عبود الزمر يشبه مصير مرسي بمصير مبارك.. ومطالبته بتقليد الملك فاروق والتنازل عن العرش

حجم الخط
1

القاهرة – ‘القدس العربي’ غصت الصحف ووسائل الاعلام المصرية بوابل من التحقيقات والتعليقات والاخبار حول ما يعم مصر ضد حكم الاخوان او معهم، فقد نشرت جريدة ‘الحرية والعدالة’ في صفحتها الأولى تحقيقاً قالت فيه بالنص عن ميدان التحرير: ‘كما شاركت أسر مسيحية كاملة الى جوار المتظاهرين في الميدان’.
وهي محاولة رخيصة لإثارة الفتنة الطائفية وامتداد لمحاولاتهم السابقة لإشعالها وقادها كل من خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي، وعاصم عبدالماجد أو الحجاج ومينا موحد القطرين معاً، وقالت الجريدة في تحقيقها بالنص: ‘كما شهدت الشوارع الجانبية لميدان التحرير حالة من الرقص الهستيري’.
وفي صفحتها الأخيرة نشرت تحقيقاًَ لزميلنا أحمد أبو زيد جاء فيه: ‘نظم عدد من متظاهري دعم الشرعية من أبناء الصعيد مسيرة حاشدة جانب شارعي الطيران والنصر وبعض شوارعهما الفرعية حيث شهدت عدداً من الفقرات الغنائية الفولكلورية من الرقص الصعيدي والتحطيب على أنغام بعض الأناشيد والأغاني الداعمة لشرعية الرئيس مرسي’.
وطبعاً ما لم تذكره الجريدة أن الراقصين والمغنيين طالبوا الأهالي بإعطائهم النقوط بعد سلام مربع للشرعية، هل هذا يليق؟
وإلى بعض مما عندنا:

‘اللواء الإسلامي’:
صراع بين الحق والباطل

ونبدأ بالدكتور الشيخ علي السالوس رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وصاحب إصدار الفتاوى بقبول الربا – والعياذ بالله – بشرط التلاعب في مسمى الفائدة الثانية رأينا جريدة ‘اللواء الإسلامي’ الاسبوعية التي تصدر عن مؤسسة ‘الأخبار’ تنشر له حديثاً يوم الخميس الماضي أجراه معه زميلنا إسلام توفيق، قال فيه عن الأحداث الحالية: ‘أراه صراعاً بين الحق والباطل، فأهل الباطل لا يريدون لأهل الحق أن يحكموا ولا يريدون لمصر أن تستقر، وإنما يريدون أن تضطرب البلاد حتى يقال ان الإسلاميين فشلوا في حكم مصر، ولهذا اسأل الله ان يوفق الرئيس مرسي وأن يعينه، وأن يحمي مصر من هؤلاء الذين لا يريدون لها الخير، إن الحق منتصر بإذن الله الذي نأمل فيه كثيراً، أما عن الصراع فهي حرب خارجية وداخلية، فدول الخارج لا تريد للإسلام أن يحكم وللأسف الشديد منها دول عربية وأخرى غربية في ظل تدفق أموال كثيرة تتدفق على مصر لخرابها وليس لبنائها وما تحتاج اليه مصر لا تجده إلا مسروقا، في حين أن الأموال تتدفق على الذين يحاربون استقرار مصر وهم من يمثلون الحرب الداخلية، أنا لا أكثر أحدأً وإنما قلت: ‘الحمد لله الذي أحياني حتى حكمني حاكم مسلم يريد تطبيق شرع الله ويبكي لسماع آية من كتاب الله، فالهدف هنا ليس بكونه مسلماً وإنما بصفات هذا المسلم، فالمخلوع مبارك كان مسلماً ولكنه كان يحارب الإسلام في كل مكان، كما كان يحارب كلمة الإسلام، وهذا معروف عنه’.
هل هذا كلام يصدر عن رجل في مثل سنه ومنصبه، وهل كان الإخوان الأعضاء في مجالس الشعب أيام مبارك، ومنهم مرسي يحاربون الإسلام معه؟

ملاحظات على كلمة المرشد

أي ان صديقينا العزيزين الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد السابق خفيف الظل محمد مهدي عاكف ومختار نوح عضو مكتب الارشاد السابق، وعبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتل الارشاد السابق ورئيس حزب مصر القوية المشارك في المظاهرات والداعي لسحب الثقة من الرئيس هم من الشياطين الكفار، فهل هذا يصدر عن رجل في مثل منصبه عن زملاء له كنوا أنكى منه مستوى، والملاحظة الأخرى التي لاحظتها وأنا أسير في الشوارع أن مشاعر الحب بين الشعب والشرطة عادت، وكلما شاهد المتظاهرون سيارات شرطة حيوها وهتفوا، الشعب والشرطة، إيد واحدة ورفع ضباطها وجنودها أياديهم بالتحية، وانتشروا في كل مكان، وتم القبض على المئات من الإخوان والإرهابيين في شقق وسيارات وهم يحملون أسلحة يتوجهون بها للقاهرة، أحسن، واستمرت طائرات الهليوكوبتر، في التحليق فوق المظاهرات في كل المدن، وكلما مرت طائرة، ارتفعت الهتافات – الجيش والشعب إيد واحدة – وألقت بعض الطائرات الأعلام المصرية على المتظاهرين، وعقد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية مساء الأحد السفير عمر عامر مؤتمرا صحافيا وكان منظره يدعو للرثاء، فقد ظهر مرتبكاً وعباراته وإجاباته غير مرتبة ولا متماسكة ولا مفهومة أيضا، لأنها كانت ترديدا لعرض الرئيس في خطابه للمعارضة بالتحاور، رغم انها رفضته من قبل اندلاع الثورة، ولو كنت مكانه لاستقلت ولا أعرض نفسي لمثل هذا الموقف لأنه سيعود إلى عمله بوزارة الخارجية، أي لن يخسر شيئاً اللهم إلا إذا كان بقائه في هذا المنصب المحرج أفيد له، ولو من الناحية الصحية، والعقل السليم في الجسم السليم، كما تقول الارشادات على ظهر كتب التلاميذ على أيامنا، وتعرض مقر مكتب الارشاد في المقطم الى الهجوم بعد أن أطلق الموجودون داخله الرصاص والخرطوش وألقوا الطوب على عدد من المتظاهرين كما أفادت الشرطة، وجرح العشرات.
وفي ميدان رابعة أعلنت المنصة أن عدد الموجودين وصل إلى اثنين مليون، وهي مساحة لا تتسع بشوارعها إذا امتلأت الى مائتي ألف كما رصدتها غوغل من قبل، وادعى الإخوان ان من احتشدوا في ميدان التحرير ثلاثين ألفا، وأعلنوا ان القرضاوي سيلقي كلمة، واتضح انها متلفزة وطالب فيها الشعب ان يصبر على مرسي، وهو ما كرره من قبل، ولا اعرف لماذا لم يحضر بنفسه الى المنصة، هذه المرة.

المرشد: إن لله أولياء لا يخشون
أحداً سواه وللشيطان أولياء

أما المرشد العام الدكتور محمد بديع فقد صرخ يوم الجمعة في ‘الحرية والعدالة’ قائلاً: ‘أيها المسلمون في كل مكان، إن لله أولياء لا يخشون أحداً سواه وللشيطان أولياء يُلقي بالرعب في قلوبهم من كل شيء، وإن مما لا شك فيه إن الكيد والمكر ضد الإسلام لم يتوقف لكن الله سبحانه وتعالى يُحبط مكرهم بل يرده إلى نحرهم ويرجع بالهلاك على أنفسهم، إن المتأمل في الواقع العالمي والناظر لما يدور في العالم الإسلامي يدرك حجم المؤامرة التي دبر لها بليل وخطط لها في الظلام لوقف المد الإسلامي ومنع الصحوة الإسلامية في ديار المسلمين من أن تأخذ مداها، وتقتلع ما سواها، وإن المسلم ليزداد إيماناً وتسليماً، كلما التف الباطل وتجمع وكشف عن كراهيته للإسلام، وأعلن عن ذلك وأفصح وله في الصحابة الكرام الأسوة حين تجمعت الأحزاب وأحاطت بالمدينة حتى ان أحدهم لا يقدر على أن يخرج لقضاء حاجته، لكنهم قالوا بلسان الصدق واليقين: ‘ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً’ ‘الأحزاب: 22’.
والموقف هو الموقف والزمن هو الزمن والحال هو الحال، إن كل من يكره ما أنزل الله سيحبط الله أعمالهم ف: ‘إن الله لا يصلح عمل المفسدين’، إن كل من يكره ما أنزل الله لو اجتمعوا بقضهم وقضيتهم: ‘لن يضروا الله شيئاً وسيُحبط أعمالهم’ ‘محمد: 32’.

