عائلة الشابة مهسا أميني تقدّم شكوى ضد “المسؤولين عن توقيفها” في إيران 

حجم الخط
0

باريس: قدّمت عائلة الشابة مهسا أميني التي تسببت وفاتها أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس المشددة، بتظاهرات في الجمهورية الإسلامية، شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوها كما أعلن الأربعاء محامي العائلة.

في الوقت نفسه حذرت الشرطة من أن وحداتها ستواجه “بكل قوتها” المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوما على وفاة الشابة، فيما تسببت حملة القمع بسقوط عشرات القتلى حتى الآن ما استدعى إدانات واسعة في الخارج ودعوات الى ضبط النفس.

في هذا الإطار من التوتر الشديد، سيتحدث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي عند الساعة 18,00 ت غ بحسب ما أفاد مكتبه.

جرت تظاهرات جديدة مساء الثلاثاء احتجاجا على وفاة أميني في 16 ايلول/سبتمبر في المستشفى بعد ثلاثة أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس المشددة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتنفي السلطات أي مسؤولية لها عن وفاة الشابة البالغة 22 عاما والمتحدرة من محافظة كردستان الإيرانية، لكن عائلتها تقول العكس وقدمت شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا ابنتها، وفق ما نقلت وكالة “إسنا” للأنباء عن محامي العائلة صالح نيكباخت.

وقال المحامي “تقدّمت عائلة مهسا أميني بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها و(عناصر الشرطة) الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق”.

“ضربة شديدة”

وأضاف “طلبنا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل مهسا إلى المستشفى”، مطالبا السلطات بتأمين “كل مقاطع الفيديو والصور” المتوافرة طوال فترة اعتقال مهسا أميني لدى شرطة الأخلاق.

ويقول ابن عمة مهسا، عرفان صالح مرتضائي الذي يقطن منذ عام في كردستان العراق حيث انضمّ إلى تنظيم “كومله” الكردي المسلّح المعارض للنظام في إيران، إن أميني تعرّضت لـ”ضربة شديدة على رأسها” على يد “شرطة الأخلاق” يوم توقيفها في 13 أيلول/سبتمبر.

ويروي مرتضائي نقلا عن والدة أميني أن الشرطة تعرّضت للشابة بـ”الضرب” قبل ان تنقلها إلى حافلة حيث تلقت “مزيدًا من الضربات”. بعد ذلك تم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت إثر غيبوبة استمرت ثلاثة أيام.

تسببت وفاة مهسا أميني بتظاهرات. وبحسب آخر حصيلة أوردتها وكالة أنباء فارس “قتل نحو 60 شخصا” منذ 16 أيلول/سبتمبر. وأعلنت الشرطة مقتل عشرة من عناصرها لكن لم يتّضح إن كان هؤلاء العشرة من ضمن الحصيلة التي أوردتها وكالة “فارس”.

والإثنين أفادت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” غير الحكومية ومقرها أوسلو بمقتل “76 شخصا على الأقل”.

والأربعاء جاء في بيان لقيادة الشرطة أوردته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أن “عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة والعناصر المعادين، وسيتصرفون بحزم ضد من يخلّون بالنظام العام وبالأمن في كل أنحاء البلاد”.

ويقول نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي.

وتندد السلطات بوقوف “مجموعات انفصالية” وراء التظاهرات التي ترى فيها “مؤامرات خارجية”، موجّهة الاتهام إلى الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية.

والأربعاء، شنّت إيران ضربات في إقليم كردستان العراق المجاور، حيث تتمركز تنظيمات معارضة كردية إيرانية تندد باستمرار بقمع التظاهرات في إيران.

وأدى القصف إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقلّ وإصابة 28 آخرين وفق السلطات الكردية العراقية. واستدعت بغداد سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاجها على القصف الإيراني.

كما دانت الولايات المتحدة “بشدّة” الأربعاء الضربات الإيرانية في كردستان العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان “نقف إلى جانب الشعب والحكومة العراقيَين في وجه هذه الهجمات الوقحة على سيادتهما”.

وقالت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج إن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو.

“دور تنظيمي”

والأربعاء أعلن وزير الاتصالات عيسى زارع بور “فرض قيود على بعض المنصات خصوصا الأمريكية” التي “أدت دورا تنظيميا لأعمال الشغب”، مشيرا إلى أن “رفع القيود المفروضة على الإنترنت يتوقف على قرار السلطات”.

وخلال الاحتجاجات تطلق هتافات مناهضة للسلطات كما تمزّق صور للمرشد الأعلى علي خامنئي ولمؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني، كما يتم رشق قوات الأمن بالحجارة وإحراق سيارات الشرطة ومبان حكومية، وفق مقاطع فيديو.

وأعلنت السلطات توقيف أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 أيلول/سبتمبر.

وبحسب منظّمات غير حكومية تم توقيف نشطاء ومحامين وصحافيين.

والثلاثاء اعتقلت السلطات فائزة هاشمي ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بتهمة “التحريض على الاحتجاج”.

تقود النساء التحركات الاحتجاجية التي تشهدها إيران، علما بأن تظاهرات تضامنية عدة تنظّم خارج إيران.

ونشر المدافع الدولي الإيراني مجيد حسيني الأربعاء على حسابه على إنستغرام رسالة تندد بالقمع فيما عبر عدة لاعبين بارزين في كرة القدم الإيرانية بينهم المهاجم الدولي السابق علي كريمي، علنا عن تأييدهم حركة الاحتجاج.

على غرار دول أوروبية أخرى، استدعت إسبانيا الأربعاء سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاج المملكة على قمع التظاهرات.

وهذه الاحتجاجات هي الأوسع نطاقا منذ تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 التي نجمت من ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالى مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية