طبيب تجميل لـ”القدس العربي”: الأزمة الاقتصادية في لبنان وجائحة كورونا لم تؤثرا على عمليات التجميل!

ناديا الياس  
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: لطالما شكّل قطاع الطب التجميلي في لبنان أرضية صالحة للسياحة التجميلية في لبنان، نظراً للسمعة الجيدة التي ذاع صيتها في المنطقة والدول العربية والأجنبية حول قدرات وكفاءات وخبرات الأطباء اللبنانيين في الخدمة المميزة والناجحة التي تضاهي نجاحات كبار جراحي الأطباء في دول العالم، من خلال مواكبة أحدث التقنيات العلمية والمتطورة واستخدام أفضل نوعية المواد الطبية المتطورة.
وقد نشطت جراحة التجميل بشكل لافت في عصر مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بدورها في حثّ الفرد على تحسين صورة مظهره الخارجي التي تظهر عبر “إنستغرام” و”فيسبوك” و”تويتر”وسواها ما جعل هذه الجراحة تتربّع على عرش جراحة العصر الحالي ولاسيما في لبنان، المعروف بجمال وأناقة المرأة اللبنانية العصرية وبسحر وجاذبية فناناته ومشاهيره، الأمر الذي لفت الأنظار إلى هذه الأعمال التجميلية والترميمية التي تجرى في لبنان على يد أمهر الأطباء، فتوافد إليه العديد من الأشخاص نساء ورجالاً من الدول العربية ولاسيما منها قطر والسعودية والكويت والأردن وعمان ومصر وليبيا والإمارات ومن دول أوروبية من أجل تحسين المظهر الخارجي من الوجه إلى الجسم.
وبعد هذه الفورة الجراحية التجميلية الكبرى التي شهدها لبنان، هل تأثرت هذه العمليات في السنتين الماضيتين بعد الانهيار المالي الحاد غير المسبوق في لبنان والتحركات الشعبية التي سادت الشارع اللبناني وما رافقها من تفشي جائحة كورونا والتعبئة العامة؟.
ازدياد العمليات
يؤكد الجراح التجميلي اللبناني الدكتور أندريه شريم لـ”القدس العربي” أن هذه العمليات ازدادت ونشطت في لبنان على عكس توقعاتهم، وقال: “في البداية عندما بدأت التظاهرات وتمّ إقفال الطرقات طبعاً خفّ العمل كثيراً، وأتت بعد ذلك جائحة كورونا فاعتقدنا كجرّاحي تجميل بأن العمل سيخف كثيراً، وإنما ما حصل بالفعل هو العكس تماماً، فالناس الموجودة في منازلها بات لديها متسّع من الوقت أكثر بكثير من أجل “الـrecovery أي فترة النقاهة، لانّ العمليات التي نجريها تتطلب في الإجمال بحدود أسبوع إلى أسبوعين كفترة نقاهة، الأمر الذي شجّع الناس أكثر على إجراء العمليات لأن لديها المزيد من الوقت لبقائها في البيت”.
وأوضح “أن اعتقادنا في بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان كان خاطئاً حول أن هذه الأزمة ستؤثر على الجراحة التجميلية، لا بل بالعكس تفاجأنا بأن العمل ازداد وبتنا نجري بالعموم عمليات أكثر من ذي قبل، ومن الطبيعي أجرينا بعض التخفيضات على أسعار العمليات .”
عمليات
وما هي أكثر العمليات المطلوبة في هذه المرحلة؟ يلفت الدكتور شريم إلى أنه “في السابق كان التركيز أكثر على ما يتعلق بالوجه، فكنا نجري كثيراً عمليات تجميل الأنف وشدّ الجفون وشدّ الوجه وسواها، أما مؤخراً لاحظنا أن الإقبال زاد على كل عمليات الجسم، ومنها عمليات تكبير وتصغير الثدي أو رفع الصدر مع حشوة السيليكون، إذاً التوجه بات كبيراً صوب الـ body contouring بسبب عرض الأجسام حالياً عبر “إنستغرام” “وفيسبوك “.
وعن طبيعة هذه العمليات قال “إنها تعني كل شي شفط، شدّ بطن، شفط الخواصر، شدّ الفخذين واليدين، تعبئة المؤخرة بالدهون”، وأشار إلى “أن هذا النوع من الأعمال التجميلية قد زاد جدّأً مؤخراً من أجل معالجة الترهّل بعد فقدان الوزن مع عمليات جراحة البدانة الـsleeve أو من دونها”، مضيفاً ” مع sleeve باتوا يضعفون كثيراً بسرعة وبأوزان هائلة، فيترهّل كل جسمهم. وبعد هذه العمليات يصبح هناك ترهّل في الجسم مع خسارة كل الدهون fats نقص الوزن، وعليه ازدادت عمليات body contouring، وتجرى في لبنان والدول العربية مختلف أنواع العمليات إن كان في الوجه أو في الجسم”.
وهل يأتيهم أناس بحوزتهم صور النجمات والمشاهير يريدون إجراء عمليات في الوجه أو الجسم ليتشبّهوا بهم، أكد الدكتور شريم أنه “في الكثير من الاحيان يجلبون معم صوراً لممثلات، وإنما أشدد دائماً على الفكرة بأن كل جسم شيء، وكل وجه شيء، ولا يمكننا أن نشبّه وجهاً لوجه ثانٍ .”
وعن الاتجاه المعتمد في أيامنا إلى كل ما هو طبيعي، قال”في الزمن الماضي حتى يكون الأنف جميلاً كانت الموضة أن نجعله مثل “الزحليطة” أما حالياً بتنا نتجّه أكثر نحو straight nose أكثر طبيعي، وهذا هو الاتجاه، والعالم أصبح يبتعد كثيراً عن ما هو فوق الطبيعي Over “.
وعن الأنواع التجميلية يفيد “زاد الطلب على كل شيء وخصوصاً الحقن injectables أي البوتوكس والفيللر، وهذه الحقن ارتفعت كثيراً مع الوقت لأن الـ recovery سريعة ايضاً، كما أنها تجرى بسرعة بين الخمس و 10 دقائق في العيادة، ولا تحدث ورماً فهناك أشخاص يعملون الحقن ويعودون إلى عملهم، وهذه الانواع باتت تجري لمن هم في عمر العشرين سنة كخطوة احترازية لتفادي الترهّل الإضافي”.
الزبائن الرجال
أما عن إقبال الرجال على عمليات التجميل فيقول الدكتور شريم “في الماضي كان هذا الأمر “تابو” لأنه من غير المفروض أن يهتم الرجل في حينه بجماله، أما حالياً فالامر مختلف ونشهد ازدياداً من قبل زبائن الرجال. ولديّ تقريباً 15 رجلاً يخضعون لعمليات مثل النساء إذا أزحنا الثدي، فهم يجرون عمليات شفط للبطن والخواصر، والرجال يحبون تحديد معدتهم، ويتجّهون صوب البوتوكس والفيللر ويحبّون الاهتمام بوجهم ويجرون عملية الأنف”، لافتاً إلى أن “عمليات تُجرى للرجال الذين ثديهم كبير فيخجلون كثيراً به ويطلبون تصغيره”.
وإذا فكّر بترك لبنان في سبيل العمل في الخارج أسوة بهجرة الأطباء، أشار إلى أنه “في عام 2018 غادر إلى الكويت وبدأ في حينه القيام بزيارات إلى الكويت وانما الآن يزورها أكثر”، موضحاً “أن عائلته موجودة حالياً في فرنسا وهو يزورها كل شهر لمدة أاسبوع وبعدها يعود 10 أيام إلى الكويت ومن بعدها 10 أيام إلى لبنان ، وهكذا دواليك”.
ولا يخفي شريم حبّه للعمل في البلاد العربية “لانها سوق كبير جداً”، مؤيداً القول “إن الجرّاحين اللبنانيين مطلوبون في الدول العربية كما أنهم تعلموا في لبنان وعادوا وأكملوا اختصاصهم في الخارج”، وأضاف ” عددنا كجراحين ليس بكبير، فنحن حوالى 105 أو110 وعلينا طلب كثير في البلاد العربية بسبب خبرتنا وتكلمنا اللغة العربية، وفي هذه الدول يقولون إن الجراح اللبناني”بيجبلك” نفس العملية مثل الجرّاح الأمريكي والفرنسي”.
وفي ضوء هذه الوقائع، باتت جراحة التجميل تواكب عصرنا الحالي، وهي تضفي على الشخص جمالاً وتمنح صاحب العلم والمعرفة مظهراً حسناً يساعده في الوصول إلى حيث يجب أن يكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية