بسبب الألم الفلسطيني الطويل، وليس العكس، كانت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأحد التي قال فيها ان المحرقة اليهودية ‘أبشع جريمة’ في العصر الحديث، مهمة وضرورية، فأسوأ ما يمكن لمظلوم أن يفعله هو إنكار مظلومية أخرى.
وباشارته الى كون المحرقة ‘ترجمة لمفهوم العنصرية على أساس عرقي’ وطلبه من العالم ‘أن يتجند بكل امكاناته لمحاربة العنصرية والظلم وانعدام العدل في العالم لانصاف المظلومين والمقهورين أينما كانوا’ يجرّد عبّاس اسرائيل من ركن متين من أركان متاجرتها بـ ‘صناعة الهولوكوست’ التي راجت كثيراً منذ ثمانينات القرن الماضي وكان ضحايا الهولوكوست أنفسهم مادة هذه الصناعة الخام وضحاياها، باسم الدفاع عنهم، أيضاً.
تكاره الضحايا، يهوداً كانوا أم فلسطينيين، يصبّ بالضرورة في فائدة العنصريين والطغم السياسية والعسكرية والمالية، نازيين أوروبيين كانوا أم عنصريين اسرائيليين يتغنّون بأمجاد ضحاياهم وهم يتلذذون بتعذيب ضحايا آخرين.
تحويل ‘الهولوكوست’ الى صناعة وتجارة يسيء، أول ما يسيء، الى ضحاياه اليهود أنفسهم، فاستخدامه لتبرير آلة قمع وبطش وعنصرية جديدة هو إساءة مضاعفة لضحاياه وتحميل لمن ضاعت عائلاتهم في مختبرات النازية ومحارقها مسؤولية نكبة شعب كامل، ليسوا هم مسؤولين عنه، بل جلادوهم الأوروبيون، ومنفذو مشروعهم الاسرائيليون.
ورغم الحجم التاريخ الكبير لوقائع المحرقة اليهودية فان ‘صناعة الهولوكوست’ لم تكتف بأحداثها المعروفة بل روّجت لكتب زائفة عنها ورفعت قضايا عديدة على مصارف سويسرية لاستغلالها وتأسس ما يقارب مليون جمعية ‘خيرية’ ل’الدفاع’ عن ضحاياها، بحيث أصبحت المحرقة مجالاً ضخماً للاستثمار المالي، من جهة، والسياسي من جهة أخرى.
يصنّم التضخيم الاعلامي الأمريكي والاسرائيلي الهائل الحدث التاريخي محمّلا العالم مسؤولية دائمة عنه، وهو ما اقتضى، من جهة، التقليل من شأن ابادات جماعية عالمية أخرى، كما فعل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس مرة في اعتباره ما حصل للأرمن في مطلع القرن العشرين ‘مزاعم’، كما يدخل في ذلك تجاهل المجاعة الاوكرانية بين عامي 1932-1933 والتي حصدت حياة 7.5 مليون اوكراني، والمجاعة الصينية الكبرى 1958-1961 التي حصدت حياة 20 الى 43 مليون صيني.
موقف الرئيس عباس صحيح، وانكار فلسطينيين وعرب (وعجم، كما فعل الرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد) للمحرقة هو ردّ فعلّ غير سياسي ولا عقلاني، فالأولى بالفلسطينيين أن يتعاطفوا مع كل المظلومين في العالم، وأن ينزعوا من اسرائيل ورقة استثمار آلام اليهود الاوروبيين التي استخدمت لتبرير وجود اسرائيل.
إنكار الفلسطينيين للهولوكوست يريح المسؤول عن الجريمة (والذي هو الحركات الفاشية والنازية الأوروبية التي ما تزال تطارد العرب والمسلمين واليهود معاً) من مسؤوليته، ويثقل ضميره بعذابات ضحايا سبقوه الى العذاب والألم، وربطهم بالسياق العدواني الاسرائيلي اعتداء من اسرائيل على كراماتهم وليس انتقاماً من جلاديهم، فالجلاد أوروبي، والذي استثمر في عذابات اليهود والفلسطينيين، أوروبي أيضاً.
قد تبدو رسالة عباس موجهة الى العالم، لكنها، بالأحرى، موجهة الى اسرائيل، وهنا تكمن اشكالية كبيرة، فاستخدام اسرائيل للهولوكوست لابتزاز الفلسطينيين وتوظيفه ضدهم واحتكارها له يجب ان ينتهي، ومحاولة عباس تقع في المنتصف بين الاستجابة للابتزاز والردّ عليه.
الفلسطينيون يحترمون عذابات ضحايا العالم كفعل مبدئي أخلاقي، وكتمثيل لتعاطف الضحايا مع بعضهم البعض، أما المجرمون والعنصريون، اسرائيليين كانوا أم غير اسرائيليين فعليهم أن يكفّوا عن تجاربهم البائسة هذه.
أولا ليس من مسؤوليتي أن أناقش المحرقة وعدد الضحايا هل هم 6 ملايين أو أقل ومن أحرق هل هم اليهود أم غيرهم من أتراك وبولنديين وغجر وغيرهم فلست من يجب الدفاع عن النازية وجرائمها التي طالت 30 مليون سوفياتي بل على المجتمع الأوروبي الدفاع وتبرير ما حصل أنا كفلسطيني أدين كل الجرائم والتطهير العرقي لأنني عانيت وأعاني منها وقد قتل شعبي وشرد وإستعملت مذابح النازية للتعاطف مع اليهود ضد شعبي.
ثانيا على المجتمع الأوروبي الذي مارس تلك الجرائم أن يعوض اليهود في أرضه وليس على حساب إرتكاب جرائم أخرى لشعب أخر في منطقة كان هو ضحية من ضحايا الحروب العالمية في فلسطين لماذا لم يعطى اليهود ويدعموا في دولة في مقاطعة من مقاطعات ألمانيا أو إنجلترا أو فرنسا أو الشرق في بولندا وغيرها.
السلام عليكم.أنصح من يريد معرفة حقيقة المحرقة أن يقرأ كتاب الخرافات المؤسسة للسياسة الإسرئلية للفيلسوف الفرنسي روجي جارودي الذي فضح الصهاينة بالأدلة التي لا تقبل الشك و قد عانى رحمة الله عليه جراء ذلك و تكالبت عليه قوى الشر من كل جانب باستعمال كل الوسائل القذرة من صحافة مغرضة و إتهامات باطلة فحكم عليه بالسجن و أضطر إلى مغادرة فرنسا بكفالة و أستقر في مصر على ما أظن حتى وافته المنيه.و للعلم ليس روجي وحده من طالته الآلة الصهيونيه فالكثير من الكتاب و الصحافيين و الفنانيين و سياسسين بعد أن فضحوها أمام العالم.و أغلب الظن أن مأساة اليهود كانت بمباركة اللوبي الصهيوني الذي إستغلها للضغط على الأمركيين و الأوربيين لطرد الفلسطنيين من أرضهم و إعطاءها لليهود وبهذا الفعل الشنيع إستطاعوا أن يتسببوا في خلق مشكلة للمسلمين و للعالم أجمع.
اي علاقة للعرب عامة والفليسطينيون خاصة بالمحرقة اليهودية حتى يدفعوا ضريبة ما اقترفته النازية؟
وهل تبرر المحرقة ما يمارس الصهاينة اليوم على الشعب الفليسطيني؟