عبد المهدي: تواصلت مع السيسي والملك سلمان لمنع قرار أمريكا تصنيف الحرس الثوري إرهابياً

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: لم يكتف العراق على الصعيد الرسمي، أمس الأربعاء، برفض قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، بل كشف رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي عن جهود بذلها للحؤول دون هذه الخطوة، عبر اتصالات مع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
عبدالمهدي، أكد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، مساء الثلاثاء أن «العراق يريد أن ينأى بنفسه عن أي صراع وسيستمر باستثمار علاقاته الجدية بكل الأطراف».
وبين أن «اتصالات جرت مع السعودية ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، لإيقاف قرار إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب»، وتابع «حاولنا إيقاف القرار الأمريكي بخصوص الحرس الثوري، من خلال اتصالات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحتى الإدارة الأمريكية، لكن ترامب كان مصرا على قراره».
وأضاف «سنحتفظ بعلاقتنا مع الجميع، وننأى بأنفسنا عن الصراعات، وقد أبلغنا إيران وأمريكا أننا لا نريد أن يكون العراق ساحة للصراعات».
وزاد: «هناك سياسة خارجية منظمة للعراق لأن العراق اليوم مركز قوي ومهم، وبعد أيام سيعقد في العراق إجتماع برلماني مهم وستكون إيران والسعودية والكويت وسوريا والأردن وتركيا موجودة في العراق، وهذا لم يكن ليحصل لولا موقع العراق الجديد».
في السياق، اعتبرت وزارة الخارجية، أمس الأربعاء، القرار الأمريكي بأنه لا يأتي في سياق استقرار المنطقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان، إن «العراق متمسُّك بموقفه الرافض لأن يكون معبراً لكلِّ ما يتسبِّب بالأذى لجيرانه».
وأضاف: «لسنا مع تحالفات سياسيَّة، ولن ننحاز لخطاب المحاور، وسنكون فاعلين في أيِّ مُبادَرة تنعكس إيجاباً على أمن المنطقة».
وتابع: «الإرهاب هُزِمَ في العراق، والقضاء عليه في المنطقة يتطلـَّب جُهُود كلِّ الأطراف فيها، مُثمناً مواقف الدول الصديقة، والمُحِبة للسلام التي قدمت الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب حربنا ضدّ الإرهاب كانت طويلة، وكلـَّفتنا الكثير، ونُقدِّر مواقف الأصدقاء».
في الأثناء، أكد نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أن «تضحيات الحرس الثوري راسخة في ذاكرة العراقيين وأمريكا هي مصدر الإرهاب في العالم».
وقال، في بيان، إن «الإدارة الأمريكية وبإملاءات صهيونية حاقدة، واصلت سلسلة قراراتها الحمقاء، التي تهدف إلى زعزعة امن المنطقة وجرها إلى مزيد من بؤر التوتر والصراعات الاقليمية».
ولفت إلى أن «آخر تلك القرارات كان إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب»، لافتاً إلى أن هذا «الأمر مثير للسخرية أن تقوم أمريكا وهي الراعي الرسمي للإرهاب في العالم، بإعطاء نفسها الحق في تصنيف حركات المقاومة التي انبثقت من وجدان الشعوب المقهورة، على أنها قوى داعمة للإرهاب، متناسية أنها (أي الولايات المتحدة) هي من دعمت ومولت وراهنت على كل الحركات المتطرفة والإرهابية في العالم، ابتداء من القاعدة وانتهاء بداعش الذي سلطته على تراب ومقدرات العراق».
وأشار إلى أن «للحرس الثوري الدور الفاعل والأساس في الوقوف صفا واحدا إلى جانب الشعب العراقي في حربه المقدسة ضد داعش، وتقديم الدعم والمساندة للقوات الأمنية العراقية بكل عناوينها، حتى تحقق النصر وتحررت الأرض من دنس هذه القوى الشريرة ومن يقف وراءها».
وبين أن «ثمن ذلك سقوط العديد من الشهداء من عناصر الحرس الثوري في معارك حاسمة كثيرة، بقيت راسخة في ذاكرة العراقيين».
وتابع، «لن ينسى الشعب العراقي أبدا من وقف إلى جانبه وسانده في محنته وأختلطت دماؤه بدم ابنائه، من أولئك الذين خذلوه وسلطوا عليه أعتى الأشرار في تاريخ البشرية».
وأشار إلى أن «دور الحرس الثوري في نصرة الشعوب المظلومة وهي تواصل كفاحها ضد قوى الاستكبار العالمي ممثلة بأمريكا ومشاريعها التدميرية، هو الدافع الأساسي لهذا القرار، من أجل الإبقاء على مشاريع التدمير وزرع الفتن والاقتتال الداخلي بين الشعوب».
وأكد أن «أمريكا ستتحمل تبعات هذا القرار الذي سيعود عليها بالضرر البالغ».

