طهران تهدد بالإبادة.. ونتنياهو: ظهورنا إلى حائط سني و”كاتس” في أبو ظبي

حجم الخط
3

من سأل عن الموضوع الرئيس لأخبار الصيف الحالي فقد تلقى أمس جوابًا واضحًا: إيران.

فمزيج من البيان الإيراني بأنها تجاوزت مستوى الـ300 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب (لدرجة متدنية)، وبأنها خرقت عن قصد الاتفاق النووي، إلى جانب تصريحات رئيس الوزراء ورئيس الموساد أمس، أوضحت بأننا -وبمعان كثيرة- نعود إلى السنوات الأولى من العقد الحالي والسباق العلني والخفي الذي دار منذئذ بين تل أبيب وطهران.

مثلما، في حينه، توضح إسرائيل اليوم بأن إيران هي مصدر كل الشر والخطر في المنطقة. بل إن نتنياهو أصر بأنه “قريبًا سيكشف المزيد من الأدلة على أن إيران كانت تكذب كل الوقت” بما يتعلق ببرنامجها النووي. ليس واضحًا عن أي مادة يجري الحديث، وهل ستعنى الأدلة مرة أخرى بمادة قديمة كتلك التي جيء بها السنة الماضية من أرشيف طهران (العملية التي ستجعل الموساد ينال اليوم جائزة أمن إسرائيل). مشكوك في أن شيئًا ما سيتغير في نهج العالم مع إيران، ولكن إذا كانت المادة جديدة تشهد على أن إيران خرقت الاتفاق النووي الذي وقع في 2015، فستكون هذه هزة أرضية حقيقية ومنصة تسمح بالمطالبة من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والصين أيضًا، الانضمام إلى الولايات المتحدة والانسحاب من الاتفاق.

لقد كرر نتنياهو تصريحاته بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. هذه أقوال معروفة ظاهرًا، غير أنه في التوقيت الحالي؛ حين تخرق إيران الاتفاق وتكون ضالعة بعمق في أعمال الإرهاب في الخليج والشرق الأوسط، فإن هذه الأمور كفيلة بأن تبدو بشكل مغاير. وفضلًا عن محاولة ردع الإيرانيين، فإنها موجهة أساسًا إلى آذان غربية؛ فمثلما قبل بضع سنوات، واليوم أيضًا، يسعى نتنياهو للتوضيح بأن من يريد أن يمتنع عن هجوم إسرائيلي قد يتطور إلى حرب إقليمية، يجدر به أن يعمل فورًا على وقف طهران.

لا يمكن قطع أقوال نتنياهو عن أقوال رئيس الموساد؛ ففي ظهور نادر، في مؤتمر هرتسيليا، ادعى يوسي كوهن بأن طهران هي مصدر كل الشر، في كل مكان. والمفارقة هي أن التهديد العالمي الذي صوره أعطى ثمرة واحدة واضحة: على خلفية العدو المشترك، ثمة تماثل مصالح بين إسرائيل والدول السنية كفيل -على حد قوله- بأن يؤدي إلى تفاهم إقليمي، بل وإلى سلام شامل.

مشكوك إذا كان مجديًا الإسراع إلى حياكة بدلات للمناسبة؛ فالعلاقات التي لمسها كوهن تشهد اليوم مجدًا بالفعل (أمس جرى الحديث عن زيارة لوزير الخارجية الإسرائيلي كاتس إلى أبو ظبي)، ولكن بلا حل للمشكلة الفلسطينية، الذي غاب عن الأفق. من المعقول أن تبقى هذه “نصف مخبوزة” في المستقبل المنظور أيضًا؛ إذ يمكن لإسرائيل أن تستعين بها كي تستفيد من بعض الأمور –من التحالفات والتفاهمات الهادئة وحتى بيع التكنولوجيا والزراعة– كي تربط العالم السني بضغط ناجع أكثر على الغرب في المسألة الإيرانية.

وفي هذه الأثناء، ورغم أن إيران تجد ظهرها إلى الحائط، فإنها لا تتراجع. أفعالها استفزازية وتصريحاتها تواصل صقريتها؛ فأمس هدد نائب برلمان آخر “بإبادة إسرائيل في غضون نصف ساعة”، في حالة هجوم أمريكي على إيران. هذا هراء من الناحية العملية، ولكنه يشهد على المزاج الكفاحي في طهران، الذي وجد تعبيره في تصريحات زعيم حزب الله حسن نصر الله الأخيرة.

مشكوك جدًا أن يكونوا في لبنان، أو في إيران، يريدون الحرب حقًا. بل يسعون هناك، مثلما هو الحال عندنا، إلى الردع، وحاليًا بلا نجاح. وحسب منشورات في الإعلام السوري، هاجم سلاح الجو مرة أخرى ليلة أول أمس سلسلة أهداف على الأراضي السورية. ومع أن إسرائيل لم تعترف بذلك، ولكن بدا أن الهجوم الواسع نسبيًا كان موجهًا ضد منظومة التخزين والتحريك للوسائل القتالية التي تزود إيران بها حزب الله، والأهداف التي تعرضت للهجوم (أكثر من عشرة) كانت في قواعد ومنشآت عدة للجيش السوري، التي تعمل إيران وحزب الله برعايتها.

على السطح، لا صلة بين هذا الهجوم المنسوب لإسرائيل وبين المسألة الإيرانية الواسعة؛ فالهجوم على الأهداف جزء من معركة بعيدة السنين تدور بمنهاجية ضد تثبيت الوجود الإيراني في سوريا، وضد نقل الوسائل القتالية لحزب الله، وتنجح حاليًا بشكل كبير. هذه المعركة تستهدف منع طهران عن كل تفكير بتوسيع هذه المعركة إلى مطارح أخرى.

يوآف ليمور

(إسرائيل اليوم) 2/7/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جنوبی:

    اسرائل لا تنسه ان ایران هی لیس دوله عربی حتی تهدهدها اصلا لو نشب حرب حزب الله و حماس کافی علی اسرائل حتی تمحو من الوجود

  2. يقول جنوبی:

    اسرائل لا تنسه ان ایران هی لیس دوله عربی حتی تهدهدها اصلا لو نشب حرب حزب الله و حماس کافی علی اسرائل حتی تمحو من الوجود لا مکرر و لا یحزنون قول ما اقدر انشرا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  3. يقول البراق:

    أول خطوة لابدمن كشف الجرائم والفظائع آلتي ارتكبتها ايران و المليشيات الشيعية الطائفية في العراق وسوريا واليمن بالوثائق والامريكيين عندهم من الوثائق ما يكفي من قتل وسرقه واغتصاب وتهجير وتنكيل

إشترك في قائمتنا البريدية