«الرئيس تبون أعطى ديناميكية لكل المخططات وأعطى الحق للتباهي بأنه صاحب المعجزة المحققة مع الشــعـب الــعظـيم الـذي أعطــاه الــثقـة يـوم 12 ديــسمـبـر 2019.الرئيس تبون بصدد تغيير البلاد من العمق.من خلال الشرعية المكتسبة، الرئيس تبون الآن على كــل الجــبهــات لــبناء جـزائر جــــــديدة قوية عــادلة ديمقراطية ومــزدهرة. تبون هو أول رئيس جزائري ينتخب ديمقراطيا من الشعب من خلال اقتراع حر وشفاف، وهو أول رئيس منتخب لم يكن لديه مساندة ولا دعم من فوق.لقد سانده المجتمع المدني والشباب من جزائر الأسفل. في فترة الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019 ولا مـؤسسة سـانـدت المترشح الحر عبد المجيد تبـون.أحزاب الموالاة، وسائل الإعلام وقوى المال شنوا حملة ضد ترشحه».
الفقرة السابقة منقولة من نص أطول لا يخرج عن هذا النسق نشرته الأسبوع الماضي وسائل إعلام جزائرية بالعربية والفرنسية. بعض هذه المنابر مغمور، وبعضها الآخر معروف الهوية والاتجاه والتوجه.
كنت أعتقد أننا، بذلك التخريف الذي طالما سمعناه عن بوتفليقة من سلال وولد عباس وأويحيى وسعيداني وغيرهم، قد بلغْنا القاع. بيد أن بعض القاع لا قاع له.
محتالو السياسة ممن تدافعوا لالتقاط صور أمام لوحة بوتفليقة وانحنوا لتقبيل حذاء شقيقه، قالوا عنه كلاما مماثلا، ثم انقلبوا عليه لحظة الإطاحة به.
تكوَّن لديَّ انطباع بأن درس بوتفليقة عظيم في السياسة والتاريخ والصدق، ويكفي ليَقي الذين يأتون من بعده مائة عام أخرى.
كيف يصمت تبون عن هذا الكلام وتجربة بوتفليقة حيّة وماثلة أمام الجميع؟ وهو مدرك أن القائلين هم ذاتهم مَن قالوا في بوتفليقة ما قالوا، وسيقولون القول ذاته وأكثر في مَن سيأتي بعد تبون عندما يذهب.
أكيد أن تبون لم يأمر بهذا الكلام. لكن الأكيد أيضا أن أوجد الأرضية الخصبة لازدهاره.
واضح أن الجزائر كلها الآن على سكة الولاية الرئاسية الثانية، لكن بمواصفات ومزاج الولاية الخامسة (المجهضة). خامسة بوتفليقة هي ثانية تبون!
ملايين الجزائريين الذين خرجوا في 2019 للإطاحة ببوتفليقة لم يتخيّلوا في أسوأ كوابيسهم أنهم، بعد أقل من ثلاث سنوات، سيعودون إلى مثل ما انتفضوا عليه مشفوعا بكثير من القمع والاضطهاد.
لا شيء غير العهدة الثانية يفسر السماح بانتشار الكلام عن رئيس معجزة في بلاد تنازل شبابها عن كل الأحلام عدا حلم ركوب البحر. ولا شيء غيرها يُبرِّر هذا الانتشار الكاسح للقمع والملاحقات البوليسية.
لا شيء غيرها يبرر تكميم الأفواه وتشميع العقول.
الحرية والعهدة الثانية خطان متوازيان. لهذا لا بد من التكميم والتشميع.
مئات المدنيين من دعاة الحرية والعيش الكريم قابعون في الزنازين عبر أرجاء البلاد.
رموز الحراك السلميون، رجالا ونساء، موزَّعون بين السجون والرقابة القضائية والمضايقات الإدارية والبوليسية. كثيرون منهم مُلاحَقون في قوتهم اليومي.
جزائر تبون منعت الجزائريين من التظاهر. والآن تمنعهم من التفكير في التظاهر.
جملة من ثلاث كلمات على صفحة في فيسبوك قد تكلفك ثلاث سنوات وراء القضبان.
الحبس المؤقت أصبح القاعدة لا الاستثناء.
ملايين الجزائريين الذين خرجوا في 2019 للإطاحة ببوتفليقة لم يتخيّلوا في أسوأ كوابيسهم أنهم، بعد أقل من ثلاث سنوات، سيعودون إلى مثل ما انتفضوا عليه مشفوعا بكثير من القمع والاضطهاد
وأصبح مفتوحا زمنيا.. من أيام إلى أسابيع فشهور طويلة.
من السهل أن تتقاذفك القضايا والمحاكم ويتفرق دمك بين القضاة: متهم بالمساس بالوحدة الوطنية أمام محكمة العاصمة في الربيع. متهم بالإساءة لهيئة نظامية أمام محكمة الشراقة في الصيف. مطلوب لدى محكمة مراد رايس لتهمة لا تعرفها في الخريف.
من الممكن أن تموت أثناء حبسك المؤقت ولا أحد يُحاسَب عن موتك، حتى الذي تسبب لك فيه.
صحافي في جريدة «الشروق» معتقل منذ أكثر من شهر، والتهمة تقرير (لم يُكذَّب) عن دقلة نور ورفضها في الأسواق الفرنسية بسبب عدم مطابقتها مواصفات الصحة.
بدلا من اعتقال الذي تسبب في الفضيحة الاقتصادية، سجنت العدالة صحافيا نقل الخبر.
لا شك أن الغاية هنا تأديب الآخرين ممن قد يفكرون في مثل ما فعل صاحب دقلة نور. صحيفة «الشروق» باعت مراسلها وتبرأت منه.
صحيفة «الوطن» على وشك أن تتحوّل إلى حلّة جديدة من «المجاهد» (يسميها الجزائريون «برافدا» الجزائر).
صحيفة «الخبر» أصبحت تنافس في مضمونها صحيفة «الشعب» (النسخة المعربة من «المجاهد»).
صحيفة «لوسوار دالجيري» الصادرة بالفرنسية افتتحت محلا في أعالي العاصمة يوفر الأطعمة وخدمات الحفلات والأعراس.
الجزائري اليوم يلهث وراء كل شيء. يُهان من أجل أيّ شيء.. الحليب وزيت الطهي والماء الشروب وحاجيات المدرسة لأبنائه وغير ذلك. وعندما يبتسم له الحظ تكويه الأسعار.
ثم يقال له إنها المضاربة والمؤامرة لزعزعة استقرار الوطن.
في ذروة محنة التسعينيات ووصول الدم للركب ووشوك الدولة على السقوط، لم ينم الجزائريون جائعين. لم يأكل فقراؤهم من القمامة.
ولم يهانوا من أجل كيس بودرة مخلوطة بالماء يسمونه اليوم حليبا. لم يجرِّبوا فوضى الأسواق وعجز أجهزة الدولة كما يعيشونها اليوم.
وأيضا.. لم يذرف رئيس حكومة واحد دموع التماسيح في مبنى البرلمان ليتسوَّل عطف الناس بدل أن يحاول انتزاع احترامهم. وبعد كل هذا يُـؤمَرون بالصمت والرضا لكي يُصنَّفوا مواطنين صالحين ووطنيين.
بعد «استقالة» الرئيس الشاذلي بن جديد في كانون الثاني (يناير) 1992، وفي لحظة غضب قال سعيد سعدي: نحن نعيش الشاذلية من دون الشاذلي.
تُرى ما قول سعدي اليوم؟
مثلما كان الحال في عهد بوتفليقة، هناك جزائران: جزائر نشرة الثامنة مساء، والجزائر الأخرى.
لحسن الحظ أن الجزائريين يعرفون أيَّ جزائر هي جزائرهم.
والدليل أن منصات التواصل الاجتماعي تداولت صورة رجل يبيع سيارته بسعر خيالي.
أمام السعر كتب: إذا كنت من الذين يؤمنون بأن «الماتش يتعاود»، وبأن سوق السيارات انهار، رجاء أن تبقى بعيدا.. روح اشتري من نشرة الثامنة.
كاتب صحافي جزائري
كنا في التسعينات نخاف الخروج من البيت بعد غروب الشمس ،كانت بيوت الصفيح في كل المدن ،الان لا يقى منها بيت، كان كل المواد الغداءية مفقودة ،الان هي متوفرة و بالزيادة ما عدا ندرة الزيت.
بالنيبة للحليب هناك الحليب غير مدعم اما بالنسبة لتبون فحتى اذا دهب سياتي من هو متله لاننا نعلم ان الجيش هو الحاكم الفعلي حتى في عهد بوتفليقة و مند الاستقلال.
لايمكن تغطية الشمس بالغربال، مقال لا يواري الحقيقة، شكرا للكاتب المحترم
الكاتب الكريم إمتلك الشجاعة ليضع الامر في نصابها ويسمي الامر بمسمياتها، في المقابل لابد من إعطاء كل ذي حق حقه، بوتفليقة لا شك إرتكب أخطاء كان لها تأثير بالغ مثل تجاوز عهدتين رئاسيتين وتغييره الدستور لصالح بقائه في السلطة بدل التداول عليها، لكن خلاف من تم تعيينه من بعده فقد كان بوتفليقة يمتلك الدهاء والحنكة اللازمتان لفرض استقلالية مؤسسة الرئاسة عن هيمنة قادة الجيش وأنشأ مؤسسة أمنية موازية للمخابرات العسكرية لتفادي استفراد مؤسسة أمنية واحدة بالملفات الحساسة والحيوية لأمن واستقرار البلد. وخلافا لمن جاء بعده عرفت عهدة بوتفليقة الاولى والثانية انفراجا سياسيا ولم تتزايد ظاهرة ملاحقة المعارضين ولا النشطاء الحقوقيين كما عرفت هذه الفترة خدمات اجتماعية سخية تم عبرها توزيع قسط من ثروات البلد على الشعب ولم نشهد وقتها نقص حاد في المواد الاساسية بالأسواق، لكن للأسف لم يتوفق بوتفليقة من تنويع اقتصاد البلد ولا اجتثاث المحسوبية والفساد التي تنخر المؤسسات الرسمية. والحالة هاته لا يمكن المقارنة بين الرجلين مع وجود الفارق الشاسع.
ولكن يا سيد توفيق اين العسكر من كل هداأليس لهم دور في كل ما أسلفت كيف لدولت من كبار منتجي النفط والغاز يعاني شعبها ضنك العيش اليسو هم الحكام من وراء الستار
حياك الله يا سيد توفيق ، أبدعت شكلا و مضمونا .
من سيعيد التريليون دولار التي نهبت
من سيعيد الاموال من النخب الحاكمه السابقه ويعطي الثقه والأمل بمؤسسه الحكم….
لم يكن هناك رئيس مفوه مثل بوتفليقه ولكن يهمنا الافعال غير ذلك الشارع والحراك موجود …
نحن جزائريون ونعتز ببلدنا بكل مالها من نقائص
على الاقل ليس له قصور لا في الجزائر و لا في باريس
له في اسبانيا و ألمانيا وحتى سويسرا .
إذا كان التهريب والمضاربة والاحتكار لقوت الشعب الجزائري أو الاعتداء على أملاكم أو التشهير بمنتوجاتهم ،، هي تصرفات لا تعد جرما ولا يجب معاقبة فاعلوها ،،ففي هذه الحالة إذا ، فلم لا تلغى الدولة نهائيا،، وليسود الناس قانون الغاب .
الله ابارك