لندن – «القدس العربي»: كشفت قائمة أعدتها شبكة بي بي سي لـ100 إمرأة الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2024 أن النساء العربيات احتللن مكانة هامة بعد أن أثبتن تميزهن في العديد من المجالات، سواء الفنية أو الصحية أو الهندسية، تأتي هذه القائمة لتثبت أهمية الدور الذي تلعبه المرأة العربية في بناء المجتمع، وما تشكله من إلهام وتقدم.
ورغم التحديات الجمة التي تعصف بالمجتمعات العربية استطاعت النساء العربيات إيصال أصواتهن إلى الساحة العربية والعالمية، عبر السعي الدائم لتحسين ظروف الحياة، والتمهيد لمستقبل أفضل.
ونقدم هنا قائمة بأسماء بعض النساء العربيات الأكثر تأثيرًا لعام 2024:
بلستيا العقاد:
صحافية وشاعرة من فلسطين أنهت دراستها الجامعية في فلسطين بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونشرت الشابة البالغة 22 عامًأ مقطع فيديو تتحدث فيه عن الأوضاع في غزة، أثناء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة. وحظي الفيديو بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت حوالي 4 ملايين متابع على إنستغرام، لتنشر لاحقًا عددًا من القصائد واليوميات عن قطاع غزة.
كما ستنشر مذكراتها ضمن سلسلة تقارير بعنوان «عيون غزة”». وحصلت على جائزة صحافية العام من منظمة «وان يونغ وارلد»، ونظمت بعض الحملات الداعمة للفلسطينيين، مستغلةً الفعاليات العالمية مثل القمم والمؤتمرات الدولية.
إيناس الغول:
مهندسة زراعية من فلسطين. استطاعت أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أن تجد حلًا لشح المياه، الذي خلفه القصف الإسرائيلي لمضخات المياه.
واستخدمت المواد التي يمكن إعادة تدويرها مثل الخشب والزجاج والقماش لتصميم جهاز تحلية للمياه يعمل بالطاقة الشمسية من أجل تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب.
وسرعان ما أصبح الجهاز الذي صممته شريان حياة للعديد من النازحين المقيمين في مخيمات خان يونس، جنوب قطاع غزة، بعد أن تضررت مرافق المياه والصرف الصحي بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وابتكرت الغول أيضًا موقدًا يعمل بالطاقة الشمسية، إلى جانب استخدام إعادة التدوير لإنتاج الحقائب والفرش.
ياسمين مجلي:
مصممة أزياء فلسطينية. استوحت تصاميمها من التقاليد والأجواء الفلسطينية، وكانت قد استقرت في رام الله في الضفة الغربية المحتل، بعد أن نشأت في جنوب أمريكا، وأطلقت علامتها التجارية الخاصة Nol Collective عام 2020.
وتعمل العلامة التجاري لياسمين بالتعاون مع ورشات الخياطة التي تديرها أسرتها، إلى جانب متاجر التوابل التي توفر أصبغة طبيعية، وبالإضافة إلى الجمعيات التعاونية النسائية المتخصصة لإنتاج الملابس.
ويساهم في عملية الإنتاج عدد من الخياطين والنساجين والمطرزين احتفاء بالحرف التقليدية الفلسطينية المتمثلة بصناعة الأثواب التقليدية.
واستخدمت المصممة الأزياء كوسيلة لسرد القصص عن معاناة الفلسطينيين، كما سلطت الضوء على انتشار ظاهرة التحرش بالنساء على مستوى العالم، حيث أضافت عبارة «لست حبيبتك» على السترات التي تصممها.
كريستينا عاصي:
مصورة صحافية من لبنان نشأت في تسعينيات القرن العشرين في لبنان، في أعقاب الحرب الأهلية لبنانية، وهو ما غذى شغفها لحمل الكاميرا وتغطية الصراع، وروايات الحرب.
لكن حياة كريستينا انقلبت إلى مأساة حقيقية في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، بعد إصابتها بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية استهدفتها أثناء تغطية المعارك في جنوب لبنان وهو ما أدى في النهاية لبتر ساقها. ونجم عن الغارة الإسرائيلية استشهاد زميل كريستينا الصحفي عصام عبد الله، وإصابة خمسة آخرين من زملائها.
لكن إصابة كريستينا لم تمنعها من النضال للحفاظ على سلامة الصحافيين، وقد شاركت في موكب حمل الشعلة الأولمبية عام 2024 في باريس تخليدًا لذكرى الصحافيين الذين استشهدوا أثناء تغطيتهم الصحافية.
هند صبري:
ممثلة تونسية وهي واحدة من أشهر نجمات السينما العربية، وقد كشف دروها المميز في فيلم «صمت القصور» عن معاناة النساء في تونس من الاستغلال الجنسي والاجتماعي، كما أنها أول امرأة عربية تنضم للجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي في عام 2019.
لعبت الفنانة دور البطولة في فيلم «أربع بنات»، الذي ساهم بإدخال تونس إلى حلبة المنافسة على جوائز الأوسكار في عام 2024، كما أنه ترشح لجائزة أفضل فيلم وثائقي.
واستقالت من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، احتجاجًأ على استخدام التجويع كسلاح في العدوان على غزة.
سامية السورية:
مستشارة نفسية من سوريا لم يكشف عن هويتها، حفاظًا على سلامتها الشخصية، وهي أخصائية في علم النفس. وقد تمت الاشلدة بدورها في تقديم الدعم النفسي للسوريين الذين واجهوا الصدمات النفسية طوال سنوات الصراع في بلادهم.
وتعمل في عيادة للصحة النفسية تابعة لإحدى لجان الإنقاذ الدولية، وتنظم جلسات إرشاد نفسي للنازحين وعائلاتهم في مخيمات اللجوء شمال شرق سوريا. كما تكرس حياتها لتقديم الدعم النفسية لمرضاها، وزيادة وعيهم بطرق التعامل مع المشكلات النفسية، رغم الموارد الشحيحة.
حربية الحميري:
وهي مهندسة يمنية مختصة بالحفاظ على التراث وتعمل على إعادة الحياة إلى العديد من الأبنية التراثية والتاريخية في اليمن وخاصة تلك المتضررة من الحرب التي شهدتها البلاد.
ونجحت الحميري في ترميم العشرات من المباني السكنية والتراثية في صنعاء القديمة وفي جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع وكالات منظمات مثل وكالة الامم المتحدة للثقافة- اليونسكو، وذلك بعد أن أجرت اليونسكو مسحًا للمباني المتضررة من الحرب في أكثر من 16000 موقع.
ولم يتقصر دورها على ترميم المباني التراثية والمواقع التاريخية، لكنها ساهمت أيضًا في عودة العديد من الأشخاص إلى منازلهم بعد ترميمها وإصلاح الأضرار التي لحقت بها.
وبالإضافة إلى ذلك، تشرف على تدريب السكان المحليين على ممارسة حرفة البناء يدويًا وهو ما ألهم العديد من الفتيات اللاتي التحقن بهذا المجال.
نادية مراد:
عراقية حائزة على جائزة نوبل للسلام. حازت على جائزة نوبل للسلام للإسهامات التي قدمتها كناشطة في حقوق الإنسان، حيث تعرف الأخيرة بدعمها لضحايا العنف الجنسية.
وقد شهدت نادية على الإبادة الجماعية للإيزيديين في العراق على يد تنظيم داعش عام 2014، وكانت من بين معتقلي داعش الذين أجبروا على العبودية وتعرضت للإساءة والاغتصاب.
واستطاعت الهروب من تنظيم داعش بعد ثلاثة أشهر من اعتقالها، وتحدثت عن معاناتها لرفع الوعي العام بمخاطر العنف الجنسي خاصة في أوقات الحروب والصراعات.
كما أطلقت مبادرة للمساعدة في إعادة بناء المجتمعات المتضررة من الحروب وتعويض الناجين منها، ورفعت دعوى قضائية ضد تنظيم داعش بالتعاون مع محامية حقوق الإنسان أمل كلوني.
هالة الكريب:
ناشطة مناهضة للعنف الجنسي في الحرب تشغل هالة الكارب منصب المديرة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الإفريقي، وهي ناشطة وكاتبة متخصصة بتلسيط الضوء على العنف القائمة على النوع الاجتماعي في السودان وغيرها من مناطق الحروب. هذا وعملت هالة عبر المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الإفريقي على الكشف عن حالات العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان منذ اندلاع الحرب فيها في شهر نيسان/ أبريل من عام 2023، حيث تقدم هالة الدعم للنساء والفتيات من ضحايا العنف الجنسي. ووفقًا لتقاربر الأمم المتحدة فقد تلقت أكثر من 400 امرأة وفتاة الدعم النفسي بعد أن تعرضن للعنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان حتى شهر تموز/ يوليو من عام 2024.
صفاء علي:
طبيبة توليد من السودان. رفضت إخلاء المستشفى التي تعمل فيها، بعد اضطرار زملائها للهروب من المستشفى الواقعة في السودان، نظرًا لشدة القصف.
وساعدت الطبيبة النسائية في إجلاء الموظفين والنساء الحوامل ونقلهن إلى أماكن أكثر أمنًا، أثناء المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتعمل في المستشفى السعودي للولادة، كما أنها تشرف على إجراء عمليات الولادة القيصيرية، بالإضافة اهتمامها بصحة النساء في ظل التحديات التي يفرضها الصراع في السودان.
وتتولى تدريب 20 طبيبة حديثة التخرج في مجال التوليد، للمساعدة في تخفيف الضغط عن الكوادر الطبية.
نور إمام:
رائدة أعمال مصرية. تعمل كمربية متخصصة بالتوعية بقضايا الصحة الجنسية والحصة الإنجابية والتوعية الجنسية، وغيرها من المواضيع التي قد تعتبر من المحرمات في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقد ساهمت في تأسيس شركة تكنولوجيا نسائية تقدم بعض خدمات الرعاية الصحية للنساء عبر منصة رقمية وعيادة في القاهرة. وتهدف هذه الشركة إلى توعيى النساء بالاحتياجت الصحية لأجسادهن، وتسهيل الوصول إلى المعلومات المرتبطة بوسائل منع الحمل، والتعامل مع بعض القضايا الحساسة المرتبطة بالصحة الإنجابية.
ومن بعض الأسماء العربية الآخرى اللتي ذكرتها بي بي سي ،هندا عبدي محمود من الصومال وفوزية العتيبي من السعودية وشيرين عابد من فلسطين