عباءة عربية لتغطية مشروع كيري للسلام ‘الثلاثي’: دور اكبر لعمان وآليات نقاش مستحدثة وربط التسوية مع الموضوع السوري في جنيف 2

عمان ـ ‘القدس العربي’: لا أحد يعرف بصورة محددة ما الذي دار في اللقاء المغلق بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والرئيس محمود عباس في مساء عمان الرمضاني خلال الساعات القليلة الماضية.
لكن مقر وزارة الخارجية الأردنية يتهيأ فيما يبدو لإستضافة جولة سريعة وخاطفة من مفاوضات وإتصالات الكواليس التي تتخذ هذه المرة عمان مستقرا ومنطلقا لها دون أن تتضح معالم خارطة الطريق الجديدة المعنية بالقضية الفلسطينية.
محللون سياسيون بينهم الدكتورعامر سبايله بأنها خارطة ينبغي أن تنضج على مشروع من أي نوع قبل وصول الملف السوري لمحطة جنيف في أيلول المقبل ووزير الإعلام الناطق الرسمي محمد مومني أصر من جانبه على ان الأردن يدعم حقوق الشعب الفلسطيني وعملية مفاوضات تؤدي إلى الإستقرار في المنطقة.
الطاقم العامل مع وزير الخارجية ناصر جوده يعد مجموعة الأوراق المرجعية الضرورية لتفعيل نقاشات وصفت بأنها ‘حيوية’على إيقاعات مشروع كيري المتسارع لإنجاز شيء ما في المنطقة على صعيد إطلاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
بين التجهيزات محاضر تتعلق بعقد سلسلة إتصالات وإجتماعات بين الإسرائيليين والفلسطيينين في عمان بصورة ثنائية مع وجود طرفين معا في غرفة الإصغاء لدعم المفاوضات هما الأردن والولايات المتحدة.
معنى ذلك كما علمت ‘القدس العربي’ بأن الإسرائيلي سيواجه الفلسطيني بعد تمهيد الأمور في غرفة تفاوض واحدة تناقش النقاط المختلف عليها فيما ستراقب أطقم كل من كيري وجوده في الجوار وتتولى الحفاظ على عملية التفاوض إلى حين التوصل إلى حل.
يبدو أن الوزير كيري حضر إلى عمان بهذه الروحية في آلية المفاوضات التي يقترحها على جميع الأطراف، الأمر الذي يبرر جولته المكوكية في المنطقة حيث إلتقى عباس والملك عبدلله الثاني في عمان ونتنياهو في القدس وسيعود إلى عمان.
لكن أطقم الخارجية الأردنية تبدو متحمسة للدور الذي ستلعبه عمان في المرحلة اللاحقة على صعيد ترتيب وتهيئة وإطلاق ورعاية المفاوضات إلى أن تحين اللحظة المناسبة للتعامل مع الأردن كطرف ثالث في عملية مفاوضات التسوية النهائية.
دور عمان يثير حفيظة المعارضة وقوى الحراك فقد حذر منه علنا الرجل الثاني في جماعة الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد وقال الناشط السياسي البارز الشيخ محمد حديد لـ’القدس العربي’ أنه ‘دور مريب’.
بالنسبة للأردنيين تحاول حكومة نتنياهو إستغلال الظروف المتوترة في المنطقة وتحديدا في العراق وسورية ومصر لفرض سياسات آحادية في المعادلة الفلسطينية مثل الهوامش الإستيطانية وما يجري في القدس والنقب مؤخرا.
الجانب الأردني عبر الوزير جوده أبلغ الأمريكي عبر كيري بأن عمان منزعجة ولن تقبل بسياسة نتنياهو القائمة على محاولات الإستثمار والتوظيف البدائية لإنشغال الناس بالهواجس الأمنية في المنطقة.
الكاتب والمحلل السياسي في عمان عريب الرنتاوي كتب يشير لإن جميع العيون تنظر لما يحصل في حي القابون وميدان رابعة العدوية في القاهرة وتنسى ما يحصل في فلسطين حيث يفرض الإحتلال وقائع جديدة يوميا.
والسبايله يلمح لإن ترتيب لقاء بين وفد يمثل الجامعة العربية والوزير كيري في عمان وعلى عجل لا يعني فقط أن كيري تجنب لأسباب مفهومة محطة القاهرة بقدر ما يعني بأن العملية تتسارع لإنجاز شيء ما قبل الوقوف على محطة إستحقاق عملية جنيف المتأجلة على أساس أن الموضوع السوري ينبغي أن يكون جزءا حيويا من ملف التسوية الشاملة.
بالمقابل الأهم أن خطة كيري عمليا لم تتغير وإن كان الحديث بها وعنها قد تأجل حسب مصادر مقربة من السفارة الأمريكية في عمان فالرجل يتحدث عن تسارع لافت وملحوظ في عملية التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين بالتوازي مع تشجيع ومساندة خطة ‘إعادة التوازن’ على الأرض في ميزان قوى الصراع داخل سورية.
فلسطينيا لدى كيري مشروع متكامل تحت إسم ‘السلام الإقتصادي’ ويعتقد أن الفرصة متاحة للإنطلاق فورا نحو تفاهمات ‘كونفدرالية’ إقتصادية ثلاثية تشمل الأردن وبصورة أسرع من الوقت الذي تتطلبه مسألة إستعادة الثقة للتفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أو حتى أسرع مما تتطلبه مسألة من طراز دفع الفلسطينيين والأردنيين للتفكير معا في إطار كونفدرالي.
على هذا الأساس لا تبدو خطة كيري الذي عاد لتلميعها مجددا خارجة عن سياقات ما طرحه في الواقع منذ شهرين في جولة مكوكية مماثلة في المنطقة.
لكن الجديد هو أن الإتصالات هذه المرة ستكمل عبر ‘المجموعة العربية’، الأمر الذي يوفر عباءة عربية للمجهود الأمريكي المقبل فيما سيتكفل التسارع بالوصول إلى برنامج عمل على أقل تقدير قبل وقوف العالم على محطة جنيف الثانية المعنية بالملف السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو رعد - الأردن:

    سبق وأن تمّ ربط حلّ القضيّة الفلسطينيّة بالملف العراقي في مؤتمر مدريد , وكان ذلك مجرّد ضحك على الذقون . وهكذا تمّ تدمير العراق بتواطؤ عربي واضح لكلّ متابع , أمّا فلشطين فبقيت سمكة مباعة في البحر . ذات السيناريو يتكرّر اليوم فيما يتعلّق بسوريا . وإذا ما تمّ لدغنا من نفس الجحر للمرّة الثانية , فهذا دليل قاطع على أنّنا لسنا بمؤمنين , وأغلب الظن , نحن كذلك .

إشترك في قائمتنا البريدية