طلب اسرائيل الي الدول الكبري الضغط علي حماس للاعتراف بها لا أساس له

حجم الخط
0

طلب اسرائيل الي الدول الكبري الضغط علي حماس للاعتراف بها لا أساس له

لانها غير محتاجة الي هذا الاعتراف للحصول علي مشروعيتهاطلب اسرائيل الي الدول الكبري الضغط علي حماس للاعتراف بها لا أساس له أيقظوني هذه الليلة مرتين. في احداهما – لابلاغي أن ترومان (رئيس الولايات المتحدة) يعترف بالدولة اليهودية ، كتب بن غوريون في دفتر يومياته في الخامس عشر من أيار (مايو) 1948، بعد أقل من يوم من الاعلان عن اقامة الدولة. ولم يذكر هناك أنه في اعلان البيت الابيض جري الحديث فقط عن اعتراف بحكومة مؤقتة يكون اعترافا بحكم فعلي لدولة اسرائيل الجديدة ـ أي الاعتراف بحقيقة نشأت لا بكامل مشروعيتها. لم يتناول ايضا الاعلانات عن الاعتراف عديم التحفظات، نظريا، الذي وصل في اليوم نفسه من الاتحاد السوفييتي وبولندا، لكن الصحافة الاسرائيلية خصصت في الغد عناوين كبيرة وكلمات رفيعة لهذه الأمور. ثم واصلت واحتفلت في الايام التي تلت اعلانات الاعتراف لدول اخري كثيرة.لا يوجد أي داعٍ للسخرية علي مبعدة من الزمن بإظهار الفرح ذاك. اعتراف الدول الاخري، فضلا عن اعتراف الدول العظمي كان ضروريا جدا للمولود الضعيف الذي بدأ يقف علي رجلين سياديتين بعد ألفي سنة وفي عاصفة الحرب. لكن هناك سببين جيدين للكف عن أي انشغال بالاعتراف باسرائيل في هذه الايام. لا ينبغي أن نطلب الي الادارة الامريكية والي كل لاعب آخر في الساحة الدولية أن يطلب الي حماس الاعتراف باسرائيل شرطا مُقدما لكل محادثة ومعها.أحد الاسباب وظيفي، فان طلبا كهذا لا يساوي الورق الذي سيُكتب فيه، ومن السهل الاحتيال به، والتحلل منه والعودة الي التمسك به عند الحاجة بلا تقديم ثمن. تكفي لعبة خطابية ـ لغوية لتقول إن مجرد استعداد قادة حماس للاندماج بتسويات تشارك فيها دولة اسرائيل أو توقع عليها هو مثل الاعتراف الفعلي بـ الكيان الصهيوني ، ويُزاد علي ذلك كما تدل التجربة التي اكتُسبت في العلاقات بين اسرائيل وم.ت.ف، لا توجد أية صعوبة لمد المفاوضات علي تخليص الصيغة الضعيفة هذه. وفي ضمن ذلك تفتير الحاجة الي ترجمتها لخطوات مُلزِمة. لا توجد أية صعوبة لتبذير كميات عظيمة من الطاقة الدبلوماسية والاعلامية علي ذلك وارهاق الرأي العام في البلاد وخارجها في هذه الاثناء.اذا تجاوزنا الجانب العملي، يوجد سبب سهل من الكرامة الوطنية الذاتية، يميل كثير من الاسرائيليين الي الاستهانة بها. لا تحتاج الدولة الطبيعية، والناضجة والسوّية الي أي اعتراف بوجودها وبشرعيتها. إن دولة لا تمنعها مشكلاتها الكثيرة من تبوء مكان غير سيء بين البلدان الصناعية والمتقدمة، والتي تجعلها قدرتها العلمية والتقنية تنتمي الي الدول المتقدمة العالمية، والتي تجري فيها المعارك الانتخابية وفق المعايير الغربية، والتي لها لغة قومية حية فوارة، وجيش قوي جدا وعلي حسب الشائعات ايضا خيارات غير تقليدية ـ إن دولة كهذه لا تستطيع أن تسمح لنفسها بأي اهتمام باعتراف أو بعدم اعتراف تتلقاه من قبل منظمة دينية ـ غالية. لحماس ميثاق اسلامي مرفوض، من غير التطرق الي تفاصيله. ولها اجهزة تحريض وعصابات مسلحة مستعدة لتنفيذ اعمال ارهابية. ولها صلة خطرة بايران. باختصار، لا يوجد نقص في الغايات المحددة التي يجب علي اسرائيل أن تُركز شروطها المقدمة فيما يتعلق بالحكام الجدد للسلطة الفلسطينية. والمفهوم ضمنا غير مُتضمّن فيها.عاموس كرميلكاتب في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 14/2/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية