عرب اسرائيل، معنا أم علينا؟

حجم الخط
1

فتيل ساخن وآخذ في القصر يربط بين النائبة حنين الزعبي، محرضي الاقصى من الجناح الشمالي، مانحي وسام الشرف في سخنين لعزمي بشارة – المشبوه بالتجسس في زمن الحرب – والمنضمين العرب الاسرائيليين الى تنظيم داعش. فتيل خطير يشد الديمقراطية الاسرائيلية حتى إلى نهاية حدود قدرة الاحتواء.
مُحق الرئيس رؤوبين ريفلين بأن في اسرائيل يوجد تعاظم لمظاهر العنف. وحتى لو كان الرئيس بالغ في تشديد الخطورة، فان جذور الظاهرة تتطلب بحثا معمقا وبالتأكيد لا يدور الحديث عن مرض.
على أي حال، فان التوترات داخل المجتمع السياسي، مهما كانت شديدة، لا يمكنها أن تشكل ذريعة لمظاهر الخيانة، التحريض والتعاون مع جهات معادية. لن يكون أبدا مبرر لمظاهر خطيرة فيها ما ينتج خطرا وجوديا على مواطني الدولة.
دولة اسرائيل، التي تحب الحياة، لا يمكنها أن تسمح للربيع العربي ولرياح الحرب التي تهب من أحلام الخلافة الاسلامية أن تشوش نسيج الحياة في اسرائيل إذ في روحنا الأمر. لسنوات عديدة تعلمنا على أجسادنا حدة اللهيب الحاد للتحريض المناهض للصهيونية من المدرسة العنيفة للمفتي الحسيني، عز الدين القسام ومواصلي دربهما. والمعركة مع مواطني الدولة ممن يحفرون أنفاق الكراهية في الوطن قاسية وأليمة بأضعاف من تلك التي تدار ضد العدو الخارجي.
معظم عرب اسرائيل ليسوا شركاء في الاعمال العدائية ضد الدولة. وأشك اذا كان بينهم بعض من هم مستعدون لأن يستبدلوا الحياة في دولة اسرائيل وينتقلوا الى السلطة الفلسطينية أو الى أي دولة عربية. فكل من تذوق لمرة واحدة في حياته طعم الديمقراطية، لن يستبدلها بالطعم المرير للطغيان والقمع.
من المهم أن نوضح لعرب اسرائيل بأنه في العصر الحديث تقرر وسائل الاعلام الوعي. فهي تفضل اعطاء تعبير للافعال المتطرفة، العنيفة لأن صورتها تلتقط جيدا وتخلق انتشارا. وفي مثل هذا الواقع الواجب التصدي له، فان الاغلبية الصامتة لا تلقى التعبير وتكف عن أن تكون ذات صلة. وصمت الخراف من جانب اغلبية الجمهور العربي أمام النشاط الخائن ضد دولة اسرائيل يُصنفها في موقف اشكالي للغاية.
إن مواطني الدولة من الوسط العربي ملزمون بالاستيقاظ. واحد من اثنين: إما أنهم يؤيدون اعمال المتطرفين، بمن فيهم اولئك الذين يمثلوهم في الكنيست، وإما أنهم ملزمون بأن يطلقوا أصوات الصراخ والاحتجاج ضد اولئك الذين يحرثون على ظهورهم.
عليهم أن ينفضوا عنهم بسرعة خيوط العنكبوت التي تلتف حولهم خشية أن يجدوا أنفسهم عالقين يائسين في ذات الشبكة الخطيرة، وحسن ساعة مبكرة لذلك.
إن حقوق الاقليات في دولة اسرائيل مضمونة في وثيقة الاستقلال. والمحكمة العليا على مدى السنين، رغم الانتقاد المبرر احيانا لقراراتها، تبذل جهودا واضحة لضمان المساواة، وكذا حكومة اسرائيل في مجالات حيوية؛ ولكن كل الجهود تضيع هباءً اذا لم يقرر مواطنو اسرائيل العرب لمن يتجه ولاؤهم، لنا أم علينا؟.

اسرائيل اليوم 20/10/2014

حاييم شاين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول R Ali:

    سؤال سخيف من الصهاينة…. يجب عليكم إﻻجابة على من اغتصبتم أرضه وقتلتم أجداده وشردتم وسجنتم أهله فماذا تكون إﻻجابة يا اغبياء؟! حسبنا الله ونعم الوكيل. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.

إشترك في قائمتنا البريدية