عدد أبيض من جريدة «النهار» اللبنانية «لدعوة المسؤولين إلى صرخة ضمير»

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: بعد أيام على إغلاق «دار الصيّاد» ومطبوعتها السياسية اليومية «الأنوار»، فوجئ اللبنانيون بصدور جريدة «النهار» بأوراق ثمانٍ بيضاء، مع الاكتفاء باسم الجريدة في الوسط وصورة النائب الشهيد جبران تويني مع قسمه على اليمين، وعناوين الصحيفة على وسائل التواصل الاجتماعي على اليسار.

وقد أثارت جريدة «النهار» بهذا الصدور الجدل حول الرسالة التي أرادت إيصالها، وانهالت الاتصالات على الجريدة وعلى هواتف صحافييها مستفسرة عن أبعاد الخطوة، إلى أن أطلّت رئيسة التحرير نايلة تويني ظهرا لتشرح ملابسات هذه الخطوة بحضور ممثلي وسائل إعلام لبنانية وأجنبية، ولتعلن «أن صرختنا اليوم هي لنقول إنّ الوضع لم يعد يُحتَمل، وصفحات «النهار» هي صفحات الشعب، وهدفنا دعوة المسؤولين إلى صرخة ضمير».

نفت تقليدها «واشنطن بوست» التي خرجت بعمود جمال خاشقجي فارغا

وقالت تويني «القلم سلاح وبياض صفحات النهار اليوم سلاحنا. استخدمنا قلمنا في كلّ المراحل والمعارك من أجل لبنان وشعبه. واجب القلم أن ينقل نبض الشعب وهمومه. هو الذي رافق كلّ إنجازات الوطن وأفراحه، ورفض في الآن عينه كلّ مؤامرة ضدّ الأرض والحرية والإنسان». وأضافت «تعبت النهار وهي تكتب عن الوعود والذرائع المكرّرة والفارغة. انتظرنا سنتين لتعيدوا إلى الشعب حقّ انتخاب نوابه، وأشهرا لانتخاب رئيس الجمهورية، ولا نزال ننتظر ولادة الحكومة من 5 أشهر، فإذا بها لعبة تقاسم حصص، … صفحات النهار البيضاء اليوم هي لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة إعلامية وطنية تجاه وضع البلد الكارثي».
وأعلنت عن إطلاق شعار «نهار أبيض بوجه الظلمة»، متمنية أن «يكون إصدار اليوم نقطة تحوّل وناقوس خطر تجاه الأزمات». ونفت تويني ما يُحكى عن أنّ «النهار» ستُقفل، قائلة «نحن مستمرّون ورقيا وإلكترونيا رغم ما يمرّ به البلد من أزمات «. كما نفت أي ربط بين صدور صحيفة «واشنطن بوست» بزاوية بيضاء مكان مقال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وصدور «النهار» بالأبيض.
وكان حضر إلى مكاتب جريدة « النهار « النائبان نديم الجميّل وطوني فرنجية، والمدير العام لوزارة الاعلام حسّان فلحة، ورئيس مجلس إدارة محطة MTV ميشال المر، وممثل عن نادي الصحافة، للإعراب عن التضامن مع الصحيفة ومع سائر الصحف اللبنانية في الأزمة التي تعانيها جراء تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع المدخول الإعلاني، والمنافسة الحادة التي تشهدها الصحافة الورقية من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى توقف المال السياسي من الدول العربية.
وقد تصدّر هاشتاغ #النهار الترند رقم واحد في «تويتر» في لبنان أمس. وسُجّلت تعليقات كثيرة على مواقع التواصل. وغرّد النائب فادي سعد «بئس هذا الزمن الذي نشهد فيه على احتضار الصحافة الورقية». وكتب سامر دبليز «إنها رسالة بالغة الأهمية لمن يفهم بالمسؤولية فلا كلام يكتب او يقال في الزمن الأسود… خلص الحكي في جمهورية التعتير». ورأى غسان حسامي أنه «الصمت الصارخ الأبلغ من أي كلام في زمن الفساد المستشري والظلم وغياب العدالة…».
من جهتها، غرّدت مراسلة تلفزيون «الجديد» نانسي السبع «طلع العدد الأبيض بوجه العهد، مبكرين برفع راية الاستسلام بهالمعركة!». وأضافت: «هلأ لما نايلة تويني كانت نائبة تسع سنين والتزمت الصمت كانت عم توجّه رسالة ضد العهد؟! وكتبت: «حدا خبّرها لنايلة تويني انو لما كانت نائبة حكومة تمام سلام بقيت 11 شهرا لتألّفت والزبالة سكّرت الطرقات وشباب الحراك المدني تدعوسوا».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية