طوني كيوان: ليتنا نصل إلى دولة علمانية!

حجم الخط
0

يبدأ اطلالته الربيعية بإعادة أغنية لإحسان صادقبيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهرة مرعي: اختار الفنان القدير طوني كيوان لإطلالته الربيعية تجديد أغنية مشهورة للفنان المخضرم إحسان صادق. وهكذا كانت أغنية ‘لالا يابا لالا’ التي صورها فيديو كليب في سهل البقاع. ينظر كيوان إلى هذه الأغنية على أنها تكريم لنقيب الفنانين السابق، واستعداداته للصيف متعددة ومتنوعة، خاصة على صعيد الفيديو كليب، حيث سيتابع تصوير أغنيات مختارة من سي دي ‘طل الربيع’.مع طوني كيوان كان هذا الحوار: *هل بحثت كثيراً في ريبرتوار الفنان القدير إحسان صادق حتى اخترت أغنية ‘لالا يابا لالا’؟*’لم يشغلنا التخطيط والبحث كثيراً للوصول إلى هذه الأغنية الجميلة. وقع اختياري عليها وباركها الأستاذ صادق ورغب جداً بسماعها من صوتي. وعندما تأكدنا من نجاحها بثوبها الجديد وتوزيعها الموسيقي المعاصر، كانت رغبة مشتركة بتصويرها فيديو كليب. فالكليب حالياً من أهم الوسائل التي تساهم بتسويق أية أغنية. ولو لم يتم تصويرها لبقيت محصورة في الإذاعة فقط. التلفزيون يوصل الأغنية لشريحة أوسع من الناس’.*نعرفك صاحب نسق فني شعبي خاص بك فكم تجد ‘لالا يابا لالا’ قريبة منك؟*’ليست بعيدة كثيراً. هي لبنانية اللون. ربما ليست شديدة القرب من لوني لجهة بعدها عن الدبكة المعروفة في أغنياتي. الشكل الفني الذي اعتاده طوني كيوان هو الدبكة والهيصة. هذا اللحن يصنف من النوع البلدي، وباللهجة اللبنانية الأصيلة. وبكل تأكيد قدمها إحسان صادق بشكل مختلف عن الذي قدمتها به. بشكل عام لم أشعر كثيراً بالبعد عن هذه الأغنية فأنا ما زلت ضمن اللون اللبناني الذي أنتمي إليه، وبإمكاني غناء هذا اللون بإيقاع الدبكة، أو الراقص، وكذلك التراثي’. *’لالا يابا لالا’ ليس فيها دبكة إنما فيها ‘هيصة’ فهل هذا ما حسّن شروط اختيارك لها؟*’بكل تأكيد. فأية أغنية تكون خالية من الدبكة والهيصة لن تكون منتمية لعائلة الفن الذي أقدمه. في هذه الأغنية روح من الحماس، وروح من التراث في الآن نفسه’.*’لالا يابا لالا’ هل هي أغنيتك لهذه المرحلة أم تستعد لتقديم عمل آخر؟*’سبق وقلت بأنها أغنية غير تجارية تقع في سياق تكريمي لفنان أصيل من وطني. في جانب آخر أستعد لتصوير أغنية ‘تريللي’ فيديو وهي من مجموعة الأغنيات التي تضمنها سي دي ‘طل الربيع’ الذي صدر في الربيع الماضي. وقد سبق وصورنا من هذا السي دي أغنية ‘يا مدللي’ و’طلت ع الحارة’. وقد اخترت لهذه المرحلة تصوير ‘ترللي’ كونها أغنية مهضومة جداً. كما أني بصدد الإعداد لتصوير أغنية للمغتربين هي حالياً في مرحلة التوزيع. أما أغنية ‘بدك بدك’ فتخضع لإعادة طبخ من جديد يتضمن إضافات على اللحن وإعادة توزيع جديدة’.* تكتب أكثر أغنياتك فهل من أغنية كتبتها ولحنتها من وحي علاقتك الجميلة والناجحة مع زوجتك؟*’إنها أغنية ‘يا مدللي’. حيث شاركتني رولا في تجسيدها فيديو كليب. ليس هذه وحسب بل هي شاركتني في أفكار الأغنية خلال كتابتها. وعدت لأطلب منها تمثيل فيديو كليب أغنية ‘جننتينا’ لكنها ارتأت أن يكون ظهورها حتى الآن في عمل واحد. وأشك في أن تشاركني في مزيد من الأغنيات المصورة لأنها ليست على ود كبير مع الظهور على الشاشات. ومن جهتي أشعر بأن تكرار ظهورها قد يؤدي إلى الفشل’.*تتعاطى مع حياتك المهنية وحياتك الأسرية بروح إيجابية. هل هو سلوك اكتسبته بحكم التربية أم من تجارب الحياة؟*’لا أنكر أهمية التربية والنشأة في تكوين شخصية الإنسان، ومن ثم تأتي تجارب الحياة لتعلمنا المزيد. كلما زاد النضج مع تقدم العمر والتجارب يصبح الإنسان أكثر استيعاباً لمفاهيم الحياة. ويصبح أحدنا أكثر هدوءاً وروية في التعامل مع كل أمور الحياة’. *النشأة كانت كما نعرف كلها شقاء وتهجير ومع ذلك تتعاطى مع الحياة بإيجابية؟*’ما عشته علمني الصمود في الحياة. الصعوبات الجمة التي مررت بها في حياتي سهلت مسار الحياة في ما بعد. نحن كعائلة استوعبنا الألم والمرارة التي مررنا بها. وكذلك الشقاء والفقر والظلم والخوف على الحياة. من كل هذه المصاعب تعلمت الإيمان والثبات. الإنسان المؤمن لا يخشى أي شيء. السلبيات التي مررنا بها علمتني النظر للحياة بإيجابية.