عمان -“القدس العربي”: “لا احد فوق القانون”.. تلك عبارة تختصر تشخيص حالة الغضب الملكي التي ظهرت وبلغة غير مسبوقة في القصر الملكي الأردني مساء اليوم الاثنين وبعد سلسلة من الاحداث التي اضرت بمفهوم الأمن والاستقرار في المجتمع.
خلافا لكل مرة وبدون لغة دبلوماسية تطرق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الى تفاصيل احداث محددة جرحت الشعور الامني عند الأردنيين خلال الاسابيع القليلة الماضية واوحت بان هيبة الدولة تغيب دون مبرر.
ولأول مرة بالمقابل ظهر بان الملك يوجه رسائل تخص مواطن الاسترخاء الأمني في انفاذ القانون بأجهزة السلطة البيروقراطية، حيث وصف الملك مسؤولي انفاذ القانون المقصرين والذين لا يقومون بواجبهم بعبارة قال فيها .. ” مشكلتكم اليوم معي انا شخصيا “.
ثلاث مرات على الأقل انتقد الملك مباشرة مظاهر الاسترخاء في تنفيذ القانون داخل أجهزة الدولة وهدد من يسترخي من المسؤولين بالمساءلة.
وبرزت تلك الجرعة التي تقول بأن القصر يتابع التفاصيل والملك شخصيا لديه موقف من بعضها، الأمر الذي يفسر كلام الملك خلال استقباله نخبة من الإعلاميين عن وقفة على مستوى الدولة المرجعي ضد حالات الاستقواء على الدولة وعلى بعض المواطنين.
هنا حصريا فوجئ الجميع بأن الملك عبد الله الثاني يتحدث عن حوادث محددة من بينها تكسير احدى المدارس وطرد رئيس جامعة من مكتبه ثم اغلاق طرق دولية وهي حوادث حصلت في الاطراف وتنمر خلالها مواطنون باسم مناطقهم على القانون.
الأهم أن الجملة الملكية التي تهدد وتتوعد هذه المرة تطرقت الى حادثة مؤلمة لها علاقة بمقتل الطفل هاشم الكردي ذو الثلاث سنوات والذي ضرب راسه بحجر وهو في حضن أمه لأن سيارة والده تجاوزت موكبا لأحد الاعراس.
عمليا الملك يميل الى تذكير مؤسسات انفاذ القانون أكثر من استعراض الأحداث.
لذلك قال: ” انفاذ القانون واجب على جميع المؤسسات المعنية ومن يتخاذل ستكون مشكلته معي انا ورسالتي ارجو ان تكون واضحة للجميع”.
لم يحدد الملك البعض الذين قصدهم عندما قال إنهم لا يحترمون القانون إذا تعارض تطبيقه مع مصالهم او طال اقربائهم “.
لكنها على الأرجح رسالة تخص نمط المجاملات داخل مؤسسات الدولة بناء على التصنيفات العائلية ثم قال الملك ” لن يتم التهاون مع اي مسؤول او مؤسسة مقصرة لأن هذه البلاد لا أحد فيها أكبر منها ولأنه ينبغي ان نمضي قدما “.
طبعا تلك الجرعة الملكية المحتقنة ضد بعض التجاوزات اعقبت مجددا عودة الملك الاخيرة من واشنطن، الأمر الذي دفعه للتأكيد مجددا بأن مواقف الاردن من القضية الفلسطينية ثابتة.
ولأول مرة ايضا يستخدم الملك العبارة الشرطية وهو يقول ” لم ولن نتغير وسنبقى ندافع عن القدس إلى الأبد “.
تلك ايضا عبارة تواجه حالة اسقاط سياسي تحاول تفسير مستوى الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له البلاد ومنسوب الشغب والمناكفة الذي يستند الى شائعات في الشارع أصبح من الضروري كما قال الملك مواجهتها اليوم وبصفة جماعية.