بعيداً عن الأكاديمية المُمِلة، يأتي كتاب «عبد السلام العجيلي… الطبيب الأديب الإنسان»، للناقد والباحث شوقي المعري، والعجيلي (1918 ـ 2006) أديب سوري تجاوزت شهرته بلدته الصغيرة الرقة، لتصل إلى باريس ولندن وبرلين، من خلال كتبه التي ترجمت إلى لغات هذه البلدان. قسّم المعري كتابه إلى أربعة أقسام: الأول تحدث فيه عن سيرة حياة العجيلي، والثاني عن أدبه، وفي الثالث اختار لنا نماذج عديدة من أدبه المتنوع، أما القسم الرابع فقد ذكر فيه أسماء مؤلفاته.
سيرة حياة
نجح المعري في سبر أغوار شخصية العجيلي، وما انطوت عليها من صفات نفسية وأخلاقية، فكثيرا ما كان يبث عبارة هنا أو هناك مبيّنا فيها بعضا من ملامح هذه الشخصية المبدعة، فحين تحدث عن الرقة، في القسم الأول من الكتاب عكس علاقة العجيلي الروحية بهذه المدينة.. «إنها الحضن الذي رباه ورعاه، وعلى يديها نام واستراح من أعباء الحياة ومشقاتها ومصاعبها، فهو ابنها المدلل، وهي أمه التي ظلت حانية عطوفة، فظل الابن المطيع». كذلك لا ينسى المعري أن يعرّج على صفاته الخُلقية، واصفا الرجل بطيب المعشر، وتفانيه في خدمة الناس وتواضعه، وكلها تجلت للعارفين بالعجيلي في تعامله معهم، سواء حين تقلد المناصب السياسية والوزارية، أو من خلال عمله طبيبا في عيادته الكائنة في مدينته الرقة، حتى أن خلافه مع الآخرين، لم يكن يصل إلى حدّ القطيعة أو الكره. وقد استطاع الكاتب أن يلتقط قضية مهمة قلما التفت لها النقاد، وهي أن أخلاق العجيلي انعكست على أدبه وصبغته بصبغة أخلاقه الحميدة، التي تحلى بها «كان كثيرا ما يضّمن أعماله شيئا من الخلق الحميد، كأنها إرشادات للجيل الذي بدأ ينحرف بعضه عن الصواب والطريق السديد».
المذهب الإنساني
في القسم الثاني من الكتاب يتوقف الكاتب عند مؤلفات العجيلي التي زاد عددها على خمسة وأربعين كتابا، متحدثا عن موضوعاتها والمصادر التي استمدّ منها معاني وأفكار كتبه، مستطردا في الحديث أيضا عن بداياته الأدبية وريادته لفن القصة القصيرة السورية، التي اختلف النقاد بشأنها كثيرا، معرّجا على كل جنس أدبي كتب فيه العجيلي، والتي تُرجم عدد كبير منها إلى بعض اللغات الأجنبية. ولا ينسى المعري تذكير القارئ برأي العجيلي الذي دائما ما كان يصرح به في محاضراته وبعض كتاباته
هو أنه محب لمهنة الطب التي يعدّها الأساس، أما الأدب فيأتي عنده في المرتبة الثانية. ويرى الكاتب أن العجيلي اتبع في كتاباته الكثيرة والمتنوعة المذهب الإنساني، مُنطلقا لكل فكره وآرائه التي بثها في تلك الكتابات، فجسّد في ذلك صدق الأديب والطبيب معا، كما أنه مثّل عصره خير تمثيل. كذلك عُرف عنه أسلوبه الساخر، حتى أنه في نهاية الستينيات ألف مع مجموعة من الأدباء (عصبة الساخرين). ثم يتحدث المعري في نهاية هذا القسم عن تجربة العجيلي الشعرية في ديوانه اليتيم المعنون بـ»الليالي والنجوم». أما القسم الثالث من الكتاب فقد عرض فيه لنماذج من أدب العجيلي المتنوعة كالمقامة والمقالة والقصة القصيرة، ويأتي القسم الأخير مستعرضاً لأسماء كتبه البالغة خمسة وأربعين كتابا في مختلف أنواع الأدب من رواية وقصة قصيرة ومقامة ومقالة ورحلات ومحاضرات وشعر.
٭ كاتب سوري
شكراًلكاتب المقال،حقاً الدكتور عبد السلام يستحق كل كريم. إنه رمز للشعب السوري الطيب والكريم.
البركة بكريمته من بعده الدكتوره شهلة ؛ حاملة رسالة متقدّة شعلة ؛ فهي كنخلة مثمرة حلوة.
السلام علیکم ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً لكم وبوركت جهودكم يا أستاذي الفاضل.
هل من الممكن أن أحصل على هذا الكتاب “عبد السلام العجيلي….. الطبيب الأديب الإنسان”
السلام علیکم ورحمة الله وبركاته.
أين نجد هذا الكتاب
917908505407+