‘الوفد’: ما هو حكم الرئيس الكذاب؟

والى ردود الأفعال على خطاب الرئيس يوم الأربعاء، والذي أدى إلى موجات من السخط لا حدود لها، خاصة امتلائه بالوقائع والأرقام غير الحقيقية، واتهامات بالأسماء قام أصحابها برفع دعاوى قضائية ضده مما دفع زميلنا بـ’الوفد’ علاء عريبي أن يتساءل يوم السبت وبراءة الأطفال في عينيه: ‘ما هو حكم الرئيس الكذاب؟ هل يجوز استمراره في الحكم؟ هل الشعب يقبل أن يكون حاكمه كاذباً؟ الرئيس محمد مرسي العياط في خطابه الأخير وجه اتهامات عديدة لبعض المواطنين منهم القاضي الذي اتهمه مرسي بالتزوير، نفي كل ما جاء على لسان مرسي وأكد سأقاضي مرسي، فودة الذي اتهمه مرسي بالبلطجة اتضح انه نائب سابق وكذلك عاشور ونفيا علاقتهما بالبلطجة وكذبا مرسي، شركة بيونج الشيء نفسه قامت بتكذيب مرسي وأشارت إلى أن الطائرات التي باعتها لمصر كانت بسعر سبعين مليون دولار وليس مائة وثمانية وأربعون مليون دولار كما ادعى مرسي، والفريق أحمد شفيق نفي علاقته أساساً بهذه الصفقة، وفي الشريعة الكذب من السلوكيات المذمومة والقرآن حذر منه والكذب هو خصال المنافق، وفي علم النفس الكذب من الأمراض الخطيرة’.

‘الوطن’: ‘الجماعة’
التي كتبت خطاب مرسي

أما زميلنا في ‘الوطن’ محمد البرغوتي فانه كان في نفس اليوم رقيقاً جداً مع الرئيس، لذلك قال عنه: ‘كنت أعرف أن ‘الجماعة’ التي كتبت خطاب ‘مرسي’ وقضت يومين كاملين في تعديله بالحذف والإضافة لن تتمكن أبداً من التخلص من نقيصه الكذب المقزز وأن الرئيس سيردد الخطاب المكتوب دون أن ينزعج من الكذب الواضح فيه، ما لم أتوقعه أبداً أن يتدنى الرئيس مرسي في خطابه إلى هذه الدرجة التي ينتهك فيها حرمات لم يحدث في تاريخنا المعاصر أن عرفنا لها مثيلاً، من الخسة والحقارة في تصفية الحسابات، إن إدعاء الدكتور مرسي في خطابه بأنه كان يقول للمرحوم الشاذلي: ‘يا كمال بيه أنتم حرامية وسرقتم لوس كتير قوي، خربتم البلد’، هو شيء من أفظع ما سمعت في حياتي، خصوصاً أن كمال الشاذلي أصح في دار الحق بما له وما عليه، هل تعلمون ماذا حدث لي عندما رأيت الرئيس الإخواني بتاع الإسلام هو الحل ينتهك حرمة ميت؟ لقد تذكرت على الفور الشعار الذي رفعته بائعة خضار من الجيزة في إحدى الوقفات الاحتجاجية ضد الإخوان، كان الشعار يقول: ‘جوه النار يوم الميعاد، تاجر الدين قبل القواد’.

خطابات السادات وخطابات مرسي

والحقيقة انني اندهشت وأنا أسمع كلام الرئيس عن المرحوم كمال الشاذلي، لأنني على يقين كامل انه لم يكن ليجرؤ على ذلك، حتى من باب اللياقة والذوق والأدب لأن أول رد فعل لكمال عليه سيكون بلسانه ان لم تتبعه يده كما ان التقول على أموات وعلى أناس آخرين، عمل لا يليق وهو يذكرني هنا بسلسلة الخطابات التي كان يلقيها الرئيس الراح أنور السادات – عليه رحمة الله – ابتداء من الثالث من سبتمبر عام 1981 قبل اغتياله في الشهر التالي – والقرارات التي أصدرها بالقبض على ألف ومائة وستة وثلاثون كان من بينهم مرشد الإخوان الثالث المرحوم عمر التلمساني ووجه إهانات بالغة لكثيرين، ثم في خطاب آخر اتهم استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل انه لا يصوم رمضان وكان يتناول الطعام في ‘الأهرام’ في نهار رمضان، وكان هيكل من بين المعتقلين، وقال عن صديقنا العزيز المرحوم فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد، وكان معتلاً أيضاً احنا غلطنا لما قمنا بثورة يوليو علشان ما قطعناش رقبته زي لويس السادس عشر في فرنسا.
هذا، وقد أخبرني يوم الأحد زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم في ‘الشروق’ بسر اختص به القدس دون غيرها لتنفرد به، وهو انه شاهد حشوداً حول قصر الرئاسة ترفع يافطات، تحيا مصر وارحل يعني امشي، وارحل يا مرسي والشعب يريد إسقاط النظام ويسقط حكم المرشد، وفوق القصر يقف الرئيس وهو ينادي على طائرة غادرت مطار القاهرة ويقول لسائقها: – واحد الدوحة.

اخواني يطالب مرسي بتقليد
الملك فاروق بالتنازل عن العرش

وما ان أخبرت الإخواني الذي تاب وأناب، وهو زميلنا بـ’الأخبار’ عصام السباعي، بما قاله عمر، حتى سارع بتشجيع الرئيس على الرحيل ومحاولاً إقناعه قبل فوات الأوان: ‘قامت ثورة يوليو 1952 وتلقي الملك فاروق الإنذار من الجيش بالتنازل عن العرش وحدد موعدا لذلك الساعة 12 من ظهر يوم السبت 26 يوليو 1952، ولم يجد فاروق مفراً من احترام بنود العقد ووافق على التنازل بشرط أن يتم الحفاظ على كرامته، وتنازل فاروق وأصدر الأمر الملكي وقال فيه، لما كنا نطلب الخير دائماً لأمتنا ونبغى سعادتها ورقيها، ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة ونزولا على إرادة الشعب، قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد: وقال عصام معلقاً وهو يبذل مجهوداً جبارا لإخفاء شماتته في الرئيس: ‘أرجو أن أكون قد بسطت ما أريد قوله فيما يجب أن يحدث إذا ضاع بند الثقة في العقد غير المكتوب بين الحاكم والمحكوم ولا يستدعي سوى إجراء واحد، تنحي، تنازل، رحيل أو ترحيل’.

عبود الزمر يقارن
مرسي بمبارك

إييه، إييه، وهكذا ذكرني الإخواني التائب عن اقتناع، بالذي كان ياما كان في عهد فاروق وسالف العصر والأوان فقد كان في وداعه اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة وعدد من أعضاء المجلس وأدوا له التحية العسكرية وأطلقت المدفعية واحدا وعشرين طلقة، ثم غادر اليخت الملكي – المحروسة، إلى ميناء نابولي في إيطاليا، لكن ما لم ينتبه إليه عصام، ان الرئيس مرسي قد يشترط أن يكون الأمير خيرت الشاطر ولياً للعهد، في الفترة الانتقالية التي تطالب بها حركة تمرد.
لكن المفاجأة كانت في ‘المصريون’ في نفس اليوم حيث ضبطت عبود الزمر، وهو يخفي ضحكة شماتة أخرى في الإخوان ومرسي وترك الملك فاروق وقارنه بمبارك وقال: ‘ان التعامل مع المشهد الثوري الحالي يحتاج الى نظرة ثاقبة لاستباق الأحداث وتقديم الحلول قبل وقوع الأزمة، ونزع الفتائل قبل نشوب الصراع، وليكن لنا العبرة في الرئيس المخلوع الذي لم يكن يقبل النصيحة ويؤكد انه حاصل على الدكتوراه في العناد، فإذ به يتأخر كثيراً عن المشهد القائم، فجاءت قراراته على نحو لم تقبله الجماهير، وأن شهوة البقاء في السلطة قد تمكنت من قلبه وأن هوى توليه ابنه من بعده قد ملكت عليه فؤاده وبالتالي، افتقد التوفيق وعميت البصيرة حتى صار الأم الى الإطاحة به وبنظامه ولعلنا في هذه الأيام ننظر بعين القارىء للتاريخ والمستشرف لغد افضل ندرك ما علينا من واجبات نحو أمتنا وشعبنا ونؤكد أن التمسك بالسلطة أو السعي لها تحت أي دعوى لا يساوي شيئاً أمام مصالح الوطن العليا’.

محمد حبيب: لم يكن الخطاب
على مستوى رئيس الدولة

وعبود هنا لا ينسى انه كان مقدم جيش في المخابرات الحربية، وله عواطف في قلبه وعقله نحو الجيش وخالد الذكر، وهو ما يتضح من وقت لآخر، بعكس ابن عمه وشقيق زوجته، طارق الزمر الذي أصبح رئيساً لحزب البناء والتنمية وتشوقه الى رؤية الدماء ومطالبته بسحق المعارضين كما صرخ من فوق منصة رابعة العدوية يوم الجمعة قبل الماضي لأنه لا أدراك منه لمكامن القوة في الدولة والتي يدركها عبود، ومعرفته من سيكون ضحية أي صدام عنيف، وهي حقيقة عبر عنها بقوله في نفس اليوم في ‘المصري اليوم’ صديقنا والنائب الأول السابق لمرشد الإخوان والاستاذ بجامعة أسيوط الدكتور محمد حبيب: ‘لم يكن الخطاب على مستوى رئيس الدولة كما انه لم يكن متماسكاً في عرضه، غير متناسق في أفكاره، شابه التناقض في الكثير من القضايا بما يعكس عدم كفاءة أو قدرة من أعدوه أو صاغوه فضلا عن حالة الارتباط التي يعيشها الرجل وتعيشها مصر معه، القضية الكبرى هي كيف يمكن أن يحدث التعايش بين أصحاب المرجعيات المختلفة، لقد كانت هذه هي مسؤولية الدكتور مرسي بالدرجة الأولى، لكنه للأسف فشل في تحقيقها’.
ما قام به الجيش الجزائري
ويقوم به الجيش المصري

وإلى فصل آخر من فصول تزوير التاريخ وهي الصنعة التي يمتهنها عدد من الإخوان وغيره من نوع إياهم، والمدهش انهم انتقلوا من تزوير مصر إلى تزوير تاريخ الجزائر، ليبرأوا أنفسهم من خياناتهم وجرائمهم في الجزائر والعراق أيضاً، ففي ‘المصريون’ يوم الأحد قال الإخواني هشام حماحي: ‘المتنادون باستدعاء الجيش العظيم للقيام بالدور الذي قام به الجيش الجزائري بعد انتخابات 1992م وخلفهم ‘جوقة الخراب’ من الكتاب والمثقفين أمثال نظرائهم في الجزائر رشيد بوجدرة وأمين الزاوي ومحمد بن شيكو الذين طالبوا الجيش باستعمال كل ألوان القسوة مع الإسلاميين أخضرهم ويابسهم مسالمهم ومحاربهم ابيضهم وأسودهم حتى لو انتخبهم الناس لأن الشعب لا يعرف كيف يقرر ملحته!! لدينا كتاب يكتبون لا يعنيهم الجيش ولا الوطن ولا الشعب ولا الانتخابات ما يعنيهم هو إشعال الحريق في المستقبل كله وصبغه بالدماء الحرام، لا أجد تفسيراً لذلك في أدنى وأيسر وأحسن الظنون إلا ضحالة الثقافة التاريخية والسياسية والمدنية لدى غالبية المعارضين الذين يعدون كذاً ويمنون خداعاً’.

‘الحرية والعدالة’:
الساعون لإسقاط الوطن

وبعد يومين – أي الثلاثاء – ردد زميله الإخواني بجريدة ‘الحرية والعدالة’ هاني المكاوي، نفس الكلام بقوله: ‘الساعون لإسقاط الوطن يوم 30 يونيو الجاري ليس هدفهم مجرد إسقاط أول رئيس مصري منتخب ولكن هدفهم هو إسقاط مصر وتحويلها لجزائر جديـــــدة، فما يريدون بمصر الآن يعيد إلى الأذهان ذكرى صعود الجــــبهة الإسلامية للإنقـــــاذ في الانتخابات التشريعية عام 1991، وما آلت إليه الأوضاع في الجزائر عقب توقف المسار الانتخابي في يناير عام 1992، حيث عـــــاش الشعب الجزائري فيما يشبه الحرب الأهلــية بسبب الانقلاب على الشرعية بتخطيط من فرنسا والولايات المتحدة بالخارج ودعم قوى من العلمانيين واليساريين بالداخل الذين يلعبون دور الطابور الخامس بدولنا العربية والإسلامية’.

حقيقة ما حصل في الجزائر

وفي حقيقة الأمر، فأنا محتار في اللفظ الذي اصف به هذين الإخوانيين، جهل بما حدث في الجزائر؟ أم كذب وتضليل وانعدام الأمانة المهنية؟
ذلك أن الذي تحالف مع العسكريين والعلمانيين والمخابرات الفرنسية والأمريكية، في إلغاء نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات واكتساح الجبهة الإسلامية للانقاذ لها، كان الإخوان المسلمون، في حزبهم – حركة المجتمع الإسلامي بزعامة المرحوم محفوظ نحناح، وغيرت اسمها بعد ذلك الى حركة مجتمع السلم، وشاركوا في كل الحكومات المتوالية، وأرسل العسكريون محفوظ نحناح إلى أمريكا وكل الدول الأوروبية، ليقنعهم بعدم معارضة الانقلاب العسكري، وعلى الانتخابات التي تم تزويرها بعد ذلك، وقد شاءت الظروف ان أزور الجزائر بعد انتفاضة الخبز عام 1988، ومكثت فيها أكثر من خمسة عشر يوماً وكانت الأحزاب قد بدأت تتشكل، خاصة الإسلامية، وكلها خرجت من تحت عباءة ما تبقى من جمعية العلماء المسلمين في الجزائر التي تشكل عام 1930 وكان آخر قادتها المرحوم الشيخ أحمد سحنون، وقد قابلته كما قابلت محفوظ نحناح، وكنت أولم ن قبل أقوى شخصيات الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بلحاج، وهذه الجبهة هي الامتداد لتاريخي لجمعية العلماء، ونشرت هذه التحقيقات في مصر ثم في القدس بعد صدورها، وكان رأي الشيخ أحمد سحنون في الإخوان انه لا يرتاح لهم، وكذلك علي بلحاج وشباب الإنقاذ وعباس مدني رئيس الحزب بعد ذلك، لأنهم أحسوا انهم امتداد لتراث تاريخي وهو جمعية العلماء، بينما الإخوان امتداد التنظيم من مصر، وكان علي بلحاج يسألني عن أسباب عداء الإخوان لعبدالناصر – قصدي خالد الذكر – وقال، انهم ينظرون إليه كبطل ساعد الثورة ضد فرنسا، وهم علي وغيره من أبناء الشهداء، بينما الإخوان يحاولون إقناعهم انه كافر وحارب الإسلام وعدم سيد قطب، وما أن أخبرته أن كتاب سيد قطب في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق تمت طباعتها أيام عبدالناصر، حتى أبدى عجبه، وعبر عن عدم ثقته فيهم، وفي كلامهم من فترة، وشاءت الظروف أن أقابل محفوظ نحناح بعد ذلك، مرتين، الأولى في العاصمة العراقية بغداد، والثانية في العاصمة السودانية الخرطوم، وهو – رحمه الله – يتمتع بذكاء وسرعة بديهة، ودبلوماسية ناعمة.
وفي الحقيقة، فلا أعرف لماذا لا يكمل حمامي والمكاوي باقي رواياتهم فيقولا ان الإخوان قاتلوا الاحتلال الأمريكي – البريطاني للعراق عام 2003، ليغطوا على خيانتهم وعمالتهم عندما دخلوا بغداد على الدبابات الأمريكية وحزبهم الحزب الإسلامي بزعامة محسن عبدالحميد والذي عينه الحاكم الأمريكي بول برايمى عضو في المجلس الانتقالي الحاكم. أهؤلاء هم حملة الإسلام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ناصر:

    بما أني جزائري سأعلق على ما يخص الجزائر، الأخوان أخر من يتكلم عن الجزئر زعيمهم عندنا أول من ادعى أن الأنتخابات مزورة رغم أن العالم كله شهد نزاهتها، كانت الغيرة ستقتله

إشترك في قائمتنا البريدية