير واحد، أن الاعتقال هو عمل انتقامي سياسي من جانب النظام، وأنه محاولة للضغط عليها وإسكاتها.
وقالت لم يتوقع السيسي أن أواجهه، لا عجب أن من يفعل ذلك عليه أن يخشى العواقب، وقالت لـ”شبيغل” في ذلك الوقت: ” لم أتمكن من القيام بذلك ومواجهته وفضحه إلا لأننا في ألمانيا، هو لم يكن معتادا، إذ لم يسبق لأحد في مصر أن صرخ عليه بمثل هذا الكلام واتهامه بالفاشية والتسلط أمام الكاميرا”.
يذكر أن أفرادا من الوفد الصحافي المصري أثاروا جلبة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر المستشارية في حزيران/يونيو عام 2015 بين ميركل والسيسي، حيث قاموا بالتصفيق أكثر من مرة للسيسي، وهو ما يعد انتهاكا للمبادئ الصحافية وفقا للأعراف الألمانية. وكانت فجر العدلي، والتي تحمل الجنسية الألمانية تشارك في المؤتمر كصحافية حرة، وحاولت بصوت مرتفع طلب طرح سؤال خلال المؤتمر إلا أن محاولتها باءت بالفشل، فقامت العدلي بنعت السيسي بالقاتل والفاشية والتسلط، وهو ما أدى إلى انتفاض أعضاء الوفد الصحافي المصري في وجه العدلي بغضب وتعالت صيحاتهم بهتاف “تحيا مصر، تحيا مصر”.
وذكرت العدلي في تصريحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قفز عدد متابعيها آنذاك لأكثر من 200 ألف متابع، أن تصرفها في المؤتمر الصحافي آنذاك لم يكن له أي تبعات قانونية، مضيفة أنه لم يتم حظر دخولها لمقر المستشارية، مشيرة إلى أنها نشأت في ألمانيا وتدافع عن القيم السائدة محليا مثل آخرين كثيرين.
يذكر أن السيسي أطاح عندما كان في منصب وزير الدفاع بالرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2013، عقب تظاهرات شعبية مناهضة لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها، وصار السيسي رئيسا للبلاد عقب انتخابات أجريت عام 2014. وبحسب بيانات نشطاء حقوقيين، يقبع عشرات الآلاف من عناصر المعارضة في السجون من دون إجراءات محاكمة في بعض الحالات.
وبحسب المجلة الألمانية، فإن علاء العدلي (59 عاما) سافر إلى مصر يوم الجمعة الماضي لزيارة عائلته، ويعيش في ألمانيا منذ أكثر من 30 عاما، حيث ولدت ونشأت ابنته فجر. وحتى الآن، وفقًا للعائلة، لم يتمكن المحامون من معرفة سبب الاعتقال أو معرفة ماهية الادعاءات المحددة ضده. وقد اتُهم بشكل غامض بـ “نشر أخبار كاذبة”، وهي تهمة شائعة بين السجناء السياسيين في مصر. ولم يتمكن المحامون من التحدث معه ولم يروا أدلة على هذه الاتهامات.