رام الله ـ «القدس العربي»: أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته لجهات الاختصاص، لمتابعة ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، من مزاعم عن اعتقال مجموعة من حركة حماس كانت تعد لانقلاب على السلطة الوطنية، في الضفة الغربية، داعيا إلى محاولة الحصول على البيانات والمعلومات الضرورية، ومعتبرا ان تداعيات ذلك على مجمل الأوضاع الفلسطينية والإقليمية، ستكون في منتهى الخطورة، خاصة ان الجهات الإسرائيلية نشرت قائمة بأسماء واعترافات إلى جانب مجموعة من الأسلحة تمت مصادرتها.
وأكد الرئيس عباس في بيان رسمي صدر عنه ونشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، «اننا نمر في مرحلة عدوان على غزة، وفي ظل وجود حكومة وفاق وطني، وهذه المعلومات الجديدة تشكل خطورة حقيقية، على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى مستقبله».
وتأتي هذه التطورات، في ظل تواصل حملات الاعتقالات الإسرائيلية، في الضفة الغربية، والتظاهرات المناهضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعماً للفلسطينيين المحاصرين منذ سنوات عديدة في القطاع، فاقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرية عنزة جنوب جنين، وذكرت مصادر أمنية فلسطينية، ان قوات الاحتلال اقتحمت القرية وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت، فاندلعت على الفور مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال دون ان يبلغ عن إصابات.
وفي بيت لحم، رشق مستوطنون متطرفون، سيارات فلسطينية في قرية نحالين غرب بيت لحم، وأكدت مصادر أمنية فلسطينية لـ «لقدس العربي»، ان مجموعة من مستوطني «بيتار عيليت» التي بُنيت على أراضي قرى نحالين، وحوسان، ووادي فوكين، رشقوا بالحجارة سيارات فلسطينية في القرية عند مرورها على الشارع الرئيس، ما أدى إلى إصابة سيارة محمود علي عطية عطا، وكسر زجاجها الأمامي دون وقوع إصابات.
وصعد مستوطنو بيتار عيليت من ممارساتهم العدوانية والتعسفية بحق سكان الريف الغربي، وتحديداً حوسان ونحالين ووادي فوكين، من خلال منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وكذلك نهب الأرض وتدمير المزروعات، بعد حادثة اختفاء وقتل المستوطنين الثلاثة في الخليل في حزيران/يونيو الماضي.
واعتقلت قوات الاحتلال، محمد عادل حمامرة من منطقة الشرفة شرق حوسان، بعد دهم منزله وتفتيشه في ما سلمت آخرين من بيت ساحور بلاغين لمراجعة مخابراتها.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت ساحور، وداهمت عدة منازل وفتشتها، قبل ان تقوم بتسليم سامي طه ريه وشقيقه محمد، بلاغين لمراجعة المخابرات الإسرائيلية في مجمع مستوطنة «غوش عتصيون» جنوب بيت لحم .
وفي الخليل جنوب الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، وفتشت عدة منازل،
وتواصلت الاعتقالات في شمال الضفة، وتحديدا في محافظة نابلس، واعتقلت أربعة شبان من المحافظة، وأكد نادي الأسير ان قوات الاحتلال اقتحمت قريه اوصرين بالمحافظة واعتقلت القاصر رابح رسلان عديلي 17عاماً، وأحمد جمال عديله، بعد عمليه تفتيش للمنازل وتخريب محتوياتها، وشملت الاعتقالات قرية تل حيث اعتقلت قوات الاحتلال موسى الهندي، واعتقلت ايضا أحمد عزت دغلس على أحد الحواجز العسكرية قرب بلدة برقة.
بدورها قالت وزارة الإعلام «ان استدعاء ما يسمى جهاز مخابرات الاحتلال لعدد من الزملاء الصحافيين، يهدف لإرهاب الكلمة والضمير الحر، ومحاولة لتكميم الأفواه، للتغطية على الجرائم المتواصلة»، واصفة هذا الإجراءبتاكيد على عقلية الإرهاب والتخويف والتهديد والملاحقة، التي تحكم إسرائيل وأجهزتها المختلفة، وتبريرها للعدوان، ومساعيها المتواصلة للتعتيم على أفعالها الوحشية بحق أبناء شعبنا.
وثمنت الوزارة مهنية الصحافيين وقيامهم بواجبهم الأخلاقي على أكمل وجه، رغم القتل والاعتقال والملاحقة والمضايقة التي يتعرضون لها، ودعتهم لعدم الاستجابة لطلبات الاحتلال، مطالبة الاتحاد الدولي للصحافيين والمنظمات الساهرة على حماية حرية الرأي والتعبير، بحماية الصحافيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لمضايقات الاحتلال، مذكرة بان 13 إعلامياً فلسطينياً، إضافة لصحافي إيطالي، استشهدوا في غزة في أقل من أربعين يوما، وهو ما لم تشهده من قبل أي دولة في العالم.
وشددت الوزارة على انه لم يعد مقبولا صمت المنظمات والمؤسسات الدولية على الجريمة الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا ومؤسسات الدولة الفلسطينية، داعية هذه المؤسسات إلى تفعيل دورها «بما يتناسب والشعارات التي ترفعها والمواثيق التي تتحدث عنها».
وكذَّبت حماس الرواية الصهيونية حول اعتقال خلية من 93 شخصاً من الحركة تعمل على استهداف الاحتلال والسلطة الفلسطينية على السواء في الضفة الغربية. ووصفت الحركة هذا الإعلان بــ»المسرحية البائسة» مؤكدةً في ذات الوقت على مشروعية العمل ضد الاحتلال ووجوبه على أبناء الشعب الفلسطيني كافة. وقالت ان المقاومة ستتواصل بكافة أشكالها وأساليبها ما دام الاحتلال موجوداً.
ووصف حسام بدران الناطق باسم الحركة «مزاعم الإعلام العبري حول ان الخلية كانت تعد للعمل ضد السلطة الفلسطينية بالكذبة الكبيرة التي لا تنطلي على أبناء الشعب الفلسطيني». وقال بدران في تصريح صحافي ان «الاحتلال يستهدف من هذه التسريبات المخابراتية المكشوفة خلق الشرخ وبذر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد في ظل ظروف الوحدة الوطنية والتلاحم الميداني الذي أبداه الفلسطينيون خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة».
ودعا السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى تجاهل هذه الدعاية وعدم التعاطي معها، وإفشال مخططات الاحتلال لضرب الوحدة الوطنية مؤكدا ان «سلاح حماس لن يوجه إلا إلى صدر الاحتلال الذي ما زال يحترق بنار الغيظ من توقيع اتفاقية المصالحة الوطنية
وأكد بدران ان الاحتلال يسخِّر ماكنته الدعائية للتلفيق وصناعة الأكاذيب لتبرير القمع والإجرام أو للتمهيد لارتكاب المزيد من الاعتداءات المنهجية بحق شعبنا، وللتعويض عن إخفاقاته الكارثية في الحرب على قطاع غزة.
وأوضح ان تل أبيب تحاول اصطناع انتصار استخباري يغطي على الفشل الذريع الذي أقرت به في هذه الحرب، مشيراً إلى انها تحاول أيضا الحفاظ على صورتها كحامية للمجتمع الصهيوني الذي بات يشعر بالحسرة والندامة بعد الضربات المؤلمة التي تعرض لها على يد المقاومة.
وكشف النقاب عن أسبقيات كثيرة صنع فيها الإعلام الصهيوني عشرات الروايات المفبركة لتحقيق أهداف أمنية وسياسية لكنها لم تنطل على الفلسطينيين والمقاومة.
وأكد بدران ان الاحتلال بات يستشعر القلق من استرداد المقاومة لعافيتها في الضفة، مشيراً إلى ان هذه الروايات تعكس حالة «الفوبيا» والقلق الذي يعيشه الكيان في انتظار الضربة المقبلة من مجاهدي شعبنا.
فادي أبو سعدى