لندن ـ «القدس العربي»: عن دار «لندن للطباعة والنشر» صدر في العاصمة البريطانية، لندن، كتاب جديد بعنوان «عالم الإسلاميين… مذكّرات سعيد الشّهابي»، للكاتب عباس بوصفوان.
يتكون الكتاب من 63 فصلا ومقدمة، في نحو 700 صفحة من القطع الكبير. والشّهابي المولود في 1954، ويقيم في بريطانيا منذ 1979، قيادي سابق في تنظيم «الدّعوة» في بريطانيا والبحرين، والمعارض العتيد للحكم في المنامة، ورئيس تحرير مجلة «العالم» الأسبوعيّة.
يكتب الصحافي بوصفوان في المقدمة، أن كتابه «لا يؤمن بذاك النوع من التّوثيق البارد الذي يقص إنجازات بطل خارق، بل يحكي تجربة إنسان في صحوه وسهوه».
ويضيف، «يأخذك المُؤَلَّف في رحلة ممتعة في عالم الإسلاميين. ستجد هنا الكثير من الحكايات المثيرة، المعجونة بشيء من التّنظير. ستجدُ توضيحا لطبيعة العلاقة التي ربطت سعيد الشّهابي بإيران، والعراق، والإسلام السني، والمرجع محمد حسين فضل الله، ورجل الأعمال الإماراتي – البحريني مهدي التاجر. وستقرأُ سردا للوساطة النّاجحة لإنقاذ حسن التّرابي من سيف عمر البشير، وتبيانا للمبادرة الهادفة إلى تحقيق المصالحة بين «الإخوان المسلمين» والحكومة السوريّة». يكشف الكتاب، حسب مقدمته، «معطيات جديدة عن اغتيال السيّد مهدي الحكيم في السودان، وفصولًا من التعقيدات التي مرّ بها «حزب الدّعوة» الأم (العراق)، والخلفيّات الإداريّة والفكريّة والجيوسياسيّة، التي أدّت إلى الانشقاقات المتعددة في لندن، حيث عملَ الشهابي مع حيدر العبادي وموفق الربيعي وليث كبّة ضمن قيادة الذراع الدولي للتّنظيم «الدعوي»، في معارضة صدام حسين، والتّوسع في أمريكا، وفي الاستجابة للمتغيرات التي فرضها تأسيس نظام إسلامي في الجِوار، وما واجهته تلك الخطوات من تحديات».
وحسب المقدمة فإن الكتاب «من المُؤلفات النادرة، بل إنّها – فيما أحسب – الوثيقة الأولى التي تعلن الهيكلية العُليا لـ»حزب الدعوة» – إقليم البحرين، وتفصحُ بجلاء عن الدور القيادي الذي لعبه آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في إدارة دفة التنظيم، وأسباب تنحي سلفه الشيخ سليمان المدني». وتسرد مذكرات الشهابي «تفاصيل لم تُشهر من قبل عن لقاء الشهابي مع الملك حمد، وعن تأسيس جمعيَتَي «التّوعِية» و»الوفاق»، لكن الأهم هو، القصتان الاستثنائيتان عن تأسيس مجلة «العالم»، وعن «حركة أحرار البحرين» التي تأسست كامتداد لنشاط الحركيين المَقموعين في المنامة، ويشرحُ دورها المحوري في عقد التسعينيات من القرن العشرين، ثم الصراعات الداخلية التي عاشتها إثر انشقاق مجيد العلوي ومنصور الجمري، بعد وراثة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كرسي الإمارة، مكرِّسا إيّاها مملكة مطلقة».
توضحُ المذكرات مسيرة الشهابي، الحافلة بالنجاحات والانكسارات، منذ نهاية الستينيات إلى مطلع الألفية، وتتوقف عند لحظة 2002، ويفترض أن يصدر جزء ثانٍ يغطّي السنوات اللاحقة من مسيرة الشهابي.
وأصدر بوصفوان، وهو كاتب وصحافي بحريني مقيم في لندن، مطلع العام الجاري، عن الدار ذاتها، «لندن للطباعة والنشر»، كتابا بعنوان «البَحْرَين 1923.. نقدٌ منهجيٌ للسردية السائدة عن عِشرينيات القرْن العِشرين»، ضمّنها سردية جديدةً عن تلك الحقبة، معتبرا المقيم السياسي، نوكس، أهم شخصية بريطانية رسمت معالم النظام السياسي في البحرين، وأن الإجراءات الإنكليزية التي فرضها المستعمرون قبل مئة عام كانت «تنصيبا لنظام سياسي بكامل أجهزته»، يسميه «نظام 1923»، «أمّا شعار الإصلاح الذي ابتكره الإنكليز وكررته الرواية المتداولة دون تفحّص فكان غطاءً برّاقاً لتحقيق الهيمنة الاستعماريّة».