*كيف تعمل ليستفيد أولادك من تجربتك في الحياة؟*’من المؤكد أنني لا أرغب مطلقاً بأن تعيش ابنتاي ما عشناه. ومع ذلك هما لا تعيشان فوق الغيوم. كافة المشاهد التي نلتقيها في طرقاتنا وتدل على بؤس الناس أفسرها لهما ولا نمر عليها مع عيون مغمضة. خاصة مشاهد الأطفال الذين يذرعون الشوارع والمفارق ويتسولون. دائماً أساعدهما لتستفيدا من خبرتي في الحياة. أدلهما إلى حلاوة الحياة ومرارتها’.*حياتك الفنية هي في ذات الانسياب الهادئ الموجود في حياتك الإنسانية والخاصة لا قيل ولا قال؟*’الحمد لله. نعمة الاهية أن يكون الإنسان في الوسط الفني ويعيش مسالماً ومن دون خلافات ومشاكل. هذا بالتأكيد أمر مهم. الفن كما هو ظاهر مشاكل متواصلة، لكني شخصياً بعيد عن هذه القصص. فأنا أغني لأني أحب موهبتي، ولاحقاً وبعد الدراسة صارت هذه الموهبة مهنة. أقوم بعملي بكل إخلاص، وبعده هناك وقت للأصدقاء والعائلة والصيد وغيره’.*لماذا ينظر بعض الفنانين والفنانات الى أن ‘الخناقات’ والحياة الأسرية ضرورة لهم وهي تلازمهم كيفما حلّوا أو رحلوا؟*’هذا ما أعتبره ضعفاً. هو سعي للشغب الفني، أو التناول العائلي كتعويض عن ضعف في مكان آخر. لا لزوم للجوء الفنان للشائعات لتسويق نفسه. بغض النظر إن كان ناجحاً أم فاشلاً’.*في لبنان تظاهرات شعبية لإسقاط النظام الطائفي أينك منها؟*’أنا مع الكفاءات وضد الاقطاع السياسي. ليتنا نصل لبناء دولة علمانية، تكون الكفاءة فيها حاكمة لأي طائفة انتمت هذه الكفاءة. على الإقطاع السياسي أن يرحل ويفتح الطريق أمام الشباب الجدد. الاقتطاع السياسي يحكمنا ويشد بنا لتحت من دون أن نتقدم ولو قليلاً’.*يبدو أن الفنانات اكتشفن مؤخراً أغنيات الراحلة سلوى القطريب وبدأنا تجديدها فما هو رأيك؟*’من دون شك الألحان التي غنتها سلوى القطريب للأستاذ روميو لحود تؤكد إبداعه. هو من الأعمدة كما زكي ناصيف وغيره من الذين عاصروا زمن الأخوين رحباني. برأيي كل أغنية يتم تجديدها وفق مقاييس جمالية تحترم جمال الأغنية بأصلها فهو مقبول. البعض يحاولون التجديد معتمدين أسلوباً عصرياً قاسياً جداً، وهذا ما أرفضه. لست مع إدخال كثير من الموسيقى الغربية على أغنياتنا الشرقية حتى إن كانت هذه الموسيقى تليق بها. آخر أغنيتين سمعتهما بصوت كارول سماحة وجدتهما جميلتين. فكارول بالأساس تقدم شكلاً فنياً جيداً وهي تحمل نكهة رحبانية. لقد قدرتها منذ أغنية ‘بصباح الألف لا ثالث’. رحم الله سلوى القطريب ما غنته من ألحان روميو لحود جميل جداً’.*ماذا عن جولتك مع هيفاء وهبي في العام الماضي في الولايات المتحدة؟* ‘كانت جولة جيدة جداً وناجحة. حضورنا معاً أدى للتنويع. هيفاء قدمت الفن الاستعراضي، فيما قدمت الغناء التراثي البلدي. كانت لنا حفلات في لوس أنجليس، لاس فيغاس، ديترويت، هيوستن. جميعها كانت حفلات ناجحة وجميلة’.*هل توافق دائماً على الجولات الفنية المشتركة؟*’هي موجودة تقريباً بشكل متواصل، لكني شخصياً اعتدت منذ 15 سنة ويزيد على إحياء الحفلات منفرداً. الحفلات الثنائية تخلف وراءها التعب. هي لا تتيح لكلا الفنانين التمتع المطلق مع الجمهور. لقد اعتدت في دول الاغتراب الوقوف على المسرح لأربع أو خمس ساعات، تبعاً لفرح الناس وانسجامهم. بينما في الثنائيات الوقت محدود، خاصة أن الصالات في الغرب تقفل في الساعة الثانية فجراً، وتضيع نصف ساعة بين تبديل فرقة موسيقية وأخرى. لكن الجولة مع هيفاء كانت جميلة جداً’.*صورت أغنية ‘لالا يابا لالا’ في سهل البقاع حيث عشت الحياة الزراعية. فهل ذكرت تلك اللحظات بأمر ما؟*ولدت في الجبل والحياة الزراعية والقروية في دمي وأحبها جداً. تركت الجبل في عمر 11 سنة إنما كل ذكريات الطفولة محفورة في ذاكرتي. أذكر الجنائن والحقول والفلاحين. أنا من محبي الصيد الذي نمارسه في السهول والوديان، لذلك هذه الطبيعة كانت ولا تزال جزءاً من حياتي. وقد أحببت جداً طريقة تصوير أغنية ‘لالا يابا لالا’. وفرحت بنفسي جداً وأنا أقود الجرار الزراعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية