عشراوي والبرغوثي لـ “القدس العربي”: منتدى الدوحة فرصة لتقديم صورة دقيقة عن القضية والوضع الفلسطيني ـ (تغريدات وفيديو)

نورالدين قلالة
حجم الخط
0

الدوحة – “القدس العربي” :
اختتمت النسخة التاسعة عشرة من منتدى الدوحة 2019 الذي يعدّ منصة عالمية للحوار والذي عقد هذا العام تحت عنوان “الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب” بحضور قادة الرأي وصنّاع السياسات حول العالم، لمناقشة التحديات التي تواجه عالمنا، وطرح الحلول المبتكرة القابلة للتطبيق.

اختتام منتدى الدوحة.. حضر العالم وغابت دول الحصار.

وجاء في الحساب الرسمي للمنتدى على منصة تويتر: “ها نحن الآن نصل إلى ختام منتدى الدوحة في قطر، بعدما استمرت أعماله على مدى يومين تخللتهما حوارات مثمرة ولقاءات بناءة بين قادة العالم لمعالجة القضايا الملحة في العالم. استقطبت نسخة هذا العام أكثر من 3000 مشارك، و302 متحدثاً، و104 دولة. يومان تخللهما الكثير من الحماس”.

وقد لاحظ الجميع العدد الهائل من المشاركين في المنتدى، من كل دول العالم تقريبا، وعلى اختلاف مسؤولياتهم ومناصبهم وتنوع اختصاصاتهم وتوجهاتهم السياسية والإيديولوجية، كما لاحظ الجميع أيضا غياب دول الحصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر عن هذا التجمع العالمي في حضور كافة دول العالم من سياسيين واقتصاديين وخُبراء ودُبلوماسيين ورؤساء دول ووزراء، وقد عبر البعض عن هذا الغياب بأنه أمر مخجل، فيما تساءل البعض عن تخلف هذه دولهم وانعزالهم عن هكذا تجمع يدعو للحوار والدبلوماسية والتعدد والتنوع.
وقال أحد المغردين إن “المشاركين في منتدى الدوحة رؤساء دول وممثلو حكومات ومنظمات دولية ذات ثقل ومكانة عالمية ولم يتم شراء ولاءاتهم أو الضغط عليهم من أجل الحضور والمشاركة في هذا المنتدى، فقد أثبتت الدبلوماسية القطرية نجاحها واستطاعت قطر بالأفعال أن تثبت للعالم بطلان اتهامات دول الحصار لها بالإرهاب”.


حضر المنتدى الذي استمر يومين ما يقارب 3000 من صانعي القرار وخبراء السياسة وقادة الفكر، وضم أكثر من 250 متحدثًا، كما شهد استضافة سلسلة من المقابلات واللقاءات حول وجهات النظر المختلفة، يتم بثها على مدار العام عبر موقع المنتدى.
وقال الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية في تغريدة له إن “منتدى الدوحة ملتقى يجدد فيه العالم ثقته في قطر كدولة تمتلك رؤية ورأيا وموقفا لحل المشاكل ومواجهة التحديات العالمية المشتركة”.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن في حسابه على تويتر: “اجتمع العالم في الدوحة على مدار اليومين الماضيين لتبادل الخبرات حول التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه عالمنا اليوم. أهدافنا متشابهة في نواحٍ كثيرة فكلنا يرى بأن التعاون والحوار مفتاح لمستقبل أفضل”. كما قال في تغريدة أخرى: “نشكر فريق العمل الشاب الذي نفخر به على جهودهم في تنظيم النسخة ١٩ من منتدى الدوحة، وجميع كادر وزارة الخارجية ومؤسسات الدولة وكل من ساهم في نجاح المنتدى هذا العام”. وقال الوزير في تغريدة سابقة إن الدوحة “استطاعت من أن تكون وجهة للحوار المفتوح من خلال المبادرات والمنتديات المختلفة التي تحتضنها”.
وقالت الشيخة المياسة آل ثاني في تغريدة لها: “أخذنا على عاتقنا في قطر بالمساهمة في حل النزاعات سلميا حول العالم عبر الوساطة، وتوفير فضاء للحوار، وإنشاء منصات كمنتدى الدوحة ومؤتمر حوار الأديان”.


وغرد الشيخ ثاني بن حمد قائلا: “لفتت قطر خلال اليومين الماضيين أنظار العالم من خلال منتدى الدوحة الذي شهد مشاركة عالمية رفيعة المستوى ونقاشات حيوية نحو مستقبل بناء للبشرية، إيمانًا من دولة قطر بالدبلوماسية والحوار والتعددية”.

وقالت مشاعل بنت حمد بن سحيم إن “الحوار الفعال لا بد أن ينطلق من قواعد واضحة ومبادئ واضحة.. كما أشار إليها سمو الأمير في كلماته المتعددة بهذا الصدد”.
وقال عبد الله الشايجي إن منتدى الدوحة “تحول منذ انطلاقته قبل 19 عاما لملتقى سنوي يجمع قادة الدول لشرح مواقف دولهم ومناقشة قضايا الأمن والاستقرار والدفاع عن سياساتهم.. هذا العام شهد المنتدى مواقف لافتة لأمير قطر ورؤساء رواندا والسلفادور وتشيلي ورئيس وزراء ماليزيا ورئيس المجلس الرئاسي في ليبيا”.
وقالت جوهرة محمد: “منتدى الدوحة من أهم المنتديات، كنا نعمل معهم في مجال حقوق الإنسان ولنا جلسة خاصة، ودائما تصدر عنه إعلانات مهمة، وحضور جلساته فيها فائدة للمهتمين”.
ولم يكن منتدى الدوحة مجرد منصة للنقاش، بل تم خلاله عدة لقاءات بين مسؤولين سياسيين لم يكونوا ليلتقوا في مكان وزمان آخر، كما تم خلاله التوقيع على عدة اتفاقات على غرار توقيع معهد قطر لبحوث الحوسبة مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وغيرها من الاتفاقات. كما وعدت قطر خلال المنتدى المستثمرين في مناطقها الحرة بالشراكة الدائمة.

وأكد رؤساء وفود عدة دول على ضرورة المشاركة في منتدى الدوحة، وعلى أهميته وجذبه لأهم الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وهو ما يجعله منصة حوارية ناجحة في جذب أنظار العالم.
وأدلى مشاركون في المنتدى بتصريحات لـ”القدس العربي” حول الأهمية التي يكتسيها منتدى الدوحة، حيث قال يوسف بن علي الخاطر سفير قطر في المملكة المتحدة إن منتدى الدوحة أصبح اليوم منتدى عالميا له علاقات دولية خاصة، وهذه السنة الـ 19 التي يعقد فيها بنجاح فائق، وأضاف أن “الجميع لاحظ مدى التطور الذي بلغه هذا التجمع الدولي”، مشيرا إلى أن “هدف المنتدى من خلال الشراكة مع المراكز الدولية الفكرية والإستراتيجية يعطي المنتدى إضافة أكبر وأبعاد أوسع، سواء من ناحية النقاش أو من ناحية الدوائر والمجالات التي يتم التطرق إليها، أيضا طريقة النقاش وعملية الحوار”.
وبالنسبة للعلاقات بين قطر والمملكة المتحدة قال السفير يوسف الخاطر إنها “في أقوى مستوياتها”، مضيفا أن “قطر شريك مهم للمملكة المتحدة وكذلك المملكة المتحدة شريك مهم لقطر في مجالات عدة، ففي المجالات الاقتصادية مثلا نجد أن المملكة تمثل أهم العواصم المهمة لجذب الاستثمارات القطرية التي تفوق 35 مليار جنيه إسترليني، وهناك أيضا عدة شركات بريطانية عاملة في قطر خاصة مشاريع كأس العالم، بالإضافة طبعا للعلاقات السياسية والعسكرية القوية بين الطرفين”.
واعتبر مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية منتدى الدوحة “من أكبر المنتديات العالمية في الوقت الراهن”، وقال إنه “يضم آلاف الأشخاص من مختلف دول العالم، وعددا كبيرا جدا من القادة ورؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والباحثين والمؤسسات الدولية المختلفة”. وأضاف البرغوثي: “لهذه الأسباب المنتدى فرصة لنا لتقديم صورة دقيقة وواضحة عن الوضع الفلسطيني”.
وأكد البرغوثي لـ “القدس العربي” أن “أهم شيء طرح في هذا المنتدى هو أننا نعيش في عالم متعدد الأقطاب ولكن هناك تفرد في سياسة الولايات المتحدة في كثير من القضايا، هناك مس بمبدأ القانون الدولي، وأكثر قضية تجلى فيها هذا المس بالقانون الدولي وقواعد التعامل في عصرنا هي قضية استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ليس فقط الاحتلال الذي تطور ليصبح نظام تمييز عنصري (أبارتايد) ونظاما استعماريا كولونياليا إحلاليا، وهذا طبعا وصمة عار في جبين العالم أن يبقى هذا الأمر على هذه الشاكلة”.
وأضاف البرغوثي أن “أحد النقاط الجوهرية التي نخوض فيها الآن هي كيف يمكن إنهاء هذه الحالة التي جعلت إسرائيل فوق القانون الدولي وفوف المحاسبة وترتكب جرائم لا أول ولا آخر لها ضد الشعب الفلسطيني. وأيضا كيفية إعادة تركيز الاهتمام على القضية الفلسطينية في ظل الانشغال بمشاكل وقضايا عديدة تعيشها المنطقة والعالم”.
بدورها قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ “القدس العربي” إن “القضية الفلسطينية موجودة وحاضرة في مثل هذه التجمعات الدولية، هناك جلسة خاصة بالقضية الفلسطينية ومعالجتها، على الرغم من أن هذا المنتدى له صبغة عالمية ولا يهتم بقضايا بعينها، بل يناقش قضايا تتعلق بكل العالم، سواء على مستوى دول أو أقاليم أو مؤسسات دولية. وجودنا هنا هام جدا بالنسبة لقضيتنا، لأننا في نضالنا ضد الاحتلال نعتمد على التعددية والدبلوماسية والحوار والقانون الدولي، ونعتمد أيضا على الاحتضان العالمي للقضية الفلسطينية، وبالتالي طرح هذه المسائل والقضايا في منتدى عالمي كهذا يعتبر فرصة للحديث عن قضيتنا وإيصال صوتنا إلى العالم. كما أن تنظيم هذا المنتدى في الدوحة يشكل دفعا قويا لقضيتنا بحكم العلاقات الجيدة التي تربط قطر بفلسطين. علاقاتنا مع قطر متينة ونحاول أن تبقى متينة، ونسعى لتطويرها أيضا مع كل الدول العربية والخليجية لأن فلسطين يجب أن تبقى في قلب العالم العربي”.
وقد شهدت الجلسة الختامية للمنتدى كلمة ألقاها جواد ظريف وزير خارجية إيران أكد فيها على أهمية منتدى الدوحة في توفير فرصة فريدة للتفكير في طرق تخرجنا من المأزق الذي يعيشه الإقليم. وشدد ظريف على أهمية الحوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ورفض القوة وطرق القمع والاتفاق على فرق عمل لإيجاد حلول وتأسيس التعاون ورسم خارطة طريق للمستقبل مع إرساء مناطق خالية من أسلحة الدمار وبناء الثقة بين الدول وإدارة المياه والسلامة النووية وحرية الملاحة البحرية.
وحضر ختام أعمال المنتدى الشيخ عبد الله بن ناصر رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري، كما كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد استقبل عددا من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في هذا المنتدى، الذي احتفل بمرور 75 عاما على إنشاء الأمم المتحدة بعقد جلسة تحدث فيها تيجاني محمد باندي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة السابق، وعدد من المسؤولين الأمميين.
وناقش المنتدى في نسخة 2019 مقاربات حالية ومستقبلية لمفهوم الحوكمة، واستقطب أبرز قادة العالم وصناع السياسات خلال مؤتمر شامل على مدى يومين من النقاش والحوار حول قضايا عالمية معاصرة وملحة.
وقد أصبح “منتدى الدوحة” يحظى بمكانة رائدة جعلته يستقطب العديد من أبرز صناع السياسات وقادة الرأي حول العالم، ويتعاون مع مجموعة من المؤسسات الرائدة في صنع السياسات التي تقود عملية البحث والنقاش الدائرة حول القضايا العالمية، وتحدد جدول أعمال النقاشات والقضايا التي يتضمنها جدول أعمال منتدى الدوحة 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية