طنطاوي: سأكمل طريقي إلى نهايته أو نهايتي… وحراك سياسي محاط بالأزمات … وتوك توك تسرق «صنايعية» مصر

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: تنفس المصريون الصعداء لأن الإعصار “دانيال” مرّ بسلام، غير أن أعاصير أخرى تحيل حياتهم لسواد ما بين غلاء يحيل حياة الأغلبية لعذاب مقيم، و”سد حبشي” اكتمل بنيانه يهدد مصر بالبوار، والأجيال المقبلة بالفناء وبعد إعلان أديس أبابا إتمام الملء الرابع تخلى كثير من أنصار السلطة عن لغتهم القديمة المغلفة بالتفاؤل والداعية للصبر، وفي هذا السياق قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، إن السد الإثيوبي كارثة وخراب حقيقي على مصر وبداية سيئة لسوء نية الإثيوبيين، مؤكدا أنه لا بد من أن تستمر المفاوضات. وأضاف خلال لقاء خاص ببرنامج «يحدث في مصر»، تقديم الإعلامي شريف عامر، والمذاع على قناة «إم بي سي مصر» أن تصريحات إثيوبيا تتعامل بغطرسة في ملف سد النهضة وعلى المجتمع الدولي أن يصفعها حتى تفيق. مؤكدا أنه لم يكن من الممكن القيام بعمل عسكري أو اتخاذ أي إجراء عنيف ضد إثيوبيا، ولكن هذا لا ينفي أن هذه قضية مُضرة للأجيال القادمة. وأشار إلى أن الجانب الإثيوبي ينتهز فرصة انشغال السودان بالأزمات والهموم الكثيرة التي تشغلها عن التركيز مع ملف سد النهضة. ومن العطش المائي للحراك السياسي الذي يواجه نجمه الصاعد أحمد الطنطاوي الكثير من العقبات، وفق تصريحات أنصاره، وقالت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية إنه “لا صحة لما يروجه أحد المواطنين من ادعاءات بضبط عدد من الأشخاص لعضويتهم في حملته الانتخابية المزمع قيامه بها”. وكان أحمد الطنطاوي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2024 قد نشر قبل ساعات بيانا أكد فيه أن الأجهزة الأمنية صعدت خلال الأيام الأخيرة من وتيرة وحدة تصرفاتها تجاه حملته الانتخابية، كما قامت مؤخرا بالقبض واحتجاز وإخفاء عدد كبير من المتطوعين في الحملة، وأقدمت على توجيه التهم النمطية المتكررة لستة منهم حتى الآن، وبموجبها تم حبسهم احتياطيا من قبل نيابة أمن الدولة العليا. وقال الطنطاوي: أؤكد، ومعي أكثر من 16 ألف عضو متطوع بالحملة، على أننا عازمون بشكل أكيد ونهائي على المضي قدما في نضالنا السلمي، وأنني سأكمل طريقي “إلى نهايته أو إلى نهايتي”. وأضاف أن الأجهزة الأمنية عليها أن تتذكر أن واجبها هو خدمة الوطن والمواطنين لا خدمة أفراد بعينهم أو شخص بذاته مهما كان موقعه، وإن عليها أن تتعلم من دروس الماضي، فالتاريخ لا يكرر نفسه، وإنما يكرر البشر الأخطاء فتتكرر العواقب على نحو أقسى وأخطر. وأن أمام أجهزة الدولة فرصة تاريخية لإظهار حيادها واستقلالها والتبرؤ من أخطاء السلطة الحالية، والوفاء بواجباتها تجاه المواطنين، وضمان حقهم في اختيار من يرونه الأجدر بالمسؤولية الرئاسية عبر انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة للمنافسة الحقيقية والمتكافئة. كما طالب المرشح المحتمل بالإفراج الفوري عن كل من جرى احتجازهم من أعضاء الحملة، كما طالب أجهزة العدالة وإنفاذ القانون بالتحرك الفوري لوقف حملات التحريض والسب والقذف بحقه. ومن اخبار الطقس التي باتت مصدر اهتمام الكثيرين: قالت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الأجواء استقرت بشكل كبير في معظم الأنحاء، ومر بقايا إعصار دانيال على مصر بسلام في جميع المناطق، وتلاشى تماما كما تلاشت معه فرص سقوط الأمطار في معظم محافظات الجمهورية..
ومن أخبار الحوادث: شهد شاطئ اللاجونا في مدينة دهب التابعة لمحافظة جنوب سيناء، لحظات من الذعر بين رواد الشاطئ، بعد هجوم سمكة قرش على إحدى السيدات التي كانت داخل مياه الشاطئ. والتهم القرش المفترس الذراع الأيسر لزينب أحمد عبد القادر، البالغة من العمر 34 عاما، خلال وجودها داخل مياه شاطئ اللاجونا في مدينة دهب، حيث كانت السيدة قد ذهبت إلى دهب لقضاء عطلة صيفية رفقة أبنائها وزوجها، ولكنها لم تكن تعلم أن تلك العطلة ستنتهي بفقدانها لذراعها الأيسر.
فلنرضخ لحكم الصندوق

ليس مفاجئا وفق ما أوضح عبد القادر شهيب في “فيتو” إعلان الحركة المدنية رفضها تولي الرئيس السيسي فترة رئاسية ثالثة، فالحركة قامت أساسا من أجل إحداث تغيير سياسي في البلاد.. ثم إننا بصدد انتخابات رئاسية سوف يتنافس فيها المتنافسون، وكل منهم سيحظى بداعمين وسيواجهون أيضا معارضين ورافضين لانتخابهم.. والانتخابات دوما تتسم بالحملات الإعلامية والسياسية المتبادلة بين المتنافسين وأنصارهم.. هكذا يتعين أن ننظر إلى بيان الحركة المدنية الأخير الذي يعارض انتخاب الرئيس السيسي، ويرى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تعد فرصة لتغيير سياسي سلمي في البلاد. لكن إذا كانت الحركة المدنية توجه بيانها هذا إلى الناخبين أساسا، ومعهم كل من يعنيه أمر البلاد ومستقبلها، وليس فقط أمر الانتخابات الرئاسية المقبلة، فعلى الحركة أن توجه كلامها أيضا إلى نفسها، أي إلى الأحزاب المشاركة فيها.. فقد كشف البيان عدم استقرار أحزاب الحركة على دعم مرشح معارض يواجه الرئيس السيسي في الانتخابات ولديه فرص مناسبة فيها، ولا يتم التغيير السياسي الذي تتحدث عنه الحركة المدنية هكذا.. لقد كان عليها وهي تتحدث عن هذا التغيير أن تستعد لأحداثه عبر الانتخابات بالتقدم بمرشح قوى قادر على خوض المنافسة الانتخابية، تتوافق عليه ليلقى قبولا جماهيريا، وهذا ما اعترفت في بيانها بأنها لم تنجزه حتى الآن، إن أي انتخابات لن تكون تنافسية حقا إلا بوجود مرشحين قادرين على المنافسة بالفعل، وهذا ما لم توفره حتى الآن الحركة المدنية بأحزابها الاثني عشر، رغم اقتراب موعد الانتخابات التي سوف يعلن بعد أسابيع قليلة.. فهي لم تتوافق على مثل هؤلاء المرشحين حتى الآن لوجود خلافات بين الكيانات السياسية المنضوية تحت رايتها والذي عبّر عن نفسه في تأسيس التيار الليبرالي الحر، ثم انسحاب حزب الدستور من هذا التيار مؤخرا.

خطر يقترب

هذا كلام لا يعده الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد” من قبيل دغدغة المشاعر، أو الضحك على الذقون، بالعكس هو حديث فيه من التحذير أكثر من التبشير.. ولكن باختصار ولمن في قلبه ضعف نطمئنه أن قناة السويس أكبر من أن يهددها أي محاولات للمنافسة من قبل أي مشروع من هنا، أو هناك. مناسبة هذا الطرح المخاوف التي أثارتها فكرة مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والخليج وأوروبا، الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين. بالطبع المشروع المزمع ليس الوحيد وإنما هناك مشاريع أخرى في الأفق، بل وفي الخيال، يحلم البعض بتنفيذها ليل نهار، لدرجة أننا لم نعد قادرين على اللحاق بمتابعة هذه المشاريع من «فين لفين».. فقد تعددت الوجهات والهدف واحد.. إيجاد بديل لقناة السويس، فمن روسيا إلى إسرائيل إلى دول الخليج.. وصولا إلى الولايات المتحدة بالدعم أو التخطيط، الكل يسعى والكل يعود بـ«خفي حنين» وسيعود بهما إن شاء الله، طالما بقيت مصر متنبهة لهذا الأمر وتعمل على تجاوزه. وإذا كنت لست خبيرا فنيا، وإذا كنت أرغب أن أنأى بنفسي عن الجدل البيزنطي بشأن مشروع توسعة قناة السويس، فإن هذا المشروع بعد سنوات من تنفيذه ربما مثل إشارة إلى العالم بأن مصر مصممة على أن تبذل كل ما تملك من أجل أن تظل القناة على قائمة الممرات الرئيسية للتجارة العالمية. وفي تصوري أن مشروع القطار السريع من العين السخنة إلى العلمين يأتي في هذا السياق أكثر من كونه مشروعا لاستيعاب حركة ركاب. وإذا علمت أن المشروعات البديلة تتضمن بشكل أساسي مثل هذه الفكرة ـ السكك الحديدية ـ أمكن لك أن تستوعب هذا الطرح.

إنها القناة فاحذروا

رد الدكتور مصطفى عبد الرازق على الرافضين لسياسات الدولة: أسمع صوتا وكلاما وهمسا عن أن ذلك يأتي في إطار الأولويات المقلوبة للدولة، بتغليب المشروعات طويلة الأمد على تلك القصيرة. وأقول، وارد طبعا أن نختلف حول الأولويات، ووارد أن تكون بعض أولوياتنا الحالية غير موفقة، ولكن هناك أولويات أتصور أنها يجب أن تترك لصانع القرار في إطار الرؤية الاستراتيجية للدولة وليس النظام، وهناك فرق كبير بين الاثنين لمن يتحدثون بلغة المؤيدين والمعارضين. وحتى لا نبتعد في الحديث كثيرا، فإن مؤدى ما أقول وخلاصته إن مصر الرسمية منتبهة للمخاطر المحدقة بقناة السويس، ومنتبهة أكثر لحقيقة أنها ربما تأتي من الأصدقاء قبل الخصوم. غير أن الموضوعية في الحديث ربما تقتضي الإشارة إلى بعدين مهملين، ولا نقول غائبين في الرؤية الحالية بشأن التحديات المستقبلية لوضع القناة وأهميتها للاقتصاد المصري، وكذا أهميتها الجيو- سياسية للدولة المصرية ذاتها. البعد الأول يتمثل في تطوير وضع الاقتصاد المصري بشكل يقلل من نسبة مساهمة عائدات قناة السويس ـ أيا كانت قيمتها الآن وتصل في بعض التقديرات إلى 7 مليارات دولار ـ في هذا الاقتصاد، وهذا يتطلب معالجة مشكلات هيكلية ليس هنا مجال التفصيل أو الحديث بشأنها. البعد الثانى يتمثل في إحياء فكرة تنمية إقليم منطقة القناة لتقديم خدمات لوجيستية متنوعة تتجاوز تلك المتعلقة بكون القناة ممرا مائيا عالميا فقط. ولا أبالغ إذا قلت أو أعربت عن اعتقادي أن المخطط موجود والإمكانية قائمة. غير أن الإنصاف والصراحة مع الذات تقتضي الإقرار بأن هذا البعد تتجاذبه أو تتقاذفه الأحوال، لكن النتيجة النهائية المتعلقة بوضعه تشير إلى أنه في طور النسيان أو في حالة كمون.. بهذا يمكن لنا أن نقول بملء فينا وبأعلى صوت عندنا: إنها قناة السويس.. يا عالم.

أيامه قبل الأخيرة

يواجه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، مشكلة كبيرة في علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما لم يسبقه إليه رئيس وزراء إسرائيلي من قبل، وفق ما يراه سليمان جودة في “الوفد”: لقد جرت العادة على أن يستقبل البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بمجرد انتخابه، ولكن ما حدث مع نتنياهو كان استثناء لا مثيل له في تاريخ العلاقة بين البلدين؛ لأنه رغم مرور ما يقرب من السنة على مجيئه رئيسا للحكومة، فإنه لم يذهب إلى لقاء مع الرئيس الأمريكي حتى اللحظة. وهو لم يشأ أن يخفى ضيقه من هذه المسألة، وكان ولا يزال يعبر عن مدى الضيق الذي يحس به، كلما وجد فرصة مناسبة.. وقد بلغ به الأمر إلى حد أنه حذر وزراء في حكومته، كانوا في زيارة للولايات المتحدة للقاء مع منظمات يهودية، من عقد أي لقاء مع أي مسؤول في إدارة بايدن، وفي المقابل بلغ الضيق منه على الجانب الأمريكي، إلى حد أن بايدن استقبل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض في يوليو/تموز، وهذا ما لم يحدث من قبل؛ لأن صاحب السلطة الفعلية في إسرائيل هو رئيس الحكومة لا رئيس الدولة. وقد حاول نتنياهو من جانبه أن يغيظ إدارة بايدن، فأشاع أنه تلقى دعوة من الحكومة الصينية لزيارة بكين، وأن مكتبه يعمل على اختيار الوقت المناسب لها.

غواية السلطة

حتى هذه الطريقة التي ابتكرها نتنياهو بهدف “جر انتباه إدارة البيت الأبيض” على حد رأي سليمان جودة لم تكن مجدية، لأنه لم يجد لما أشاعه صدى في واشنطن، والسبب طبعا هو برنامجه الذي يتبناه لإصلاح القضاء، والذي لا يهدف لإصلاح القضاء كما يتحدث عنه. فالهدف هو البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، وقد تسبب البرنامج ولا يزال في انقسام عميق داخل إسرائيل، ولا يزال نتنياهو يتمسك به لأقصى درجة، رغم نصائح جاءته من إدارة بايدن بالتوقف عما يفعله وإلغاء برنامج الإصلاح. آخر الأخبار أن بايدن سيلتقي به على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، وهي اجتماعات تنعقد في النصف الثاني من هذا الشهر في كل سنة. ومعنى اللقاء بهذه الطريقة أنه لقاء عابر، وليس لقاء من النوع الذي عاش نتنياهو يحلم به ويريده، ولكن يبدو أنه لا بديل آخر أمامه. ولأن مصائب نتنياهو منذ أن أعلن عن برنامج الإصلاح إياه لا تأتي فرادى، فإن الطيارين العاملين في شركة طيران العال الإسرائيلية أعلنوا أنهم لن يقودوا طائرته إلى نيويورك، وقد فعلوها من قبل في رحلة له إلى روما، وفي رحلة أخرى إلى باريس، ولكن امتناعهم هذه المرة سيكون أوقع وأشد في نفسه من كل مرة سابقة. كل هذا وهو متمسك ببرنامجه «الإصلاحي» بكل قوة، وكأن بقاءه في منصبه مسألة حياه أو موت، ولا تفسير لحالته سوى أنه «ذاق حلاوة السلطة» كما كان مؤرخو دولة المماليك يقولون عن حكامها.

نكباتها لا تنتهي

عبّر الدكتور عبد اللطيف المناوي في “المصري اليوم” عن حزنه مما تم تداوله على نطاق واسع، بأن آلاف الجثث قد جرفها التيار في درنة، وهو تعبير يوحي بحجم المأساة التي خلفتها العاصفة «دانيال» التي ضربت شرق ليبيا، وكانت نتيجتها آلاف الضحايا والمفقودين. ولكن تلك المأساة ربما ليست المأساة الأولى لدرنة، بل هي ليست المأساة الأولى لليبيا، وحجم الكارثة، وإن كان أشد المآسى قسوة، إلا أنه دالّ على مآسٍ أخرى ضربت ليبيا طوال سنوات وسنوات. لم يتوقف عداد الضحايا حتى الآن في تلك المدينة التي عانقها البحر من ناحية والجبال الخضراء من ناحية أخرى، وتحوّل العناق من لفظ حانٍ رقيق يوحي بالمودة إلى حصار قاتل راح ضحيته الآلاف غير المعلوم عددهم حتى الآن بسبب العاصفة الأخيرة. تبقى الكارثة الطبيعية من صنع الطبيعة، شئنا أم أبينا، حتى لو ظن أهلها أنهم قادرون عليها، فمسألة التحكم في الطبيعة تبقى في علم الغيب، حتى لو تقدم العلم أكثر فأكثر، لذا فإن التعاضد والتكاتف لإخراج درنة من أزمتها مهمة عالمية، تشارك فيها كل المؤسسات الدولية، لكن المدينة كانت تعاني من مآسٍ أخرى سابقة، وللأسف كانت صناعة بشرية بامتياز. لنعرف الحكاية، حكاية درنة التي تقع بين البحر المتوسط والطرف الشرقي للجبل الأخضر شرق ليبيا، وهي إحدى مناطق الغابات القليلة في البلاد، ويتراوح عدد سكانها بين 85 ألف نسمة و90 ألفا، وهي مشهورة بمناظرها الطبيعية الجميلة. وقد أرسل لى صديق ليبي عزيز فيديو قصيرا للمدينة قبل أن تعصف بها العاصفة «دانيال»، كان جمالها يضاهى أجمل المدن الساحلية كما صورتها أفضل عدسات المصورين. هذه الصورة تجعلنا نشعر بالأسى والمأساة التي تعانيها المدينة في صورتها الحالية. المدينة المنكوبة أو المظلومة – كما وصفها كثيرون، وهو وصف صحيح – عانت الأمَرَّيْن، عانت في السابق من يد الطبيعة كذلك، فقد بُنيت على طول وادي درنة، وهو نهر يجف معظم أيام السنة، وتاريخيا، إذ تعرضت المدينة لأضرار متكررة بسبب الفيضانات، حيث كان الهدف من بناء سدي «أبومنصور ودرنة» في أعلى المدينة هو السيطرة على تآكل التربة ومنع الفيضانات، ويبدو أن السدين قد ساعدا في غرق المدينة بعد انهيارهما بسبب العاصفة.

معادن الرجال

لهفة الأشقاء لإغاثة الجارة المنكوبة تٌظهر معادن الرجال، وصفها العرب القدماء كما أخبرنا حسين خيري في “الأهرام” بالنخوة، فإذا بالأوفياء من ذوي الشهامة من المغرب إلى الخليج يفزعون لنجدة أهل المغرب، ولم يلبثوا سويعات إلا وسارعوا إلى غوث غرقى ومصابي ليبيا، وضجت أصواتهم في السوشيال ميديا بالدعاء والدعوات لبذل العطاء، وتصدر لهم “هشتاغ”.. “#أغيثوا المغرب” و”هشتاج” آخر “#أغيثوا ليبيا”. النخوة فضيلة راعاها رسولنا الحبيب وحرص عليها، وكان أول من علّم البشرية الإخلاص والمبادرة إلى إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم، وجعلها دليلا على صحة عقيدة المسلم، ووثقها بصدق إيمانه بالله، فمن أحرص عليها أجزل الله له في العطاء، واصطفاه مع الشهداء والقائمين على عبادته، وهنا يقول النبي: “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أو يكْشِفُ عنهُ كُرْبَة، أو يقْضِي عنهُ دَيْنا، أو تَطْرُدُ عنهُ جُوعا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أن اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ”، ويعني المسجد النبوي، وشّرف الحبيب في حديثه: “الْمُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَة، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَة مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ”.

الأوفياء فقط

ما أثمن أن تظل أجواء الاحتفال بذكرى مولد أشرف الخلق، ونحن نتأسى برافدة من روافد أخلاق الرسالة النورية الخاتمة، ونجدة المنكوبين تعد من شهامة العظماء، ولم يستثنِ منها وفق ما يراه حسين خيري رسولنا الكريم أحدا من غير المسلمين، رغم عداوة قريش وإيذائها للمسلمين، جاء أبو سفيان إلى النبي وطلب منه الاستسقاء، فكيف يرفض؟ وقد وصفه رب العزة بقوله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”. وهو من علم أهل الشرك في فتح مكة المعنى الحقيقي للنخوة، وقال: “يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء.. الناس من آدم وآدم من تراب”، ثم يلقنهم درسا عمليا في النخوة والشهامة يوم فتح مكة، ويقول لهم: “يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم”، قالوا “أخ كريم وابن أخ كريم”، قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. النخوة والشهامة لا تثير سوى الرجال والنساء الأوفياء، وقيل عنهم “يسارعون في الخيرات”، يخلصون في الأداء بقلب سليم، ليس من قبيل الزهو، أو تسديد الفواتير، أو من أجل تسجيل مواقف بطولية زائفة، وفوق ذلك يقدمون أغلى ما يملكون بنفس راضية، ولما الدهشة ومعلمهم النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، فقد بادر أبوالدحداح إلى حضرة الرسول فور سماعه قول الله تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له”، وتبرع في حينها دون تردد بأفضل ما يملك في مقابل نخلة في الجنة، وكان بستانا من أجمل وأكبر بساتين المدينة المنورة.

صنايعية للتعذيب

ساق حظ عماد الدين حسين مدير تحرير “الشروق” العاثر للتعامل مع مجموعة من الصنايعية خلال الأيام الأخيرة. حمام الشقة كان يحتاج لبعض الإصلاحات العاجلة. يقول الكاتب، كنت أظن أن الأمر لن يستغرق دقائق حينما يلقي السباك نظرة ويصلح الأمر، لكن للأسف تبين أن العطل والخلل «هيكلي وبنيوي» ولا بد من النسف لمعالجة جذور المشكلة. السباك أصدر فرمانا بأن هناك مشكلة خطيرة في «التصريف»، لن ينفع معها «التسليك» وبالتالي فالأفضل هو «تفوير» السيراميك لعمل «صرف» جديد. أحضرت «نحاتا» لكي يقوم بتكسير البلاط، فأحضر معه مساعدا، فطلب رقما فلكيا مقابل أن يكسر ما مساحته أقل من مترين في متر ونصف المتر، خضعت مرغما لكن المفاجأة أنهم لم يلتزموا بنقل كل «الردش» إلى مقلب عمومي شرعي، وتركوني «لائصا». جاء السباك واشترط أن تكون «أجرة يده» أو مصنعيته تساوي نصف قيمة المشتريات على الأقل فرضخت مرة أخرى، وكان طلبي الوحيد فقط أن يلتزم بالحضور في المواعيد التي نتفق عليها. لكن للأسف الشديد لم يفعل. وبدلا من الحضور في العاشرة صباحا كما اتفقنا حضر في الواحدة ظهرا. وفي اليوم التالي حضر في الثانية ظهرا، حاولت أن أناقشه لأفهم لماذا لا يلتزم بالوقت. فقال لي كلاما كثيرا خلاصته أنه يسهر كثيرا ولا يستطيع الاستيقاظ مبكرا وأن هذا هو السلوك الطبيعي لكل الصنايعية في مصر، وكان مندهشا من استغرابي. انتهى السباك مبدئيا من نصف عمله بإقامة «البنية التحتية»، وجاء دور أسطى «السيراميك» أو «المبلط» واتفقنا على الأجرة بسرعة، لكنه طلب ألا يعمل يوم الجمعة، في حين أنه اليوم الأساسي المتاح لي من دون التزامات خارجية. جاء مرغما، لكنه للأمانة حضر في وقت مبكر، وظل يعمل حتى الثامنة ليلا تقريبا وبضمير يقظ.

أغراهم «توك توك»

كان لا بد من أن يحضر الكهربائي لشقة عماد الدين حسين لكنه طوال 5 أيام كاملة، ظل يتصل به مرارا وتكرارا، وهو يقدم له أعذارا مختلفة. توقف عن الرد على اتصالاتي وأغلق هاتفه، فاتفقت مع صنايعي آخر محترم أنجز المهمة في أقل من ساعة. ثم جاء النقاش وأعطى لي وعودا براقة، ولم أطلب منه سوى الالتزام بما نتفق عليه خصوصا الوقت، فقال لي إنه جاد ومختلف عن الآخرين، لكنه في النهاية كان أسوأ وأضل سبيلا من السباك، يأتي متأخرا جدا، ولا يلتزم بأي وعد في ما يتعلق بالوقت. بالطبع لا أعمم وأتهم كل الصنايعية بذلك، فهناك منهم الملتزمون بالكلمة والوقت، لكن الظاهرة خطيرة وتنتشر بقوة. الأمر يتعلق أولا بغياب ثقافة الالتزام بالوقت تماما. وهو أمر شديد الأهمية في أي مجال. ثانيا وهذا هو الأخطر، تراجع مستوى الكفاءة بين عدد كبير منهم، والسبب الرئيسي الذي صار معروفا هو التأثير المدمر لـ«التوك توك» الذي سحب عددا كبيرا من الحرفيين وجعلهم يستسهلون العمل السريع على التوك توك، بدلا من العمل في حرف النقاشة والسباكة والسيراميك والورش الحرفية المختلفة، خصوصا ميكانيكا السيارات. ثقافة الالتزام بالوقت منعدمة لدى قطاع كبير من الحرفيين، والأسوأ أن بعضهم يلتزم يوما، ثم يأخذ جزءا من أجره وبعدها ينقطع تماما عن العمل، ولا يعود إلا بعد أن «يفلس» وهكذا. لا أعرف كيف نعالج هذه الظاهرة، هل عبر اتحاد الصناعات، أم اتحاد المقاولات أم عبر جمعيات أهلية لتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية وتأهيلية لأكبر عدد من الصنايعية، لإعادتهم إلى مجد «الصنايعية» المصريين الذين اختطفتهم تركيا، حينما احتلت مصر عام 1517، ليقيموا جزءا من نهضتها؟ ربنا لا يضع أحدكم تحت رحمة هذا النوع من الصنايعية؟

لماذا هزمنا؟

هل خسر منتخب مصر أمام تونس بسبب غياب رباعي الأهلي؟ الإجابة على لسان حسن المستكاوي في “الشروق”: لا قاطعة. لكنها حالة الجدل التي تعيشها الكرة المصرية دائما، بحثا عن سبب آخر تعلق عليه عثرة أو هزيمة. فالسبب الذي أدى للخسارة أن المنتخب بدأ المباراة مرتبكا، ويفتقد التنظيم وبتكوين خطأ، وبتشكيل خطأ. ونتجت عن ذلك أخطاء دفاعية فتحت الباب أمام تونس لتسجيل هدفين. ولا شك في أن تأثير غياب محمد عبد المنعم تحديدا كان واضحا، لأنه سريع في المسافات القصيرة، ويجيد بدء الهجمات، وكان الأفضل أن يلعب إلى جوار علي جبر أو حسام عبد المجيد. كذلك إشراك بيكهام في مركز الظهير الأيسر لم يكن قرارا موفقا في وجود حمدي. كيف لا يكون في منتخب مصر بديل لعبد المنعم؟ السؤال يوجه للجهاز الفني الذي سارع بتعديل تكوين الفريق بإعادة بيكهام إلى الجبهة اليمنى، ومواجهة طريقة تونس 3/4/3 بتعديل طريقة اللعب المصرية إلى 3/4/ 3 وليس 4/3/3. فدفع بعمر كمال عبد الواحد إلى الجبهة اليمنى في الوسط ليكون الخط مكونا من الرباعي حمدي فتحي وزيزو، وطارق حامد، وعمر كمال عبد الواحد. مع تحركات تكتيكية في حالة فقدان الكرة. وكان هذا التعديل السريع من فيتوريا قرارا سليما، وأسفر ذلك عن سيطرة ميدانية وهجومية في الشوط الأول بعد الهدفين وتجاوز الصدمة المبكرة، وأتيحت للاعبي المنتخب ثلاث فرص إلى جانب هدف عمر كمال، ولكنها أهدرت فرصة الخروج من الشوط الأول بفوز منتخب مصر. وأضيف إلى أسباب الخسارة قوة منتخب تونس وتنظيمه الجيد ومهارات لاعبيه الأوروبية، فكلهم يلعبون في الخارج، ربما باستثناء لاعب واحد. والتنظيم الجيد للفريق كان واضحا في الشوط الثاني، ما حرم المنتخب من صناعة فرص حقيقية، لاسيما أنه لجأ إلى الكرات الطويلة كأحد حلول التقدم إلى ملعب الفريق التونسي، والكرة الطويلة أسوأ حلول كرة القدم الآن حين لا تكون في سياق هجمة مرتدة سريعة محكمة وجماعية. وقد كانت الكرة الطويلة بسبب نقص اللياقة البدنية، فحين يمتلك لاعب الكرة في خط الدفاع أو الوسط لا يجد زميلا بلا رقابة لعدم القدرة على التحرك بسرعة لصناعة مساحات، ولم تكن هناك خيارات تمرير عند من يمتلك الكرة. فذهبت كراتنا الطويلة إلى دفاع تونس.
في مالطا

مؤكد وفق ما يرى الدكتور محمود خليل في “الوطن”، أن المثل المصري الشهير «بنؤذن في مالطة» له أصل، شأنه شأن الأمثال المصرية العتيدة التي حفظناها عن الآباء والأجداد. ويردّد المصريون هذا المثل، تعبيرا عن اليأس من أن يكون لكلامهم أثر في الواقع، فيذهب أدراج الريح، ولا يؤدي إلى تغيير ما ينادون بتغييره، تماما مثل الإنسان الذي يُردّد الأذان في جزيرة مالطة، وسط أناس لا يفهمون اللغة العربية، ولا يجدون معنى لما يقول، ولكن لماذا مالطة على وجه التحديد؟ فمدن كثيرة في العالم لا تعرف العربية، مثل المدن الناطقة بالإنكليزية، أو الفرنسية أو غيرهما. مالطة كما تعلم جمهورية تتكون من عدة جُزر، تطل على البحر المتوسط. وربما يكون المصريون قد سمعوا اسم مالطة لأول مرة في الرسالة التي وجّهها نابليون إليهم، بعد مجيئه إلى مصر عام 1798، وزعم لهم فيها أنه مسلم مثلهم، يؤمن بالله ورسوله، وبالقرآن الكريم، وأنه مرّ في طريقه على مالطة، وطرد منها كل من يزعمون أن الله تعالى طلب منهم مقاتلة المسلمين. ربما لم يحفظ المصريون – في أغلبهم – اسم مالطة، حين سمعوه في منشور نابليون، وربما تكون ذاكرة من حفظه قد طمسته بعد ذلك، إذ اختفت الكلمة من على خريطة تفكير المصريين طوال القرن التاسع عشر، إلا لمن كان يعرف الأسفار، أو التجارة، أو مهتما بالمعرفة عن دول العالم، لكن الله أراد أن يكون اسم مالطة على لسان كل مواطن في مصر في لحظة تاريخية محدّدة، ارتبطت بثورة 1919.

من يكون؟

يوم 8 مارس/آذار من عام 1919 ألقت سلطة الاحتلال الإنكليزي القبض على سعد باشا زغلول زعيم الوفد ورفاقه (محمد محمود، وحمد الباسل، وإسماعيل صدقي) في مشهد يتشابه من وجهة نظر الدكتور محمود خليل مع مشهد القبض على أحمد عرابي ورفيقيه عبدالعال حلمي وعلي فهمي. وفي اليوم التالي (الأحد 9 مارس) تم نقل سعد ورفاقه إلى بورسعيد، حيث أقلتهم باخرة إلى منفاهم في مالطة. سرى خبر القبض على سعد زغلول ورفاقه بين المصريين، كما تسري النار في الهشيم، وتساءل أكثرهم: نفوه إلى أين؟ فأخذت الألسنة تُكرّر: إلى مالطة… إلى مالطة، حتى حفظت الاسم، وربما يكون البعض قد سأل أين تقع على خريطة الدنيا؟ وكيف سيعيش فيها الزعيم، بعيدا عن أرضه وأبناء وطنه؟ أصبحت كلمة مالطة على لسان الصغير والكبير، الرجال والنساء، المتعلمين وغير المتعلمين، الريفيين والحضريين، وأصبحت أشهر من أي كلمة أخرى، وأرسخ في الذهن من أن تُنسى. ارتبطت كلمة مالطة بوضع الاحتلال في مصر، وما عاناه المصريون بعد ثورة 1919 من تعنّت من جانب القصر، وإصرار من جانب الإنكليز على عدم الخروج الكامل من مصر، ومراوغة التيار الوطني، مرة عبر تصريح 28 فبراير/شباط 1922، ومرة عبر اتفاقية 1936، من دون أن تمنح مصر استقلالا حقيقيا. كافح سعد زغلول ومن بعده النحاس باشا، والتيارات الوطنية الأخرى، كفاحا مريرا من أجل إخراج الإنكليز من مصر، لكن يبدو أن مرور السنوات الطوال، من دون تحقيق الهدف دفع بعضهم إلى الحديث عن أن المناداة بالتخلص من الإنكليز تشبه النداء إلى الصلاة أو الأذان في مالطة، حيث تؤذن ولا يسمع أو يفهم كلامك أحد، وقد تأكدت هذه الحقيقة لديهم حين ظهر «أمين المالطي».. تُرى من يكون؟

صيدلانية الغلابة

محمود عبد الراضي في “اليوم السابع” يقول: قبل نحو نصف قرن من الزمان، في جنوب البلاد في صعيدنا الطيب، في قريتنا الرائعة شطورة، ظهرت صيدلية عتيقة، أو “أرزخانة” كما كانوا يطلق عليها آباؤنا وأجدادنا، حيث كانت بمثابة مستشفى كاملة يذهب إليها المريض صباحا أو فجرا أو مساءً يصف الألم الذي يعاني منه فيحصل على الدواء، قبل أن تزدحم قريتنا بالأطباء والصيادلة. على بعد أقل من 10 أمتار من منزلنا في القرية، ولدت وتربت الصيدلانية إيمان إبراهيم محمد، في بيت العلم والدين، حيث كان والدها ورعا تقيا وكذلك أشقاؤها وباقي العائلة المعروف عنهم الاحترام والذوق. هذه البيئة الرائعة هيأت لها أن تكون صيدلانية تفتح صيدلية في قريتنا، لتكون قبلة لأهالينا يتوجهون إليها فور شعورهم بالألم.
زوج الصيدلانية القديرة إيمان إبراهيم، ساعدها في اتساعها وتطويرها وخدمة أهالي القرية، لا سيما أنه ينتمي لعائلة عريقة محبة للجميع.
بوجه بشوش وابتسامة، تستقبل “صيدلانية الغلابة” – كما يطلقون عليها – الجميع، فيحصلون على الدواء جميعا، سواء من معه الأموال أو من لا يملكها، فقد كانت ترى أن الهدف هو أداء الرسالة لا جمع المال. وكأنها ملاك يتحرك على الأرض، لسنوات طويلة تقف وسط الأدوية لا تبُالي بالإرهاق أو التعب، فالأهم لديها أن تخفف الألم عن سيدة بسيطة أو طفل صغير أو مسن نهش المرض في جسده. مسيرة وسيرة طيبة للصيدلانية الرائعة في قريتنا، وقصص كثيرة عن أفعال الخير يتجاذبها أهالي القرية، حتى رحلت عن عالمنا في هدوء، كما عاشت في هدوء دون ضجيج.
إن العظماء لا يموتون وهذه الصيدلانية الرائعة كانت عظيمة في قلوب الناس فموعدنا معها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية