طولكرم تشيّع شهداءها… والمستوطنون يستبيحون الأراضي الزراعية

حجم الخط
0

الضفة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: شيّع آلاف المواطنين في الضفة الغربية المحتلة، الجمعة، جثامين 4 فلسطينيين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيمي طولكرم ونور شمس.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية « ارتفاع عدد الشهداء في العملية العسكرية في مخيم نور شمس وطولكرم (شمال الضفة) إلى 4 فلسطينيين» .
وانطلق موكب التشييع من أمام «مستشفى ثابت ثابت» الحكومي في المدينة نحو منازل الشهداء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم قبل مواراتهم الثرى.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» قد ذكرت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي داهم خلال عمليته عشرات المنازل الفلسطينية «في حارة المنشية بمخيم نور شمس، وحوّل عددا منها الى ثكنات عسكرية، حيث احتجز سكانها وأخضعهم للاستجواب» .
وفجر الخميس، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم، بأعداد كبيرة من آليات ترافقها 3 جرافات ثقيلة، وفرضت حصارا مشددا على مخيم نور شمس، وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة، وسط اندلاع اشتباكات وسماع أصوات انفجارات وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع.
وانسحب الجيش من المدينة والمخيمين بعد 13 ساعة من بدء العملية العسكرية.
وبالتوازي مع ذلك، صعّد جيش الاحتلال عملياته في الضفة، كما وسّع المستوطنون اعتداءاتهم ما أسفر إضافة إلى الاعتقالات عن 767 شهيدا ونحو 6 آلاف و300 جريح، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وتعليقا على الهجوم الإسرائيلي، قال فيليب لازاريني مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن جرافات إسرائيلية ألحقت أضرارا بمكتب الوكالة في مخيم نور شمس في الضفة الغربية الخميس، وهو ما نفته إسرائيل، في أحدث تبادل للاتهامات بين الجانبين.
وذكر في منشور على منصة «إكس» أن أضرارا شديدة لحقت بالمكتب وأنه لم يعد صالحا للاستخدام. وأصدر جيش الاحتلال بيانا نفى فيه مسؤوليته عن أي ضرر لحق بالمبنى.
وزعم البيان الآتي: «لقد زرع إرهابيون متفجرات في محيط مكاتب «الأونروا» ثم تم تفجيرها في محاولة لإيذاء الجنود» . وفي القدس، أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد. وقدّرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 40 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى. وعرقلت قوات الاحتلال وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان واعتدت عليهم ومنعتهم من الدخول إلى المسجد ولاحقتهم في أزقة البلدة القديمة.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة قرب مقبرة باب الرحمة بعد أن منعهم الاحتلال من الدخول إلى المسجد الأقصى. وفي سياق متصل، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين، عقب مهاجمة قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة بقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات.
وتتعرض قرية كفر قدوم لاعتداءات متكررة من الاحتلال والمستوطنين. ومنذ مطلع تموز/يوليو 2011، تنظم القرية مسيرة أسبوعية سلمية للمطالبة بفتح شارع القرية الذي أغلقه جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية عام 2003، ورفضا للمخططات الاستعمارية.
ويربط الشارع الذي أغلقه الاحتلال، كفر قدوم مع القرى والبلدات المجاورة، وكان يسهل وصول المواطنين الى أراضيهم وأماكن سكنهم، وتسبب إغلاقه بإعاقة تحرك المواطنين وأرهقهم ماديا ومعنويا، واضطرهم الى السير عبر طرق التفافية تلبية لاحتياجاتهم الحياتية.
وفي محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة مواطنين، وداهمت عددا من المنازل، واستولت على 15 مركبة لدى اقتحامها قرية عبوين شمال رام الله.
والمعتقلون هم: حسن خالد سحويل، وعبد الجواد صالح، وعمر أحمد الطيب، ومحمود أيمن نمر، كما حوّلت مقهى شعبي لثكنة عسكرية، وأخضعت عشرات المواطنين لتحقيق ميداني. واستولى جيش الاحتلال استولى على 15 مركبة تعود لمواطنين في القرية.
وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة اليامون غرب المدينة، وحاصرت أحد المنازل، وأصابت أحد المواطنين في المنزل.
واقتحمت قوات الاحتلال البلدة بعد اكتشاف قوة خاصة من جيش الاحتلال بلباس مدني تسللت إلى البلدة وحاصرت منزلاً فيها.
ونشر الاحتلال آلياته في شوارع البلدة واقتحم منزل عائلة الجعبري، وأطلق قنابل الصوت داخل المنزل ما أدى لإصابة والد الأسير باسل الجعبري، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية بعدد من المركبات العسكرية من مدخلها الشرقي، وقام الجنود باعتلاء عدد من العمارات ونصب القناصة على أسطحها، وداهموا عددا من المنازل والبنايات السكنية في عدد من أحياء المدينة.
ومنعت صباح الجمعة المزارعين من قطف ثمار الزيتون في قرية قصرة جنوب نابلس، وذلك بمشاركة حارس مستوطنة «مجدوليم» المقامة على عنوة أراضي القرية، واقتحم هؤلاء المنطقة الشمالية من القرية، ومنعوا المزارعين تحت تهديد السلاح من إكمال قطف ثمار الزيتون هناك، وطالبوهم بإخلاء أراضيهم.
وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذت قوات الاحتلال والمستوطنون منذ بدء موسم الزيتون هذا العام، وحتى التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، 239 اعتداء بحق قاطفي الزيتون، بينها 109 حالات منع وصول إلى أراضيهم. وأضرم مستوطنون النار في أراضي سهل رامين شرق طولكرم، وهي مزروعة بأشجار الزيتون، ما أدى الى اشتعالها وامتداد النيران.
وارتدت النيران بفعل اتجاه الرياح الى خيام المستوطنين حيث البؤرة الاستيطانية التي أقاموها عنوة في أراضي السهل، ما أدى إلى قيام المستوطنين بملاحقة قاطفي ثمار الزيتون بشكل هستيري وجنوني، وأجبروهم تحت تهديد السلاح على مغادرة أراضيهم ومنعوهم من إكمال عملهم.
كما لاحقوا مركبات المزارعين وهاجموها وحطموا عددا منها، وسرقوا الأدوات والمعدات التي أضطر المزارعون لتركها تحت أشجار الزيتون، كما استولوا على ثمار زيتون للمزارع يونس ظافر.
من جهة ثانية، أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخميس، سراح 25 معتقلًا فلسطينيا من الضفة الغربية المحتلة، بعد انتهاء مدة محكومياتهم، فيما ظهرت عليهم علامات التعذيب والتجويع الممنهج.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن «الاحتلال الإسرائيلي أفرج عن 25 أسيرًا من عدة سجون، ممن أنهوا محكومياتهم، ومن المعتقلين إداريًّا». والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد.
وأكد النادي أن «صور الأسرى الأولى عقب الإفراج، أظهرت اختلاف هيئاتهم، جرّاء ما تعرضوا له من جرائم ممنهجة، مارسها الاحتلال بحقّهم» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية