برلين ـ «القدس العربي»: بعد وصول أول طائرة عسكرية ألمانية تقل مواطنين ألمانا بعد إجلائهم من إسرائيل تدور أسئلة على لسان الألمان حول سبب تأخر ألمانيا في إجلاء مواطنيها، وهل تلزم هذه المدة من أجل البدء بعمليات الإجلاء من هناك؟ ومتى من المخطط أن تنتهي هذه الرحلات؟
والأحد هبطت طائرة نقل عسكري ألمانية تقل على متنها 51 راكبا في ألمانيا، وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع في برلين، في الوقت الذي تسارع فيه الدول إلى نقل رعاياها إلى مكان آمن في أعقاب الهجمات التي نفذتها حركة “حماس” قبل أسبوع.
وهبطت طائرة نقل من طراز “إيه 400 أم” في فونستورف، في ولاية ساكسونيا شمال غربي ألمانيا، في الساعة 35:04 صباحا بالتوقيت المحلي، وستتبعها أخرى تقل 29 مواطنا. وقال الجيش الألماني: “إنه يجري حاليا تجهيز المزيد من الرحلات الجوية”.
وحسب فولفغانغ هلميش، المتحدث باسم حزب المستشار أولاف شولتس لشؤون سياسة الدفاع في البرلمان، فإن الطائرتين اللتين أرسلتا يوم السبت كانتا تحملان على متنهما مواد إغاثة لإسرائيل، وتم تحميل ركاب ألمان لإجلائهم بعدها.
وبعد أن أجلت دول مواطنيها بسرعة ما زالت ألمانيا تضع الخطط.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إنها دعمت مغادرة حوالى 2800 ألماني من إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر حتى الآن.
وتسعى عدة دول جاهدة لإخراج مواطنيها من إسرائيل منذ أن أطلق مقاتلو “حماس” آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل واخترقوا الدفاعات الحدودية وهاجموا مناطق في جنوب إسرائيل قبل أسبوع.
وقامت شركة “لوفتهانزا” الألمانية للطيران بنقل الألمان إلى خارج إسرائيل في رحلات خاصة هذا الأسبوع؛ وتم نقل أكثر من 800 شخص جوا إلى ألمانيا يوم الجمعة وحده. لكن شركة الطيران قالت يوم السبت إنها أوقفت تلك الرحلات مؤقتا بسبب “الوضع الأمني غير المؤكد” و”قضايا الاستقرار العملياتي التي لم يتم حلها في تل أبيب”.
وحسب مجلة “شبيغل” الألمانية فإنه بعكس العديد من الدول الأخرى فإن التقديرات الألمانية تتحدث عن أكثر من مئة ألف إسرائيلي يحملون الجنسية الألمانية، وفي حين أعرب البعض عن رغبته بالمغادرة يرفض آخرون. هذا العدد الكبير، حسب المجلة الألمانية، يجعل من الضروري وضع خطة شاملة لمعرفة عدد من يرغب بالرحيل، وترتيب الأمر.
عادة تقدم لوفتهانزا والشركات التابعة لها الخطوط الجوية السويسرية أو الخطوط الجوية النمساوية أو يورو وينجز، ما يصل إلى 17 رحلة جوية يومياً إلى تل أبيب. ومن وجهة نظر الشركة، لا يزال الوضع الأمني لا يسمح باستئناف الرحلات الجوية المنتظمة إلى إسرائيل.
وللقيام بذلك، سيتعين على الطواقم المبيت في تل أبيب، وهذا يعتبر مشكلة في الوقت الحالي. ونظراً لاستدعاء جنود الاحتياط، تم أيضاً تقييد المناوبة الأرضية في تل أبيب. لذلك، ليس من الواضح تماماً متى ستعرض لوفتهانزا رحلات مجدولة إلى إسرائيل مرة أخرى.
كما يتم تنفيذ الرحلات الجوية الخاصة لوزارة الخارجية بواسطة أطقم متطوعين ويتم تنظيمها بطريقة لا تتطلب المبيت، إن أمكن. ويمكن أخذ الحد الأقصى من وقود الطائرة معها في رحلات الإخلاء بحيث يمكنها في حالة الطوارئ الرجوع قبل وقت قصير من الهبوط والعودة إلى ألمانيا، وهذا غير ممكن على الرحلات الجوية المجدولة لأسباب تتعلق بالتكلفة.
هناك مشكلة أخرى تتعلق بالرحلات المجدولة، إذا كان الطلب كبيراً، يتم تطبيق أولوية قائمة الانتظار العادية. وهذا يعني أنه يتم إعطاء الأفضلية للمسافرين الدائمين. قد يتعين بعد ذلك، ترك الفصول المدرسية لكل الأشياء. ومع ذلك، في الرحلات الجوية الخاصة، يتم استخدام معايير أخرى لتحديد من يُسمح له بالسفر ومن لا يُسمح له.