الرباط ـ «القدس العربي»: «بابل» فرقة موسيقية مغربية، تتميز بتروّيها في إطلاق جديدها، وتحظى بتقدير وسط نخبة مهمة من الشباب الذين تمثلهم في مسارات فنية تتقاطع مع ما هو مجتمعي. كما تتميز بمزاوجتها في البوماتها الغنائية بين الدارجة المغربية والإنكليزية.
أحدث أعمال «بابل» أغنية (حان وقت الرحيل) باللغة الانكليزية، ضمن ألبوم سيصدر قريبا تحت عنوان «سفر».
«القدس العربي» التقت أحد نجوم «بابل» وهو مغنيها عادل بوعواد الذي كشف تفاصيل عمل الفرقة وأسباب التسمية التي تثير الكثير من التساؤلات، والأهداف التي سطرتها لمسيرتها في الغناء خاصة في صنف الأغنية الغربية المغربية، إن صح التعبير.
شاركت فرقة «بابل» في العديد من المهرجانات، وبصمت حضورها بما يميزها من أداء شبابي يمتح من طبيعة المجتمع المغربي على مستوى المواضيع التي تشغل الشباب، ومواضيع تهم التنوع الثقافي..
□ في البداية، نسأل عن سر تسمية مجموعتكم الغنائية بـ«بابل»؟
■ سر تسمية الفرقة باسم «بابل» هو ما عرفت به مدينة بابل من نهضة وتنوع ثقافي وعلمي غير مسبوق كأول دولة بالمفهوم الحضاري وما لها من رمزية تاريخية. وكما تعلمون أن أول قانون وضعي كان لحمورابي لتأطير ذلك التجمع البشري آنذاك. وفرقتنا اختارت شق التنوع الثقافي كمرجع لها ومنطلق لوضح استراتيجية موسيقية تتسم بالتنوع والانفتاح، لذلك فمن هنا جاءت التسمية.
□ تنتمون لجيل الشباب في الأغنية المغربية، وهذا الجيل تلاحقه تهم عديدة من طرف النقاد الذين يؤكدون أن الأغنية الشبابية تفتقد للجودة الإبداعية، ما هو ردك على هذه التهم؟
ـ نحن في الحقيقة، كنا نأمل لو ما زال لدينا نقاد على المستوى الفني في وطننا العربي. لكن اليوم نتحدث على زمن العولمة؛ زمن الانفتاح على حضارات وثقافات أخرى مع وجود التكنولوجيا الرقمية التي غاب فيها النقد بالمستوى الأكاديمي، وأصبحت هي من تتحكم في المحتوى. أما في ما يخص جودة الإبداع فنظن أن لكل جيل إبداعاته وتطوير حتى ما سبق فهو في حد ذاته إبداع.
ما نحرص عليه في فرقتنا هو الحفاظ ما أمكن عن الجودة الابداعية رغم الإكراهات، ونؤمن أننا إذا أصدرنا منتجا موسيقيا في المستوى فإنه سينال إعجاب المتلقي.
□ في هذا السياق، كيف تصف إقبال الجمهور على أغاني بابل، وهل هي كما تتوقعونها أم أن الامر يتطلب المزيد من الاجتهاد؟
■ إقبال الجمهور على أغاني «بابل» دائما كان محمودا، ومتتبعونا يعلمون جيدا أننا نحرص على اعطائهم منتجا فنيا في المستوى. وطبعا ما زال الطريق أمامنا طويلا جدا، والصعوبات بالجملة لكي نتمكن من فرض النوع الموسيقي الروك الذي اختارته الفرقة وعرفت به منذ البداية، ولكن المشوار ما زال في بدايته رغم ان الفرقة تشتغل منذ عشر سنوات في هذا المجال.
□ هل لك أن تقرب قراء «القدس العربي» من ظروف وإمكانات اشتغالكم؟ والمواضيع التي تطرحها «بابل» في مجمل أغانيها؟
■ ظروف وإمكانات اشتغالنا محدودة كما الحال بالنسبة لجميع الفنانين المغاربة، في غياب صناعة موسيقية محلية، وهذا ما ينعكس سلبا على جودة الإبداع ويجعلنا نستورد من الخارج ونهمش المنتج الموسيقي المحلي ونترك المجال للتفاهة.
«بابل» كان لها الحظ في الفوز بمسابقة «جيل موازين» ما أعطانا الفرصة من الناحية التقنية والمادية، أما من الناحية الابداعية فقد كلفنا الألبوم خمس سنوات من الجهد في الألحان وكتابة الكلمات التي في مجملها تتحدث عن شخصية ابتكرناها في الالبوم تتخبط في عدة مشاكل نفسية اجتماعية وخوف من المستقبل، ووضعنا حلولا في أغان أخرى لنزرع الأمل وأن لا نستسلم للإحباط، لأن الوطن يحتاج الى شبابه بصحة نفسية جيدة لبناء المستقبل مزدهر، وقد أطلقنا اسم «سفر» على الالبوم، سفر من الإحباط الى التفاؤل والأمل.
□ هل يحضر الهاجس الاجتماعي في أغاني «بابل» أم أن المسألة حسب الإلهام وحسب الطلب؟
■ أكيد «بابل» ستبقى تغني على كل ما هو اجتماعي بالدرجة الأولى، وإلهامنا هو ما نحس به كمغاربة يحبون وطنهم ودينهم وولي أمرهم ويحلمون بالتقدم والازدهار. ولكن، لن يتأتى هذا إذا أهملنا دورنا؛ فهاجسنا هو المساهمة في الرقي بالفكر التفافي وتوعية الشباب وزرع الأمل.
□ ختاما، كيف تقيمون المشهد الغنائي المغربي وخاصة الأغنية الشبابية؟
■ المشهد الغنائي المغربي في مجمله، وللأسف، لا يروقنا؛ فكل من يهدم ويخبط خبط عشواء وينشر التفاهة ويمس بالمقدسات فنحن ضده. ولكن، لنبقَ متفائلين، هناك فنانون من الطراز العالي ينجزون أعمالا نفتخر بها كمواطنين مغاربة، وتبعث الأمل. وعموما نظن أنها مرحلة ستزول عما قريب، لأن الكل واع بــخطورتها.