عاطلون إسبان يقصدون المغرب سعيا للعمل وحياة أفضل مع تفاقم الأزمة المالية بوطنهم

حجم الخط
0

الرباط/الدار البيضاء – رويترز: حطم الكساد الاقتصادي والركود في دول منطقة اليورو المستمر منذ خمسة أعوام آمال العديد من الاسبان في إيجاد فرصة عمل في بلادهم مما دفعهم إلى البحث عن وظائف في الخارج والسعي لحياة افضل في بلاد خارج أوروبا.وارتفع معدل البطالة في اسبانيا إلى 26 في المئة على مدى السنوات الخمس المنصرمة. والنسبة هي الاعلى في إسبانيا منذ الستينات ومن أعلى معدلات البطالة في الاتحاد الاوروبي.ويتنامى الغضب الشعبي في اسبانيا بسبب إجراءات التقشف لادارة زيادة الانفاق الحكومي ودين عام يزيد على 40 مليار يورو أنفقت على إنقاذ البنوك.واختار بعض الاسبان السفر إلى دول أغنى مثل ألمانيا أو الدول الاسكندنافية هربا من صعوبة الوضع الاقتصادي في بلادهم. لكن عددا متزايدا من الاسبان يعبر مضيق جبل طارق لبدء حياة مهنية جديدة في المغرب.وقرب المسافة بين المغرب واسبانيا وانخفاض تكلفة المعيشة فيه وتشابه الطقس بين البلدين من العوامل التي تدفع المهاجرين الجدد إلى الانتقال للمغرب.عمل بي بي كاريكا مراسلا للقناة الثالثة بالتلفزيون الاسباني في المغرب ست سنوات. لكن عندما قررت القناة إغلاق مكتبها بالرباط وطلبت منه العودة إلى برشلونة غير كاريكا البالغ من العمر 35 عاما عمله وقرر فتح مطعم في المغرب.وقال كاريكا ‘كان لدي عملي الصحفي ينتظرني في برشلونة لكن بسبب الوضع السييء هناك قررت أن افتح هذا المكان بما أن لي بعض الدراية بهذا المغرب. اخترت قطاع المطاعم الذي يجيده الإسبان. هذا القطاع ما زال واعدا ولهذا قررت فتح مطعم هنا واعتقد أن فرص النجاح في المغرب متوفرة.’وتبلغ نسبة البطالة في المغرب تسعة في المئة لكنه يعتبر منجما للفرص لمن يعانون من الركود العالمي. وجذب المغرب مستثمرين وباحثين عن عمل من أجزاء مختلفة من العالم.وأفادت الوكالة الوطنية لانعاش التشغيل في المغرب بأن عدد تصاريح العمل التي منحت لاجانب ارتفع من 1947 في عام 2007 إلى 3684 في عام 2012 .وفي الدار البيضاء العاصمة التجارية للمغرب أنشئت مؤسسة تدعى (إينت.أنت المغرب) قبل أربعة أعوام لتقديم خدمات استشارية للراغبين في الاستثمار في المغرب.وقال عرفان السلام رئيس المؤسسة ‘منذ تأسيس هذه المؤسسة قبل اربع سنوات كنا نلاحظ أن الناس يلجأون إلى المغرب لخلق مقاولاتهم. لكن خلال السنتين الأخيرتين لاحظنا اهتماما كبيرا من طرف الإسبان وذلك بسبب المشاكل المطروحة لديهم. وبفضل تواجد جالية مغربية هناك وبما أن الإسبان كباقي الأوروبيين يخافون من المجيء إلى المغرب فإنهم يفضلون أن يشاركهم مغربي ليريهم تفاصيل المشروع في المغرب.’واستعانت شركة تولكين الإسبانية المغربية المشتركة بمؤسسة إينت.أنت. والشركة ملك لاسبانيين ومغربية تحمل الجنسية الاسبانية وتقضي وقتها بين المغرب واسبانيا.وتضاعف رأس المال الأولي للشركة من 300 ألف يورو عند إنشائها في نوفمبر تشرين الثاني إلى 600 ألف يورو في الوقت الحالي.وقال مستثمر اسباني في مجال تربية الماشية يدعى لويس فرناندو مدينا ‘نحن شركة مؤلفة من شريكين اسبانيين وشريكة مغربية من مدينة القنيطرة كما أن مقر الشركة في هذه المدينة. أتينا إلى المغرب لان هناك مستقبل زاهر على المدى البعيد ولان اسبانيا تعيش الان أزمة اقتصادية.’ وعبر مدينا عن سعادته ببدء حياة جديدة في المغرب.وقالت شريكته المغربية عزيزة السحلي ‘عند بداية الأزمة جاء لويس فرناندو مدينا ليتشاور معي وسألني ماذا سنفعل؟ إنني افكر في الذهاب إلى رومانيا. قلت له لماذا رومانيا أو فرنسا؟ لم لا المغرب فنحن جيران؟ أجابني بان هناك عائق اللغة في المغرب كما أنه يصعب التعاون مع المغاربة. أجبته انه لا توجد مشاكل فانا مغربية وسنشتغل جميعا على المشروع وسوف ترى النتيجة إن شاء الله. المغرب تقدم عما كان وله علاقات طيبة مع الدول الأخرى بما فيها اسبانيا. وفي النهاية وضع هؤلاء الناس ثقتهم في ومنذ خمسة اشهر اسسنا شركتنا.’إلى جانب قطاعي المطاعم والزراعة يعمل كثير من الاسبان الان في مجال السياحة والعقارات أو بالتدريس في المغرب ويبدأون حياة جديدة في بلد قريب من اسبانيا انتظارا للوقت المناسب حتى يعودوا إلى بلادهم.qec

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية