بيروت- ” القدس العربي”: لايزال موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ناشد فيه الرئيس اللبناني للرئيس إلى فكّ الحصار عن الشرعية وتحرير القرار الوطني الحر وتحييد لبنان محور متابعة.ولفتت زيارة قام بها إلى المقر البطريركي في الديمان السفير السعودي في لبنان وليد بخاري حيث تمّ عرض للعلاقة الثنائية بين لبنان والسعودية، والعلاقة التاريخية بين المملكة والبطريركية كما ورد في الخبر الرسمي الصادر عن البطريركية.
وقد أشاد السفير بخاري بعظة البطريرك يوم الاحد، منوّهاً بالنداء الذي أطلقه ، ومعتبراً ان “غبطته صوّب الأمور بكلامه وخصوصاً لجهة حياد لبنان والنأي بالنفس”، مشدداً ” على كلام الراعي لناحية إعادة الثقة للأسرتين العربية والدولية بلبنان، واستعداد المملكة العربية السعودية الدائم لدعم لبنان والوقوف إلى جانبه”. وجرى “عرض للمساعدات الاجتماعية والإنسانية التي يقدّمها مركز الملك عبد الله والتي سوف تستمر بهدف تخفيف أعباء الأزمة الاقتصادية عن كاهل المواطنين اللبنانيين من كل الطوائف”.
وكان وفد قواتي زار البطريرك الراعي ضمّ النواب شوقي دكاش، زياد حواط وجوزيف اسحق وأعضاء مكتب التواصل في القوات اللبنانية مع المرجعيات الروحية برئاسة انطوان مراد.وبعد اللقاء، قال دكاش: “زيارتنا كوفد قواتي لغبطة البطريرك هي زيارة أبوية تقليدية، خصوصاً بعد عظته يوم الأحد التي شرح فيها واقعنا اليوم ورسم خارطة طريق بعناوينها العريضة للخروج من الأزمة. وقد نقلنا للبطريرك تحيات رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع وتأييده لكلام سيّدنا الراعي في عظة الأحد”.
واضاف ” ككل مرة، وعند الأزمات ينظر الناس إلى البطريركية المارونية لتعيد تصويب البوصلة. وكلام البطريرك الراعي الأحد وضع النقاط على الحروف، وقال بوضوح إن ليس هناك من خروج من أزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا بتبنّي حياد لبنان. ونحن كقوات لبنانية نضمّ صوتنا إلى صوت البطريرك ونناشد معه رئيس الجمهورية فك الحصار عن الشرعية وعن القرار الوطني الحر”. ونتساءل معه منذ متى كان الإذلال نمط حياة اللبنانيين؟ ونردّد وراءه أن ثورة شعبنا المذلول والجائع والمحروم من أبسط حقوقه الأساسية تستحق الحماية الأمنية ليس القمع”.وتابع: “باختصار، مواقف البطريرك هي حلقة من سلسلة بطاركة عظام من مار يوحنا مارون إلى البطريرك الحويك والبطريرك صفير. بطاركة بقول كلمة الحق والحقيقة. وبما أننا نشك أن هذه السلطة الموجودة تسمع، نتمنى مثلما قال البطريرك على “الدول الصديقة والأمم المتحدة الاستجابة لمساعدة لبنان وتثبيت استقلاله وتطبيق القرارات الدولية”.
ومن الديمان إلى دار الفتوى حيث انعقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وحضور الرئيس فؤاد السنيورة،وتوقف المجلس ” عند الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي تمرّ بها البلاد، وعند الخطر الذي يهدّد الكيان اللبناني جميعاً واللبنانيين في حياتهم ومعاشهم وأمنهم وكرامتهم، ولا من معين لهم ولا داعم، مع غياب كامل وعجز غير مبرّرين للدولة ومؤسساتها ومرافقها، ولا مبالاة بما يعاني منه المواطنون من جوع ومرض وخوف وقلق على المستقبل والمصير”.
وأكد المجلس ” أن عدم شعور السلطة بمسؤولياتها وتخلّيها عن القيام بمهامها الأساسية تجاه شعبها الذي يقاسي شظف العيش ومرارة الحياة وذلّ السؤال بسبب البطالة وخسارة مدّخراتهم وتراجع مواردهم المالية، وانقطاع رواتبهم وضعف قدرتهم الشرائية، ما يجعلنا نتساءل ما إذا كانت السلطة السياسية تتحسّس فعلًا ما أصاب الناس، وما يصيبهم من مآس وآلام ومن اضطراب في مختلف وجوه حياتهم، وما إذا كانت السلطة لا تزال قادرة على الاستمرار في تحمّل مسؤولياتها، في وقت تؤكد فيها الوقائع والأحوال فقدانها لأبسط مقومات وجودها وجميع مكونات المجتمع اللبناني فضلاً عن خسارتها لثقة مواطنيها وثقة الداخل والخارج”.