اعتداء سافر

كذلك، عبّر المتحدث الرسمي باسم تحالف «الفتح» النائب أحمد الأسدي، عن رفضه للقرار الأمريكي.
وقال لـ«القدس العربي»، إن «الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية، قائماً منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، لكنه يأخذ أوجهاً مختلفة»، مبيناً أن «إدارة ترامب للبيت الأبيض، اختلفت عن كل الإدارات السابقة في التعاطي مع معظم الملفات لا سيما فيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط».
وأضاف: «رأينا كيف تعاطت الولايات المتحدة مع ملف نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم اعترفت، خارج السياقات القانونية والشرعية الدولية، بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري المحتل، ثم جاء هذا قرارها باعتبار مؤسسة رسمية وجيش وطني لدولة عضو في الأمم المتحدة، تعتبره منظمة إرهابية. هذا مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، لكنه جزء من حملة التصعيد الموجهة للضغط على الجمهورية الإسلامية والمحور الذي تقوده في المنطقة، من أجل الضغط عليه لتقديم تنازلات أو تنفيذ أجندات معينة».

الألوسي رحب بالخطوة… و«الحشد» لوّح بـ«أضرار بالغة» ستعود على واشنطن

ولفت إلى أن «موقف الجمهورية الإسلامية ثابت، وهي تمتلك من الإمكانات التي تجعلها تستطيع أن تواجه هذه التحديات»، مؤكداً: «نحن كعراقيين نرفض أي قرار يخالف القوانين الشرعية الدولية، وأي قرارات تتعلق باعتداء دولي وعلى الشعوب بهذا الشكل السافر».
الهيئة السياسيّة لتيار «الإصلاح الوطنيّ» الشيعي بزعامة إبراهيم الجعفري، استنكرت بشدة في بيان، القرار الأمريكي حيال الحرس الثوري.
وذكر بيان صادر عن الهيئة «نستنكر بشدة القرار العدوانيَّ للإدارة الأمريكيّة المتمثل بإدراج الحرس الثوريِّ الإيرانيِّ في قائمة المنظمات الإرهابيَّة، ونعُدُّ هذا القرار دليلاً واضحاً على ضعف السياسة الأمريكيَّة، وتخبُّطها، وانفعالاتها غير الحكيمة، فضلاً عن تأكيد مثل هذه القرارات على تحرُّك هذه الإدارة على وفق المصلحة الصهيونيَّة، وتواصلها في الانحياز الأعمى لهذا الكيان المُحتلّ».
في المقابل، قال النائب السابق، الأمين العام لحزب «الأمة العراقية»، مثال الآلوسي، أمس الأربعاء، «باسم العراقيين الأحرار والمواطنين الإشراف وباسم سيادة العراق وحرية شعبنا في دولة عراقية مدنية دستورية ديمقراطية، نعلن ترحيبنا وتفهمنا وتأييدنا لقرار الولايات المتحدة الأمريكية المهم في منع الهوس والشعوذة والتمدد العدواني للنظام الإيراني والشبكات المسلحة الإرهابية التابعة للحرس الثوري الإيراني».
وحسب الألوسي، فإن هذا الموقف يأتي «من منطلق الحرص الكبير على المصالح الوطنية العراقية وترسيخ أسس الأمن والسلم الاجتماعي المحلي والإقليمي والدولي ومن منطلقاتنا الإنسانية التي تحتم علينا حماية حقوق الانسان وحقوق المرأة وفرض سيادة القانون وإستقلالية القضاء ومن أجل حصر السلاح وقرار استخدامه بيد الدولة العراقية فقط، وإلغاء ومنع انتشار ميليشيات الحرس الثوري الإيراني والمتسترة شكليا بمسميات مقدسة لا تمت في جوهر عملها بأي صلة للدين الحنيف والمعصومين الأطهار».

القضاء على مخدرات إيران

وأيضاً «لكي نحارب الفساد واستباحة المال العام والقضاء على المخدرات الإيرانية الفاتكة بالمجتمع العراقي، وننجح في حماية ثرواتنا النفطية الوطنية من النهب والتهريب وعدم التورط في مشاريع التحايل على العقوبات الدولية على النظام الإيراني وعدم تعريض الأمن الغذائي والاقتصادي العراقي لمخاطر الجرائم التي يمارسها أتباع الجنرال قاسم سليماني من الميليشيات وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحرصا منا على حماية المواطنين العراقيين من عمليات الابتزاز والإرهاب أو من خلال تجنيدهم كمرتزقة محاربين وكما وصفهم الجنرال قائد الحرس الثوري الإيراني أخيراً أن الحرس الثوري الإيراني نجح في تجنيد 100 ألف عراقي)».
وكذلك «لأجل حماية كرامة العراق وسمعة نظامنا السياسي وسمعة الرئاسات العراقية الثلاثة من تهمة التجنيد والتبعية للأهواء والنزوات الإيرانية، مع التذكير بموقفنا في رفض التزوير والتلاعب بالانتخابات العامة والتي أنتجت برلماناً عراقياً متهماً بالاستسلام للمدعو قاسم سليماني وإرهاب وتهديد ميليشياته».
كما دعا «النظام الإيراني إلى التعقل واحترام سيادة الدول وحرية الشعوب، مطالبين النظام الإيراني بالتوقف عن التدخل السافر في الشؤون العراقية والمنطقة حفاظا على أمن الشعب الإيراني أيضا، البريء من تلك التصرفات الإرهابية العدوانية لنظامه».
إلى ذلك، حذّر زعيم تحالف «القرار العراقي» أسامة النجيفي في تصريح مكتوب نشره على مواقع التواصل الإجتماعي، من أن «العاصفة ستضرب المنطقة بعد القرار الأمريكي وعلى أصحاب السلطة العمل على أن لا يكون العراق ساحة المواجهة وميدان المعركة التي ليست له فيها ناقة ولا جمل».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية